منتديات حصن عمان - **&أسباب النزول&**
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   التربية الإسلامية (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=69)
-   -   **&أسباب النزول&** (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=31640)

ملاك الشرق 10-04-2010 12:22 PM

تحية عطرة

سورة الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏ذُق إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الكَريمُ‏}‏ الآية ( 49 )
قال قتادة‏:‏ نزلت في عدو الله أبي جهل وذلك أنه قال‏:‏ أيوعدني محمد والله لأنا أعز من بين جبليها فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
حدثنا سهل بن عثمان قال‏:‏ حدثنا أسباط عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال‏:‏ لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال أبو جهل‏:‏ لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم قال‏:‏ فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ونزل فيه ‏{‏ذُق إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الكَريمُ‏}‏‏.‏
*****
سورة الجاثية
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏قُل لِّلَّذينَ آَمَنوا يَغفِروا لِلَّذينَ لا يَرجونَ أَيّامَ اللهِ‏}‏ الآية ( 14 )
قال ابن عباس في رواية عطاء‏:‏ يريد عمر بن الخطاب خاصة وأراد بالذين لا يرجون أيام الله عبد الله بن أبي وذلك أنهم نزلوا في غزاة بني المصطلق على بئر يقال لها المريسيع فأرسل عبد الله غلامه ليستقي الماء فأبطأ عليه فلما أتاه قال‏:‏ ما حبسك قال‏:‏ غلام عمر قعد على قف البئر فما ترك أحداً يستقي حتى ملأ قرب النبي وقرب أبي بكر وملأ لمولاه فقال عبد الله‏:‏ ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل‏:‏ سمن كلبك يأكلك فبلغ قوله عمر رضي الله عنه فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
حدثنا محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏مَن ذا الَّذي يُقرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً‏}‏ قال يهودي بالمدينة يقال له فنحاص‏:‏ احتاج رب محمد فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج في طلبه فجاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن ربك يقول ‏{‏قُل لِّلَّذينَ آَمَنوا يَغفِروا لِلَّذينَ لا يَرجونَ أَيّامَ اللهِ‏}‏ واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه فلما جاء قال‏:‏ يا عمر ضع سيفك قال‏:‏ صدقت يا رسول الله أشهد أنك أرسلت بالحق قال‏:‏ فإن ربك يقول ‏{‏قُل لِلَّذينَ آَمَنوا يَغفِروا لِلَّذينَ لا يَرجونَ أَيّامَ اللهِ‏}‏ قال‏:‏ لا جرم والذي بعثك بالحق ولا يرى الغضب في وجهي‏.‏
*****
سورة الأحقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏وَما أَدري ما يُفعَلُ بي وَلا بِكُمِ‏}‏ الآية‏ ( 9 ) .‏
قال الثعلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏:‏ لما اشتد البلاء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء فقصها على أصحابه فاستبشروا بذلك ورأوا فيها فرجاً مما هم فيه من أذى المشركين ثم إنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك فقالوا‏:‏ يا رسول الله متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى ‏{‏وَما أَدري ما يُفعَلُ بي وَلا بِكُمِ‏}‏ يعني لا أدري أخرج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أولا ثم قال‏:‏ إنما هو شيء رأيته في منامي ما أتبع إلا ما يوحى إلي‏.‏

قوله تعالى ‏{‏حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَربَعينَ سَنَةً‏}‏ الآية‏ ( 15 ) .‏
قال ابن عباس في رواية عطاء‏:‏ أنزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في التجارة فنزلوا منزلاً فيه سدرة فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين فقال له‏:‏ من الرجل الذي في ظل السدرة فقال‏:‏ ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال‏:‏ هذا والله نبي وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق وكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضوره فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة أسلم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ أربعين سنة قال ‏{‏رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ‏} من الآية ( 15 ) .
*****‏‏
سورة الفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُّبيناً‏} الآية ( 1 )
أخبرنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قال‏:‏ نزلت سورة الفتح قوله تعالى ‏{‏إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُّبيناً‏}‏ أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني قال‏:‏ أخبرنا عبد الله بن محمد الفامي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال‏:‏ أخبرنا أبو الأشعث قال‏:‏ أخبرنا المعتمر بن سليمان قال‏:‏ سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس قال‏:‏ لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة أنزل الله عز وجل ‏{‏إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُّبيناً‏}‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها كلها‏.‏
وقال عطاء عن ابن عباس‏:‏ إن اليهود شمتوا بالنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لما نزل قوله ‏{‏وَما أَدري ما يُفعَلُ بي وَلا بِكُمِ‏}‏ وقالوا‏:‏ كيف نتبع رجلاً لا يدري ما يفعل به فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى ‏{‏إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُّبيناً لِّيَغفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ‏}‏‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏لِّيُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ‏}‏ الآية‏ ( 5 ) .‏
أخبرنا يزيد بن هارون قال‏:‏ أخبرنا همام عن قتادة عن أنس قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُّبيناً لِّيَغفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ‏}‏ قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هنيئاً لك يا رسول الله ما أعطاك الله فما لنا فأنزل الله تعالى ‏{‏لِّيُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِها الأَنهارُ‏}‏ الآية‏.‏
أخبرنا يزيد بن زريع قال‏:‏ أخبرنا سعيد عن قتادة عن أنس قال‏:‏ أنزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُّبيناً‏}‏ عند رجوعه من الحديبية نزلت وأصحابه مخالطون الحزن وقد حيل بينهم وبين نسكهم ونحروا الهدي بالحديبية فلما أنزلت هذه الآية قال لأصحابه‏:‏ لقد أنزلت علي آية خير من الدنيا جميعها فلما تلاها النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل من القوم‏:‏ هنيئاً مريئاً يا رسول الله قد بين الله ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فأنزل الله تعالى ‏{‏لِّيُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ‏}‏ الآية‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَأَيدِيَكُم عَنهُم‏}‏ الآية ( 24 ) ‏.‏
‏ أخبرنا يزيد بن هارون قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذهم أسراء فاستحياهم فأنزل الله ‏{‏وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَأَيدِيَكُم عَنهُم بِبَطنِ مَكَّةَ مِن بَعدِ أَن أَظفَرَكُم عَلَيهِم‏}‏‏.‏
وقال عبد الله بن مغفل الهوني‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله في القرآن فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الله تعالى بأبصارهم وقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل جئتم في عهد أحد وهل جعل لكم أحد أماناً قالوا‏:‏ اللهم لا فخلى سبيلهم فأنزل الله تعالى ‏{‏وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم‏}‏ الآية‏.

ملاك الشرق 10-04-2010 12:23 PM

تحية عطرة

سورة الحجرات
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدي اللهِ وَرَسولِهِ‏}‏‏ الآية ( 1 ) .‏
أخبرنا ابن جريج قال‏:‏ حدثني ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر‏:‏ أمر القعقاع بن معبد وقال عمر‏:‏ بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر‏:‏ ما أردت إلا خلافي وقال عمر‏:‏ ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدي اللهِ وَرَسولِهِ‏}‏ إلى قوله ‏{‏وَلَو أََنَّهُم صَبَروا حَتّى تَخرُجَ إِلَيهِم‏}‏ رواه البخاري عن الحسن بن محمد الصباح‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَبِيِّ‏}‏ الآية ( 2 ) ‏.‏
نزلت في ثابت بن قيس بن شماس كان في أذنه وقر وكان جهوري الصوت وكان إذا كلم إنساناً جهر بصوته فربما كان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتأذى بصوته فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
‏ أخبرنا جعفر بن سليمان الضبعي قال‏:‏ أخبرنا ثابت عن أنس‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَبِيِّ‏}‏ قال ثابت بن قيس‏:‏ أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي وأنا من أهل النار فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ هو من أهل الجنة‏.‏
رواه مسلم عن قطر بن نسير وقال ابن أبي مليكة‏:‏ كاد الخيران أن يهلكا‏:‏ أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس وأشار الآخر برجل آخر فقال أبو بكر لعمر‏:‏ ما أردت إلا خلافي وقال عمر‏:‏ ما أردت خلافك وارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالى ‏{‏لا تَرفَعوا أَصواتَكُم‏}‏ الآية‏.‏
وقال ابن الزبير‏:‏ فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه‏.‏

قوله تعالى ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسولِ اللهِ‏}‏ الآية‏ ( 3 ) .‏
قال عطاء عن ابن عباس‏:‏ لما نزل قوله تعالى ‏{‏لا تَرفَعوا أَصواتَكُم‏}‏ تألى أبو بكر أن لا يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كأخي السرار فأنزل الله تعالى في أبي بكر ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسولِ اللهِ‏}‏‏.‏
حدثنا حسن بن عمر الأحمسي قال‏:‏ حدثنا مخارق عن طارق عن أبي بكر قال‏:‏ لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى‏}‏ قال أبو بكر‏:‏ فآليت على نفسي أن لا أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كأخي السرار‏.‏

