![]() |
:: :: غُرفَتي .. هَلْ مَا زَالَ الدَمَار يَجْتَاحُكِ ؟ أمْ سَكَنََكِ مَن هوَ أفضَلُ مِني ؟ أيَسقيكِ دمُوعَاً ؟ أم أنبتَ بعدَ رَحيلي فَرَحاً ؟ أحنُ لـِ أمَارسَ فضولي بيَن أجزائَكِ .. ولـِ أنبشُكِ نَبْشَاً .. لَعَلي أجِدُ بَاباً خَفياً أجِدُ داخِله ( ذَاتي ) .. : غٌُرفَتي .. سـَ يقتُلنَي الحَنينُ هُنا .! |
:: :: {أقْبَلَ السَجَّانُ عَليَّ .. أمْسَكَ بـِ شَعري المَنفوش ِالمسكُونِ بـِ حُبيبَاتِ التُراب .. وكأنَهُ عُشٌ هَاجَرتْهُ الطَيورُ مُنذ العصًُور ِ القَديِمة .. -السَجيِنُ 1000 .. قُصَ شَعرَكَ ..قَبلَ أن أقُصَ يَدكْ ..! نَظَرتُ إليهِ بـِ وهَن وأردَفت : -مَا يُضيِرُ الشَاةُ صَلخَهاَ .. بعدَ ذَبحِهَا ؟! احتَقنَ وجهُهُ بـِ الدِمَاء : -أيُهَا المُجرِمُ الأحمَق.. هَل أنَا " شَاة " فِي نَظرِكْ ؟! ابتَسمتُ لَه ..ولـِ بطء فَهمِه .. لا ألومُه , مَنْ يَعيشُ " هُنَا " سـَ يَنخَره الجَهْلُ نَخراً ..! قُلتُ لَه : أنتَ الحَياة .. وأشَرتُ لـِ المسَاجيِنِ بـِ طَرفِ أظَافِري وأكمَلت : وهُم الشِيَاة .. : تَركتَهُ خَوفاً مِن أنْ يَنفَجِرَ " زَهْواً " لِماَ قُلتْ ..!} |
وأنا مار قرب زنزانة السجين..
سمعت زفرات أنفاسه المتعبة.. كان يئن كالعصفور الجريح.. نتف الجلاد ريشه.. وخلع أظفاره البريئة.. يتوارى خلف خيوط الظلام.. إلهي.. ما لذي فعله المسكين ؟ حتى يذبح حريته سكين..؟ |
:: :: اليَوم لَمْ اسْتَسِغ أيَّ شَيء ..! تَذكَرتُ سَماء قَريَتِنَا المُكَلَلِ بـِ سُحبٍ بَيضَاء عَشِقتُ قِراءتِها.. كُنَا نَجلِسُ فِي تَلٍ مُقَابِلُ ضفَةِ النَهْر أنَا و " مَلاك " .. كُلُ سَحَابَةٍ تَزَيَنتْ في بُقعَةِ السَماءِ شَكَلتهَا في مُخيلتِهَا " حَلاوة " .. : كُنَا نَغرقُ في خيَالاتِنَا حَتى أشعرُ بــِ ضَربَةٍ فِي رأسي .. فـَ اكْتَشِفُ أن " أحمَداً " بَدأ يُمَارِسُ جُنونَهُ بـِ كُرتِهِ المَملوءَةِ بـِ زَفيرِ هَواءهِ المُتَقَطِع ..! كَانَ يُلوثُ السحُبَ بـِ خَياليهِ العَنيف .. _ تِلكَ السُحبِ كـَ الديناصوراتِ المُنْقَرِضَة .. وتِلكَ السُحبِ الحَالكَةِ كـَ الخَفافيشِ المُنبَعِجَةِ مِن أورَاقِ أحْزَانِكَ ..! كَان ثَرثَاراً .." جِداً " ..! يَنتهَي يومَنا بـِ رَكْضٍ فِي البَرَاري .. حَتى النسائِمُ كَانت تَلهَثُ أمَامَنا .. انقشَعَ " ضَبابُ " الذكريَاتِ .. لأع ـــودُ إلَى حَيثُ " أنَا " ..! |
:: :: اقتَربَ السَجينُ 999 , ذَاكَ السَجينُ الذي تَمنيتُ " يَوماً " أنْ أسمَعَ صَوتَه , وأنصِتُ لـِ سِره , ذَاكَ السَجينُ الذي حَدَثَني المَعتوه عَنه , وعَن أسَاطيرِ جَرائِمه .. ح ـذَرني مِنهُ .. كَما حَذرَ البَقية .. لَكِن " لَم أصدِقهُ يَوماً " ..! : جَلسَ السَجينُ بـِ جَانِبي , نَظَر إليَّ بـِ انكِسَار .. رأيتُ ذبولَ عَيني في عينه .. وتِلكَ الهالاتُ السَوداء المُنحَفرةِ حَولها دَفعَتني لأهمُسَ لَه : -999 .. مَا بِكَ ؟! نَكَس رأسَهُ بـِ تَخاذل , أدخَل يَديه المُكتَنزتينِ باللحَم في جَيبِ سِرواله , أخرجَ صَورةً تَكَادُ أنْ تَحتَضِر اختِناقاً .. مَدَّ يَدهُ وأمسَكَ بـِ يَدي , وضَع الصورة فيِهَا .. وقَعَ عَلى عَيني صُورةُ فَتاَةٍ في مُقتَبلِ العشرين .. غَاية في الجَمالِ .. أشَرتُ لَهُ بـِ إصبعي لأعرِفَ هَويتَها .. أمسَكَ بـِ رأسِهِ , بَدأ يَشِدُ شعْرَهُ بـِ قوة , ويُحرِكُ شِفاهُ وكأنَهُ يَرغَب أن يَبوحَ بـِ شيءٍ ! حَاولتُ أن أهدأ مِن رَوعِه , لَكِنه بَدأ يَتقَلبُ أمَامي , امتلأت عَينه بَياضَاً كأنهُ يَحتَضِر .. انتَفضتُ لـِ انتِفاضَتهِ المُربِكة .. " لَمْ أشَاهِدُ هَذَا يَوماً " .. احتَشَد الجَميعُ حَولَه , حَاولنَا أن نغيثَهُ .. آخِر مَا لَفظَ بِهِ قَبْلَ أن يَرحَل إلى العَالمِ " الآخر " .. -قَتلوا ابنَتي ..ورَموا بي في السَجن ِ ..! : فَاضت روحَهُ إلى السَماء حَيثُ سَكَنتْ .. وبقتْ تِلكَ الصورةُ في جِيبي " تَبكي " .. : 999 رَحلْ .. فَهل 1000 سـَ يَزورَهُ " هُناك " ؟! - قَريباً جِداً - ..! |
ملاك .. بين قضبان السجن ..!
