منتديات حصن عمان - فتاوى وأحكام عـامـة
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   البرج الإسلامي (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   فتاوى وأحكام عـامـة (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=18060)

البراء 07-08-2009 10:49 AM

السؤال
كيف يكون سجود التلاوة عندما يقرأ الإنسان الآية التي فيها سجدة وهو في الطائرة أو في السيارة ؟


الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن سجود التلاوة ليس بأعظم من سجود الصلاة ، ولئن كان المصلي إن كان في حالة لا يتمكن فيها من السجود ينتقل الفرض الواجب عليه من السجود إلى الإيماء له ، فإن سجود التلاوة كذلك .
فمن كان راكباً في الطائرة وكان متمكناً أن يصلي إذا كانت الصلاة حضر وقتها قياماً متوجهاً إلى القبلة حسب تحديد الخبراء من ملاحي الطائرة له أو مع سؤال الطيار بواسطة الملاحين فإن عليه أن يصلي قائماً متوجهاً إلى القبلة مع إمكان ذلك ، وذلك يحصل في الطائرات كثيراً عندما تكون الطائرات فيها اتساع لا سيما الدرجة الأولى .

وعندما يكون ذلك متعسراً أو متعذراً عليه بحيث لا يستطيع أن يتوجه إلى القبلة للضيق الذي في الطائرة ، ولا يستطيع أن يصلي قائماً أيضاً بحيث لا يجد مكاناً يتمكن فيه من أن يصلي قائماً ففي هذه الحالة يصلي على كرسيه أينما توجهت به طائرته ويومئ لركوعه وسجوده ، ومثل هذا الحكم أيضاً لقارئ القرآن عندما يسجد سجود التلاوة ، فإن حكم سجود التلاوة لا يختلف عن حكم سجود الصلاة ، والله تعالى أعلم .

السؤال
هل المصلي مطالب أن يتفاوض مع الملاحين حتى يحصل على مكان جيد يصلي فيه بدلاً من أن يصلي على كرسيه ؟


الجواب :
ذلك يختلف باختلاف أوضاع الطائرات ، في بعض الأحيان تكون الطائرات فيها متسع لأن تقام الصلاة فيها ، بل أحياناً يمكن حتى أن يصلى جماعة ، ونحن بأنفسنا صلينا جماعة على الطائرة ، وأحياناً لا يكون فيها مكان لإقامة الصلاة ، فالأمور تراعى فيها الأحوال والظروف .

السؤال
بالنسبة إلى السيارة كيف يكون سجوده ؟


الجواب :
كذلك نفس الشيء راكب السيارة إن قرأ آية سجدة فإنه يومئ لسجوده .

سؤال (تابع):
الإيماء الذي يتمكن فيه من القيادة أم الأفضل له أن يقف ...


الجواب :
أما إذا كان متمكناً من القيادة وكان بإمكانه أن يقف ولا يتعذر عليه ذلك أو يتعسر عليه ذلك فالأولى له أن يقف إن أمكنه ذلك .


السؤال (6)
خدمة الهاتف النقال تكون عن طريق الاتفاق مع البائع نفسه الذي هو بدوره متفق مع شركة من الشركات ، يقوم هذا المشتري بدفع إيجار شهري لتلك الشركة التي توفر له خدمة الهاتف النقال ، لكن هذه الشركة نفسها في كل عام تقدم عروضاً معينة ، العرض الذي تقدمه يساوي إيجاراً شهرياً من الإيجارات التي يدفعها المشترك ، فهل له أن يأخذ ذلك المبلغ الذي تقدمه الشركة ؟

الجواب :
هل هذا داخل في صفقة بيع ما بين المشتري والبائع من أول الأمر ، أو هو غير داخل في صفقة البيع ؟ فإن كان غير داخل في صفقة البيع فمعنى ذلك أن هذه الشركة ترد إليه بعض ما دفعه ، ولا حرج في ذلك فإن لها أن تتصرف .
أما إن كان ذلك داخل في صفقة البيع وكان ذلك أمراً مجهولاً فهنا تدخل الجهالة إذ ربما يحصل وربما لا يحصل ، فهنا تكون جهالة ، والجهالة تؤثر على صفقات البيع .
فلا بد أن يكون الأمر واضحاً لا جهالة فيه ، هذا إن لم تكن هناك مقامرة أما إن كان هذا الدفع لأجل المقامرة بحيث يدفع لبعض الناس دون بعض فذلك بطبيعة الحال غير جائز .


سؤال (تابع )
إن كانت هذه الشركات تقدم هذه المبالغ فقط من أجل أن تجلب الزبون إليها ؟


الجواب :
لا حرج .








سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 26-09-2009 01:44 PM

الشورى
 
*هل هناك فرق بين مصطلح الديموقراطية والشورى حيث كثيراً ما يُعبّر عن الشورى بالديموقراطية في الكتابات الإسلامية ؟

**بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فالشورى هي من صميم الإسلام دين الله تبارك وتعالى الحق، لأن الله سبحانه أرشد إليها في كتابه الكريم، فعندما وصف عباده المؤمنين قبل أن تقوم الدولة الإسلامية عندما كانت الحالة حالة سيئة بالنسبة إلى المسلمين لأنهم كانوا أوزاعاً مشتتين في المجتمع المكي، ولكن مع ذلك وصفهم الله سبحانه وتعالى بأنهم يحرصون على الشورى، وقرن بين ذلك وبين الاستجابة لله تعالى والصلاة عندما قال (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الشورى: من الآية 38)، فجمع كما ترون هنا بين الشورى وبين إقام الصلاة والاستجابة لداعي الله سبحانه وتعالى، وهذا مما يدل على عمق الشورى في حياة الأمة الإسلامية، فقبل أن يكون هناك نظام للأمة الإسلامية أُرشد المسلمون على الشورى إذ وُصفوا بأنهم ملتزمون بهذه الشورى.


ونجد كذلك بعد ذلك في الآيات المدنية الأمر بالشورى في مقام صعب، عندما نُكب المسلمون بما نُكبوا في غزوة أحد بسبب أنهم خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلّم مرتين، خالفوه أولاً عندما كان يدعوهم إلى البقاء داخل المدينة المنورة ومواجهة العدو هناك، وخالفوه مرة ثانية عندما أمرهم بأن يبقوا مكانهم ولا يبرحوا أمكنتهم عندما أمرهم بنضح العدو بالسهام مهما كانت الحالة، فغادروا تلك الأمكنة، ومع ذلك مع ما جاءت به الشورى من كون المسلمين أصروا على موقف ربما كان فيه شيء من المخالفة للرسول صلى الله عليه وسلّم وما أدى إليه ذلك من صدمة عنيفة جندلت سبعين بطلاً من أبطالهم إلا أن القرآن الكريم جاء ليؤكد الشورى مرة أخرى عندما قال الله سبحانه وتعالى (وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)(آل عمران: من الآية159) ، أُمر النبي صلى الله عليه وسلّم بأن يشاورهم حتى في هذا الموقف الحرج مع ما أدت إليه الشورى إلا أن ذلك إنما هو من أجل المحافظة على هذا النظام نظام الشورى مهما كانت النتيجة لئلا يتزلزل هذا النظام ويتضعضع في حياة الأمة الإسلامية أُمر المسلمون بأن يحافظوا عليه مهما كانت نتيجته، لأن المحافظة على النظام من الخروج عنه والتجاوز عنه.

والشورى في الدين الإسلامي إنما هي في أمر لم يُنص عليه، أما ما نُص عليه فلا تجوز الشورى فيه، نعم يمكن أن يُتشاور في تطبيق النصوص كيف تُتخذ الوسيلة لأجل تطبيقها، أما في قبول النص أو عدم قبوله فلا مجال للشورى في ذلك لأن الله تبارك وتعالى يقول (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36). فلا مجال للتشاور في تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقها، لأن ذلك أمر واجب مفروض على الناس.

*ولكن هل هي مقصورة فقط على المعترك السياسي بعيداً عن الجوانب الاجتماعية وغيرها ؟

**الشورى تدخل في أي شيء كان، وإنما على الحاكم أن يستشير ذوي الخبرات في المجالات المختلفة. ففيما يتعلق بالجواز وعدم الجواز عليه أن يرجع إلى فقهاء الأمة، لأن الفقهاء هم أخبر بهذا الجانب.

فيما يتعلق بالنجاح وعدم النجاح إنما يستشير ذوي الخبرات، فإذا كان القرار قراراً طبياً فإن الاستشارة إنما تكون للأطباء لأنهم هم أعرف بالأمور الطبية، وإذا كان القرار يتعلق بالناحية التجارية فبعد الأخذ بالحكم الشرعي وتأطير هذا القرار في الإطار الشرعي يُرجع في تطبيقه إلى ذوي الخبرة في مجال التجارة ومجال الاقتصاد، لأن الأخذ برأي هؤلاء هو الواجب.