قوله تعالى ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يُنادونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أَكثَرُهُم لا يَعقِلونَ‏}‏‏ ( 4 ) .‏
حدثنا داود الطفواي قال‏:‏ حدثنا أبو مسلم البجلي قال‏:‏ سمعت زيد بن أرقم يقول‏:‏ أتى ناس النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينادونه وهو في الحجرة يا محمد يا محمد فأنزل الله تعالى ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يُنادونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أَكثَرُهُم لا يَعقِلونَ‏}‏‏.‏
وقال محمد بن إسحاق وغيره‏:‏ نزلت في جفاة بني تميم قدم وفد منهم على النبي صلى الله عليه وسلم فدخلوا المسجد فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجرته أن أخرج إلينا يا محمد فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين فآذى ذلك من صياحهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فقالوا‏:‏ إنا جئناك يا محمد نفاخرك ونزل فيهم ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يُنادونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أَكثَرُهُم لا يَعقِلونَ‏}‏ وكان فيهم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم‏.‏
وكانت قصة هذه المفاخرة على ما أخبرناه أبو إسحاق أحمد بن محمد المقريء قال‏:‏ أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن السدوسي قال‏:‏ حدثني محمد بن صالح بن هانئ قال‏:‏ حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أبي شيبة قال‏:‏ حدثنا معلى بن عبد الرحمن قال‏:‏ حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمرو بن الحكم عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ جاء بنو تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنادوا على الباب يا محمد اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم وهو يقول‏:‏ إنما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمه شين فقالوا‏:‏ نحن ناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت ولكن هاتوا فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبانهم قم فاذكر فضلك وفضل قومك فقام فقال‏:‏ الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء فنحن من خير أهل الأرض ومن أكثرهم عدة ومالاً وسلاحاً فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا وفعال هي خير من فعالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس قم فأجب فقام فقال‏:‏ الحمد لله أحمده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه‏.‏
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله دعا المهاجرين والأنصار من بني عمه أحسن الناس وجوهاً وأعظمهم أحلاماً فأجابوا فالحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع منا نفسه وماله ومن أباها قتلناه وكان رغمه من الله تعالى علينا هيناً أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبانهم قم يا فلان فقل أبياتاً تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقام الشاب فقال‏:‏
نَحنُ الكِرامُ فَلا حَيٌّ يُفاخِرُنا ** فينا الرُؤوسُ وَفينا يُقسِمُ الرَبعُ
إِذا أَبَينا فَلا يَأبى لَنا أَحَدٌ ** إِنّا كَذَلِكَ عِندَ الفَخرِ نَرتَفِعُ
قال‏:‏ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسان بن ثابت فانطلق إليه الرسول فقال‏:‏ وما يريد مني وقد كنت عنده قال‏:‏ جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابهم وتكلم شاعرهم فأرسل إليك تجيبه فجاء حسان فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبه فقال حسان‏:‏
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ وَالدينُ عَفوَةٌ ** عَلى الرَغمِ سارَ مِن مَعدٍ وَحاضِرِ
أَلَسنا نَخوضُ المَوتَ في حَومَةِ الوَغى ** إِذا طابَ وِردُ المَوتِ بَينَ العَساكِرِ
وَنَضرِبُ هامَ الدارِعينَ وَنَنتَمي ** إِلى حَسَبٍ مِن جُرمِ غَسّانَ قاهِرِ
فَلَولا حَياءُ اللَهِ قُلنا تَكَرُّماً ** عَلى الناسِ بِالحَقَّينِ هَل مِن مُنافِرِ
فَأَحياؤُنا مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الحَصى ** وَأَمواتُنا مِن خَيرِ أَهلِ المَقابِرِ
قال‏:‏ فقام الأقرع بن حابس فقال‏:‏ إني والله لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء وقد قلت شعراً فاسمعه فقال‏:‏ هات فقال‏:‏
أَتَيناكَ كَيما يَعرِفُ الناسُ فَضلَنا ** إِذا فاخَرونا عِندَ ذِكرِ المَكارِمِ
وَإِنّا رُؤوسُ الناسِ مِن كُلِّ مَعشَرٍ ** وَأَن لَيسَ في أَرضِ الحِجازِ كَوارِمِ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ قم يا حسان فأجب فقال‏:‏
بَني دارِمٍ لا تَفخَروا إِنَّ فَخرَكُم ** يَعودُ وَبالاً عِندَ ذِكرِ المَكارِمِ
هَبَلتُم عَلَينا تَفخَرونَ وَأنتُمُ ** لَنا خَولٌ مِن بَينِ ظِئرٍ وَخادِمِ
وَأَفضَلُ ما نِلتُم مِن المَجدِ وَالعُلى ** رَدافَتَنا مِن بَعدِ ذِكرِ الأَكارِمِ
فَإِن كُنتُم جِئتُم لِحَقنِ دِمائِكُم ** وَأَموالِكُم أَن تُقَسَموا في المَقاسِمِ
فَلا تَجعَلوا للَهِ نَداً وَأَسلِموا ** وَلا تَفخَروا عِندَ النَبِيِّ بِدارِمِ
وَإِلا وَرَبُ البَيتِ مَالَت أَكُفَنا ** عَلى هامِكُم بِالمُرهَفاتِ الصَوارِمِ
قال‏:‏ فقام الأقرع بن حابس فقال‏:‏ إن محمداً المولى إنه والله ما أدري ما هذا الأمر تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أحسن قولاً وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر ثم دنا من النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما نصرك ما كان قبل هذا ثم أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساهم وارتفعت الأصوات وكثر اللغط عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية ‏{‏لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَبِيِّ‏}‏ إلى قوله ‏{‏وَأَجرٌ عَظيمٌ‏}‏‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَباءٍ فَتَبَيَنوا‏}‏ الآية ( 6 ) ‏.‏
نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقاً وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية فلما سمع القوم تلقوه تعظيماً لله تعالى ولرسوله فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أن يغزوهم فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا‏:‏ سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلنا من حق الله تعالى فبدا له في الرجوع فخشينا أن يكون إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فأنزل الله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَباءٍ فَتَبَيَنوا‏}‏ يعني الوليد بن عقبة‏.‏
أخبرنا عيسى بن دينار قال‏:‏ أخبرنا أبي أنه سمع الحارث بن ضرار يقول‏:‏ قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الإسلام فدخلت في الإسلام وأقررت ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها فقلت‏:‏ يا رسول الله أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة فمن استجابني جمعت زكاته فترسل لأبان كذا وكذا لآتيك بما جمعت من الزكاة فلما جمع الحرث بن ضرار وبلغ الأبان الذي أراد أن يبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم احتبس عليه الرسول فلم يأته فظن الحرث أن قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله فدعا سروات قومه فقال لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان وقت لي وقتاً ليرسل إلي ليقبض ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطه فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع فقال‏:‏ يا رسول الله إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث وأقبل الحارث بأصحابه فاستقبل البعث وقد فصل من المدينة فلقيهم الحارث فقالوا‏:‏ هذا الحارث فلما غشيهم قال لهم إلى من بعثتم قالوا‏:‏ إليك قال‏:‏ ولم قالوا‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا بعث إليك الوليد بن عقبة فرجع إليه فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله قال‏:‏ والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته ولا أتاني فلما أن دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال‏:‏ لا والذي بعثك ما رأيت رسولك‏.‏
ولا أتاني ولا أقبلت إلا حين احتبس علي رسولك خشية أن يكون سخط من الله ورسوله قال‏:‏ فنزلت في الحجرات ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَباءٍ فَتَبَيَّنوا أَن تُصيبوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصبِحوا عَلى ما فَعَلتُم نادِمينَ‏}‏ إلى قوله تعالى ‏{‏فَضلاً مِّنَ اللهِ وَنِعمَةً واللهُ عَليمٌ حَكيمٌ‏}‏‏ الآية ( 8 ) .‏
وإلى لقاء متجدد مع بقية سورة الحجرات

ملاك الشرق 10-04-2010 12:24 PM

تحية عطرة

نستكمل بقية سورة الحجرات
قوله تعالى ‏{‏وَإِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنينَ اِقتَتَلوا‏}‏ الآية‏ ( 9 ) .‏
‏ أخبرنا إسحاق بن إسرائيل قال‏:‏ أخبرنا معتمر بن سليمان قال‏:‏ سمعت أبي يحدث عن أنس قال‏:‏ قلت يا نبي الله لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم فركب حماراً وانطلق المسلمون يمشون وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار - لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحاً منك فغضب لعبد الله رجل من قومه وغضب لكل واحد منهما أصحابه وكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنه أنزلت فيهم ‏{‏وَإِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنينَ اِقتَتَلوا فَأَصلِحوا بَينَهُما‏}‏ رواه البخاري عن مسدد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى كلاهما عن المعتمر‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا يَسخَر قَومٌ مِّن قَومٍ‏}‏ الآية ( 11 ) ‏.‏
نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وذلك أنه كان في أذنه وقر فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه فيسمع ما يقول فجاء يوماً وقد أخذ الناس مجالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول‏:‏ تفسحوا تفسحوا فقال له رجل‏:‏ قد أصبت مجلساً فاجلس فجلس ثابت مغضباً فغمز الرجل فقال‏:‏ من هذا فقال‏:‏ أنا فلان فقال ثابت ابن فلانة وذكر أماً كانت له يعير بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه استحياء فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
قوله تعالى ‏{‏وَلا نِساءٌ مِّن نِّساءٍ عَسى أَن يَكُنَّ خَيراً مِّنهُنَّ‏}‏ نزلت في امرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سخرتا من أم سلمة وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية وهي ثوب أبيض وسدلت طرفها خلفها فكانت تجره فقالت عائشة لحفصة انظري ما تجر خلفها كأنه لسان كلب فهذا كان سخريتها‏.‏
وقال أنس‏:‏ نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم عيرن أم سلمة بالقصر‏.‏
وقال عكرمة عن ابن عباس‏:‏ إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن النساء يعيرنني ويقلن يا يهودية بنت يهوديين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هلا قلت‏:‏ إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَلا تَنابَزوا بِالأَلقابِ‏}‏ من الآية ( 11 )
أخبرنا حفص بن غياث عن داود بن هند عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أبيه وعمومته قالوا‏:‏ قدم علينا النبي عليه الصلاة والسلام فجعل الرجل يدعو للرجل ينبزه فيقال يا رسول الله إنه يكرهه فنزلت ‏{‏وَلا تَنابَزوا بِالأَلقابِ‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الناسُ إِنّا خَلَقناكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثى‏}‏ الآية‏ ( 13 ) .‏
قال ابن عباس‏:‏ نزلت في ثابت بن قيس وقوله في الرجل الذي لم يفسح له ابن فلانة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذاكر فلانة فقام ثابت فقال‏:‏ أنا يا رسول الله فقال‏:‏ انظر في وجوه القوم فنظر فقال‏:‏ ما رأيت يا ثابت فقال‏:‏ رأيت أبيض وأحمر وأسود قال‏:‏ فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
وقال مقاتل‏:‏ لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً حتى أذن على ظهر الكعبة فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص‏:‏ الحمد لله الذي قبض أبي حتى لا ير هذا اليوم‏.‏
وقال الحارث بن هشام‏:‏ أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذناً وقال سهيل بن عمرو‏:‏ إن يرد الله شيئاً يغيره وقال أبو سفيان‏:‏ إني لا أقول شيئاً أخاف أن يخبر به رب السماء فأتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قالوا فدعاهم وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله تعالى هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال
أخبرنا عبد الجبار بن الورد المكي قال‏:‏ أخبرنا ابن أبي مليكة قال‏:‏ لما كان يوم الفتح رقي بلال ظهر الكعبة فقال بعض الناس‏:‏ يا عباد الله أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة فقال بعضهم‏:‏ إن يسخط الله هذا يغيره فأنزل الله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الناسُ إِنّا خَلَقناكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثى‏}‏ وقال يزيد بن الشخير‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة وإذا غلام أسود قائم ينادى عليه بياع فمن يزيد وكان الغلام يقول‏:‏ من اشتراني فعلى شرط قيل‏:‏ ما هو قال‏:‏ لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراه رجل على هذا الشرط وكان يراه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند كل صلاة مكتوبة ففقده ذات يوم فقال لصاحبه أين الغلام فقال‏:‏ محموم يا رسول الله فقال لأصحابه‏:‏ قوموا بنا نعوده فقاموا معه فعادوه فلما كان بعد أيام قال لصاحبه‏:‏ ما حال الغلام فقال‏:‏ يا رسول الله الغلام قورب به فقام ودخل عليه وهو في نزعاته فقبض على تلك الحال فتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم غسله وتكفينه ودفنه فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم فقال المهاجرون‏:‏ هاجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا في حياته ومرضه وموته ما لقي هذا الغلام‏.‏
وقالت الأنصار‏:‏ آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثر علينا عبداً حبشياً فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏يا أَيُّها الناسُ إِنّا خَلَقناكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثى‏}‏ يعني أن كلكم بنو أب واحد وامرأة واحدة وأراهم فضل التقوى بقوله تعالى ‏{‏إِنَّ أَكرَمُكُم عِندَ اللهِ أَتقاكُم‏}‏‏.‏
قوله تعالى ‏{‏قالَتِ الأَعرابُ آَمَنّا‏}‏ الآية ( 14 )‏.‏
نزلت في أعراب من بني أسد بن خزيمة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في سنة جدبة وأظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السر وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات وأغلوا أسعارها وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فأعطنا من الصدقة وجعلوا يمنون عليه فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية‏.
*****
سورة ق
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏وَلَقَد خَلَقنا السَمَواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما في سِتَّةِ أَيامٍ وَما مَسَّنا مِن لُّغوبٍ‏} الآية ( 38 )
‏ قال الحسن وقتادة‏:‏ قالت اليهود‏:‏ إن الله خلق الخلق في ستة أيام واستراح يوم السابع وهو يوم السبت يسمونه يوم الراحة فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألت عن خلق السموات والأرض فقال‏:‏ خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وخلق السموات يوم الأربعاء والخميس وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر‏.‏
قالت اليهود‏:‏ ثم ماذا يا محمد قال‏:‏ ثم استوى على العرش قالوا‏:‏ قد أصبت لو تممت ثم استراح فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً فنزلت ‏{‏وَلَقَد خَلَقنا السَمَواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما في سِتَّةِ أَيّامٍ وَما مَسَّنا مِن لُّغوبٍ فَاِصبِر عَلى ما يَقولونَ‏}‏‏.‏
*****
سورة النجم
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏هُوَ أعلَمُ بِكُم إِذ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرضِ‏}‏ الآية ( 32 ) ‏.‏
أخبرنا ابن وهب قال‏:‏ أخبرني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال‏:‏ كانت اليهود تقول‏:‏ إذا هلك لهم صبي صغير هو صديق فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ كذبت يهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقي أو سعيد فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية ‏{‏هُوَ أَعلَمُ بِكُم إِذ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرضِ وَإِذ أَنتُم أَجِنَّةٌ في بُطونِ أُمَهاتِكُم‏}‏ إلى آخرها‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَفَرَأَيتَ الَّذي تَوَلّى وَأَعطى قَليلاً وَأَكدى‏}‏ الآيات ( 33 ) ، ( 34 ) ‏.‏
قال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك‏:‏ نزلت في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق في الخير فقال له أخوة من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح‏:‏ ما هذا الذي تصنع يوشك أن لا يبقى لك شيئاً فقال عثمان‏:‏ إن لي ذنوباً وخطايا وإني أطلب بما أصنع رضا الله سبحانه وتعالى وأرجو عفوه فقال له عبد الله‏:‏ أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏أَفَرَأَيتَ الَّذي تَوَلّى وَأَعطى قَليلاً وَأَكدى‏}‏ فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله‏.‏
وقال مجاهد وابن زيد‏:‏ نزلت في الوليد بن المغيرة وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه فعيره بعض المشركين وقال‏:‏ لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال‏:‏ إني خشيت عذاب الله فضمن له إن هو أعطاه شيئاً من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله سبحانه وتعالى فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَأَنَّهُ هُوَ أَضحَكَ وَأَبكى‏}‏ الآية ( 43 )
أخبرنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال‏:‏ أخبرتنا دلال بنت أبي المدل قالت‏:‏ حدثتنا الصهباء عن عائشة قالت‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يضحكون فقال‏:‏ لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً فنزل جبريل عليه السلام بقوله ‏{‏وَأَنَّهُ هُوَ أَضحَكَ وَأَبكى‏}‏ فرجع إليهم فقال‏:‏ ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل عليه السلام فقال‏:‏ ائت هؤلاء وقل لهم‏:‏ إن الله عز وجل يقول ‏{‏وَأَنَّهُ هُوَ أَضحَكَ وَأَبكى‏}‏‏.‏