عشتِ الحدث .. فعشناه معكِ .. تذوقتي الألم .. فذقناه معكِ .. لأنكِ و بإختصار .. صادقة عندما تكتبين .. ^_^ المذكرة الأخيرة .. دمعتْ عيني لها .. مؤثرة جداً .. :icon30: ننتظـــر المذكرات الجديدة :) أشعر بلذة و أنـــا أقرأ لكِ .. :msn-wink: ! دمتِ مبدع ــة _^ |
:: :: { سَقَطَتْ شَعْرَةٌ بَيضَاء مِن رأسِي . . بَدأتُ أعدُ أصَابعَ رِجْلي .. رأيتُ المَعتوه يَرمُقَني بـِ اسْتِهتَار.. قلتُ لَه : الحَمدُ اللهِ ..مَا زِلتُ حَيَاً ..! قَالَ بـِ حُمقٍ : هَلْ كُنتَ مَيتاً مِن قَبل ؟! بَدأتُ أدقُ رأسَهُ وكأنَهُ بابٌ هَشٌِ إنْ زِدتَهُ دَقاً سَقَط .. -مَا زِلتُ أمِلكُ 10 أصَابع فِي رِجْلي و ... نَظَر إليَّ بـِ غَضَبٍ وَهبَّ مِن مَكَانهِ : -أنتَ لستَ مُجرم ..بَل مَجنووووون .. مَجنوووون .. لا أريدُ أن أفقِدَ عَقْلي بـِ سَببك ! ابتسَمتُ لَهُ ..وأكمَلت : وأمِلكُ 10 أصَابِع في يَدي ..! } :icon6: |
::
:: مَرَح .. شُكراً لـِ حضُورَكِ مَثْنَى وَثلاثَاً وَرُبَاعاً .. و ..! :) |
:: :: { بعْدَ صَلاةِ الفَجرِ .. عَانقَتْ عَيني خُيوطَ الشَمسِ المُنسَدِلَةِ مِن النَافِذَةِ المُتَصَدئة .. وكأنَهَا انبِعَاثَاتٌ لـِ أمَلٍ خَفي .. - 1000 ..أتُقَدِمُ لِي مَعروفَاً ؟! قَطَعَ حَبلُ تأمُلاتي سَجينٌ ضَخمُ الجُثَةِ , شَعرٌ كَثيفٌ يكْسو جسمَهُ , وصِلعَةٌ زَادَ بريقهَا كُتلُ الضَوءِ .. خَاطَبتَهُ بـِ استِنكَار : -يَبدو أنَكَ جَديدٌ هُنا ! -صَدقتْ , خَطَّطتُ لـِ أسْرقَ بَنكاً في وَسَطِ القَريَةِ , ولكِنْ شُرطياً .... سُحْقاً .. سُحقَاً ..! شَعَرتُ بـِ طَعْنَةٍ في أعْمَاقي السَحيقَة .. " هُم " هُنا لـِ خَطيئَتِهم .. و " أنَا " لا لـِ " شَيء " ..! لاحَظَ شرودِي الصَامت ..وأردَفْ : -وأنتْ ؟! لَمْ أجرؤ عَلىَ التَفوه .. وَضَعتُ يَدي في ذِقنِي , وكأنَني أُعَدِّدُ جَرائِمي .. ضَحِكَ بـِ مغْزى .. -كَفى .. لا أريدُ أن أعرِف مَاهِيتَكْ !.. فقط أردْتُ أن أعرِفكَ , لأني لاحظتُكَ مُنعَزِلاً .. شَارِدَ الذهْنِ .. يَا 1000 .. مَا خَطْبُك ؟! تَنْهَدتُ طَويلاً .. ابتَّسمتُ ..وقلتُ في أذنِه : إن جَمعْتَ خيوطَ الشَمسِ في يَديِكَ .. سـَ أفضْفِضُ لَكَ !...} |
في السجن المكتظ القضبان ..
يتدحرج اثنان .. ظلي .. وأنا ..! * بقلم : عمر أبو الهيجاء |
ملاكـ ..
