السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

قلما تسمعون عن اسم البلوش.. و تعتبرونهم ايرانيون و هنود و باكستانيون..
كثير منا يجهل من هم البلوش.. و لا يعرف ان البلوش كانوا اليد اليمنى لآل خليفة عندما حرروا البحرين من الايرانيين.. فلولا البلوش لربما لما كان آل خليفة حكام البحرين..

و يقول البعض ان البلوش من اصول متدنية.. سأوضح لكم ما تجهلونه:
قبيلة المري في الخليج و يوجد في البلوش ايضا قبيلة مري.. وهم نفس القبيلة.. ففي القرن الاول ميلادية هاجر المريون من بلاد العرب الى بلاد البلوش.. المري لدى البلوش في وقتنا هذا هم من القبائل المتوسطة المتدنية.. اذا المري من القبائل المتوسطة المتدنية لدى البلوش فكيف يكون الهوت و الرند أكبر قبائل البلوش؟؟ (هذا مثال على أصالة البلوش و ليست عنصرية مني.. ان اكرمكم عند الله اتقاكم)

بلادهم: (بلوشستان) و هي كلمة فارسية تعني أرض البلوش (بلوش ستان).. تقع ما بين ايران و افغانستان و باكستان.. و قد يتسائل البعض عن وقوعه في ثلاث دول.. السبب هو انها محتلة من قبل هذه الدول بمساعدة القوة العظمى في القرن الماضي (بريطانيا)..

في عام 1839م استعمرت بريطانيا بلوشستان.. و في عام 1894م ضمت بريطانيا جزءا من شمال بلوشستان الى افغانستان.. و في عام 1928م احتلت ايران غرب بلوشستان في عهد رضا شاه بهلوي الذي حاول طوال مدة حكمه محو الهوية البلوشية.. و في عام 1947م استقلت بلوشستان باعتراف بريطانيا بوثيقة موجودة حتى الآن في متحف ببريطانيا.. و لكن من توقع ان تستلم بريطانيا بهذه السهولة.. فقد شجعت بريطانيا باكستان و تزويدها بأحدث الاسلحة لاحتلال باقي بلوشستان و هو الجزء الشرقي.. و بالفعل نجحت في ذلك بمساعدة الايرانيين و الانجليز..

و سأذكر لكم لاحقا قصص جهاد البلوش و تصديهم لهذه الدول و الذين لم يصلوا لمسعاهم لسبب عدم توحدهم كما هو حال العرب اليوم..

من هم البلوش؟؟؟
"قوم ضربوا الجبابرة اذا بغوا بالمشرفية من بني ساسان"
تاريخ البلوش يشوبه الكثير من الغموض.. و هناك اختلافات حول أصولهم.. فهناك من يصنفهم كساميين من ذرية مكران بن فارك بن سام بن نوح و الاشوريين و البابليين و الكلدانيين.. و يوجد من يرجع اصولهم الى العرب الى سليمة بن مالك الذي هاجر من اليمن الى بلاد البلوش عام 300 ق.م.. و البعض يقول انهم من العرب ايام الفتوحات الاسلامية الذين فتحوا مكران و كرمان و فارس و السند.. بعد كل هذه الاختلافات تعذر استخلاص اللب المطلوب..
و البلوش لديهم كل مقومات الشخصية و اللغة القومية و الزي الشعبي و لهم عاداتهم و تقاليدهم.. و ما نراه من أناس يدعون انهم بلوش (الساكنين والقضيبية و السافرة) فهم بالاصل ليسوا بلوش أصليين بمعنى الكلمة..
بعضهم هنود هاجروا من الهند الى بلوشستان قبل مئات السنين و بعضهم من الهنود الراقصين و المغنيين الذين ليس لهم مأوى و ينتقلون من مكان حتى استقر بهم الامر في بلوشستان.. و هم معروفون من اشكالهم و تصرفاتهم.. و يوجد من الميناويين الذين ادعوا انهم بلوش ليطيبوا نسلهم.. و غيرهم من القوميات المتداخلة مع البلوش..
البلوش بمصطلح اليوم ينقسمون لثلاث اقسام..
1- البلوش الاصليون: قبائل الرند و الهوت و المير و اللاشار و الزين دين و غيرهم و هم اقلية في البحرين..
2- الدخلاء: قبيلة لوري و قبائل هندية و ميناوية و غيرهم
3- العبيد..
و لي عودة اخرة للموضوع