ملاك الشرق 10-04-2010 12:24 PM

تحية عطرة

سورة القمر
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم‏
‏ قوله عز وجل ‏{‏اِقتَرَبَتِ الساعَةُ وَاِنشَقَّ القَمَرُ‏}‏ الآية ( 1 )
أخبرنا يحيى بن حماد قال‏:‏ أخبرنا ابن عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله قال‏:‏ انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش‏:‏ هذا سحر ابن أبي كبشة سحركم فاسألوا السفار فسألوهم فقالوا‏:‏ نعم قد رأينا فأنزل الله عز وجل ‏{ وَإِن يَروا آَيَةً يُعرِضوا‏}‏ الآية ( 2 )

قوله تعالى ‏{‏إِنَّ المُجرِمينَ في ضِلالٍ وَسُعُرٍ‏}‏ الآية ( 47 ) إلى ‏{‏إِنّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرٍ‏}‏ الآية ( 49 )
أخبرنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد قال‏:‏ أخبرنا سفيان الثوري عن زياد بن إسماعيل المخزومي عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي هريرة قال‏:‏ جاءت قريش يختصمون في القدر فأنزل الله تعالى ‏{‏إِنَّ المُجرِمينَ في ضِلالٍ وَسُعُرٍ يَومَ يُسحَبونَ في النارِ عَلى وُجوهِهِم ذوقوا مَسَّ سَقَرَ إِنّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرٍ‏}‏ رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان‏.‏
قال الشيخ‏:‏ أشهد بالله لقد أخبرنا أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم الحافظ بجرجان قال‏:‏ أشهد بالله لقد أخبرنا أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم البزار قال‏:‏ أشهد بالله لقد سمعت علي بن حنبل يقول‏:‏ أشهد بالله لسمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي بخراسان يقول‏:‏ أشهد بالله لسمعت عبد الله بن الصقر الحافظ يقول‏:‏ أشهد بالله لسمعت عفير بن معدان يقول‏:‏ أشهد بالله لسمعت سليمان بن عامر يقول‏:‏ أشهد بالله لسمعت أبا أمامة الباهلي يقول‏:‏ أشهد بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن هذه الآية نزلت في القدرية ‏{‏إِنَّ المُجرِمينَ في ضِلالٍ وَسُعُر يَومَ يُسحَبونَ في النارِ عَلى وُجوهِهِم ذوقوا مَسَّ سَقَرَ‏}‏‏.‏
حدثنا عبد الله بن موسى قال‏:‏ حدثنا بحر السقاء عن شيخ من قريش عن عطاء قال‏:‏ جاء أسقف نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد تزعم أن المعاصي بقدر والبحار بقدر والسماء بقدر وهذه الأمور تجري بقدر فأما المعاصي فلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنتما خصماء لله فأنزل الله تعالى ‏{‏إِنَّ المُجرِمينَ في ضَلالٍ وَسُعُرٍ‏}‏ إلى قوله ‏{‏خَلَقناهُ بِقَدَرٍ‏}‏‏.‏
حدثنا خالد بن سلمة القرشي قال‏:‏ حدثنا سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي عن ابن أبي زرارة الأنصاري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ‏{‏إِنَّ المُجرِمينَ في ضِلالٍ وَسُعُرٍ‏}‏ قال‏:‏ أنزلت هذه الآية في أناس من آخر هذه الأمة يكذبون بقدر الله تعالى‏.‏
حدثنا بقية قال‏:‏ حدثنا ابن ثوبان عن بكير بن أسيد عن أبيه قال‏:‏ حضرت محمد بن كعب وهو يقول‏:‏ إذا رأيتموني أنطلق في القدر فغلوني فإني مجنون فوالذي نفسي بيده ما أنزلت هذه الآيات إلا فيهم ثم قرأ ‏{‏إِنَّ المُجرِمينَ في ضِلالٍ وَسُعُرٍ‏}‏ إلى قوله ‏{‏خَلَقناهُ بِقَدَرٍ‏}‏‏.‏
*****
سورة الواقعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏في سِدرٍ مَّخضودٍ‏}‏ الآية ( 28 )
قال أبو العالية والضحاك‏:‏ نظر المسلمون إلى فوج وهو الوادي مخصب بالطائف فأعجبهم سدره فقالوا‏:‏ يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الَآخِرينَ‏}‏ الآية ( 39 ) ، ( 40 )
قال عروة بن رويم لما أنزل الله تعالى ‏"‏ ثلة من الأولين وقليل من الآخرين‏}‏ بكى عمر وقال‏:‏ يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ومع هذا كله من ينجو منا قليل فأنزل الله تعالى ‏{‏ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآَخِرينَ‏}‏ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال‏:‏ يا عمر بن الخطاب قد أنزل الله فيما قلت فجعل ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فقال عمر‏:‏ رضينا عن ربنا وتصديق نبينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من آدم إلينا قوله تعالى ‏{‏وَتَجعَلونَ رِزقَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبونَ‏}‏‏.‏
حدثنا أبو زميل قال‏:‏ حدثني ابن عباس قال‏:‏ مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا‏:‏ هذه رحمة وضعها الله تعالى وقال بعضهم‏:‏ لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآيات ‏{‏فَلا أُقسِمُ بِمَواقِعِ النُجومِ‏}‏ حتى بلغ ‏{‏وَتَجعَلونَ رِزقَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبونَ‏}‏ رواه مسلم عن عباس ابن عبد العظيم عن النضر بن محمد‏.‏
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في سفر فنزلوا وأصابهم العطش وليس معهم ماء فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون سقينا هذا المطر بنوء كذا فقالوا‏:‏ يا رسول الله ما هذا بحين الأنواء قال‏:‏ فصلى ركعتين ودعا الله تبارك وتعالى فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فمطروا حتى سالت الأودية وملأوا الأسقية ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يغترف بقدح له ويقول‏:‏ سقينا بنوء كذا ولم يقل هذا من رزق الله سبحانه فأنزل الله سبحانه ‏{‏وَتَجعَلونَ رِزقَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبونَ‏}‏‏.‏
‏ أخبرنا عبيد الله بن وهب قال‏:‏ أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال‏:‏ أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألم تروا إلى ما قال ربكم قال‏:‏ ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين يقول الكوكب وبالكوكب رواه مسلم عن حرملة وعمرو بن سواد‏.‏
*****
سورة الحديد
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏لا يَستَوي مِنكُم مَّن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ‏}‏ الآية‏ ( 10 ) .‏
روى محمد بن فضيل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويدل على هذا ما أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال‏:‏ حدثنا عبد العلاء بن عمرو قال‏:‏ حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن آدم بن علي عن ابن عمر قال‏:‏ بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل عليه السلام فأقرأه من الله السلام وقال‏:‏ يا محمد ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال فقال‏:‏ يا جبريل أنفق ماله قبل الفتح علي قال‏:‏ فأقرئه من الله سبحانه وتعالى السلام وقل له‏:‏ يقول لك ربك‏:‏ أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال‏:‏ يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله سبحانه السلام ويقول لك ربك‏:‏ أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فبكى أبو بكر وقال‏:‏ على ربي أغضب أنا عن ربي راض أنا عن ربي راض‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آَمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللهِ‏}‏ الآية‏ ( 16 ) .‏
قال الكلبي ومقاتل‏:‏ نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا‏:‏ حدثنا عما في التوراة فإن فيها العجائب فنزلت هذه الآية‏.‏
وقال غيرهما‏:‏ نزلت في المؤمنين‏.‏
حدثنا خلاد بن الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد قال‏:‏ أنزل القرآن زماناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً فقالوا‏:‏ يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى ‏{‏نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ‏}‏ فتلاه عليهم زماناً فقالوا‏:‏ يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى ‏{‏اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ‏}‏ قال‏:‏ كل ذلك يؤمرون بالقرآن قال خلاد‏:‏ وزاد فيه آخر قالوا‏:‏ يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله تعالى ‏{‏أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آَمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللهِ‏}‏‏.
وإلى اللقاء مع سورة أخرى