متابعــون يوميات سجيـن بشغــف .. تأثــرت عند قراءة يوميــاته - أشفقت عليــه صراحة - .. و أعجبتني ردوده ( إن جَمعْتَ خيوطَ الشَمسِ في يَديِكَ .. سـَ أفضْفِضُ لَكَ ) .. مـا شــاء الله عليك .. اعجبنــي الوصــف كثيــراً .. و كذلك أسلوب السرد .. و الكلمـات .. و كــل شـي :v: .. ملاك .. انقلي لـي عدوى الكتــابـة :wavetowel2: .. فـي انتظـار الافراج عـن السجيــن ( فـي الأحلام :nosweat: ) .. |
:: :: { مُنذُ انبِلاَج الفَجرِ ونَحْنُ تَحولنَا بَيَاضاً .. وكأنَنَا سـَ نُدفَنُ في قبُورٍ تمتلئُ اغتِراباً في زَواياً السجْنِ .. أجْبَرونَا أن نَرتَدي أقمِشَةً نَاصعَةََ البَياضِ , لا تحْتوي إلا على ثقبينِ معْوجينِ لتتسلل أيادينا خِلالهما دونَِ تَمرد .. هَمسَ لي المَعْتوه بـِ خَوفٍ شَديدٍ : - سـَ نُسَاقُ إلى المَوتِ .. سـَ نَموتُ بـِ مَاءٍ وكَهرُبَاء .. قلتُ لَه : - كُلنَا أموات منذُ تَكدُسِ جُثَثنَا هُنا .. تَعدَدت الأسبابُ والمَوتُ واحِدُ ..! تَلونتْ شِفاهه سَواداً : هل سـَ يدفِنونَا أحياء ؟..أم سـَ يبتروننا قِطعَةً .. قِطعَة ! بَدأتُ أضجَرُ مِن أسئلَتِه , أشرتُ إليه بـِ أصَابعي بأن يَلزَمَ الصَمت .. أقبَلَ رجُلٌ كَهلٌ , الشَررُ يتقَاذفُ مِن عينهِ الواسِعَةِ .. أعْطَى كُلّ سجِينٍ منديلاً ..ودَلواً أسْوَداً .. وصَرخَ بـِ قوة : -أيُها المسَاجين ..اليَوم نُريدُ أن نَرى السجنِ مَصقولاً .. لا ذرة ..ولا تُراب ..! قلتُ في نَفسي : -ونحنُ إلا نَشمَلُ عَميلة الصقل *-* ! بَدأنا نُنظِفُ أرضية السجنِ ونتُرنمَ بـِ أنَاشيدِ العَودةِ في دَواخِلنا .. إن تنهدناَ قَليلاً لتعبٍ أدركنا , استقبلنا ماء يغْلي يُباغِتُ أجسادَنا المُخيفة .! لَم أقوَى على رَفعِ عَيني لـِ تَرىَ لحُوماً تُشوىَ أمَامها .. كُنا نَرتَجِفُ لتأوهاتِ تَترددُ بـِ ألمٍ شَديد .. وصُراخ مَفجوعٍ يَكادُ يخنِقُ أنفاساً أعلنتْ الكِفاح ضِدَ إذلالِهم .. : سَرحتُ وأنَا أتخَيلُ حَالهم البَائس حَتى شعَرتُ بماءٍ يغْلي في جَسَدي .. فـَ سقطتُ في عَالمٍ مُظلِمٍ .. دُونَ تأوهٍ .. أو صراخٍ مُؤلم ..! } |
اقتباس:
:: :: عُذراً عن انقِطَاعي عَن { سَجيني } .. و { عَنْكمْ } .. : وأعدُكِم القَادمُ أجمل .. قدْ يكون الإفراج مِن نصيبه { مَن يَدري ! :nono: } .. وقد يَكون القبوع في السِجنِ هِي نِهاية لـِ أسطورتهِ :) ..! : دُمتِ لـِ الذكرى ..:thumbsup: |
