مشاهدة النسخة كاملة : الكتابات القديمة عن تاريخ ظفار


وغلاتي
29-09-2006, 08:14 AM
"]الكتابات القديمة عن تاريخ ظفار
أثار اللبان اهتمام المؤرخين الأوائل وميناء سمهرم مركز لتصديره[/COLOR]
http://www.omandaily.com/24/image/picmain4.jpg


اكتسبت ظفار أهميتها في العالم القديم وعصور الحضارات المزدهرة. كالحضارات السومرية والفرعونية والبابلية والرومانية وغيرها من الحضارات والشعوب القديمة لوجود «اللبان» تلك الشجرة التاريخية الهامة في تلك العصور كما ورد في اللوحات القديمة والكتابات والرسوم نظرا لمكانة شجرة اللبان دينيا واقتصاديا حيث تعد مدينة سمهرم شرق ولاية طاقة التي تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، إحدى المدن المهمة التي بنيت بعد ظهور تجارة اللبان مع الحضارات القديمة، وتفوقت أهميته التصديرية للخارج. ولما كان اللبان السبب الأكثر بروزا عبر التاريخ في شهرة ظفار في العالم القديم فقد شغلت مساحة حضارية مهمة في التاريخ لكونها مصدرا أساسيا لهذه المادة إلى جانب مادة الصمغ أيضا، وكان أثره كبيرا على تطور تاريخ المنطقة وعلى المنطقة الأوسع في الشرق الأوسط.
وقد أثار اللبان في ظفار اهتمام المؤرخين الأوائل وكتبوا عن هذه السلعة منذ عام 400 قبل الميلاد، بدءا من المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت ثم بيليني وبطليموس وديودورس وسترابو وغيرهم.. وهؤلاء جميعهم تركوا انطباعات واشارات كما تقول المصادر التاريخية عن أهمية اللبان وندرته في العالم، والتي كانت سببا في ازدهار المنطقة التي تحتكر انتاج اللبان وكان الطلب التجاري عليه من امم العالم القديم، لا يضاهيه الطلب على أية سلعة أخرى.
وقد شكل ميناء سمهرم مركزا بحريا مهما لتصدير اللبان الى العالم القديم، بالإضافة الى المراكز البرية المعروفة التي انتشرت على طول قوافل تجارة اللبان، وكانت حضارات الشرق الأدنى تعتمد على ميناء سمهرم في جلب ما تحتاجه من اللبان اللازم لمعابدها.
ومن الطرق القديمة التي ورد ذكرها لدى المؤرخين والجغرافيين الأوائل، الطريق الذي يربط بين ظفار وشرق بلاد العرب حتى بلاد سومر في العراق. فالطريق البري يبدأ من ظفار غربا عن طريق النجد الى جنوبي مدن الجزيرة العربية مثل شبوة وحضرموت، ثم شمالا الى نجران حتى غزة، ويذكر لنا المؤرخ (سترابو) أن الرحلة البرية تسلك طريقا مباشرا عبر منطقة الربع الخالي.
وتذكر بعض المصادر التاريخية ان الجغرافي بطليموس أول من رسم خريطة لمنطقة ظفار ظهرت نسخ منها في القرن الثاني عشر الميلادي، من مصادر عربية وأوروبية تعكس رؤية بطليموس لجغرافية المنطقة، حيث وضح موقع تصدير اللبان سمهرم، (خور روري) وقد حدد بطليموس هذه المنطقة (ظفار) وسماها (سوق العمانيين ).
ويقول البروفيسور بوريس زاريتز في فترة العصر الحجري الحديث حيث كانت هناك معابر الطرق التجارية وخاصة الربع الخالي، بدليل أن الأواني والمعدات التي تنتمي الى العصر الحجري الحديث قد وجدت على طول المنطقة وفي كل بقعة من شبه الجزيرة العربية. ووجدت بقايا هذه الحضارة في محافظة ظفار وفي شمال عمان وفي المناطق الداخلية من اليمن، وفي منطقة عسير.. وعثر على نماذج من فنون الرسم من تلك الحقبة على جدران الصخور والكهوف.
أعقب عهد العصر الحجري الحديث ما يسمى بالعصر البرونزي الذي يؤكد روابط شرق شبه الجزيرة العريية مع غربها ومع بقية مناطق عمان ومع بلاد السومر في جنوب العراق.. ويعود تاريخ أول النقوش الكتابية في حضارة السومريين الى نحو 3200 قبل الميلاد، وفي الفترة المعاصرة الى العهد الأخير من العصر الحجري في منطقتي ظفار والربع الخالي، وقد عثر على عدد من اللوحات السومرية «الكتابة القديمة» مكتوبا عليها «بخور روري» وفي سجلات أخرى نجد معنى أدق وهو تعبير البخور المستخرج من أشجار اللبان.. وهناك تعبيرات أخرى معناها البخور