ملاك الشرق 10-04-2010 12:25 PM

تحية عطرة

سورة المجادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏قَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها‏}‏ الآية‏ ( 1 ) .‏
حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال‏:‏ حدثنا أبي عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة قال‏:‏ قالت عائشة‏:‏ تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول‏:‏ يا رسول الله أبلى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك قال‏:‏ فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات ‏{‏قَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلى اللهِ‏}‏ رواه أبو عبد الله في صحيحه عن أبي محمد المزني عن مطر عن أبي كريب عن محمد بن أبي عبيدة‏.‏
أخبرنا الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت‏:‏ الحمد لله الذي توسع لسمع الأصوات كلها لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت لا أدري ما يقول فأنزل الله تعالى ‏{‏قَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏الَّذينَ يُظاهِرونَ مِنكُم مِّن نِّسائِهِم‏}‏ الآية‏ ( 2 ) .‏
أخبرنا محمد بن بكار قال‏:‏ أخبرنا سعيد بن بشير أنه سأل قتادة عن الظهار قال‏:‏ فحدثني أن أنس بن مالك قال‏:‏ إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ ظاهر مني حين كبر سني ورق عظمي فأنزل الله تعالى آية الظهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس‏:‏ أعتق رقبة فقال‏:‏ ما لي بذلك يدان قال‏:‏ فصم شهرين متتابعين قال‏:‏ أما إني إذا أخطأني أن لا آكل في اليوم كل بصري قال‏:‏ فأطعم ستين مسكيناً قال‏:‏ لا أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة قال‏:‏ فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعاً حتى جمع
أخبرنا محمد بن مسلمة عن محمد بن إسحاق عن معمر بن عبيد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال‏:‏ حدثتني خويلة بنت ثعلبة وكانت عند أوس بن الصامت أخى عبادة بن الصامت قالت‏:‏ دخل علي ذات يوم وكلمني بشيء وهو فيه كالضجر فراددته فغضب فقال‏:‏ أنت علي كظهر أمي ثم خرج في نادي قومه ثم رجع إلي فراودني عن نفسي فامتنعت منه فشادني فشاددته فغلبته بما تغلب به المرأة الرجل الضعيف فقلت‏:‏ كلا والذي نفس خويلة بيده لا تصل إلي حتى يحكم الله تعالى في وفيك بحكمه ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أشكو ما لقيت فقال‏:‏ زوجك وابن عمك اتقي الله وأحسني صحبته فما برحت حتى نزل القرآن ‏{‏قَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها‏}‏ إلى ‏{‏إِنَّ اللهَ سَميعٌ َبصيرٌ‏}‏ حتى انتهى إلى الكفارة قال‏:‏ مريه فليعتق رقبة قلت‏:‏ يا نبي الله والله ما عنده رقبة يعتقها قال‏:‏ مريه فليصم شهرين متتابعين قلت‏:‏ يا نبي الله شيخ كبير ما به من صيام قال‏:‏ فليطعم ستين مسكيناً قلت‏:‏ يا نبي الله والله ما عنده ما يطعم قال‏:‏ بلى سنعينه بعرق من تمر مكتل يسع ثلاثين صاعاً قالت‏:‏ وأنا أعينه بعرق آخر قال‏:‏ قد أحسنت فليتصدق‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ نُهُوا عَنِ النَجوى‏} الآية ( 8 )
‏ قال ابن عباس ومجاهد‏:‏ نزلت في اليهود والمنافقين وذلك أنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم فإذا رأى المؤمنون نجواهم قالوا‏:‏ ما نراهم إلا وقد بلغهم عن أقربائنا وإخواننا الذين خرجوا في السرايا قتل أو موت أو مصيبة أو هزيمة فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم فلا يزالون كذلك حتى يقدم أصحابهم وأقرباؤهم فلما طال ذلك وكثر شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا إلى مناجاتهم فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَإِذا جاءُوكَ حَيَّوكَ بِما لَم يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ‏} من الآية ( 8 ) ‏‏.‏
‏ أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت‏:‏ جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ السام عليك يا أبا القاسم فقلت‏:‏ السام عليكم وفعل الله بكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ مه يا عائشة فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش فقلت‏:‏ يا رسول الله ألست أدرى ما يقولون قال‏:‏ ألست ترين أرد عليهم ما يقولون أقول‏:‏ وعليكم ونزلت هذه الآية في ذلك
أخبرنا يونس بن محمد قال‏:‏ أخبرنا شيبان عن قتادة عن أنس أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ السام عليك فرد القوم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل تدرون ما قال قالوا الله ورسوله أعلم يا نبي الله قال‏:‏ لا ولكن قال كذا وكذا ردوه علي فردوه عليه فقال‏:‏ قلت السام عليكم قال‏:‏ نعم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك‏:‏ إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا‏:‏ أي عليك ما قلت ونزل قوله تعالى ‏{‏وَإِذا جاءُوكَ حَيَّوكَ بِما لَم يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا قيلَ لَكُم تَفَسَّحوا في المَجالِسِ فافسَحوا يَفسَحِ اللهُ لَكُم‏}‏ الآية‏ ( 11 ) .‏
قال مقاتل‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم في الصفة وفي المكان الضيق وذلك يوم الجمعة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس فقاموا حيال النبي صلى الله عليه وسلم على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم فلم يفسحوا لهم وشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لمن حوله من غير أهل بدر‏:‏ قم يا فلان وأنت يا فلان فأقام من المجلس بقدر النفر الذي قاموا بين يديه من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف النبي صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجوههم فقال المنافقون للمسلمين ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس والله ما عدل على هؤلاء قوم أخذوا مجالسهم وأحبهم القرب من نبيهم أقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامهم فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ناجَيتُمُ الرَسولَ‏}‏ الآية‏ ( 12 ) .‏
قال مقاتل بن حيان‏:‏ نزلت الآية في الأغنياء وذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس حتى كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من طول جلوسهم ومناجاتهم فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية وأمر بالصدقة عند المناجاة فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئاً وأما أهل الميسرة فبخلوا واشتد ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الرخصة‏.‏
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ناجَيتُمُ الرَسولَ‏}‏ كان لي دينار فبعته وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد فنسخت بالآية الأخرى ‏{‏ءَأَشفَقتُم أَن تُقَدِّموا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقاتٍ‏} الآية ( 13 ) ‏‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ تَوَلَّوا قَوماً غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم‏}‏ الآية ( 14 ) إلى قوله ‏{‏وَيَحسَبونَ أَنَّهُم عَلى شَيءٍ أَلا إِنَّهُم هُمُ الكاذِبونَ‏}‏ الآية ( 18 )
وقال السدي ومقاتل‏:‏ نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره إذ قال‏:‏ يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان فدخل عبد الله بن نبتل وكان زرق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا غلام تشتمني أنت وأصحابك فحلف بالله ما فعل ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ فعلت‏.‏
فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه‏.‏
فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
أخبرنا سماك بن حرب قال‏:‏ حدثني سعيد بن جبير أن ابن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في ظل حجرة من حجره وعنده نفر من المسلمين قد كاد الظل يقلص عنهم فقال لهم‏:‏ إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعين شيطان وإذا أتاكم فلا تكلموه فجاء رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه فقال‏:‏ علام تشتمني أنت وفلان وفلان نفر دعا بأسمائهم فانطلق الرجل فدعاهم فحلفوا بالله واعتذروا إليه فأنزل الله تعالى ‏{‏يَومَ يَبعَثُهُمُ اللهُ جَميعاً فَيَحلِفونَ لَهُ كَما يَحلِفونَ لَكُم وَيَحسَبونَ أَنَّهُم عَلى شَيءٍ أَلا إِنَّهُمُ هُمُ الكاذِبونَ‏}‏ رواه الحاكم في صحيحه

قوله تعالى ‏{‏لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ بِاللهِ وَاليَومَ الآَخَرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللهَ وَرَسولَهُ‏}‏ الآية ‏( 22 ) .‏
قال ابن جريج‏:‏ حدثت أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة شديدة سقط منها ثم ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أوفعلته قال‏:‏ نعم قال‏:‏ فلا تعد إليه فقال أبو بكر‏:‏ والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته‏.‏
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية‏.‏
وروى عن ابن مسعود أنه قال‏:‏ نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد‏.‏
وفي أبي بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز فقال‏:‏ يا رسول الله دعني أكن في الرعلة الأولى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ متعنا بنفسك يا أبا بكر أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري وفي مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد‏.‏
وفي عمر قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر وفي علي وحمزة قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر وذلك قوله ‏{‏وَلَو كانوا ءَاباءَهُم أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشيرَتُهُم‏}‏‏ من الآية ( 22 ) .‏