السجين 1000 .. متى ستعود ابتسامتكــ ..؟! متى ستطرق السعاده بابكــ ..؟! ما بال الحياة ترفض العفو عنكـــ ..؟! ألم يحن موعـــــد استياقضـــــكــ ..؟! ألا تحلمــ بالنور وتسعى للراحـــــه ..؟! لن يخرجك من ضيقكــــ الا جنونــــــك << استعن به : : : (الملاك الغريب ) دعوتني لأعيش حياة سجين ، اصبح الألم هواءه / الحزن غذاءه / الصمت شرابه * * تابعيـــ ما بدأتي به .. فرحيق زهرك يزيدنا طمعا ف المزيد |
:: :: { " قُل لـِ عَينِكَ أن تَنَامَ مُبَكِراً .. فـَ غَداً سـَ سيوقِظهَا الحَنين لـِ تَسْهَرا " تَردَدتْ أبيَاتُ أحمد بخيت في ذِهني بـِ نُعاسٍ شَديد .. - وأن مَاتَ الحَنين .. أفــلنْ أسهَر ؟! قُلتهَا بـِ كُلّ استهْزَاء ..ابتسمتُ ابتِسَامَة سَاخِرة انعَكَست في بُقع المَاء المُتسَربَةِ من الأنَابيبِ المُتصَدئة .. عُدتُ إلى زَاويتي لـِ أتقوقع بـِ مُفرَدي .. ولأحسبَ الشقوقَ العَميقة المُنحفرة في رجلي .. كُلّ شَقٍ أجِدُ فيهِ مئات مِن الأسَاطيرِ المُعلقة .. - إلهي .. كُلّ هذه الطَعنات .. ولَم أمت ؟! ليلي طَويل , وسنين عِجاف ستَظلُ تَقتاتُ أضلعِي .. وشُحَ صَبري .. وعُروشَ ذكَرى ستجَفلُ عَيني عَنها – حَتماً – وسـَ تَحتضِر سَمواتَ عُمري بينَها – قَطعَاً - ..! } |
حياة كالرماد .. وكأنها شبه جماد .. أي ذل يحياه في كَبْوته الضيقة؟! المـــلاك .. تابعي البوح المرير ..فذائقتنا ترغب أن ترتوي منكِ أكثر .. وأكثر .. |
اقتباس:
ملاك كلماتكِ مؤلمة ومؤثرة جداً ..:( بدأت أحسد السجين لأنه وجد من يكتب عنه بهذا التعمق:S_004:..! أسلوبك رائع جداً واصلي وبانتظار بقية الأحداث ( ووهم الأفراج :S_004:) |
:: :: الرَائِعة : أورِنت .. شَعرتُ بـِ السَعادة لأن هُناكَ مَنْ قرأ شَيئاًُ من مَعاقلِ التَعذيب ..! حُضورِكَ أسعَدَني :) ..! كُوني هُنـــا .. لأكُونَ هُنــــا ..! : مَرح . . قَلب .. خَالصُ الشُكرِ عَلى المُتَابعةِ الدَائِمة لـِ المُذكِراتِ :) ..! دمتن كـَ انسيابِ المَاء :) |
:: :: { كَوابيسُ النَهارِ تُعلِنُ أن هُناكَ خَبايا جَديدة .. رنوتُ ببصَري إلى الأفقِ وأنَا أتغنَى بـِ بعضِ الكَلمَاتِ المُتقاطِعة ( كَما أوحَت لي , لأنهَا مِن جُعبَةِ أفكَاري المَحشُوةِ بـِ وحلِهم ) : أيها النور.. أطفئ عيونك ولا تعبث بـِ جدائل الأحْلام.. خِط لـِ نَفسِكَ مِن مُخيِماتِ الظَلام رداء .. أيُهَا النُور .. ...أيــــُهـــا الـ .. قطَع حُبلُ كَلمَاتِي الظَلامية رَجُلٌ يقفَ بملامِحِه المُتغَضِنة , وأرجُلهِ الطَويلة , خَلفَ تِلكَ الأسوار الحَديدية ..ونسائِمُ الهوَاء تُداعِبُ خٌُصلاتِه المُبعثرة في جبينه , ينَظرُ إلى سَاعتِهِ الذَهبية نظرة المُترقِب .. وإذا بـِ السَجينِ 888 يستقبِلهُ بكُلِّ قَلق , وكأنه يَرغَبُ أن يُعلِنَ هُروبَهُ عَلناً ..