بيسان
08-01-2007, 05:56 PM
قصــــــــة النجـــــــوم
تحيط بنا النجوم من كل مكان، تزين السماء هنا وهناك، نستدل بها في ظلمات الليل، فقد جعلها الله زينة ودليلاً ورجوماً للشياطين. ففي ليلة صافية بعيدة عن أضواء المدينة، ليلة غاب فيها القمر، تضيء النجوم متلألئة هنا وهناك في جنبات السماء، منها اللامع ومنها الخافت، ومنها الأحمر ومنها الأبيض ومنها البرتقالي، وبعضها يشكل فيما بينه أشكالاً ربما نتخيلها كما نشاء، فكذلك فعل الأقدمون تخيلوها دباً أو كلباً أو أسداً أو امرأة أو رجلاً أو غيرها من الأشكال والأدوات التي كانت في بيئتهم، والتي لا تزال حتى يومنا هذا لم تبرح أماكنها، فهي ثابتة كما تبدو لنا وما ذلك إلا لأنها عظيمة البعد عنا. لكننا نرى بعضها متحركاً في السماء، فهي ليست نجوماُ إنما بعض الكواكب السيارة وهي المشتري وزحل والمريخ والزهرة وعطارد لكن واحداً من هذه النجوم قريب إلينا فقط هو نجمنا الشمس، نجم النهار، ومثال كل النجوم في السماء، ندرسه كما نشاء لقربه منا، ونستمد منه الضياء والدفء بلا مقابل. وهو ككل النجوم يشع طاقته من ذاته دون الاستضاءة من غيره كما تفعل الكواكب والأقمار.
فما هي النجوم ، وكيف نراها ، وكيف يدرس العلماء صفاتها ؟؟؟ أسئلة نجيب عنها في رحلتنا التالية مع النجوم إن شاء الله
أبعــاد النجـــوم ولمعانهـــا
في القرن الثاني قبل الميلاد وضع العالم اليوناني هيبارخوس أول تقسيم للنجوم من حيث لمعانها، فأعطى ألمعها الرقم ( واحد) وأعطى أخفتها الرقم ( ستة ) كما تراها العين المجردة ، وأسماها أقدار النجوم. واستمرت هذه الأقدار حتى يومنا هذا ضمن علاقة رياضية بسيطة تقول بأن نجماً من القدر الأول هو ألمع من نجم آخر من القدر الثاني بمرتين ونصف المرة، وهذا يعني أن نجماً من القدر الأول هو ألمع من نجم آخـر من القدر السادس بـمقدار (2.5)-16 وهذا يساوي ( 2.5 × 2.5 × 2.5 ×2.5×2.5 ) أي بما يعادل مائة مرة. وبنفس هذا الأسلوب تم إضافة جميع النجوم الأخفت لمعانأ وكذلك الأجرام الأكثر لمعاناً، خاصة بعد اختراع التلسكوبات ورؤيتها لما لا تستطيع العين المجردة رؤيته. فأصبحت هناك أقدار سالبة كالشمس التي تلمع من القدر ( - 26.8 )، والقمر ( - 12.6)، وكوكب الزهرة (- 4.4) ونجم الشعرى اليمانية ألمع النجوم ( - 1.5)، وأقدار خافتة جداً ككوكب بلوتو الذي يلمع من القدر (+13) وحتى أخفت المجرات التي يراها تلسكوب الفضاء هابل من القدر ( + 30) وهو لمعان أقل من اللمعان الذي تستطيع العين المجردة من رؤيته بأربعة مليارات مرة.