ملاك الشرق 10-04-2010 12:26 PM

تحية عطرة

سورة الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏هُوَ الَّذي أَخرَجَ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ‏}‏ الآية‏ ( 2 ) .‏
قال المفسرون‏:‏ نزلت هذه الآية في بني النضير وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك منهم فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً وظهر على المشركين قالت بنو النضير‏:‏ والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية فلما غزا أحداً وهزم المسلمون نقضوا العهد وأظهروا العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صالحهم عن الجلاء من المدينة‏.‏
أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن كفار قريش كتبوا بعد وقعة بدر إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم وبين الخلاخل شيء فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير الغدر وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن اخرج إلينا في ثلاثين رجلاً من أصحابك وليخرج معنا ثلاثون حبراً حتى نلتقي بمكان نصف بيننا وبينك ليسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك أمنا بك كلنا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثين من أصحابه وخرج إليه ثلاثون حبراً من اليهود حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض اليهود لبعض كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلاً من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله فأرسلوا كيف نتفق ونحن ستون رجلاً اخرج في ثلاثة من أصحابك وتخرج إليك ثلاثة من علمائنا إن آمنوا بك آمنا بك كلنا وصدقناك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة من أصحابه وخرج ثلاثة من اليهود واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى أخيها وهو رجل مسلم من الأنصار فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل أخوها سريعاً حتى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فساره بخبرهم فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان من الغد عدا عليهم بالكتائب فحاصرهم فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء على أن لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة وهي السلاح وكانوا يخربون بيوتهم ويأخذون ما وافقهم من خشبها فأنزل الله تعالى ‏{‏لِلَّهِ ما في السَمَواتِ وَما في الأَرضِ‏}‏ حتى بلغ ‏{‏واللهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏ما قَطَعتُم مِّن لِّينَةٍ‏}‏ الآية ( 5 ) ‏.‏
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل ببني النضير وتحصنوا في حصونهم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها فجزع أعداء الله عند ذلك وقالوا‏:‏ زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر وقطع النخيل وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فوجد المسلمون في أنفسهم من قولهم وخشوا أن يكون ذلك فساداً واختلفوا في ذلك فقال بعضهم‏:‏ لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ بل اقطعوا فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏ما قَطَعتُم مِّن لِّينَةٍ‏}‏ الآية‏.‏
تصديقاً لمن نهى عن قطعه وتحليلاً لمن قطعه وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله تعالى‏.‏
أخبرنا قتيبة أخبرنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله تعالى ‏{‏ما قَطَعتُم مِّن لِّينَةٍ أَو تَرَكتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصولُها فَبِإِذنِ اللهِ وَليُخزِيَ الفاسِقينَ‏}‏ رواه البخاري ومسلم عن قتيبة‏.‏
أخبرنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخيل بني النضير وحرق وهي البويرة ولها يقول حسان‏:‏ وَهانَ عَلى سُراةِ بَني لُؤَيٍ حَريقٌ بِالبُوَيرَةِ مُستَطيرُ وفيها نزلت الآية ‏{‏ما قَطَعتُم مِّن لِّينَةٍ أَو تَرَكتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصولِها‏}‏ رواه مسلم عن سعيد بن منصور عن ابن المبارك وأخبرنا أبو بكر أخبرنا عبد الله أخبرنا سلم بن عصام أخبرنا رسته أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا محمد بن ميمون التمار أخبرنا جرموز عن حاتم النجار عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أنا أقوم فأصلي قال‏:‏ قدر الله لك ذلك أن تصلي قال‏:‏ أنا أقعد قال‏:‏ قدر الله لك أن تقعد قال‏:‏ أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها قال‏:‏ قدر الله لك أن تقطعها قال‏:‏ فجاء جبريل عليه السلام فقال‏:‏ يا محمد لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم على قومه وأنزل الله تعالى ‏{‏ما قَطَعتُم مِّن لِّينَةٍ أَو تَرَكتُموها قائِمَةٍ عَلى أُصولِها فَبِإِذنِ اللهِ وَليُخزي الفاسِقينَ‏}‏ يعني اليهود‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدارَ وَالإِيمانَ مِن قَبلِهِم‏}‏ الآية ( 9 ) ‏.‏
روى جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم أن الأنصار قالوا‏:‏ يا رسول الله اقسم بيننا وبين إخواننا من المهاجرين الأرض نصفين قال‏:‏ ولكنهم يكفونكم المؤونة وتقاسمونهم الثمرة والأرض أرضكم قالوا‏:‏ رضينا فأنزل الله تعالى ‏{‏وَالَّذينَ تَبَوَءُوا الدارَ وَالإِيمانَ مِن قَبلِهِم‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ‏}‏‏ من الآية ( 9 ) .‏
أخبرنا عبد الله بن داود عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى رجل من الأنصار رجلاً من أهل الصفة فذهب به الأنصاري إلى أهله فقال للمرأة‏:‏ هل من شيء قالت‏:‏ لا إلا قوت الصبية قال‏:‏ فنوميهم فإذا ناموا فأتيني فإذا وضعت فاطفئي السراج قال‏:‏ ففعلت وجعل الأنصاري يقدم إلى ضيفه ما بين يديه ثم غدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ لقد عجب من فعالكما أهل السماء ونزلت ‏{‏وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ‏}‏ رواه البخاري عن مسدد عن عبد الله بن داود‏.‏
ورواه مسلم عن أبي كريب عن وكيع كلاهما عن فضيل بن غزوان‏.‏
أخبرنا عبيد الله بن الوليد عن محارب بن دثار عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقالت‏:‏ إن أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا منا فبعث به إليه فلم يزل يبعث به واحداً إلى الآخر حتى تداوله سبعة أهل أبيات حتى رجعت إلى أولئك قال‏:‏ فنزلت ‏{‏وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏
*****
سورة الممتحنة
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوُّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ‏}‏ الآية ( ‏1 ) .‏
قال جماعة من أهل المفسرين‏:‏ نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن سارة مولاة أبي عمر بن صهيب بن هشام بن عبد مناف أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز لفتح مكة فقال لها‏:‏ أمسلمة جئت قالت لا قال‏:‏ فما جاء بك قالت أنتم الأهل والعشيرة والموالي وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني قال لها‏:‏ فأين أنت من شباب أهل مكة وكانت مغنية قالت‏:‏ ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فكسوها وحملوها وأعطوها فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير على أن توصل إلى أهل مكة وكتب في الكتاب‏:‏ من حاطب إلى أهل مكة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم فخرجت سارة ونزل جبريل عليه السلام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل حاطب فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وعماراً والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد وكانوا كلهم فرساناً وقال لهم انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها وخلوا سبيلها فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان فقالوا لها‏:‏ أين الكتاب فحلفت بالله ما معها كتاب ففتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتاباً فهموا بالرجوع فقال علي والله ما كذبنا ولا كذبنا وسل سيفه وقال‏:‏ أخرجي الكتاب وإلا والله لأجزرنك ولأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها قد خبأته في شعرها فخلوا سبيلها ورجعوا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فأتاه فقال له‏:‏ هل تعرف الكتاب قال‏:‏ نعم قال‏:‏ فما حملك على ما صنعت فقال‏:‏ يا رسول الله والله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ فارقتهم ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته وكنت غريباً فيهم وكان أهلي بين ظهرانيهم فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يداً وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه وكتابي لا يغني عنهم شيئاً فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره فنزلت هذه السورة ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ‏}‏ فقام عمر بن الخطاب فقال‏:‏ دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ وما يدريك يا عمر‏.‏
لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏.‏
أخبرنا محمد بن يعقوب بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع قال‏:‏ سمعت علياً يقول‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد قال‏:‏ انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب فقلنا لها‏:‏ لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه‏:‏ من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين ممن بمكة يخبر بعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ما هذا يا حاطب فقال‏:‏ لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقاً في قريش ولم أكن من نفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم ولم يكن لي بمكة قرابة فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً والله ما فعلته شاكاً في ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه قد صدق فقال عمر‏:‏ دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال‏:‏ إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ تُلقونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ‏}‏ رواه البخاري عن حميد ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وجماعة كلهم عن سفيان‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبراهيمَ وَالَّذينَ مَعَهُ‏} الآية ( 4 )
‏ يقول الله تعالى للمؤمنين‏:‏ لقد كان لكم في إبراهيم ومن معه من الأنبياء والأولياء اقتداء بهم في معاداة ذوي قراباتهم من المشركين فلما نزلت هذه الآية عادى المؤمنون أقرباءهم المشركين في الله وأظهروا لهم العداوة والبراءة وعلم الله تعالى شدة وجد المؤمنين بذلك فأنزل الله تعالى ‏{‏عَسى اللهُ أَن يَجعَلَ بَينَكُم وَبَينَ الَّذينَ عادَيتُم مِنهُم مَوَدَّةً‏}‏ ثم فعل ذلك بأن أسلم كثير منهم وصاروا لهم أولياء وإخواناً وخالطوهم وناكحوهم وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب فلان لهم أبو سفيان وبلغه ذلك فقال‏:‏ ذاك الفحل لا يقرع أنفه‏.‏
أخبرنا عبد الله بن المبارك عن مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال‏:‏ قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا وضباب وسمن وأقط فلم تقبل هداياها ولم تدخلها منزلها فسألت لها عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ‏{‏لا يَنهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذينَ لَم يُقاتِلُوكُم في الدينِ‏}‏ الآية‏ ( 8 ) .‏
فأدخلتها منزلها وقبلت منها هداياها‏.‏
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي العباس السياري عن عبد الله الغزال عن أبي سفيان عن ابن المبارك‏.‏

قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا جاءَكُمُ المُؤمِناتُ مُهاجِراتٍ فَاِمتَحِنوهُنَّ اللهُ أَعلَمُ بِإِيمانِهِنَّ‏}‏ الآية ( 10 ) ‏.‏
قال ابن عباس‏:‏ إن مشركي مكة صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية على أن من أتاه من أهل مكة رده إليهم ومن أتى أهل مكة من أصحابه فهو لهم وكتبوا بذلك الكتاب وختموه فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية بعد الفراغ من الكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية فأقبل زوجها وكان كافراً فقال‏:‏ يا محمد رد علي امرأتي فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
أخبرنا ابن إدريس قال‏:‏ قال محمد بن إسحاق حدثني الزهري قال‏:‏ دخلت على عروة بن الزبير وهو يكتب إلى ابن هند صاحب الوليد بن عبد الملك يسأله عن قوله ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا جاءَكُمُ المُؤمِناتُ مُهاجِراتٍ فَاِمتَحِنوهُنَّ‏}‏ قال‏:‏ وكتب إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح قريشاً يوم الحديبية على أن يرد عليهم من جاء بغير إذن وليه فلما هاجرن النساء أبى الله تعالى أن يرددهن إلى المشركين إذا هن امتحن فعرفوا أنهن إنما جئن رغبة في الإسلام برد أصدقاتهن إليهم إذا احتبسن عنهم إذا هم ردوا على المسلمين أصدقة من حبسوا من نسائهم قال‏:‏ وذلك حكم لله يحكم بينكم فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ورد الرجال‏.‏

قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَوَلَّوا قَوماً غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم‏}‏ الآية‏ ( 13 ) .‏
نزلت في ناس من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المسلمين وتواصلوا بهم فيصيبون بذلك من ثمارهم فنهاهم الله تبارك وتعالى عن ذلك‏.‏

ملاك الشرق 10-04-2010 12:26 PM

تحية عطرة

سورة الصف
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏سَبَحَ لِلَّهِ ما في السَمَواتِ وَما في الأَرضِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ‏}‏ الآية ( 1 )
أخبرنا محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال‏:‏ قعدنا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقلنا‏:‏ لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تبارك وتعالى عملناه فأنزل الله تعالى ‏{‏سَبَحَ لِلَّهِ ما في السَمَواتِ وَما في الأَرضِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ‏}‏ إلى قوله ‏{‏إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفّاً‏}‏ إلى آخر السورة فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعَلونَ‏}‏ الآية ( 2 )
قال المفسرون‏:‏ كان المسلمون يقولون‏:‏ لو نعلم أحب الأعمال إلى الله تعالى لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا فدلهم الله على أحب الأعمال إليه فقال ‏{‏إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفّاً‏}‏ الآية‏.‏
فابتلوا يوماً بذلك فولوا مدبرين فأنزل الله تعالى ‏{‏لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعَلونَ‏}‏‏.‏
*****
سورة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏وَإِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً اِنَفَضُّوا إِلَيها‏} الآية ( 11 )
‏ أخبرنا إسرائيل عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الرحمن قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏وَإِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً اِنفَضُّوا إِلَيها وَتَرَكوكَ قائِماً‏}‏ رواه البخاري عن حفص بن عمر عن خالد بن عبد الله عن حصين‏.‏
أخبرنا عنتر بن القاسم أخبرنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجمعة فمرت عير تحمل الطعام فخرج الناس إلا اثني عشر رجلاً فنزلت آية الجمعة‏.‏
رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير ورواه البخاري في كتاب الجمعة عن معاوية بن عمرو عن زائدة كلاهما عن حصين‏.‏
قال المفسرون‏:‏ أصاب أهل المدينة أصحاب الضرار جوع وغلاء سعر فقدم دحية بن خليفة الكلبي في تجارة من الشام وضرب لها طبل يؤذن الناس بقدومه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فخرج إليه الناس فلم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم لسال بكم الوادي ناراً‏.‏
*****
سورة المنافقين
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا إسرائيل عن السدي عن أبي سعيد الأزدي عن زيد بن أرقم قال‏:‏ غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الأعراب وكنا نبدر الماء وكان الأعراب يسبقونا فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه فأتى رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه الأعرابي فأخذ خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه فأتى الأنصاري عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ثم قال‏:‏ لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله يعني الأعراب ثم قال لأصحابه‏:‏ إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل قال زيد بن أرقم وأنا ردف عمي‏:‏ فسمعت عبد الله فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق وكذبني فجاء إلى عمي فقال‏:‏ ما أردت أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك المسلمون فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد قط فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاني فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الدنيا فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين ‏{‏قالوا نَشهَدُ إِنَّكَ لَرَسولُ اللهِ‏}‏ الآية ( 1 ) حتى بلغ ‏{‏هُمُ الَّذينَ يَقولونَ لا تُنفِقوا عَلى مَن عِندَ رَسولِ اللهِ حَتّى يَنفَضُّوا‏}‏ الآية ( 7 ) حتى بلغ ‏{‏لَيُخرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنها الَأذَلَّ‏}‏‏ الآية ( 8 ) .‏
قال أهل التفسير وأصحاب السير‏:‏ غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فنزل على ماء من مياههم يقال له المريسيع فوردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد يقود فرسه فازدحم جهجاه وسنان الجهني حليف بني العوف من الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين فلما أن جاء عبد الله بن أبي قال ابنه وراءك قال‏:‏ ما لك ويلك قال‏:‏ لا والله لا تدخلها أبداً إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتعلم اليوم من الأعز من الأذل فشكا عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع ابنه فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارتحل عنه حتى يدخل فقال‏:‏ أما إذ جاء أمر النبي عليه الصلاة والسلام فنعم فدخل فلما نزلت هذه السورة وبان كذبه قيل له‏:‏ يا أبا حباب إنه قد نزلت فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر لك فلوى رأسه فذلك قوله ‏{‏وَإِذا قيلَ لَهُم تَعالوا يَستَغفِر لَكُم رَسولُ اللهِ لَوَّوا رُؤُوسَهُم‏}‏ الآية‏ ( 5 ) .
*****
سورة التغابن
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِنَّ مِن أَزواجِكُم وَأَولادِكُم عَدوَّاً لَّكُم‏}‏ الآية‏ ( 14 ) .‏
قال ابن عباس‏:‏ كان الرجل يسلم فإذا أراد أن يهاجر منعه أهله وولده وقالوا‏:‏ ننشدك الله أن تذهب فتدع أهلك وعشيرتك وتصير إلى المدينة بلا أهل ولا مال فمنهم من يرق لهم ويقيم ولا يهاجر فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
أخبرنا أشعث بن عبد الله أخبرنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد قال‏:‏ كان الرجل يسلم فيلومه أهله وبنوه فنزلت هذه الآية ‏{‏إِنَّ مِن أَزواجِكُم وَأَولادِكُم عَدوَّاً لَّكُم فَاِحذَروهُم‏}‏ قال عكرمة عن ابن عباس‏:‏ وهؤلاء الذين منعهم أهلهم عن الهجرة لما هاجروا ورأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوا أهليهم الذين منعوهم فأنزل الله تعالى ‏"‏{ وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ‏"} من الآية ( 14 ) ‏‏.‏
*****
سورة الطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها النَبِيُّ إِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَطَلِّقوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ‏}‏ الآية ( 1 ) ‏.‏
روى قتادة عن أنس قال‏:‏ طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأنزل الله تعالى هذه الآية وقيل له راجعها فإنها صوامة قوامة وهي من إحدى أزواجك ونسائك في الجنة‏.‏
وقال السدي‏:‏ نزلت في عبد الله بن عمر وذلك أنه طلق امرأته حائضاً فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ويمسكها حتى تطهر ثم تحيض حيضة أخرى فإذا طهرت طلقها إن شاء قبل أن يجامعها فإنها العدة التي أمر الله بها‏.‏
أخبرنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض تطليقة واحدة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ثم يمسكها حتى تطهر وتحيض عنده حيضة أخرى ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها فإن أراد أن يطلقها فيطلقها حين تطهر من قبل أن يجامعها فتلك العدة التي أمر الله تعالى أن تطلق لها النساء‏.‏
قوله تعالى ‏{‏وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجاً وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ‏}‏ نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أن المشركين أسروا ابناً له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال‏:‏ إن العدو أسر ابني وجزعت الأم فما تأمرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اتق الله واصبر وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله فعاد إلى بيته وقال لامرأته‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت‏:‏ نعم ما أمرنا به فجعلا يقولان فغفل العدو عن ابنه فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت هذه الآية‏.‏
أخبرنا عمار بن معاوية عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ نزلت هذه الآية ‏{‏وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجاً وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسبُ‏} الآية ( 2 ) ، ( 3 ) ‏ في رجل من أشجع كان فقيراً خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال‏:‏ اتق الله واصبر فرجع إلى أصحابه فقالوا‏:‏ ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ما أعطاني شيئاً قال‏:‏ اتق الله واصبر فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إياكها‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَاللائي يَئِسنَ مِنَ المَحيضِ مِن نِّسائِكُم‏}‏ الآية ( 4 )
قال مقاتل‏:‏ لما نزلت ‏{‏وَالمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ‏}‏.‏ قال خلاد بن النعمان بن قيس الأنصاري‏:‏ يا رسول الله فما عدة التي لا تحيض وعدة التي لم تحض وعدة الحبلى فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
‏ أخبرنا أبو الأزهر أخبرنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال‏:‏ لما نزلت عدة النساء في سورة البقرة في المطلقة والمتوفى عنها زوجها قال أبي بن كعب‏:‏ يا رسول الله إن نساء من أهل المدينة يقلن قد بقي من النساء من لم يذكر فيها شيء قال‏:‏ وما هو قال‏:‏ الصغار والكبار وذوات الحمل فنزلت هذه الآية ‏{‏وَاللائي يَئِسنَ‏}‏ إلى آخرها‏.‏