أعطَاهُ الرَجلُ المَجهول شَيئاً خفياً ..خبأهُ في سُترتِه .. انتفض السَجين عِندمَا شَاهد شُرطياً يَقتَربُ مِنه والذي زمجرَ بصَوتٍ مُرعب : انتهى الوقت ..! هَرولَ إليَنا مُسرعاً ..ومَا أن استقبلتنا مِلامحِهُ المُتوتِرة .. زَفر زَفرات مُتتَالية ..وهَمس لنَا : -أخيراً سـَ ننتزعُ أقنِعة الذُلِ ..سنبَللُ تُربتنَــا بدموعِ الظُلمِ ..سـَ ينبثِقُ النَصرُ ..لن نَخضع لَهُم بَعد اليَوم ..! شَعرتُ بأنّ يداً تقبِضُ قلَبي , و أننــا سـَ نَكونُ وليِمةً شَهية لـِ تِلكَ الأيَادي النَجِسة .. هَمّ السَجينُ المَعتوه من جَلسَتِه : - يا 888..كَفاكَ هُراءً ..أتقودنَــا إلى القَبور ونَحنُ مَا زلِناَ أحياء ..! شَعرتُ بـِ رَغبَةِ في الضحك ..لَم أتفوه .. رُبما لأني شَعرتُ أن المَعتوه أصبح َ قليلاً ليسَ مَعتوهاً .. أما نَفسي المُتقَمِصَةِ لدَور البُطولة رددت : - ونَحنُ أين َالآن ؟ في القصور ؟! ركلَ السَجينُ 888 قَارورة فَارغة غَضَباً وصرخ : - سـَ أهربُ بـِ مُفردي .. أنــا الأحمَقُ لأنِي أردتُ أن لا أجثُو إلى { الوَطن } بِدونَكم .. أخرجَ سِلسلة مِن سُتَرتِهِ وأكَمل حَديثه بـِ ابتسامة مُهشَمة تَعذيباً : - حَصلتُ عَلى مَفَاتيحِ السِجن ..مَن يَرغَبُ بـِ الرحَيل فـَ ليَتبعني لـِ يرتَشِفَ مَعي حَلاوة النَصر ..! هَمهماتٌ عَلتْ بين مُؤيدٍ ومُعَارض ِ ..ومَاردُ الخَوفُ يَزحَفُ نَحوي بـِ ببطء ..قررتُ أن ألجِم لسِاني وأنَضَمُ مَع قوافل المُعارضين بصمت ..أمسَكَ المَعتوه مِعصَمي : _ أيُها المُحترف ..لن تتَركَ صَديقك بـِ مُفرده .. لابُدَ أنكَ رَفيقي في هذه المُغامرة ..! احتسيتُ ( لـِ أولِ مَرة ) مشَاعرِاً ألهبتني ..وأن المَعتوهُ شَكلَ عناقيداً أخوية في صَدري .. قلت له : - عِندما ناديتكَ بـِ المَعتوه لم أخطِأ ..كَيف لَكَ أن تَثِقَ به ؟ أصبر مَعي فـَ الفرجُ قَريــ .. قاطعَني : - أي فَرج تَدّعيه يا غريب الأطوار ؟ هُنـا ولد ألمنا ..وهُنا سـَ يموت ..! - يا رجل قلتها ..هُنا سـَ نموت ..إذاً لِم تموتَ اليوم ؟! - أموتُ اليَومُ ..ومَا بِها ؟ أنتَ دَائِماً تُرددُ : نَحنُ أموات ..وشَبحُ أمنيات ..دَعني أموت ..دَعني أحيا ..دعــ .. - أنتَ الجُنونُ بَعينه ..! - ألستُ رَفيقك .؟! قَالها بـِ كُل استهزاء ..حَاولتُ أن أن أقنعه .لكنه أصَرَ عَلى قَراره ..انضم المَعتوه إلى سَرب النَوارس المُهاجِرة عن أعشاشنا إلى حبلِ المِشنَقةِ ..حَاولنَا أن نُزرع الخَوف فيهم..وأن نرسم لَهم العِقاب المفجوع الذي قد يحصل لَهم ..ولكِن بِدون جَدوى ..! كان المعتوهُ يَنظرُ إليّ نَظرة الخَائن .. نَظرة الجَبان .. نَظرة الأنَاني ..! أمَا أنا كُنتُ أنظَرُ إليه نَظرة الخَائف .. نَظرة الرَغبة بـِ البَقاء ... و.... } يُتْبَعْ ..! |
