الرحيل الساحر
05-03-2006, 09:22 AM
استنهاض تأليف: الرحيل الساحر..
الشخصيات خيالية .
وقف اوس العبدي على منبر القول يخطب في الناس ويستنهضهم من غابر الأزمان وحاضرها فقال :
أيها القوم اسمعوا وعوا. هذه جحافل السرادق آتية إليكم من كل فج عميق. وطأت لكم الشر والعدوان , والذل والهوان بعدما أصبتموها في الصميم منذ عهد قديم . أنا جئناكم لنخلصكم من ما انتم فيه , ولم نكن لتأتي ويأتي ما هلك أكثركم إلا من فعل اقترفتموه فشهد عليكم . فما قلت فيكم اليوم كلاما إلا ودا مني وإحسانا. فأعينونا أعانكم الله على مصائب انتم سبب فيها وما انبثقت إلا منكم فاصبروا وصابرو . واعاموا أن عدوكم أثقله همه وذنبه فصارا عدوين له انتم ثالثهما ومن في مثل هذه العزيمة لن يخشى خميس أعجمي أو سواه . هذه جحافل الشرك قادمة إليكم ما انتم فاعلون ؟ أقاعدون ؟ أم تريدون الهزيمة تطلبون ؟ لا والله ما كان أجداد العرب هكذا يوما ولن يكونوا. كانوا مثل السيف المنضد والعقد المخرد والسهم المسدد والصائح المهدد . نصل رمحه على خد خصمه لاترده مخافة ولا يتردد . هذا اليوم الموعود الذي لامفر منه . من جبن منكم ثقلت همته فثقل رأسه فسقط عن جسده ومن شجع منكم زاد يقينا بان كل الجيوش العرم لن تفصل رأسه عن جسده إلا بأمر ربه فتلك هي الشهادة . النصر أو الفناء. أين الرجال أين القلوب العطال ؟ ألستم انتم من قيل فيكم هؤلاء قوم ما عرفوا الذل ليطئوه وما عرفوا الهوان ليكتروه أم انتم قوم انتشلتهم أهواء أفئدتهم فرانت عليها أدران ألسنتهم . افسعدتم بما انتم فيه أم سعد بكم ما هو عليكم ؟ بين أنفسكم أشداء غلاظ وعلى عدوكم أذلاء غضاض . مثلكم كمثل قول الشاعر ( أسد علي وفي الحروب نعامة خفراء تفر من صفير الصافر ). أيها القوم فما هلك أكثركم إلا بأفعال أقلكم وهم أغنياؤكم . ولا تذر وازرة وزر أخرى . انتم طلبتم المجد وسعيتم إليه متثاقلين فخذلكم وما المجد الذي انتم فيه إلا شراذم فانية والله ولان وقفت جيوش هامان وفرعون في وجهي وأنا طالب حق لم اخف في الله لومه لائم أبدا. واعلموا أن جل ما أصاب قوما وهو فيهم حب البقاء لا دواء له لا عز ولا شفاء إلا اصطلاد المنية ونفس سخية ما لها من بقية إلا حب ساحة الوغى وساحة الوغى تجمع مغوارا بمغوار . تالله إني عاري الصدر اغدوا إلى المعامع لا أهاب طعنة من رمح أو ضربة من سيف أو انطلاقة سهم . الدم الدم . ما أنا ؟ ما روحي ؟ما حياتي ؟مقابل هذا الوطن الذي ربيت فيه وربى أجدادي عليه. أيها القوم يكفيكم عزاء إذا الموت يرديكم أنكم كساء لمن بعدكم واتى خلفا لكم على هذه الأرض. يا قوم هذا اليوم الذي له ما بعده. أقفلت القفال وأنيخت الرحال ليظهر الرجال يعتلون المحال قلوبهم تهيم عشقا للدماء فكأنها الحبيب المنتظر وأيديهم لاتغلوها إلا مخافة الله في معصيته تزكيهم . افيطول علينا الزمان ويقصر ونحن حبيسوا أحلامنا ؟ لا والله لن يكون هذا . نحن من وطئ المعامع أشدها ونلنا من بردها حرها . نحن طالبوا حق ولا فخر. أين المفر ؟ أين المفر ؟ فهذا يوم له ما بعده.