والنجوم شموس كشمسنا ولكن مع فارق البعد، ولهذا فإننا نراها مجرد نقاط لامعة في السماء. فأقربها لنا هو النجم ألفا قنطورس الذي يبعد عنا قرابة الأربع سنوات وثلاثة أشهر ضوئية، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعته الهائلة التي تبلغ 300 ألف كيلومتر في الثانية ، وهي سرعة يستطيع بها أن يدور حول الأرض التي محيطها 40 ألف كيلو متر سبع مرات ونصف في الثانية الواحدة. وتعادل السنة الضوئية حوالي 9.5 مليون مليون ( أي 9.5 تريليون ) كيلومتراً، بذلك يكون بعد أقرب النجوم إلينا قرابة 40 تريليون كيلومتراً فقط، وهو ما يعادل 63 ألف مرة المسافة بين الأرض والشمس.
والشمس التي تبعد عن الأرض مسافة 8 دقائق و19 ثانية ضوئية هي نجم واحد من نجوم مجرتنا العملاقة، والتي يحتاج الضوء حتى يقطعها من حافتها إلى حافتها الأخرى 100 ألف سنة . ودرب التبانة مجرة لولبية الشكل ذات أذرع تدور حولها، وتقع الشمس منها على أحد أذرعها بعيداً عن الحافة مسافة 25 ألف سنة ضوئية. ويصل أقل تقدير لعدد النجوم في مجرتنا درب التبانة 200 مليار نجم. وفي السماء المليارات من المجرات يقدر عددها بـ 100 مليار مجرة.
( أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعاً لكم ولأنعامكم * ) سورة عبس
مــا هـو النجـــم
يمكن القول بأن النجم هو كرة غازية ملتهبة من النيران تستمد طاقتها من الانفجارات النووية الاندماجية التي تحدث لذرات الهيدروجين في باطنها عند درجة حرارة وضغط عاليين، تصل درجة الحرارة فيها لأكثر من 15 مليون كلفن، وهي كافية لدمج نوى كل أربع ذرات من الهيدروجين وتحويلها إلى ذرة هيليوم واحدة مع وجود فرق في الكتلة بينهما هو الذي يتحول إلى طاقة.
وحتى تحافظ الشمس على استقرارها فلا تنهار بفعل جاذبية كتلتها الهائلة ( العدد 2 وأمامه 30 صفراً كيلوغرام )، فإنها تحرق من كتلتها ما يعادل 5 ملايين طناً في الثانية الواحدة، مع العلم أن هذه الانفجارات لا تحدث إلا في باطن الشمس فقط. ورغم أن كثافة المادة هناك تصل 14 مرة مثل كثافة الرصاص فهي لا تزال رغم هذه الظروف القاسية بشكل غاز.
كتــل النجـــوم
من الضروري لبدء حدوث الاندماج الهيدروجيني في باطن النجم أن تكون كتلة النجم كحد أدنى ( 0.08) كتلة شمسية، وهي الكتلة التي تولد أقل حد من الحرارة يصل قرابة 7 ملايين درجة كلفن. في حين أن أكبر النجوم كتلة يمكن أن تمتلك حوالي 100 مرة مثل كتلة الشمس.
فإذا ما كانت كتلة النجم أقل من 8% فإن النجم يفشل حينها في إشعال نار نووية ليدعى حينها بالقزم البني. فلو كان لكوكب المشتري الذي يتكون معظمه من الهيدروجين كتلة أكبر من كتلته الحالية بـ 84 مرة لاشتعلت فيه النار النووية ولكان في المجموعة الشمسية نجمان، لكنها حكمة الله الخالق.
تركيــب النجـــوم
تعتبر النجوم بعامتها متشابهة في التركيب الكيميائي حيث يشكل الهيدروجين قرابة 90% من النجم، ويشكل الهيليوم نسبة الـ 10% الباقية مع وجود كميات ضئيلة جداً من عناصر أخرى كالأكسجين والنيتروجين والكربون والحديد. وفي شمسنا توجد ذرة أكسجين مقابل كل 1200 ذرة هيليوم، وذرة حديد مقابل كل 32 ذرة أكسجين وهو التناسب الموجود في تركيب الكرة الأرضية أيضاً. وكذلك النجوم مع اختلاف أعمارها ومواقعها في المجرة.