المطلوب للحكام والقساوسة. وتنبئ الكتابات الأولية أن هذا البخور كان يقاس عن طريق الوزن. وكان يخلط معه الزيت والشحوم لاستخدامه لأغراض الطقوس الدينية وكعلاج وكبخور عطري.. اما كلمة «الصمغ» فلم تظهر الا في الكتابات الآشورية اللاحقة في حوالي عام 1800 قبل الميلاد. وكان اللبان من واقع النقوش الكتابية يصدر الى بلاد ومناطق العراق القديم عن طريق البحر. كما أثبتت الاكتشافات قيام هذه التجارة عبر الطرق البرية. ويؤكد الباحثون أنه منذ حوالي 5000 سنة قبل الميلاد الى 1800 وكانت ظفار في ذلك العصر تسمى بأسماء مختلفة مثل «بلاد بونت» عند الفراعنة و«أوفير» عند الرومان و«أوبار» عند بعض المؤرقين الأجانب والمسلمين ويروي بعض المستشرقين المهتمين بالتاريخ القديم أن سفينة النبي سليمان عليه السلام رمت في بحيرة (سمهرم) وأخذت الجرار المملوءة باللبان تتدحرج من أعلى الجبل المرتفع في السفينة التي أبحرت باللبان من (أوفير).. ويتحدث «بيرين» وكذلك «بيسترن» أن هذه المنطقة المنتجة للبخور لم تكن فقط منطقة مهجورة تقوم بتصدير سلعة هامة بل إنها كانت جزءا من مجتمع حضاري يرتع بهذا الثراء كانت الأهمية التجارية لهذا الميناء مجال تنافس وصراع بين الحضارات القديمة في فترات مختلفة وتذكر بعض المصادر أن الإغريق والرومان قاموا بعدة حملات للسيطرة على هذا الميناء وقام الأسكندر الأكبر بإرسال ثلاث حملات لاكتشاف الشواطئ العربية عام 324 قبل الميلاد ومنها ميناء سمهرم.
كما كتب بعض المؤرخين المسلمين عن مدينة (أوبار) وحددوا موقعها بشمال ظفار ومن هؤلاء نشران بن سعيد الحميري الذي يشير إلى أن أوبار كانت الاسم الذي يطلق على الأرض التي تملكها قبيلة عاد لكنها جفت بسبب فقدان المياه، وأن بها مبان عالية وكبيرة نمطتها الرمال بفعل الرياح. و يشير المؤرخ الطبري محمد بن جريي أبو جعفر (310-1295) الى أن أوبار منطقة ضربها الجفاف بينما يشير الكسائي الى أن الرياح العاتية دمرت أوبار وهو ما ذكره القرآن الكريم عن قوم عاد. ويعطينا ياقوت الحموي (626 -1228 م ) وصفا جغرافيا دقيقا عن المنطقة اذ يقول أن أوبار أرض واسعة يبلغ عرضها نحو 300 فرسخ «40 ميلا».. وهي أرض خصبة للغاية وغنية بثروتها المائية، وبأشجارها الكثيفة بما في ذلك أشجار الفاكهة، وقد تعاظم ثراء الناس بسبب الخصوبة العالية للأرض.
إلا أن الآراء لم تستقر بعد بين المؤرخين حول ما إذا كانت أوبار هي أرض قوم عاد، وهل هي أرض واسعة أم مدينة محددة تقع في ظفار، لكن الدلائل وتأكيدات أغلب المؤرخين تؤيد أن ظفار هي أرض قوم عاد، وهذا ما أظهرته الكتابات والرسوم في الصخور والكهوف في بعض الأماكن والوديان في جبال ظفار.
ويذكر ابن المجاور (626-1221) أن هناك طريقا تسلكه القوافل التجارية يربط بين ويسرت وبغداد، وأن السلع الهندية والأقمشة كانت تنقل عبر ذلك الطريق من الهند إلى بغداد وتنقل إلى الهند تجارة تلك المنطقة.. ويشير أيضا إلى وجود طريق تجاري بين مرباط وطاقة القديمة، وعبر هذا الطريق كان العرب يجلبون الجياد مرتين في العام ويقايضونها بالعطور والسلع الفاخرة.
وفي العصر الميلادي الأول بدأت تجارة البخور تقل عما كانت عليه في العصور السابقة لكن لم تتوقف تجارته، وذلك نتيجة لعوامل تاريخية في العالم الروماني مما انعكس سلبا على الحضارة المزدهرة في المنطقة بسبب تراجع الإقبال على هذه التجارة، وبعد سقوط الدولة الحميرية في ظفار (سمهرم) في القرن السادس الميلادي أي قبل وقت قصير من ظهور الإسلام. كما يقول الباحث س.ب مايلز. إلا أن ظفار الساحل (ويقصد مرباط ثم البليد) اعتمرت في التوسع والازدهار.
كما زار ظفار الكثير من الرحالة والباحثين، ومن هؤلاء الرحالة الشهير ابن بطوطة الذي زار مدينة الرباط القديمة التي تقع شرق ولاية صلالة في القرن الرابع عشر الميلادي، وكتب عن ظفار وعادات السكان والحياة المعيشية.