الشخصيات خيالية .
وقف اوس العبدي على منبر القول يخطب في الناس ويستنهضهم من غابر الأزمان وحاضرها فقال :
أيها القوم اسمعوا وعوا. هذه جحافل السرادق آتية إليكم من كل فج عميق. وطأت لكم الشر والعدوان , والذل والهوان بعدما أصبتموها في الصميم منذ عهد قديم . أنا جئناكم لنخلصكم من ما انتم فيه , ولم نكن لتأتي ويأتي ما هلك أكثركم إلا من فعل اقترفتموه فشهد عليكم . فما قلت فيكم اليوم كلاما إلا ودا مني وإحسانا. فأعينونا أعانكم الله على مصائب انتم سبب فيها وما انبثقت إلا منكم فاصبروا وصابرو . واعاموا أن عدوكم أثقله همه وذنبه فصارا عدوين له انتم ثالثهما ومن في مثل هذه العزيمة لن يخشى خميس أعجمي أو سواه . هذه جحافل الشرك قادمة إليكم ما انتم فاعلون ؟ أقاعدون ؟ أم تريدون الهزيمة تطلبون ؟ لا والله ما كان أجداد العرب هكذا يوما ولن يكونوا. كانوا مثل السيف المنضد والعقد المخرد والسهم المسدد والصائح المهدد . نصل رمحه على خد خصمه لاترده مخافة ولا يتردد . هذا اليوم الموعود الذي لامفر منه . من جبن منكم ثقلت همته فثقل رأسه فسقط عن جسده ومن شجع منكم زاد يقينا بان كل الجيوش العرم لن تفصل رأسه عن جسده إلا بأمر ربه فتلك هي الشهادة . النصر أو الفناء. أين الرجال أين القلوب العطال ؟ ألستم انتم من قيل فيكم هؤلاء قوم ما عرفوا الذل ليطئوه وما عرفوا الهوان ليكتروه أم انتم قوم انتشلتهم أهواء أفئدتهم فرانت عليها أدران ألسنتهم . افسعدتم بما انتم فيه أم سعد بكم ما هو عليكم ؟ بين أنفسكم أشداء غلاظ وعلى عدوكم أذلاء غضاض . مثلكم كمثل قول الشاعر ( أسد علي وفي الحروب نعامة خفراء تفر من صفير الصافر ). أيها القوم فما هلك أكثركم إلا بأفعال أقلكم وهم أغنياؤكم . ولا تذر وازرة وزر أخرى . انتم طلبتم المجد وسعيتم إليه متثاقلين فخذلكم وما المجد الذي انتم فيه إلا شراذم فانية والله ولان وقفت جيوش هامان وفرعون في وجهي وأنا طالب حق لم اخف في الله لومه لائم أبدا. واعلموا أن جل ما أصاب قوما وهو فيهم حب البقاء لا دواء له لا عز ولا شفاء إلا اصطلاد المنية ونفس سخية ما لها من بقية إلا حب ساحة الوغى وساحة الوغى تجمع مغوارا بمغوار . تالله إني عاري الصدر اغدوا إلى المعامع لا أهاب طعنة من رمح أو ضربة من سيف أو انطلاقة سهم . الدم الدم . ما أنا ؟ ما روحي ؟ما حياتي ؟مقابل هذا الوطن الذي ربيت فيه وربى أجدادي عليه. أيها القوم يكفيكم عزاء إذا الموت يرديكم أنكم كساء لمن بعدكم واتى خلفا لكم على هذه الأرض. يا قوم هذا اليوم الذي له ما بعده. أقفلت القفال وأنيخت الرحال ليظهر الرجال يعتلون المحال قلوبهم تهيم عشقا للدماء فكأنها الحبيب المنتظر وأيديهم لاتغلوها إلا مخافة الله في معصيته تزكيهم . افيطول علينا الزمان ويقصر ونحن حبيسوا أحلامنا ؟ لا والله لن يكون هذا . نحن من وطئ المعامع أشدها ونلنا من بردها حرها . نحن طالبوا حق ولا فخر. أين المفر ؟ أين المفر ؟ فهذا يوم له ما بعده.