تحيط بنا النجوم من كل مكان، تزين السماء هنا وهناك، نستدل بها في ظلمات الليل، فقد جعلها الله زينة ودليلاً ورجوماً للشياطين. ففي ليلة صافية بعيدة عن أضواء المدينة، ليلة غاب فيها القمر، تضيء النجوم متلألئة هنا وهناك في جنبات السماء، منها اللامع ومنها الخافت، ومنها الأحمر ومنها الأبيض ومنها البرتقالي، وبعضها يشكل فيما بينه أشكالاً ربما نتخيلها كما نشاء، فكذلك فعل الأقدمون تخيلوها دباً أو كلباً أو أسداً أو امرأة أو رجلاً أو غيرها من الأشكال والأدوات التي كانت في بيئتهم، والتي لا تزال حتى يومنا هذا لم تبرح أماكنها، فهي ثابتة كما تبدو لنا وما ذلك إلا لأنها عظيمة البعد عنا. لكننا نرى بعضها متحركاً في السماء، فهي ليست نجوماُ إنما بعض الكواكب السيارة وهي المشتري وزحل والمريخ والزهرة وعطارد لكن واحداً من هذه النجوم قريب إلينا فقط هو نجمنا الشمس، نجم النهار، ومثال كل النجوم في السماء، ندرسه كما نشاء لقربه منا، ونستمد منه الضياء والدفء بلا مقابل. وهو ككل النجوم يشع طاقته من ذاته دون الاستضاءة من غيره كما تفعل الكواكب والأقمار.
فما هي النجوم ، وكيف نراها ، وكيف يدرس العلماء صفاتها ؟؟؟ أسئلة نجيب عنها في رحلتنا التالية مع النجوم إن شاء الله
أبعــاد النجـــوم ولمعانهـــا
في القرن الثاني قبل الميلاد وضع العالم اليوناني هيبارخوس أول تقسيم للنجوم من حيث لمعانها، فأعطى ألمعها الرقم ( واحد) وأعطى أخفتها الرقم ( ستة ) كما تراها العين المجردة ، وأسماها أقدار النجوم. واستمرت هذه الأقدار حتى يومنا هذا ضمن علاقة رياضية بسيطة تقول بأن نجماً من القدر الأول هو ألمع من نجم آخر من القدر الثاني بمرتين ونصف المرة، وهذا يعني أن نجماً من القدر الأول هو ألمع من نجم آخـر من القدر السادس بـمقدار (2.5)-16 وهذا يساوي ( 2.5 × 2.5 × 2.5 ×2.5×2.5 ) أي بما يعادل مائة مرة. وبنفس هذا الأسلوب تم إضافة جميع النجوم الأخفت لمعانأ وكذلك الأجرام الأكثر لمعاناً، خاصة بعد اختراع التلسكوبات ورؤيتها لما لا تستطيع العين المجردة رؤيته. فأصبحت هناك أقدار سالبة كالشمس التي تلمع من القدر ( - 26.8 )، والقمر ( - 12.6)، وكوكب الزهرة (- 4.4) ونجم الشعرى اليمانية ألمع النجوم ( - 1.5)، وأقدار خافتة جداً ككوكب بلوتو الذي يلمع من القدر (+13) وحتى أخفت المجرات التي يراها تلسكوب الفضاء هابل من القدر ( + 30) وهو لمعان أقل من اللمعان الذي تستطيع العين المجردة من رؤيته بأربعة مليارات مرة.