ملاك الشرق 10-04-2010 12:27 PM

تحية عطرة

سورة التحريم
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها النَبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ‏}‏ الآية‏ ( 1 ) .‏
أخبرنا عبد الله بن عمر قال حدثني أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن علي بن عباس عن ابن عباس عن عمر قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة فوجدته حفصة معها فقالت‏:‏ لم تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك فقال لها‏:‏ لا تذكري هذا لعائشة هي علي حرام إن قربتها قالت حفصة‏:‏ وكيف تحرم عليك وهي جاريتك فحلف لها لا يقربها وقال لها‏:‏ لا تذكريه لأحد فذكرته لعائشة فأبى أن يدخل على نسائه شهراً واعتزلهن تسعاً وعشرين ليلة فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ‏}‏ الآية‏.‏
أخبرنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء والعسل وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فدخل على حفصة بنت عمر واحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فعرفت فسألت عن ذلك فقيل لي‏:‏ أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت منه النبي صلى الله عليه وسلم شربة قلت‏:‏ أما والله لنحتال له فقلت لسودة بنت زمعة‏:‏ إنه سيدنو منك إذا دخل عليك فقولي له‏:‏ يا رسول الله أكلت مغافير فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي‏:‏ جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقولي أنت يا صفية ذلك قالت تقول سودة‏:‏ فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فكدت أن أبادئه بما أمرتني به فلما دنا منها قالت له سودة‏:‏ يا رسول الله أكلت مغافير قال لا قالت‏:‏ فما هذه الريح التي أجد منك قال‏:‏ سقتني حفصة شربة عسل فقالت‏:‏ جرست نحله العرفط قالت‏:‏ فلما دخل علي قلت له مثل ذلك فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك فلما دار إلى حفصة قالت‏:‏ يا رسول الله أسقيك منه قال‏:‏ لا حاجة لي فيه تقول سودة‏:‏ سبحان الله لقد حرمناه قالت لها‏:‏ اسكتي‏.‏
رواه البخاري عن فرقد ورواه مسلم عن سويد بن سعيد كلاهما عن علي بن مسهر‏.‏
أخبرنا أبو داود أخبرنا عامر الجزاز عن ابن أبي مليكة أن سودة بنت زمعة كانت لها خؤولة باليمن وكان يهدى إليها العسل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل وكانت حفصة وعائشة متواخيتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إحداهما للأخرى‏:‏ ما ترين إلى هذا قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل فإذا دخل فخذي بأنفك فإذا قال ما لك قولي‏:‏ أجد منك ريحاً لا أدري ما هي فإنه إذا دخل علي قلت مثل ذلك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بأنفها فقال‏:‏ ما لك قالت‏:‏ ريحاً أجد منك وما أراه إلا مغافير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذ وجدها ثم إذ دخل على الأخرى فقالت له مثل ذلك فقال‏:‏ لقد قالت لي هذا فلانة وما هذا إلا من شيء أصبته في بيت سودة ووالله لا أذوقه أبداً‏.‏
قال ابن أبي مليكة‏:‏ قال ابن عباس‏:‏ نزلت هذه الآية في هذا ‏{‏يا أَيُّها النَبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحلَّ اللهُ لَكَ تَبتَغي مَرضاةَ أَزواجِكَ‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏إِن تَتوبا إِلى اللهِ‏}‏ الآية‏ ( 4 ) .‏
أخبرنا عبد الله بن شبيب قال‏:‏ حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال‏:‏ وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال‏:‏ وجدت حفصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أم إبراهيم في يوم عائشة فقالت‏:‏ لأخبرنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هي علي حرام إن قربتها فأخبرت عائشة بذلك فأعلم الله رسوله ذلك فعرف حفصة بعض ما قالت فقالت له‏:‏ من أخبرك قال‏:‏ نبأني العليم الخبير فآلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهراً فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏إِن تَتوبا إِلى اللهِ فَقَد صَغَت قُلوبُكُما‏}‏ الآية‏.‏
*****
سورة الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏وَأَسِرّوا قَولَكُم أَو اِجهَروا بِهِ‏}‏ الآية ( ‏13 ) .‏
قال ابن عباس‏:‏ نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبره جبريل عليه السلام بما قالوا فيه ونالوا منه فيقول بعضهم لبعض‏:‏ أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد‏.‏
*****
سورة القلم
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ‏} الآية ( 4 ) ‏‏.‏
أخبرنا حسين بن علوان الكوفي أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‏:‏ ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك ولذلك أنزل الله عز وجل ‏{‏وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ‏}‏‏.‏

قوله عز وجل ‏{‏وَإِن يَكادُ الَّذينَ كَفَروا‏}‏ الآية‏ ( 52 )
نزلت حين أراد الكفار أن يعينوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش فقالوا‏:‏ ما رأينا مثله ولا مثل حججه وكانت العين في بني أسد حتى إن كانت الناقة السمينة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعينها ثم يقول‏:‏ يا جارية خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر‏.‏
وقال الكلبي‏:‏ كان رجل يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ثم يرفع جانب خبائه فتمر به النعم فيقول‏:‏ ما رعى اليوم إبل ولا غنم أحسن من هذه فما تذهب إلا قريباً حتى يسقط منها طائفة وعدة فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك فعصم الله تعالى نبيه وأنزل هذه الآية‏.‏
*****
سورة الحاقة
قوله عز وجل ‏{‏وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ‏}‏ الآية ( 12 )
أخبرنا عبد الله بن الزبير قال‏:‏ سمعت صالح بن هشيم يقول‏:‏ سمعت بريدة يقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي‏:‏ إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على الله أن تعي فنزلت ‏{‏وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ‏}‏‏.‏
*****
سورة المعارج
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِع‏}‏ الآية ( 1 ) ‏.‏
نزلت في النضر بن الحارث حين قال ‏{‏اللَّهُمَّ إِن كانَ هَذا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ‏}‏ الآية فدعا على نفسه وسأل العذاب فنزل به ما سأل يوم بدر فقتل صبراً ونزل فيه ‏{‏سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ‏}‏ الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَيَطمَعُ كُلُّ اِمريءٍ مِّنهُم أَن يُدخَلَ جَنَّةَ نَعيمٍ كَلا‏}‏ الآية ( 38 )
قال المفسرون‏:‏ كان المشركون يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ولا ينتفعون به بل يكذبون به ويستهزئون ويقولون‏:‏ لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم وليكونن لنا فيها أكثر مما لهم فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.