حروب البلوش..
في القرن السادس عشر أستطاع الغزاة البرتغاليون الوصول الى سواحل مكران (اقليم ببلوشستان) و قد جرت معارك كبيرة بين الغزاة البرتغاليين و البلوش و خاصة تلك المعارك التي جرت بين البرتغاليين و أبناء قبيلة الهوت حول مدينتي جوادر و بسني ويذكر التاريخ ايضاً أن البلوش هم أول من أذاق البرتغاليون الهزيمة و الذل بقيادة البطل حمل بن جيهند الهوتي Hammal Ben Jeeand الذي قتل غدراً و بالحيلة على يد البرتغاليين بعدما قام بأجلائهم عن سواحل مكران وكانت المعارك الفاصله بينهم عام 980 للهجرة ولا يزال في جوادر مدفعيين برتغاليين شاهدان على نضال المدينة ضد الأحتلال البرتغالي...
وقد قام البلوش بتعاون مع العمانيين في عهد الأمام اليعربي سلطان بن سيف (1649-1688 )بأخراج البرتغاليين من مسقط ومطرح وأيضاً من شرق أفريقيا من ممباسا التي يذكر المؤرخيين الأوروبيين سيطرة البلوش عليها تحت لواء اليعاربة وأيضاً كلوة و ماليندي وبمبا.. و من ابرز الدلائل على ذلك قلعتي جلالي و ميراني في عمان تكريما للأخوين جلال الهوتي و ميران الهوتي على دورهم البارز في تلك الحرب..
وفي عام 1783 م كان البلوش ضمن قوات آل خليفة التي حررت البحرين من النفوذ الفارسي وقد ذكر الشيخ معن العجلي بأن أسرة يوسف بن أحمد بن فاضل و أسرة آل بركت و أسرة راشد بن سعيد أشتركوا في تحرير البحرين من الفرس بقيادة آل خليفة...
وقد أشار الأنجليزي بيرسي بادغر في مقدمة مخطوطة ابن رزيق أن الأمام أحمد بن سعيد آل سعيد(1741-1783 )كان أول من أستعان بالبلوش من سلاطيين آل سعيد وذلك أبان الصراع الذي نشب بينه وبين الغافريين من قبائل الشمال...
ويذكر أيضاً بادغر أنه بعد مقتل سلطان بن أحمد على يد القواسم سيطر السيد بدر بن سيف على الحكم في مسقط بمساعدة السعوديين الذين كافأهم بأن جعل لهم حامية في المناطق المجاورة لمدينة بركاء وقد أساء السيد بدر للبلوش وعمل على أنقاص نفوذهم معتمداً على نفوذ السعوديين ,مما جعل البلوش يكرهونه ويلتفوا حول السيد سعيد بن سلطان والي

بركاء الذي أعتمد على ولاء البلوش للأسرة الحاكمة وقد أستطاع السيد سعيد أن يقتل السيد بدر بمساعدة البلوش ويسيطر على مسقط سنة 1806 م وقد سلم السيد سعيد قلعة مطرح للشيخ دره بن جمعة البلوشي مكافأة له على أخراجه أتباع السيد بدر من مسقط و أيضاً قام الشيخ ناصر بن محمد الجبري بتسليم حصن بدبد و سمايل لقادة من البلوش...
وأيضاً قام البلوش والعمانيين بأخضاع ممباسا التي كانت تحت حكم أسرة المزاريع العربية لحكم السلطان سعيد بن سلطان و أيضاً مناطق كثيرة في شرق أفريقيا أخضعت للسلطان سعيد خلال حملة عام 1832 م ..
وعندما نقل السيد سعيد عاصمته من مسقط الى زنجبار قام البلوش بحماية ممتلكات و قصور السلطان سعيد في زنجبار بتكليف منه لثقته بهم ,ويذكر أيضاً أن البلوش يحرسون قصر بيت الساحل في مدينة زنجبار و قصر سراي المرهوبي في ريف زنجبار ...
وعند وفاة السلطان سعيد بن سلطان عام1856 م عند عودته من مسقط الى زنجبار حدثت مشاكل على السلطة بين أبنه السيد ماجد وأبنه الأخر السيد برغش ولكن في النهاية سيطر السيد ماجد على زنجبار بمساعدة الأنجليز وبفضل البلوش الذين تغلبوا على أتباع السيد برغش ,وبعد ذلك حدثت المشاكل بين السيد ماجد و أخوه الأكبر السيد ثويني حاكم مسقط الذي رفض أنفصال زنجبار عن مسقط وأخذ كل منهما يعدان للحرب و المصادفة ان كل من ماجد و ثويني يعتمدان أعتماد اساسي على البلوش في حربهما المرتقبه أي ان ماجد معتمد على البلوش الموجودين في زنجبار الحرس الخاص لوالده ثم يعتمد على أبناء القبائل العربيه الموجوده في زنجبار ثم على السواحليين و ثويني أيضاً معتمد على البلوش الموجودين في مسقط و مكران وجوادر ثم على أبناء القبائل العمانية ولكن بريطانيا تدخلت لحل المشاكل بينهما وبعد ذلك وافق الطرفان على تحكيم اللورد كاننج نائب الملك في الهند وكان تحكيمه جاء على تقسيم الأمبراطورية العمانية الى قسمين قسم أفريقي وهي سلطنة زنجبار وساحل شرق أفريقيا و قسم آسيوي وهي سلطنة مسقط وعمان وتوابعهما جوادر ومكران ...
وخلال ثورة المزاريع عام1896 م في ممباسا و ثورة القبائل الأفريقية المساي أعتمدت بريطانيا على قواتها و قوات البلوش في أخماد الثورتين أي أن البلوش ساعدوا الأنجليز بأمر من سلطان زنجبار ...
وخلال القرن العشرين في سنة 1915 م تصدى البلوش وحامية بريطانية مكونه من جنود هنود في معركة بيت الفلج في مسقط للثوار العرب الذين يريدون أسقاط حكم السلطان تيمور بن فيصل (1913-1932 )...
وفي حرب الجبل الأخضر 1957 م حارب البلوش في صف السلطان سعيد بن تيمور(1913-1970)ضد الأمام غالب بن علي وأخوه طالب...
وخلال حرب ظفار كان البلوش عنصر أساسي في الجيش العماني وقد روى كثير من البلوش بدمائهم أرض ظفار و توجد لهم مقابر هناك..