والنجوم شموس كشمسنا ولكن مع فارق البعد، ولهذا فإننا نراها مجرد نقاط لامعة في السماء. فأقربها لنا هو النجم ألفا قنطورس الذي يبعد عنا قرابة الأربع سنوات وثلاثة أشهر ضوئية، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعته الهائلة التي تبلغ 300 ألف كيلومتر في الثانية ، وهي سرعة يستطيع بها أن يدور حول الأرض التي محيطها 40 ألف كيلو متر سبع مرات ونصف في الثانية الواحدة. وتعادل السنة الضوئية حوالي 9.5 مليون مليون ( أي 9.5 تريليون ) كيلومتراً، بذلك يكون بعد أقرب النجوم إلينا قرابة 40 تريليون كيلومتراً فقط، وهو ما يعادل 63 ألف مرة المسافة بين الأرض والشمس.
والشمس التي تبعد عن الأرض مسافة 8 دقائق و19 ثانية ضوئية هي نجم واحد من نجوم مجرتنا العملاقة، والتي يحتاج الضوء حتى يقطعها من حافتها إلى حافتها الأخرى 100 ألف سنة . ودرب التبانة مجرة لولبية الشكل ذات أذرع تدور حولها، وتقع الشمس منها على أحد أذرعها بعيداً عن الحافة مسافة 25 ألف سنة ضوئية. ويصل أقل تقدير لعدد النجوم في مجرتنا درب التبانة 200 مليار نجم. وفي السماء المليارات من المجرات يقدر عددها بـ 100 مليار مجرة.
( أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعاً لكم ولأنعامكم * ) سورة عبس
مــا هـو النجـــم
يمكن القول بأن النجم هو كرة غازية ملتهبة من النيران تستمد طاقتها من الانفجارات النووية الاندماجية التي تحدث لذرات الهيدروجين في باطنها عند درجة حرارة وضغط عاليين، تصل درجة الحرارة فيها لأكثر من 15 مليون كلفن، وهي كافية لدمج نوى كل أربع ذرات من الهيدروجين وتحويلها إلى ذرة هيليوم واحدة مع وجود فرق في الكتلة بينهما هو الذي يتحول إلى طاقة.
وحتى تحافظ الشمس على استقرارها فلا تنهار بفعل جاذبية كتلتها الهائلة ( العدد 2 وأمامه 30 صفراً كيلوغرام )، فإنها تحرق من كتلتها ما يعادل 5 ملايين طناً في الثانية الواحدة، مع العلم أن هذه الانفجارات لا تحدث إلا في باطن الشمس فقط. ورغم أن كثافة المادة هناك تصل 14 مرة مثل كثافة الرصاص فهي لا تزال رغم هذه الظروف القاسية بشكل غاز.
كتــل النجـــوم
من الضروري لبدء حدوث الاندماج الهيدروجيني في باطن النجم أن تكون كتلة النجم كحد أدنى ( 0.08) كتلة شمسية، وهي الكتلة التي تولد أقل حد من الحرارة يصل قرابة 7 ملايين درجة كلفن. في حين أن أكبر النجوم كتلة يمكن أن تمتلك حوالي 100 مرة مثل كتلة الشمس.
فإذا ما كانت كتلة النجم أقل من 8% فإن النجم يفشل حينها في إشعال نار نووية ليدعى حينها بالقزم البني. فلو كان لكوكب المشتري الذي يتكون معظمه من الهيدروجين كتلة أكبر من كتلته الحالية بـ 84 مرة لاشتعلت فيه النار النووية ولكان في المجموعة الشمسية نجمان، لكنها حكمة الله الخالق.
تركيــب النجـــوم
تعتبر النجوم بعامتها متشابهة في التركيب الكيميائي حيث يشكل الهيدروجين قرابة 90% من النجم، ويشكل الهيليوم نسبة الـ 10% الباقية مع وجود كميات ضئيلة جداً من عناصر أخرى كالأكسجين والنيتروجين والكربون والحديد. وفي شمسنا توجد ذرة أكسجين مقابل كل 1200 ذرة هيليوم، وذرة حديد مقابل كل 32 ذرة أكسجين وهو التناسب الموجود في تركيب الكرة الأرضية أيضاً. وكذلك النجوم مع اختلاف أعمارها ومواقعها في المجرة.