ملاك الشرق 10-04-2010 12:27 PM

تحية عطرة

سورة المدثر
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا يحيى بن أبي كثير قال‏:‏ سمعت أبا سلمة عن جابر قال‏:‏ حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء يعني جبريل عليه السلام فقلت‏:‏ دثروني دثروني فصبوا علي ماء فأنزل الله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها المُدَّثِّرُ قُم فَأَنذِر وَرَبَّكَ ‏فكبّر }‏ الآية ( 1 إلى 3 )

قوله تعالى ‏{‏ذَرنِي وَمَن خَلَقتُ وَحيداً‏}‏‏ الآية ( 11 ) .‏
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن وكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فقال له‏:‏ يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوكه فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله فقال‏:‏ قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً قال‏:‏ فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له وكاره قال‏:‏ وماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزها وبقصيدها مني والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يُعلى قال‏:‏ لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال‏:‏ فدعني حتى أفكر فيه فقال‏:‏ هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت ‏{‏فَذَرني وَمَن خَلَقتُ وَحيدًا‏}‏ الآيات كلها‏.‏
وقال مجاهد‏:‏ إن الوليد بن المغيرة كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه حتى حسبت قريش أنه يسلم فقال له أبو جهل‏:‏ إن قريشاً تزعم أنك إنما تأتي محمداً وابن أبي قحافة تصيب من طعامهما فقال الوليد لقريش‏:‏ إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام وإنكم تزعمون أن محمداً مجنون وهل رأيتموه يتكهن قط قالوا‏:‏ اللهم لا قال‏:‏ تزعمون أنه شاعر هل رأيتموه ينطق بشعر قط قالوا‏:‏ لا قال‏:‏ فتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب قالوا‏:‏ لا قالت قريش للوليد‏:‏ فما هو قال‏:‏ فما هو إلا ساحر وما بقوله سحر فذلك قوله ‏{‏إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ‏}‏ الآية ( 18 ) إلى قوله ‏{‏إِن هذا إِلّا سِحرٌ يُؤثَرُ‏} الآية ( 24 ) ‏‏.‏
*****
سورة القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل ‏{‏أَيَحسَبُ الإِنسانُ أَلَّن نَّجمَعَ عِظامَهُ‏}‏ الآية ( 3 )
نزلت في عمر بن ربيعة وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ حدثني عن يوم القيامة متى يكون وكيف أمرها وحالها فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال‏:‏ لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك يا محمد ولم أومن به أويجمع الله هذه العظام فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
*****
سورة الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏وَيُطعِمونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ مِسكيناً‏}‏ الآية ( 8 )
قال عطاء عن ابن عباس‏:‏ وذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نوبة أجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوا يقال له الخزيرة فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيه هذه الآية‏.‏
*****
سورة عبس
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جاءَهُ الَأعمى‏}‏ الآية ( 1 )
وهو ابن أم مكتوم وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وعباس بن عبد المطلب وأبياً وأمية ابني خلف ويدعوهم إلى الله تعالى ويرجو إسلامهم فقام ابن أم مكتوم وقال‏:‏ يا رسول الله علمني مما علمك الله وجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه قال في نفسه‏:‏ يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد فعبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم فأنزل الله تعالى هذه الآيات فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه وإذا رآه يقول‏:‏ مرحباً بمن عاتبني فيه ربي‏.‏
حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد حدثنا أبي قال‏:‏ هذا ما قرأنا على هشام بن عروة عن عائشة قالت‏:‏ أنزلت عبس وتولى في ابن أم مكتوم الأعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول‏:‏ يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله رجال من عظماء المشركين فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخرين ففي هذا نزلت عبس وتولى رواه الحاكم في صحيحه عن علي بن عيسى الحيري عن العتابي عن سعد بن يحيى‏.‏

قوله تعالى ‏{‏لِكُلِّ اِمرِيءٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيِهِ‏}‏‏ الآية ( 37 ) .‏
حدثنا إبراهيم بن هراسة حدثنا عائذ بن شريح الكندي قال‏:‏ سمعت أنس بن مالك قال‏:‏ قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنحشر عراة قال‏:‏ نعم قالت‏:‏ واسوأتاه فأنزل الله تعالى ‏{‏لِكُلِّ اِمرِيءٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ‏}‏‏.‏
*****
سورة التكوير
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏وَما تَشاءُونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللهُ رَبُّ العالَمينَ‏}‏‏ الآية ( 29 ) .‏
حدثنا أبو مسهر قال‏:‏ حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سلمان بن موسى قال‏:‏ لما أنزل الله عز وجل ‏{‏لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ‏}‏ قال‏:‏ ذلك إلينا إن شئنا استقمنا وإن لم نشأ لم نستقم فأنزل الله تعالى ‏{‏وَما تَشاءُونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللهُ رَبُّ العالَمينَ‏}‏‏.‏
*****
سورة المطففين
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏وَيلٌ لِّلمُطَفِّفينَ‏} الآية ( 1 ) ‏‏.‏

حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال‏:‏ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً فأنزل الله تعالى ‏{‏وَيلٌ لِّلمُطَفِّفينَ‏}‏ فأحسنوا الكيل بعد ذلك‏.‏
قال القرطبي‏:‏ كان بالمدينة تجار يطففون وكانت بياعاتهم كشبه القمار المنابذة والملامسة والمخاطرة فأنزل الله تعالى هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق وقرأها‏.‏
وقال السدي‏:‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبها رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
*****
سورة الطارق
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ‏{‏وَالسَماءِ وَالطارِقِ وَما أَدراكَ ما الطارِقُ النَجمُ الثاقِبُ‏} الآية ( 1 إلى 3 )
‏ نزلت في أبي طالب وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز ولبن فبينما هو جالس إذ انحط نجم فامتلأ ما ثم ناراً ففزع أبو طالب وقال‏:‏ أي شيء هذا فقال‏:‏ هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله فعجب أبو طالب فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
*****
سورة والليل
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا حفص بن عمر أخبرنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس‏:‏ أن رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار فصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل الرجل من نخلته حتى يأخذ التمرة من فمهم فإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج التمرة من فيه فشكى الرجل ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اذهب ولقي صاحب النخلة وقال‏:‏ تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة فقال له الرجل‏:‏ إن لي نخلاً كثيراً وما فيها نخلة أعجب إلي ثمرة منها ثم ذهب الرجل فلقي رجلاً هو ابن الدحداح كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أتعطيني ما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها قال‏:‏ نعم فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة فساومها منه فقال له‏:‏ أشعرت أن محمداً أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت‏:‏ يعجبني ثمرها فقال له الآخر‏:‏ أتريد بيعها قال‏:‏ لا إلا أن أعطى بها ما لا أظنه أعطي قال‏:‏ فما مناك قال‏:‏ أربعون نخلة قال له الرجل‏:‏ لقد جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة ثم سكت عنه فقال له‏:‏ أنا أعطيك أربعين نخلة فقال له‏:‏ أشهد لي إن كنت صادقاً فمر ناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إن النخلة قد صارت في ملكي فهي لك فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار فقال‏:‏ إن النخلة لك ولعيالك فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏وَالَليلِ إِذا يَغشى وَالنَهارِ إِذا تَجَلّى وَما خَلَقَ الذَكَرَ وَالأُنثى إِنَّ سَعيَكُم لَشَتّى‏} الآية ( 1 إلى 4 ) ‏‏.‏
أخبرنا ابن أبي الوضاح عن يونس عن ابن إسحاق عن عبد الله أن أبا بكر اشترى بلالاً من أمية بن خلف ببردة وعشر أواق فأعتقه فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏وَالَليلِ إِذا يَغشى‏}‏ إلى قوله ‏{‏إِنَّ سَعيَكُم لَشَتّى‏}‏ سعي أبي بكر وأمية وأبي بن خلف‏.‏

قوله تعالى ‏{‏فَأَمّا مَن أَعطى وَاِتَّقى وَصَدَقَ بِالحُسنى‏}‏ الآيتان ( 5 ) ( 6 ) ‏.‏
أخبرنا سفيان الثوري عن منصور والأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا‏:‏ يا رسول الله أفلا نتكل قال‏:‏ اعملوا فكل ميسر‏.‏
ثم قرأ ‏{‏فَأَمّا مَن أَعطى وَاِتَّقى وَصَدَّقَ بِالحُسنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى‏}‏ رواه البخاري عن أبي نعيم عن الأعمش ورواه مسلم عن أبي زهير بن حرب عن جرير عن منصور أخبرنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله عن ابن أبي عتيق عن عامر بن عبد الله عن بعض أهله قال أبو قحافة لابنه أبي بكر‏:‏ يا بني أراك تعتق رقاباً ضعافاً فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت رجالاً جلدة يمنعونك ويقومون دونك فقال أبو بكر‏:‏ يا أبت إني إنما أريد ما أريد قال‏:‏ فتحدث ما أنزل هؤلاء الآيات إلا فيه وذكر من سمع ابن الزبير وهو على المنبر يقول‏:‏ كان أبو بكر يبتاع الضعفة من العبيد فيعتقهم فقال له أبوه‏:‏ يا بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك قال‏:‏ ما منع ظهري أريد فنزلت فيه ‏{‏وَسَيُجَنَّبُها الأَتقى الَّذي يُؤتي مالَهُ يَتَزَكّى‏}‏ الآية ( 17 ) إلى آخر السورة‏.‏
وقال عطاء عن ابن عباس‏:‏ إن بلالاً لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسلح عليها وكان عبداً لعبد الله بن جدعان فشكى إليه المشركون ما فعل فوهبه لهم ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم فأخذوه وجعلوا يعذبونه في الرمضاء وهو يقول‏:‏ أحد أحد فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ينجيك أحد أحد ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن بلالاً يعذب في الله فحمل أبو بكر رطلاً من ذهب فابتاعه به فقال المشركون‏:‏ ما فعل أبو بكر ذلك إلا ليد كانت لبلال عنده فأنزل الله تعالى ‏{‏وَما لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزى إِلّا اِبتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِ الأَعلى‏} ‏‏.‏
*****
سورة والضحى
بسم الله الرحمن الحيم
أخبرنا سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن جندب قال‏:‏ قالت امرأة من قريش للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما أرى شيطانك إلا ودعك فنزل ‏{‏وَالضُحى وَالَليلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى‏} الآية ( 1 إلى 3 )
‏ رواه البخاري عن أحمد بن يونس عن زهير عن الأسود ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن يحيى بن آدم عن زهير‏.‏
أخبرنا أبو سيعد الأشج أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ أبطأ جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فجزع جزعاً شديداً فقالت خديجة قد قلاك ربك لما يرى جزعك فأنزل الله تعالى ‏{‏وَالضُحى وَالَليلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى‏}‏‏.‏
أخبرنا أبو نعيم أخبرنا حفص بن سعيد القرشي قال‏:‏ حدثتني أمي عن أمها خولة وكانت خادمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جرواً دخل البيت فدخل تحت السرير فمات فمكث نبي الله صلى الله عليه وسلم أياماً لا ينزل عليه الوحي فقال‏:‏ يا خولة ما حدث في بيتي جبريل عليه السلام لا يأتيني قالت خولة‏:‏ لو هيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فإذا شيء ثقيل فلم أزل حتى أخرجته فإذا هو جرو ميت فأخذته فألقيته خلف الجدار فجاء نبي الله صلى الله عليه وسلم ترعد لحياه وكان إذا نزل الوحي استقبلته الرعدة فقال‏:‏ يا خولة دثريني فأنزل الله تعالى ‏{‏وَالضُحى وَالَليلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَلَلآخِرَةُ خَيرٌ لَّكَ مِنَ الأُولى‏} الآية ( 4 ) ‏‏.‏
أخبرنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبد الله قال‏:‏ حدثني علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال‏:‏ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يفتح على أمته من بعده فسر بذلك فأنزل الله عز وجل ‏{‏وَلَلآَخِرَةُ خَيرٌ لَّكَ مِنَ الأُولى وَلَسوفَ يُعطيكَ رَبُّكَ فَتَرضى‏}‏ قال‏:‏ فأعطاه ألف قصر في الجنة من لؤلؤ ترابه المسك في كل قصر منها ما ينبغي له‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَلَم يَجِدكَ يَتيماً فَآَوى‏}‏‏ الآية ( 6 ) .‏
أخبرنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لقد سألت ربي مسألة ووددت أني لم أكن سألته قلت‏:‏ يا رب إنه قد كانت الأنبياء قبلي منهم من سخرت له الريح وذكر سليمان بن داود ومنهم من كان يحيي الموتى وذكر عيسى بن مريم ومنهم ومنهم قال‏:‏ قال‏:‏ ألم أجدك يتيماً فآويتك قال‏:‏ قلت بلى قال‏:‏ ألم أجدك ضالاً فهديتك قال‏:‏ قلت بلى يا رب قال‏:‏ ألم أجدك عائلاً فأغنيتك قال‏:‏ قلت بلى يا رب قال‏:‏ ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك قال‏:‏ قلت بلى يا رب‏.‏