:: :: { تَحلقوا جَميعاً بشكلٍ دائري حَول السجين 888 والذي بدأ يرسم في أذهانهم الحُرية المَنشودة .. والرَغبة المَقتولة .. أمَا أنَا كُنتُ أسَعى لـِ أقتَلِ حبورهم خَوفاً عَليهم .. وربما بـالِذاتِ خوَفاً عَلى رحيل المَعتوه عني .. و في مُنتصَفِ الليلِ .. بَعدَ أنْ نَامت الأدران..واعتلت عرشَ الفضَيلة غَيمةٌ بيضَاء استقت النور مِن القَمر .. بدأ هَسيسَهمُ المُبعثر في الكَبوة يُوخزني بـِ إبرِ ألمٍ عِندمَا شَاهدتُ أحزابَ المُعارضين انضموا إليهم .. بعد أن أوهَمَهمْ السَجينُ 888 صَاحب الأفكار الثعلبية بـِ أوشَحة السَعادة ..! شَعرتُ بـِ دُموعِي تسَيل وأنـا أشاهِدُ مشهداً يرتسِمُ في مُخيَلتي بـِ إن جُثثهم سـَ تُرمَى لـِ الذئاب لـِ تَنهِشَ مَا بقِيّ مِنها .. أدثرت بـِ الغِطاء وأنا أدعُو لَهمُ .. سَمعِتُ قفل الكَبوة يَنفتحِ ..وأبوابُ جِراحي تَنفتح ..! خيمَ الهدوء عَلى المَكان ..وبدأت الطمأنينة تبثُ في دواخلِي .. لَم أكَدْ أزيحُ الرِداء العَتيقَ مِن رأسي إلا وطَلقَاتٌ نَارية تُغطِي المَكان ..وصُرخَاتٌ بَشرية تُعلِنُ أن نَعشَها لقَريب .. : أغمضتُ عَينيّ ألماً و أنا أنتَحبُ : رحِمكَ الله يَا غَريب ..!! حَفظكَ الله يا حَبيب ..! رحمك الله .. حَفظكَ الله ..! } |
:: :: قَريباً سـَ يعودُ سَجيني إلى السَاحة .. كُونوا في الحَدثِ ..! |
بدون تعليق ,,,
يكفي أن أقول .. رائعةٌ أنتِ.. دوماً هنا.. واصلي |
أما آن لسجينك أن يموت ؟
فقد نبتت أشواك اليأس في بقايا حريته .. أما آن أن يصنع لنفسه مجداً .. يجد بنفسه بأنه آخر العبيد .. وإن شمس الحرية له .. وإن السجن يئن من صدأ يديه .. وإن العناكب أجفلت من سباته .. أما آن أن يموت أو يستيقظ ليصنع لنفسه مجد الحرية .. رغم قسوة السجن والسجانين .. على الرغم منهم كلهم .. أستعد أيها السجين 1000 سيبزغ يوم جديد .. ... إلى الإمام مديرتنا .. |
:: :: أعمدة القلق تُحيطُ بجسَدي الساكن .. تجثمُ على صَدري ذكرياتُ الأمس .. يا تُرى لمَ عندما تمنيت أن يطول حُلمي " يوماً" ينتهي دونَ أن أدري ؟ لمَ تموتُ رغبَاتي هُنـا, وأنا الذي كُنتُ أسعى لأسقيها ؟ أانتهت مياهُ الصبر ؟ أم أنا انتهيتُ في زنزانتي ؟ أناظِرُ تلكَ الأحزاب السَوداء وهي تنتظِمُ بنظام .. تمنيتُ أن أملكَ مجهراً لأتفحص ملامحهم .. هل هُم بلا ملامحٍ مثلي ؟ أم ما زالوا ينتظرون فقدانِها بشكلٍ كُلي ؟! |
اقتباس:
أنا وسَجيني نَعود .. لُنكمل بقية الحِكاية ..:) |
اقتباس:
لن يموت سَجيني .. فما زال يحلمُ بـِ عشبِ حُرية سَينبتُ من أهدابِ الرماد ..! |
:: :: رسالةٌ إلى صَديقي : مساؤكَ وهم .. يا تُرى أما زلتَ تهوى اللعب بـِ الدُمى ؟ أما زِلتَ تُثرثِرُ من أجلِ النِساء ؟ أذكرُ عِندما اجتَمعنا في شَارعِ المَجد قُلتَ لي : _ الحَياةُ بلا نَكهة, بلا طعم , كُلّ الناس مُتشابهون, واقعنا لا يتغير فقط نحنُ نَنحَدِرُ إلى الأسفل! قلتُ لك : الحياةُ لعبةٌ, إن لم تُحسن اللعب بها سـَ تلعبُ بكَ لعِباً , نحنُ سـَ ننحدرُ ,إن أردنا أن ننتَحِر " كـَ تشردِ الرغبات" ..! استهزئتَ بي واعتبَرتَ حَديثي ليسَ سِوى رعشة هلوسة اخترعتها من أكوابي النَاقِصة .. ما زلتُ أذكر حوارنا العقيم ، عندما قلتَ لي : _ إذا أحببتَ, ألن تَخون ؟ _ وكيف أخونُ من أحب ؟ _ كفاكَ فلسَفة , الحبُ ليس سِوى كلمة إخترعها العشاق لـِ يؤمِّنوا بقائهم عَلى وجهِ الأرضِ ! _ الحبُ مقدسٌ , كـَ الجُنون تماماً , إذا أحببت بـِ صدقٍ سـَ يُحِبُكَ الحب , وسـَ تتغيرُ أوزانُ الحياة , سـَ تستقر النُجوم بـِ جانب بعضٍها البعض بـِ أمانٍ ,وسـَ تُثمِرُ أشجار الإخلاصِ فيك و ..! _ يا رَجُل أنتَ كوكبٌ مُعقد, سـَ تندم على مثالياتكَ وستكتشف " يوماً" أن حديثي ليسَ " وهماً" ..! _ يا صَاحبي الوهم سعى إليكَ بعد أن سَعيتَ إليه .. _ أووووه , كفى ..ثرثرتكَ لا تُشكل لي شيئاً, أنتَ " معتوووه " أتيتَ من كوكب " سمجون" لـِ تنشرَ قصصاً ومبادئاً خرقاء , غريبٌ أنتَ أيُها المعتوه ! : يَا تُرى .. كيف أنتَ يا صَديقي ؟ وكيف تعيشُ مع مُعتقداتك ؟ أتعتبرني الآن ميتٌ في الأرض وعدتُ إلى كوكبي؟ أم أنا بـِ النسبةِ إليكَ ذرةُ غُبارٍ كانت شيء وسحقتها الرياحُ إلى اللاشيء ! أباركُ لكَ يا صديقي .. فقد أصبحَ لديّ صديقٌ معتوهٌ " مثلي".. بلا نكهةٍ .. ولا طعمٍ .. و لا " شيء " .! السجينُ 1000 |
لندع السجين 1000 يواصل أحلامه !
لعل يومًا ستشرق الشمس على أحلامه خارج القضبان ! واصل ثرثرتك فلك توقف الزمن ! |
:: :: كلانا نُشبِه المقبرة .. جامدون.. يلفنا البياض.. لا حياة ٌ .. لا حِراك .. ... لكن المقبرةُ وتلك الأغطيةُ .. " أشرعة تعلن الرحيل الأبدي " وهل أنا رحلت ؟ أم ما زلتُ هُنا .. أنتظرُ أن أجرّ إلى " المقبرة.. .. ..... من خلفِ القضبانِ الموشحةِ بخيوط العنكبوت .. أرى الحشود " الأبرجوازية " تنظرُ إلينا بغطرسةٍ لابُدّ أن يأتي - يوماً- وأحطمها ..! تباً لهــم .. وتباً لـِ أصحابِ نفوذٍ تسحقنا بأرجلهم ..!! : السجينُ 1000 البروليتاري المظلوم ..! |
الساعة الآن 12:15 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها