مشاهدة النسخة كاملة : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ............


وغلاتي
25-03-2007, 11:25 PM
http://www.mo3alem.com/vb//images/smilies/25%20(44).gif

يؤذيني ابن آدم يسب الدهر

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) .





تخريج الحديث


الحديث أخرجه البخاري و مسلم .



معاني المفردات



السب : الشتم أو التقبيح والذم .


الدهر : الوقت والزمان .


يؤذيني : أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي .


وأنا الدَّهر : أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه .




ألفاظ للحديث



جاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية مسلم : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما ) .
ومنها رواية للإمام أحمد : ( لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل قال : أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ) وصححه الألباني .




معنى الحديث


أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته ، فهو ظرف العمل ووعاؤه ، وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا

والآخرة ، وهو الحياة ، فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ، ولهذا امتن الله به على عباده

فقال: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا }(الفرقان 62) فمن فاته عمل الليل قضاه

بالنهار ، ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل .
وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة ، أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم : "

قبح الله الدهر الذي شتت شملنا " ، و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا " ، وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح

والشتم ، فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم ، فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر

والزمان ، فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لا

فعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ،

فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله .


ومَثَلُ من يفعل ذلك كرجل قضى عليه قاض بحق أو أفتاه مفت بحق ، فجعل يقول : " لعن الله من قضى بهذا أو أفتى

بهذا " ، ويكون ذلك من قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتياه فيقع السبُّ عليه في الحقيقة ، وان كان السابُّ

لجهله أضاف الأمر إلى المبلِّغ ، مع أن المبلِّغ هنا ناقل للحكم ، فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ، وطرف

محايد لا له ولا عليه ، والله تعالى هو الذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء .


إذاً فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد ، منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب ، فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله

، منقاد لأمره متذلل لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب منه .


ومنها أن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا ، إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع ، وأنه ظالم حين ضر من لا يستحق الضر

، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من ليس أهلاً للحرمان ، وكثيراً ما جرى هذا المعنى في كلام الشعراء القدماء

والمعاصرين ، كقول بعضهم :




يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا وأنت والد سوء تأكل الولدا

وقول المتنبي :

قبحا لوجـهك يـا زمان كـأنه وجه له من كل قبح برقع

وقال آخر :

إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم عليك دهر لأهل الفضل قد خانا



فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما : إما مسبة الله ، أو الشرك به ، فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو

مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك ، فهو يسب الله تعالى .

ثم إن في النهي عن سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي ، والاهتمام بالأمور العملية ، فما الذي

سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء ، هل سيغير ذلك من حاله ؟ هل سيرفع الألم والمعاناة

التي يجدها ؟ هل سيحصل ما كان يطمح إليه ؟ ، إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً ، ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن

نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً .






نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

وقد نهجوا الزمان بغير جرم ولو نطق الزمان بنا هجانا




هل الدهر من أسماء الله ؟


والدَّهر ليس من أسماء الله ، وذلك لأن أسماءه سبحانه كلها حسنى ، أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل

على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا يوجد في أسماء الله

تعالى اسمٌ جامدٌ لا يدل على معنى ، والدَّهرُ اسم جامد لا يحمل معنى سوى أنه اسم للوقت والزمن .


ثم إن سياق الحديث أيضاً يأبى أن يكون الدَّهر من أسماء الله لأنه قال : ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) ،

والليل والنهار هما الدهر ، فكيف يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام هو المقلِّب بكسر اللام ؟! ولذلك يمتنع أن يكون الدَّهر

اسماً لله جل وعلا .


الأذى والضرر


وقد ذكر الحديث أن في سب الدهر أذية لله جل وعلا ، ولا يلزم من الأذية الضرر ، فقد يتأذى الإنسان بسماع القبيح أو

مشاهدته أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر بذلك ، ولله المثل الأعلى ، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال

تعالى : {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا }(الأحزاب 57)، ونفى عن نفسه

أن يضره شيء فقال تعالى : {إنهم لن يضروا الله شيئا }( آل عمران 176) ، وقال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم

لن تبلغوا ضري فتضروني ) رواه مسلم .






منقول للفائدة

القلم الحزين
25-03-2007, 11:39 PM
جزاك الله كل الخير ..
وفي ميزان حسناتك أختي وغلاتك ..
كل التحية والتقدير لك ..

درة الإيمان
26-03-2007, 02:49 PM
اللهم اغفر لنا زلاتنا وامسح ذنوبنا ..

شكرا لك وفي ميزان حسناتك

شوق_11
26-03-2007, 05:03 PM
الله يعطيج الف عافية وبارك الله فيج ,,,,,,,

جريح الذكريات
26-03-2007, 09:18 PM
شكرا وغلاتي وبارك الله فيك ...

في ميزان حسناتك بإذن الله ...

وغلاتي
05-04-2007, 03:48 PM
جزاك الله كل الخير ..
وفي ميزان حسناتك أختي وغلاتك ..
كل التحية والتقدير لك ..



القلم الحزين اهلاً بك

وشاكره مرورك

ودمت برعاية الله

وغــــــلاتي

وغلاتي
05-04-2007, 03:50 PM
اللهم اغفر لنا زلاتنا وامسح ذنوبنا ..

شكرا لك وفي ميزان حسناتك

اميييييين
درة الايمان تسلمين

وعساك على القوووه

شاكره لك مرورك

ودمتي برعاية الله

وغـــــلاتي

وغلاتي
05-04-2007, 03:52 PM
الله يعطيج الف عافية وبارك الله فيج ,,,,,,,


شوق

اشكرك للحضور

وعساك على القووه

وغـــــــــلاتي

وغلاتي
05-04-2007, 03:53 PM
شكرا وغلاتي وبارك الله فيك ...

في ميزان حسناتك بإذن الله ...




جريح الذكريات

تسلم اخي الكريم على المرور

ودمت بحفظ الله

وغـــــــــــلاتي

نظرعيني
05-04-2007, 11:09 PM
موضوع قيم ورائع

بارك الله فيك