ملاك الشرق 10-04-2010 12:28 PM

تحية عطرة

سورة العلق
حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب الزهري قال‏:‏ أخبرني عروة عن عائشة أنها قالت اول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال‏:‏ اقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فقلت ما أنا بقارئ قال‏:‏ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد فقال ‏{‏اِقرَأ بِاِسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ‏}‏ الآية ( 1 ) حتى بلغ { ما لم يعلم } الآية ( 5 ) فرجع بها يرجف فؤاده حتى دخل على خديجة فقال‏:‏ زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال‏:‏ يا خديجة ما لي وأخبرها الخبر وقال‏:‏ قد خشيت علي فقالت له‏:‏ كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق رواه البخاري عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق‏.‏
قال جابر‏:‏ أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏إني جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو على الفرش في الهواء يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا علي الماء فأنزل الله علي ‏{‏يا أَيُّها المُدَّثِّرُ قُم فَأَنذِر‏}‏ رواه مسلم عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي وأن جابراً لما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم القصة الأخيرة ولم يسمع أولها فتوهم أن سورة المدثر أول ما نزل وليس كذلك ولكنها أول ما نزل عليه بعد سورة اقرأ‏.‏ والذي يدل على هذا ما أخبرنا عبد الرزاق قال‏:‏ حدثنا معمر عن الزهري قال‏:‏ أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديث ‏(‏فبينما أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالساً على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعباً فرجعت فقلت‏:‏ زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله يا أيها المدثر‏)‏ رواه البخاري عن عبد الله بن محمد‏.‏ ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق وبان بهذا الحديث أن الوحي كان قد فتر بعد نزول اقرأ باسم ربك ثم نزل يا أيها المدثر‏.‏ والذي يوضح ما قلنا إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الملك الذي جاء بحراء جالس فدل على أن هذه القصة إنما كانت بعد نزول اقرأ‏.‏
قوله تعالى ‏{‏فَليَدعُ نادِيَهُ سَنَدعُ الزَبانِيَةَ‏}‏ الآية ( 17 ) إلى آخر الآية نزلت في أبي جهل‏.‏
أخبرنا أبو سعيد الأشج أخبرنا أبو خالد عبد العزيز بن هند عن ابن عباس قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فجاء أبو جهل فقال‏:‏ ألم أنهك عن هذا فانصرف إليه النبي صلى الله عليه وسلم فزبره فقال أبو جهل‏:‏ والله إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله تعالى ‏{‏فَليَدعُ نادِيَهُ‏}‏‏.‏
*****
سورة القدر
أخبرنا يحيى بن أبي زائدة عن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال‏:‏ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فتعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله تعالى ‏{‏إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ وَما أَدراكَ ما لَيلَةِ القَدرِ لَيلَةِ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرِ‏}‏ قال‏:‏ خير من التي لبس فيها السلاح ذلك الرجل‏.‏
*****
سورة الزلزلة
أخبرنا عبد الله بن وهب عن حسين بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجيلي عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ نزلت ‏{‏إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها‏}‏ وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما يبكيك يا أبا بكر قال‏:‏ أبكاني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون قوله تعالى ‏{‏فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ‏}‏ قال مقاتل‏:‏ نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة ويقول‏:‏ ما هذا شيء وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير الكذبة والغيبة والنظرة ويقول‏:‏ ليس علي من هذا شيء إنما أوعد الله بالنار على الكبائر فأنزل الله عز وجل يرغبهم في القليل من الخير فإنه يوشك أن يكثر ويحذرهم اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر ‏{‏فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ‏}‏ إلى آخرها‏.‏
*****
سورة والعاديات
قال مقاتل‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى حي من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري فتأخر خبرهم فقال المنافقون‏:‏ قتلوا جميعاً فأخبر الله تعالى عنها فأنزل ‏{‏وَالعادِياتِ ضَبحاً‏}‏ يعني تلك الخيل‏.‏
أخبرنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً فأسهبت شهراً لم يأته منها خبر فنزلت ‏{‏وَالعادِياتِ ضَبحاً‏}‏ ضبحت بمناخرها إلى آخر السورة ومعنى أسهبت‏:‏ أمعنت في السهوب وهي الأرض الواسعة جمع سهب‏.‏
*****
سورة التكاثر
قوله تعالى ‏{‏ألهاكُمُ التَكاثُرُ حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ‏}‏ قال مقاتل والكلبي‏:‏ نزلت في حيين من قريش بني عبد مناف وبني سهم كان بينهما لحا فتعاند السادة والأشراف أيهم أكثر فقال بنو عبد مناف‏:‏ نحن أكثر سيداً وعزاً عزيزاً وأعظم نفراً وقال بنو سهم مثل ذلك فكثرهم بنو عبد مناف ثم قالوا‏:‏ نعد موتانا حتى زاروا القبور فعدوا موتاهم فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية وقال قتادة‏:‏ نزلت في اليهود قالوا‏:‏ نحن أكثر من بني فلان وبنو فلان أكثر من بني فلان ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالاً‏.‏
*****
سورة الفيل
نزلت في قصة أصحاب الفيل وقصدهم تخريب الكعبة وما فعل الله بهم من إهلاكهم وصرفهم عن البيت وهي معروفة‏.‏
*****
سورة قريش
نزلت في قريش وذكر منة الله عليهم‏.‏
أخبرنا عثمان بن عبد الله بن عتيق عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبيه عن جدته أم هانئ بنت أبي طالب قالت‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله فضل قريشاً بسبع خصال لم يعطها قبلهم أحداً ولا يعطيها أحداً بعدهم أن الخلافة فيهم والحجابة فيهم وأن السقاية فيهم وأن النبوة فيهم ونصروا على الفيل وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم ونزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم ‏{‏لِإِيلافِ قُرَيشٍ‏}‏‏.‏
*****
سورة ‏(‏الماعون‏)‏
قوله تعالى ‏{‏أَرَأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدينِ‏}‏ قال مقاتل والكلبي‏:‏ نزلت في العاص بن وائل السهمي وقال ابن جريج‏:‏ كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئاً فقرعه بعصا فأنزل الله تعالى ‏{‏أَرأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدينِ فَذَلِكَ الَّذي يَدُعُّ اليَتيمَ‏}‏‏.‏
*****
سورة الكوثر
قال ابن عباس‏:‏ نزلت في العاص وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس فما دخل العاص قالوا له‏:‏ من الذي كنت تحدث قال‏:‏ ذاك الأبتر يعني النبي صلوات الله وسلامه عليه وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من خديجة وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر فأنزل الله تعالى هذه السورة‏.‏
أخبرنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال‏:‏ حدثني يزيد بن رومان قال‏:‏ كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه فأنزل الله تعالى في ذلك ‏{‏إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ‏}‏ إلى آخر السورة‏.‏
وقال عطاء عن ابن عباس‏:‏ كان العاص بن وائل يمر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقول‏:‏ إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال فأنزل الله تعالى ‏{‏إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ‏}‏ من خير الدنيا والآخرة‏.‏

ملاك الشرق 10-04-2010 12:30 PM

تحية عطرة

سورة الكافرون
نزلت في رهط من قريش قالوا‏:‏ يا محمد هلم اتبع ديننا ونتبع دينك تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه وإن كان الذي بأيدينا خيراً مما في يدك قد شركت في أمرنا وأخذت بحظك فقال‏:‏ معاذ الله أن أشرك به غيره فأنزل الله تعالى ‏{‏قُل يا أَيُّها الكافِرونَ‏}‏ إلى آخر السورة فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقرأها عليهم حتى فرغ من السورة فأيسوا منه عند ذلك‏.‏
*****
سورة النصر
نزلت في منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وعاش أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال‏:‏ حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنزل الله تعالى ‏{‏إِذا جاءَ نَصرُ اللهِ‏}‏ قال‏:‏ يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة قولا‏:‏ جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان تواباً‏.‏
*****
سورة المسد
أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال‏:‏ يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا له‏:‏ ما لك قال‏:‏ أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقون قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب‏:‏ تباً لك ألهذا دعوتنا جميعاً فأنزل الله عز وجل ‏{‏تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ‏}‏ إلى آخرها‏.‏
رواه البخاري عن محمد بن سلام عن أبي معاوية إلى آخرها‏.‏
أخبرنا يزيد بن زريع عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا آل غالب‏:‏ يا آل لؤي يا آل مرة يا آل كلاب يا آل عبد مناف يا آل قصي إني لا أملك لكم من الله منفعة ولا من الدنيا نصيباً إلا أن تقولوا لا إله إلا الله فقال أبو لهب‏:‏ تباً لك لهذا دعوتنا فأنزل الله تعالى ‏{‏تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ‏}‏‏.‏
أخبرنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ لما أنزل الله تعالى ‏{‏وَأَنذِر عَشيرَتَكَ الأَقرَبينَ‏}‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى‏:‏ يا صباحاه فاجتمع إليه الناس من بين رجل يجيء ورجل يبعث رسوله فقال‏:‏ يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني لؤي لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب‏:‏ تباً لك سائر اليوم ما دعوتنا إلا لهذا فأنزل الله تعالى ‏{‏تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ‏}‏‏.‏
*****
سورة الإخلاص
قال قتادة والضحاك ومقاتل‏:‏ جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ صف لنا ربك فإن الله أنزل نعته في التوراة فأخبرنا من أي شيء هو ومن أي جنس هو أذهب هو أم نحاس أم فضة وهل يأكل ويشرب وممن ورث الدنيا ومن يورثها فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة وهي نسبة الله خاصة‏.‏
أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى ‏{‏قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَمَدُ‏}‏ قال‏:‏ فالصمد الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث ‏{‏وَلَم يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد‏}‏ قال‏:‏ لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء‏.‏
سورتا الماعون والناس
أخبرنا سريج بن يونس أخبرنا إسماعيل بن مخالد عن مخالد عن الشعبي عن جابر قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله انسب لنا ربك فنزلت ‏{‏قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ‏}‏ إلى آخرها‏.‏
قال المفسرون‏:‏ كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتت إليه اليهود ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها وكان الذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ويرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن وجعل يدور ولا يدري ما عراه فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه‏:‏ ما بال الرجل قال‏:‏ طب قال‏:‏ وما طب قال‏:‏ سحر قال‏:‏ ومن سحره قال‏:‏ لبيد بن أعصم اليهودي قال‏:‏ وبم طبه قال‏:‏ بمشط ومشاطة قال‏:‏ وأين هو قال‏:‏ في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان‏.‏

والجف‏:‏ قشر الطلع والراعوفة‏:‏ حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا عائشة ما شعرت أن الله أخبرني بدائي ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه وإذا وتر معقد فيه أحد عشر عقدة مغروزة بالإبر فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول‏:‏ بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك فقالوا‏:‏ يا رسول الله أولا نأخذ الخبيث فنقتله فقال‏:‏ أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شراً‏.‏
أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليتخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعل حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعا ثم قال‏:‏ أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت‏:‏ وما ذاك يا رسول الله قال‏:‏ أتاني ملكان وذكر القصة بطولها‏.‏
رواه البخاري عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة ولهذا الحديث طريق في الصحيحين‏.
*****
وبعد
أعزائي لقد
عشنا مع صفحات مضيئة
من كتاب أسباب النزول للنيسابوري
ذلك الكتاب الرائع الذي أتمنى من كل قلبي
أن حاز على رضاكم وجنيتم منه الفائدة والمتعة
والله الموفق إلى كل مايحبه ويرضاه

دمتم بحفظ الله ورعايتة أمنياتي للجميع بالفائدة


الساعة الآن 02:12 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w