تاريخ بلوشستان (مكران) الاسلامي
المقدمة
ترتبط مكران بعلاقات وثيقة مع الجزيرة العربية منذ أقدم العصور ، ولكن أول حملة للمسلمين جرت في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وتمكنوا من فتح مكران وكرمان ، وأصبحتا قاعدة للقيام بعمليات أو غارات على امتداد فترة الفتوحات الاسلامية في فترة الخلفاء الراشدين والأمويين. وكانت مكران طوال تلك الفترة تحت ولاية اسلامية ، وأقبل أهلها على الاسلام وأقيمت بها الحواضر الاسلامية وتشبع سكانها بمظاهر الحضارة العربية وتزودوا من مصادر الثقافة الاسلامية وأثروا في المجتمع الاسلامي وتأثروا به ، ثم توالت موجة الفتوحات الأخرى ( الغير اسلامية ) فتراجعت اللغة العربية وبدأت مظاهر اللغة والحياة الفارسية بالظهور.
علاقة مكران ببلاد العرب قبل الإسلام
تضرب مكران بجذورها في اعماق التاريخ فهي من البلاد ذات الحضارة القديمة الموغلة في القدم ، وتعرف اليوم باسم " بلوجستان " كأقاليم قسمت بين أربع دول على مداد التاريخ هي ( إيران ، وباكستان ، أفغانستان و عمان). وقد دلت الحفريات والكشوفات الأثرية التي قامت بها بعثة مارشال سنة 1922 م والتي اسفرت عن العثور على مدينتين قديمتين في شرق بلوجستان " ميهريجان " و " هربا " دلت على وجود حضارة يرجع تاريخها الى عصر بناة الأهرام وتمتد في أغوار الزمان إلى آلاف السنين قبل ميلاد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم. ويفصل البحر مكران عن الجزيرة العربية ولهذا من الطبيعي ان يكون البحر هو أول حلقة اتصال بين العرب وأهالي مكران وامتدت إلى أن وصلت إلى بلاد السند والهند. كما استقر بعض العرب في بعض المناطق الساحلية واندمجوا مع أهلها ، كما حمل العرب منتجات مكران وثمارها إلى بلادهم. كما ان العرب استغلوا الساحل المكراني للانطلاق في تجارتهم نحو بلاد الهند والصين وما وراءها ، واشتهر موانىء مكرانية في هذا الجانب مثل ميناء تيز ( جوادر ) وميناء الديبل ( كراتشي ). باختصار كانت هناك علاقات تجارية بين العرب وأهالي مكران وقد اقام العرب في الموانىء والمدن الساحلية المكرانية واستوطنت جاليات عربيه هناك قبل الفتح الاسلامي لمكران وكذلك كان هناك هنود أقاموا في بلاد مكران والجاليات العربية وتأثروا من بعضهم البعض.
الحملات الإسلامية على مكران
في بادىء الحملات الإسلامية في عهد الخليفة أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - وُلي عثمان بن أبي العاص الثقفي عمان والبحرين وأعدّ حملات احداها باتجاه مكران ولكن لم تكن منظمة أو بداعي الاستقرار وإنما هي حملات أولية استطلاعية هدفها الاستكشاف والتعرف وجمع المعلومات عن هذه البلاد. وبمجرد عودة قوات هذه الحملات ورجوع المجاهدين كتب الوالي - عثمان بن أبي العاص - إلى الخليفة - أبوبكر الصديق رضي الله عنه يشرح له ما حدث وما تحقق من نتائج فلم يبد الخليفة ارتياحا لهذا

