رقيق المشاعر
08-12-2006, 03:02 PM
أحبتي ،، ينبثق الحزن من قلب كل حزين ، وتسيل الدموع من المحابر ويكثر الأنين ، فلم أسعى يوما إلى حبس دمعة طالما شعرت أن بها علاج طعنةٍ أو سقيا رحمة .
من هنا أبعث إليكم بعضا من رسائلي الحزينة ، وشيئا يسيرا من أحزان الآخرين فالناس للناس وقد قيل :
الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ *** بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
وسأبدأ برسالتي الأولى مع تاريخ ولادتي
ولدت فجرا وقد تبعت توأما ، وقد كانت توأمي فتاة ، وشاءت قدرة الباري أن قسمت الرزق بيننا ، فكنت أرضع من الجانب الأيمن وهي ترضع من الجانب الأيسر ، ولله الحمد لم يبغِ أحدنا على الآخر .
وبعد مرور أقل من أسبوع من ولادتي ، أصبت بغيبوبة لم يُعرف سببها ، فظن الجميع أنني متُ وقد فارقت الحياة ، فبكى عليَّ الأهل بكاءً مراً ، وكانت أمي ثكلى لم تتهنأ بوليدها فغسلوني ، وقبل التكفين نبت لي عرقٌ تحت النحر ، فصرخت إحدى النساء ويحكم أتقتلونه وهو حي ؟؟ فأخذتني تلك المرأة وعرضتني على النار فبدأت أستفيق من غيبوبتي وحينها ذرفت الوالدة دموع الفرح فأخذتني لصدرها وأرادت أن تلقمني ثديها الأيسر وسبحان الله رفضت فاتجهت إلى الأيمن - لكي لا أتجنى على غيري - ، ومن ذلك اليوم وأنا أعرف لتلك المرأة حقها وأحببتها حبا جما وكنت أناديها أمي وكانت سعيدة بذلك .
وبدأت أترعرع وأنشأ في بيت فضلٍ وعلم ، ودخلت المدرسة النظامية وكنت أذكر أنني أحصل على مصرفي ثلاث مرات ؛ والدي كان يمنحني مصروفي الأسبوعي - لأنه كان يعمل خارج البلد - ولا يأتي إلا كل أسبوع ، وأمي كانت تمنحني مصروفي يوميا ، أما الغالية أمي الحبيبة ومنقذتي من الموت بإذن الله كانت تمنحني مصروفي الثالث والدموع تتساقط من عينيها وهي تقول ليتك ابني فعلا وكنت أرد وأقول أنا ابنك حقا .
ما أروعكِ سيدتي وحبيبتي كنتِ تشملينني برعايتك وعنايتك ، وربيت وهي تمنحني كل يومٍ دفأً وحنانا ، إلى أن جاء النبأ - لا رعاك الله يا ذاك النبأ - يوم خبر وفاتها بكيت كأن لم أبكِ من قبل ، ودعتها والنفس ترغب ببقائها ، كل ما استطعت فعله هو ذرف الدموع فليس لأحدٍ المقدرة على رد مشيئة الله ، وبقيت في قلبي أما رؤؤما وملاذا ألجأ إليه عند حالك الظلام ، وها أنا أمضي في دربي وكل يوم أكبر فيه يزداد حبي وشوقي لها فهل ألتقي بها يا ترى ؟؟!!
من هنا أبعث إليكم بعضا من رسائلي الحزينة ، وشيئا يسيرا من أحزان الآخرين فالناس للناس وقد قيل :
الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ *** بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
وسأبدأ برسالتي الأولى مع تاريخ ولادتي
ولدت فجرا وقد تبعت توأما ، وقد كانت توأمي فتاة ، وشاءت قدرة الباري أن قسمت الرزق بيننا ، فكنت أرضع من الجانب الأيمن وهي ترضع من الجانب الأيسر ، ولله الحمد لم يبغِ أحدنا على الآخر .
وبعد مرور أقل من أسبوع من ولادتي ، أصبت بغيبوبة لم يُعرف سببها ، فظن الجميع أنني متُ وقد فارقت الحياة ، فبكى عليَّ الأهل بكاءً مراً ، وكانت أمي ثكلى لم تتهنأ بوليدها فغسلوني ، وقبل التكفين نبت لي عرقٌ تحت النحر ، فصرخت إحدى النساء ويحكم أتقتلونه وهو حي ؟؟ فأخذتني تلك المرأة وعرضتني على النار فبدأت أستفيق من غيبوبتي وحينها ذرفت الوالدة دموع الفرح فأخذتني لصدرها وأرادت أن تلقمني ثديها الأيسر وسبحان الله رفضت فاتجهت إلى الأيمن - لكي لا أتجنى على غيري - ، ومن ذلك اليوم وأنا أعرف لتلك المرأة حقها وأحببتها حبا جما وكنت أناديها أمي وكانت سعيدة بذلك .
وبدأت أترعرع وأنشأ في بيت فضلٍ وعلم ، ودخلت المدرسة النظامية وكنت أذكر أنني أحصل على مصرفي ثلاث مرات ؛ والدي كان يمنحني مصروفي الأسبوعي - لأنه كان يعمل خارج البلد - ولا يأتي إلا كل أسبوع ، وأمي كانت تمنحني مصروفي يوميا ، أما الغالية أمي الحبيبة ومنقذتي من الموت بإذن الله كانت تمنحني مصروفي الثالث والدموع تتساقط من عينيها وهي تقول ليتك ابني فعلا وكنت أرد وأقول أنا ابنك حقا .
ما أروعكِ سيدتي وحبيبتي كنتِ تشملينني برعايتك وعنايتك ، وربيت وهي تمنحني كل يومٍ دفأً وحنانا ، إلى أن جاء النبأ - لا رعاك الله يا ذاك النبأ - يوم خبر وفاتها بكيت كأن لم أبكِ من قبل ، ودعتها والنفس ترغب ببقائها ، كل ما استطعت فعله هو ذرف الدموع فليس لأحدٍ المقدرة على رد مشيئة الله ، وبقيت في قلبي أما رؤؤما وملاذا ألجأ إليه عند حالك الظلام ، وها أنا أمضي في دربي وكل يوم أكبر فيه يزداد حبي وشوقي لها فهل ألتقي بها يا ترى ؟؟!!