المصدر :- جريدة عمان

القلم الحزين
29-09-2006, 09:31 AM
ما شاء الله !
فعلا رحلة عبر التاريخ إلى ماضي عمان ..
بصراحة موضوع رائع وممتع نفخر بوطننا لإصالته ومجده ، وندرك بأن العمانيين مبدعين منذ العصور القديمة ومتميزين في مكانتهم بشبه الجزيرة العربية .
شكرا سحاب الشوق على هذا الموضوع الرائع وانتقائك له بحرص .
بارك الله فيك ..

الفارس البلوشي
01-10-2006, 12:52 AM
سحاب الشوق

موضوعك يحتوى على معلومات قيمه وهذا دليل على إبداع العمانيين في العصور القديمه..

لك جزيل الشكر والتقدير.

الغرام العذب
01-10-2006, 11:50 AM
سحاب الشوق

شكرا على الموضوع المميز والمعلومات القيمه

درة صحار
01-10-2006, 12:29 PM
مشكور اخوي على المقال القيّم

يعطيك العافيه

نظرعيني
01-10-2006, 01:28 PM
مقال رائع:::) تسلم بارك الله فيك:)

نجوم
02-10-2006, 07:52 PM
شكراً اختي على الموضوع القيم ...
بوركتي على الموضوع الرائع...

زعيم المحبة
04-10-2006, 02:07 PM
مشكور يا سحاب الشوق على هذا الموضوع قيم ورقى،،،
بارك الله فيك.

كاسر الأمواج
08-10-2006, 10:14 PM
ما شاء الله على هذة المعلومات الجميلة عن تاريخ ظفار ..
مشكورة أختي سحاب الشوق على هذا الموضوع الرائع ..
ويعطيكِ الف عافية ..
وتحياتي لكِ

دفئ الكون
08-10-2006, 11:16 PM
معلومات قيمة أختي
تسلمي

جزاك الله خيرا