العمل وذلك لأسباب عدة منها :-
*- لم يكن هناك قوة بحرية منظمة للدولة الاسلامية تستطيع من خلالها التعامل مع الدول التي تمتلك خبرة عريضة في هذا المجال.
*- القوات الاسلامية كانت كذلك مشغولة بالقتال على جبهتي الفرس والروم في ذلك الوقت ولم يكن من مصلحة الدولة فتح جبهة جديدة دون أخذ الأهبة والاستعداد لذلك.
وبعد مرور سنتين أذن سيدنا أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - بتجهيز قوات برية لا بحرية لفتح مكران وكرمان والسند، ويروى أن السند ومكران كانتا امارة واحدة مستقلة يحكمها ملك بوذي اسمه " هرش " وقد جعل الخليفة قيادة الجيش الأول للحكم بن عمرو التغلبي ، وقيادة الجيش الثاني لسهيل بن عدى وبدأت مهمتها في سنة 22هـ = 642 م. وفي السنة التي تليها 23هـ وصلت طلائع جيش الحكم بن عمرو التغلبي إلى اقليم مكران ، وزوده الخليفة بثلاثة قواد آخرين وبعد فتح مكران مضوا في طريقهم إلى بلاد السند والهند.
بعد هذه المرحلة صدر أمر الخليفة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بأن تعود الجيوش الاسلامية إلى مكران فقد كان - رضي الله عنه يخشى أن يتوغلوا في بلاد لا يعرفوها حق المعرفة ويستدرجونهم في بلاد السند لما يمثله من خطورة على المسلمين فكان أمر الخليفة صريحا بأن لا يعبر أحد الضفة الشرقية من نهر السند وقال لقائديه الحكم وسهيل " لا يجوزن مكران احد من جنودكما ، واقتصروا على ما دون النهر " بالتالي عادت الجيوش الاسلامية لتستقر في مكران. انظر تاريخ الطبري، ابن الخلدون ، ابن الأثير.
واستمر الحال هكذا فلم يحاول المسلمون التقدم أو فتح مناطق جديدة حتى نهاية عصر الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه. وفي عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ألحّ قادة المسلمين على الخليفة وطالبوه بأن يأذن لهم بالتوغل في بلاد السند وفتحها ولكنه تردد، لانه لم يرد تعريض الجند الاسلامي لمخاطر في مناطق واسعة وبعيدة لم تكتمل للمسلمين معرفة طبيعتها بعد. وطلب الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - والي العراق عبدالله بن عامر أن يوجه من يرى تلك البلاد ويصفه للخليفة بعد معاينة ، كلّف الوالي بهذه المهمة حكيم بن جبلة العبدي الذي ذهب للبلاد ودرس أحوالها وجمع المعلومات عنها فلخص للخليفة ما انتهى اليه في الكلمات التالية أثناء حواره مع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - :
يا أمير المؤمنين قد عرفتها وتنحرتها قال الخليفة : صفها لي قال : ماؤها وشل وثمرها دقل ولصها بطل ، إن قل الجيش فيها ضاعوا ، وإن كثروا جاعوا فقال الخليفة : أخابر أنت أم ساجع قال : بل خابر.
يروى كذلك أن هذا الوصف جاء على لسان رسول أرسله الحكم بن عمر التغلبي حاكم مكران لأمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه حينما كتب للخليفة بالفتح فسأله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن مكران فقال : يا أمير المؤمنين أرض سهلها جبل وماؤها وشل وتمرها دقل وعدوها بطل وخيرها قليل وشرحها طويل والكثير بها قليل والقليل بها ضائع وما وراءها شر منها فقال : أسجاع انت أم مخبر فقال : لا بل مخبر .. إلخ ( انظر ترجمة لحكيم بن جبلة العبدي في العقد الثمين صـ 72 ).
في سنة 29 هـ تولى عبدالله عامر القشيري ولاية العراق وعين عبيدالله بن معمر التيمي حاكما على مكران فأثخن حتى بلغ نهر السند وظل يحكم مكران إلى أن استشهد الخليفة عثمان - رضي الله عنه -.
وفي خلافة الإمام علي - كرم الله وحهه - برغم من الفتن الداخلية توجه

الحارث بن مرة على رأس ألف من خيرة المسلمين ومجموعة من القادة إلى مكران حيث انضمت اليه قوات اخرى من أهل مكران وسار الجميع إلى منطقة ( قلات ) المعروفة في ذاك المكان باسم الكيكان وهناك قابلوا قوات غفيرة بلغت عشرين ألفا ودخلوا معها في معركة دامية تمكنوا من تحقيق نصر مشرف وأسروا الكثير من أفرادها. ولكن استشهد الإمام علي - كرم الله وجهه - فأثر ذلك على معنويات الجيش واضطروا للعمل على العودة مرة أخرى إلى مكران. مما دفع بالأعداء لترتيب صفوفهم والتجمع بأعداد غفيرة من جديد ، وفي زمن معاوية - رضي الله عنه - سنة 42 هــ كان على الحارث بن مرة أن يلقاهم مرة أخرى وفي نفس المكان في ( كلات ) وأبلى المسلمون بلاءا حسنا وواجهوا الجموع الكثيرة ببسالة منقطعة النظير حتى استشهد القائد نفسه ومعظم القادة والجند ومن بقى منهم اضطر للعودة إلى مكران.
بهذا كانت مكران أحد الثغور الاسلامية المهمة التي انطلقت منها الفتوحات الاسلامية باتجاه بلاد الأفغان والسند والهند وبقيت هي الوحيدة في تلك الفترة بايدي القوات الاسلامية تتبع اقليم العراق أحد أقاليم الدولة الإسلامية ، وكان الولاة يفدون من العراق إلى مكران.
مكران في عهد الأمويين
استمرت المناوشات والاحتكاك بين المسلمين وبين الأعداء الذين بدؤوا يتحسبون للأفواج القادمة من مكران ووصل المهلب بن أبي صفرة سنة 44 هـ ينوب عبدالله بن عامر والي العراق فوصل الى منطقة بين ملتان وكابل وقاتل الأعداء هناك. ولكن يقال أن أهل القيقان المعروفة اليوم باسم (كلات ) استعدوا من جديد واستولوا على الممرات الهامة ومحاور الطرق ونظموا صفوفهم واشتبكوا مع المسلمين وهزموهم وقتلوا قادتهم ومنهم عبدالله بن سوار بن همام العبدي الذي غزا القيقان ( كلات ) وأهدى لمعاوية – رضي الله عنه – خيلا قيقانية أي كلاتية ولدى عودته من جديد إلى قيقان ( كلات ) قتل بعد أن سيطر أهل كلات على الممرات الهامة ونظموا صفوفهم، مما دفع بالمسلمين على الرجوع إلى مكران.
وفي ذلك يقول الشاعر:
وابن سوار على عداتيهموقد النار وقتال السغب
ويذكر أيضا أن زياد بن أبي سفيان ولّى سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي على اقليم مكران ففتح ما بين مكران والقيقان ( كلات ) عنوة وضبط البلاد ولكنه استشهد بعد حكم دام سنتين وتوالى الولاة على مكران ولم يستجد جديد وبويع عبدالملك بن مروان خليفة على المسلمين سنة 65 هـ وكان حال مكران على ما كان عليه ، فقد شغل الخليفة عنه بما واجه من حروب وفتن داخلية ومعنى ذلك أن المسلمين لم يتعدوا حدود مكران إلا زمن معاوية حيث استولى على شرق بلوجستان وقلات ثم تقدموا نحو قندهار وكابل ووقفوا عند ذلك الحد أي في المنطقة الممتدة بين كابل ومكران.
بتولي الحجاج بن يوسف الثقفي أمر العراق والولايات الشرقية سنة 75 هـ ، قام بولية سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي على مكران كثغر من ثغور الدولة الاسلامية آنذاك ، وقد أمكنه تنظيم مكران اداريا وماليا واستطاع بمعاونة موظفين أكفاء جدد أن يضبط مكران وأن يحصل أموالا كثيرة بفضل سياسته ودهائه، ولكن خرج على والي مكران جماعة من العرب الوافدين على مكران زمن الفتنة والذين خضعوا لملك الهند والسند آنذاك المسمى ( داهر ) وكان يتزعم أولئك الخارجين على والي مكران شخص يدعى معاوية بن الحارث العلافي ومحمد بن الحارث العلافي وقاموا بقتل

شخص يدعى معاوية بن الحارث العلافي ومحمد بن الحارث العلافي وقاموا بقتل أمير مكران واستقلوا بمكران سنة 80 هـ إلى سنة 85 هـ. وقال في هذا الموقف الشاعر الفرزدق شعرا يرثي فيه سعيد بن أسلم والي مكران:-
سقى الله قبرا من سعيد تضمنت = نواحيه أكفانا عليك ثيابها
وحفرة بيت أنت فيها موسدٌ = وقد سدّ من دون العوائد بابها
لقد ضمّت أرض مكران سيّداً = كريما إذا الأنواء خفّ سحابها
شديد على الأدنين منك إذا احتوى = عليك من الترب الهيام حجابها
لتبك سعيداً مرضعٌ أم خمسة = يتامى ومن صرف القراح شرابها
إذا ذكرت عيني سعيداً تحدّرت = على عبراتٍ يستهلّ انسكابها
فأرسل الحجاج واليا من قبله هو مجاعة بن سعر التميمي ففتح مكران من جديد وحمل العلافيين على الفرار إلى داخل البلاد وعادت مكران للسيادة الأموية ولما مات مجاعة بن سعر التميمي اختار الحجاج محمد بن هارون بن زراع النمري ليحل محله ، وقد نجح ابن هارون في تنظيم مكران وقضى على زعماء الفتنة فيه وتتبع القتلة من العلافيين على مدار خمس سنوات وقضى عليهم دون أن يظهر العداء لملك السند.
وبعد تمرس المسلمين على فنون القتال في مكران وتأقلمهم وتدربهم على أساليب العدو وفنونه وخبرته بالمحيط الهندي ومسالكه وكذلك استتباب الأمن في العراق وانتظام أمر الخلافة الأموية ساعد ذلك كله على توجيه القوات الاسلامية للجهاد ونشر راية الاسلام في مناطق مثل السند والهند وكان أمير مكران حينها الوالي أمير البحر محمد بن هارون. واستؤنفت الفتوحات في زمن الوليد بن عبدالملك ولكن حدثت أمور أدت الى تغيير السياسة التي كان يتبناها الحجاج ومن سبقه في مكران وهذا الأمر دفع بالحجاج إلى التفكير في ارسال قوات لفتح بلاد السند على نور الاسلام يشرق عليها جميعا وبالتالي يتخلص المسلمون من مضايقات الأعداء القابعين في بلاد السند.
كل مافي الأمر أنه في سنة 90 هـ أهدى ملك جزيرة الياقوت المعروفة اليوم بسريلانكا ( سيلان ) للحجاج بعض الهدايا القيمة وحملتها عشرة سفن عربية واتجهت نحو العراق وضمت هذه السفن بعض النساء المسلمات اللائي عمل آباؤهن بالتجارة وماتوا في جزيرة سريلانكا. وكان ملك تلك البلاد يبغي التودد إلى أمير العراق وبينما السفن قريبة من ميناء الديبل ( كراتشي ) هجم عليها جماعة من القراصنة واستولوا عليها بكل مافيها ومن فيها من التجار والنساء المسلمات ومضوا بهم إلى داخل بلاد السند وعلم الحجاج بما جرى عن طريق تاجر تمكن من الهرب وأخبره وبرغم من ضيق الحجاج من تصرفات القراصنة ومن حماية ملك السند لهم ومن مساندة الملك للعلافين كذلك المتمردين هلى حكومة بني أمية إلا أنه آثر اللجوء إلى الطرق السلمية أولا خاصة وأرواح المسلمين والمسلمات في أيديهم ومن هنا أرسل الحجاج رسالة إلى ملك السند يطالب منه بالتدخل وارسال السفن واطلاق سراح الأسرى ولكن ( داهر ) ملك السند اعتذر بأنه لا سلطان له على القراصنة اللصوص. من هنا غضب الحجاج ورأى أن الواجب يفرض عليه استخدام القوة لانقاذ الأسرى وتأديب القراصنة.
أعد الحجاج جيشا بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمى ووجهه بحرا إلى ميناء الديبل ( كراتشي الحالية ) عن طريق عمان ولكن الجيش فشل في تحقيق مهمته حيث أن الملك ( داهر ) كان ينتظر قدومه ومستعدا لمواجهته واستشهد عبيد الله نفسه في المعركة مع الكثيرين من جنده

دفع ذلك الحجاج لاعداد جيشا جديدا سنة 91 هـ جعل بديل بن طهفة البجلي قائدا واتخذ هذا الجيش طريق البر إلى عمان ومنها إلى مكران حيث أمده والي مكران محمد ابن هارون بثلاثة آلاف من الجنود اضيفوا لثلاثة آلاف فارس كانوا معه وعند الديبل ( كراتشي الحالية ) دارت معركة عنيفة بين الجانبين استمرت طوال اليوم ولكن استشهد القائد بديل وخسر جيشه المعركة ووقع بعضه في الأسر وانضموا الى الموجودين في سجن الديبل ( كراتشي ).
استشاط الحجاج غضبا لسماعه هذا الخير وآلمه للغاية أن يلقى خيرة جنده هذا المصير على أيدي المجوس فأقسم ليفتحن هذه البلاد وينشر الاسلام في ربوعها فأرسل إلى الوليد بن عبدالملك يستأذنه في اعداد الجيوش وارسالها لتعمل ضد من يقفون في سبيل تبليغ كلمة الله لكل السكان في بلاد الهند، أما الخليفة فقد تردد أول الأمر ولكن الحجاج استطاع في اقناع الخليفة بالغنائم التي سوف ترد على خزينة الدولة في حال فتحت السند ، فوافق الخليفة الوليد بن عبدالملك آخر الأمر فكانت حملة محمد بن القاسم الثقفي.

غزو الاسكندر المقدوني لبلوشستان...
‬لقد وصل الاسكندر عام *٥٣٣ ‬ق.م الى العرش وحكم في* ‬سن العشرين فذاعت شهرته وفي* ‬سن الثاني* ‬والثلاثين الموافق لعام* ٣٢٣‬ق.م توفى في* ‬بابل*. ‬جمع سبعة آلاف جندي* ‬وهيأ سفناً* ‬يونانية وبدأ زحفه وهجومه على فارس عام *٤٣٣ ‬ق.م مخلفاً* ‬آنتى باتر المقدوني* ‬بجيش قوامه ألفي* ‬جندي* ‬في* ‬مدينة مقدونيا*.‬
في* ‬معركة* ‬غرانيك انهزم الجيش الفارسي* ‬وقتل ميترادات* مهرداد* ‬صهر داربوش الثالث على* ‬يد الاسكندر نفسه*. ‬وفي* ‬معركة إسوس عام *٣٣٣ ‬ق.م انتصرت الجيوش اليونانية الغازية وسقطت المعسكرات الايرانية بما فيها معسكر خيام والدة وأخت وزوجة وبنت دار* ‬يوش* ‬غنيمة بيد القائد بازمن* ‬ين،* ‬يشير بعض المؤرخين ان المعركة الثالثة لدرايوش كانت على بعد *٥٢ ‬ميلا* ‬غرب أربل وسميت حرب* ‬غوغامل ونتيجة لانتصار الاسكندر فقد زحف الجيش الى بابل ومن هناك توجه الى مدينة شوش حيث استولى على خزائن ملك درايوش المليئة بالذهب والفضة وانواع الجواهر الثمينة*. ‬حاول القائد الفارسي* ‬أرى برزن المقاومة الباسلة ضد جيش الاسكندر الذي* ‬انتصر*. ‬واتجه الى برس

بولس واحرق قصور ملوك الهخامنشية،* ‬قتل عدداً* ‬كبيراً* ‬وأسر وسبى النسوة وباع عدد من الشباب والشابات عبدانا ثم تعقب درايوش الثالث من بلدة همدان ولما وصل على مقربة دامغان علم ان بسوس والى باختر وبرازاس والى سيستان ورخج *.‬ رخج هي* ‬مدينة قندهار الافغانية اليوم* ‬اصابا دايوش ضربة قاضية فقرر التوجه فوراً* ‬الى هناك ولكنه وصل بعد موت داريوش الثالث فأمر اسكندر بحمل جسده الى باسارغاد وفنه في* ‬المدافن الملكية هناك*. ‬ثم اتجه بجيشه الى تبوريا* ( طبرستان ووركان وجرحان* ) ‬وعن طريق هندوكس رحف الى الهندر احتل البنجاب وبعد انتصاره على بروس *( ‬ملك سواحل هيداسب* ) ‬استعد للعودة *. ‬ارسل الاسكندر جيوشه الجرحى والمرضى بقيادة كراتوس عن طريق رخج وسيستان الى بلاد فارس ثم اتجه شخصيا عن طريق بلوشستان الى سواحل فارس*.‬
استغرقت حركة الاسكندر وسفرته هذه ستون* ‬يوما واجه الصعوبات وفقد ربع جيشه من شدة الحر والجوع والعطش واضطر الجيش بنحر الحصن والبغال لتأمين الغذاء*. ‬اصيب الجيش باسهال دموي* ‬شديد حين عودته من الهند كما كان الاسكندر نفسه مصاباً* ‬ابان حضوره في* ‬بلوشستان عام *٩٢٣ ‬ق.م*.‬
لم* ‬يلق جيش الاسكندر المقتدر المنتصر مقاومة ومحنة مثل ما لاقاه في* ‬بلوشستان لدرجة ان مؤرخ الاسكندر كتب ما* ‬يلي*: ‬لم ار الاسكندر بهذه الحالة من الحزن ابداً*. ‬فحينما وصلت جيوش المقدمة بقيادة القائد الشهير* ‬لئن ناتوس* ‬ووطأت ارض بلوشستان واجهت مقاومة شديدة وعنيفة من البلوش الاشداء الذين ابلو بلاء حسناً* ‬ادى الى تفرق وتشتت القوى اليونانية المقدونية ولم* ‬يستطع هذا القائد الصمود والمواجهة*«. ‬واخيراً* ‬وبعد تحمل العذاب والمشقة اضطر الاسكندر بما تبقى له من الجيوش المنهكة التوجه الى بورا أو بهره* فهرج* مدينة ايرانشهر الحالية* - ‬وبمناسبة نجاته وسلامته اقام حفلاً* ‬استغرق اسبوعاً*.‬
بسبب هذه الشجاعة والمقاومة البلوشية وشيوع خبر الضربة القاضية التي* ‬اصابت جيش الاسكندر في* ‬الاقاليم المختلفة فقد تمرد الولاة وخرجت عن سيطرته البلاد المفتوحة بسبب العصيان ونهب القادة والولادة الخزائن والذخائر وفي* ‬هذا الصدد* ‬يقول الاميرال نتارك* ‬نئارخوس* ‬قائد الاسكندر البحري* ‬المشهور الذي* ‬جاب جميع سواحل الهند والخليج وبلوشستان في* ‬كتاباته حول شجاعة وصلابة البلوش* كانت اسلحة البلوش عبارة عن رماح طولها ستة اذرع بسن* ‬غير حديدي* ‬بل بخشب صلد كالحديد صعب الاحتراق بهذه الرماح والاسنة مزقوا الآلاف من جيوش مقدونيا*. . .‬
ويضيف* ‬كانت اجسادهم ووجوهم مغطاة بالشعر ولهم اظافر طويلة حادة* ‬يقطعون بها الاسماك وفروع الاشجار ولباسهم جلود الحيوانات والحيتان*..

قبيلة الهوت.. أكبر و أقوى قبائل البلوش..
الهوت من أقدم و أقوى القبائل البلوشية و أصحها نسبا ومن أكثرهم أعداداً وانتشاراً..ومنتشرين في أرض البلوش بأجزائها الثلاثة(ايران و باكستان و افغانستان) من ديرة غازي خان وإسماعيل خان (وهي اسم منطقتين مشهورتين كان يحكمها قبيلة الهوت البلوشية) وغازي خان وإسماعيل خان من قبيلة الهوت البلوشية وهما أبناء عم.. مروراً بمناطقهم في أفغانستان و إيران...
لا ننسى القائد البلوشي شهداد جوتاهان الذي ينتمي الى الهوت الذي فتح زنجبار بعد ان حررها من البرتغاليين وقد أقره سلطان عمان والياً عليها وكان ذلك في يوم17 من ذي الحجة سنة1194 هجرية وحتى الآن توجد آثار لقلعة برتغالية قديمة قد أطلق عليها السلطان سيف بن سلطان اليعربي اسم شهداد جوتاهان تيمناً باسم هذ القائد البلوشي العظيم ويقال انه تزوج من أخت سلطان عمان فرزق منها بنتين منها ولم يرزق بأولاد..
و أيضا قائد بحرية مملكة هرمز حـمل بن جيهنـد وهو من قبيلة الهوت الذي هزم البرتغاليين عندما حاولوا احتلال بلوشستان و قد اعتقل على يدهم بالحيلة و قد تم إعدامه في جزيرة غوا الهندية معقل البرتغاليين.
ولا ننسى أيضاً مشاركتهم إخوانهم العمانيين بتحرير مسقط من قبضة البرتغاليين وطردهم من عُمان نهائياً وللأبد وان قلعة جلالي(سانت لوران وقد تم بنائه سنة1589م) وقلعة ميراني(كابيتان قد تم بنائه سنة1588م) خير دليل على ذلك وهما قلعتان برتغاليتان قد اطلق عليهما سلطان بن سيف اليعربي هذا الاسم مكافأةً للأخوين جلال هوت البلوشي وميران هوت البلوشي الذي بارز الفارس البرتغالي كابرتيه او كبرتيه بالسلاح الأبيض وكان معروفاً بالشجاعة والإجرام والبطش بالمسلمين وقد طعنه ميران بالرمح في ساحة سوق البز وقد تحامل على نفسه وصعد إلى إحدى أبراج قلعة جلالي ورمى نفسه منها فوق الصخور المحيطة بالقلعة وحتى ألان يطلق على البرج اسم كبرتيه .
لا ننسى وقفتهم المشرفة مع الشيخ زايد الأول رحمه الله وغفر له واسكنه جناته في معاركه مع الشيخ سليمان حاكم قطر آنذاك وقد اطلق عليهم عيال محمد تيمنا باسم قائدهم محمد جمادار البلوشي.
ولا ننسى مشاركتهم ومساعدتهم إخوتهم الكويتيين في الذود عن القصر الأحمر في الجهراء الكويتية زمن الشيخ مبارك طيب الله ثراه وأدخله الجنة وكذلك لهم مواقف طيبة في البحرين.
هذا مختصر من تاريخ قبيلة الهوت البلوشية في منطقة الخليج