ولئن كان الأمر يتعلق بالناحية العسكرية كذلك بعد تأطير القرار في إطار الحكم الشرعي يؤخذ في تطبيقه برأي العسكريين لأنهم أدرى بشئونهم، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: أنتم أعلم بشئون دنياكم.

فهكذا كل أمر له صلة بناحية من نواحي حياة الناس السياسية أو الحياة الإعلامية أو الحياة الاقتصادية أو الحياة الاجتماعية فإنه بعد تأطيره في الإطار الشرعي يؤخذ في تطبيقه برأي ذوي الخبرة والاختصاص في ذلك المجال بعينه.



سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 05-10-2009 11:27 AM

*هل يشترط في بيع السلم أن يكون البائع مالكاً للمبيع، أم يجوز السلم في شيء لم أشتره بعد؟ وما الفرق بينه وما بين بيع ما لم تملك؟

**السلم رخصة رخصّها النبي صلى الله عليه للناس من أجل حاجتهم، ذلك لأن أحوال الناس تقتضي أن يُسلم أحد في شيء يريده ويأخذ المستلم ذلك المبلغ إلى أن يتوفر له المبيع الذي باعه للمسلم، فالسلم إنما هو بيع غائب بحاضر.

السلم ليس هو كالبيوع الأخرى إنما هو بيع مستقل بحكمه فقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة ووجد أهلها يسلمون في الأطعمة التي كانت تزرع عندهم فاشترط النبي صلى الله عليه وسلّم أن يكون ذلك بكيل معلوم أو وزن معلوم إلى أجل معلوم، وأقرهم عليه أفضل الصلاة والسلام على هذا. وعلى هذا فهذا تخصيص لعموم النهي عن بيع الإنسان ما لم يملك، والمخصصات عندما ترد على العمومات فإنه يؤخذ بالخصوص، ويبقى العموم حكمه فيما لم يتناوله الخصوص. والخصوص يكون بالكتاب ويكون بالسنة بل ويكون بالإجماع بل ويكون بالقياس كما هو رأي كثير من العلماء.

وقد اختلف العلماء في السلم هل هو مقيد بالحبوب وحدها دون غيرها أو أنه يترخص في كل ما يمكن أن ينضبط بضوابط، منهم من رأى أنه خاص بالحبوب لأن ذلك هو الذي رخّص النبي صلى الله عليه وسلّم فيه ولأنه قيد الإباحة أن تكون بوزن معلوم أو كيل معلوم ومن المعلوم أن الوزن أو الكيل إنما هما خاصان بهذه الحبوب التي يقتات بها.

ومنهم من رأى الإباحة مطلقا. فالذين قيدوا هذه الإباحة بمورد النص وحده قالوا بأن كل ما كان خارجاً عن القياس فإن غيره عليه لا يقاس. لا يقاس الشيء على غيره إن كان الأصل خارجاً عن القياس، والسلم هو خارج عن القياس .

أما الذين رأوا الترخص في هذا والتوسع فإنه رأوا أن التوسع إنما كان لأجل حاجة الناس، ومعنى هذا أن الحاجة ينبغي أن تراعى .

وفي زماننا هذا أصبحت الضرورة تقتضي أن يتوسع الناس في أحكام السلم فإنه قد يحتاج أحد إلى أن يستورد من بعيد، يحتاج التاجر مثلاً إلى أن يستورد، أو تحتاج الدولة إلى أن تستورد، قد تحتاج إلى استيراد أسلحة أو استيراد آلات، أو استيراد السيارات، أو استيراد طائرات أو استيراد أي شيء فعندما يغلق هذا الباب يصبح الأمر عسيراً بخلاف ما إذا توسع فيه وقيدت ذلك بما هو معروف الآن من ضبط هذه الآلات بضوابط معروفة، ضوابط لا يمكن أن يخرج شيء منها عنها، هي ضوابط في منتهى الدقة.

فلذلك نحن نرى الترخص في هذا لأن الحديث لم يمنع من الإسلام في غير الحبوب، وهنالك على أي حال مجال للحديث في هذا، ولكن نظراً إلى ضيق الوقت نقتصر على هذا، ونسأل الله تعالى التوفيق .











سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

بنت بلادي 17-10-2009 11:38 AM

عطيك العافية أخي البراء

عفوك إلهي 17-10-2009 12:33 PM

فتاوي نحتاج لها دومًا
زادت من رصيد ثقافتي
لك الشكر أيها البراء

دن دن 21-10-2009 03:55 PM

بارك الله فيك اخي البراء

وجعله في ميزان حسناتك

عاشقة الروح 26-10-2009 02:13 AM

ماشاء الله موضوع في غااااااااااية الروعة والإبداع والإتقان
وهذا الشيء ليس مستغرب على أمثالك
بارك الله في جهودك ودمت لنا
لك مني أجمل تحية....



http://www.mwadah.com/imgcache/12067.imgcache

البراء 01-02-2010 12:40 AM

سؤال :
إذا دخل المسجد ووجد الجماعة تصلي الظهر في الركعة الأخيرة وهو لا يعرف إن كانوا يصلون أربع ركعات أو أنهم يقصرون الصلاة كيف يستدرك
؟


الجواب :
أولاً حاله هو كيف يكون ؟ هل هو متم ؟ إن كان متماً على أي حال الأصل في الصلاة الإتمام فليتم الصلاة .
وأما كان ذلك بخلاف ذلك ، إذا كان هو ممن يقصر الصلاة فإنه يُنظر في حال هذه الجماعة التي تصلي في المسجد ، هل هذه الجماعة تصلي في الوقت الذي اعتاد جماعة المسجد أن يصلوا فيه أو لا ؟ فإن كان ذلك في الوقت فالأصل أيضاً الإتمام ، وأما إن كان في غير ذلك الوقت فالأصل فيه هو نظراً إلى حاله أنه في حالة السفر القصر ، إذا جاء متوسطاً ما بين الوقتين ، والأصل في هذه الأوقات أن يأتي هؤلاء الذين يجمعون بين الصلاتين ، وأن يتوسطوا ما بين الوقتين فلا حرج في هذه الحالة أن يأخذ بالأصل الذي هو عليه ، وهذا قلته من باب الاستحسان ، وينبغي فيه أن ينظر في هذه المسالة بدقة أكثر.


سؤال :
بعض الناس يصطحب في سيارته أبويه وأولاده ومع ذلك يقود سيارته بسرعة جنونية ويتجاوز بهم غير مبال بمن يحمل ، هل يعتبر هذا من العقوق للوالدين ومن التسبب في إهانة الأسرة وإيذائها ؟


الجواب :
هو عقوق للوالدين وهو إيذاء لهما ، وإيذاء للأولاد وعدم مبالاة بحق الأولاد وعدم مبالاة بحق الأسرة . على الإنسان أن يحافظ على أسرته كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وقائد السيارة راع والركاب هم رعيته وعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى في هذه الرعية ، بل في هذه الحالة هو راع والمشاة في الطريق رعية له وأصحاب السيارات الأخرى أيضاً هم من رعيته لأنه عليه أن يرعى مصالحهم .


سؤال :
هل يجوز دفع الدية للرجل الذي يصدم تحت جسر المشاة لم يذهب من الجسر إنما ذهب من الشارع ؟


الجواب :
هو في الحقيقة خالف النظام ، ولكن نظراً لقيمة الإنسان ولو كان الخطأ منه لا ينبغي أن يُهدر دمه اللهم إلا أن يُتقدم عليهم أن لا يمشوا في ذلك المكان ويُعلن لهم أن من مشى في الطريق وترك جسر المشاة فهو مهدر لدمه لو وقع عليه حادث .


سؤال :
قد يمر الإنسان بسيارته على مشهد حيوان يوشك أن يعبر من الطريق أو طفل أو حجر ملقى في الطريق ولا يقف وإنما يكتفي بتنبيه السيارة القادمة عن طريق الإشارة ، ما الذي يجب عليه هل يقف لإزالة الأذى وما أجر من يزيل مثل هذا الأذى من الطريق ؟


الجواب :
أما بالنسبة إلى الطفل فله حق أكبر ، إذ المحافظة على سلامته واجب ضروري بالنسبة إلى الكل ، فمن أبصر طفلاً يمشي في الطريق عليه أن يقف وعليه أن يحافظ على الطفل ، وكذلك بالنسبة إلى الحيوان حقه أكبر من حق غيره من الكائنات الأخرى كالحجر وغيره ، لأن الحيوان يتألم وإن كان دون حق الإنسان ، وعليه ضمانه إن وقع حادث بسب إهماله له ، وبالنسبة إلى الحجر الملقى في الطريق إن كان يسبب أذى الناس فلا ريب أن درء الأذى عن الناس أمر واجب ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم وما يدل على أن إماطة الأذى عن الطريق من شُعب الإيمان ، فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى من الطريق . والأذى الذي يعترض الطريق يختلف باختلاف مقدار ما يتأذى به الناس ، فلئن كان الأذى بالغاً بحيث قد يسب حادثاً أو شيئاً من هذا النوع كالحجر الملقى في الطريق فلا ريب أن درءه يكون من أوكد المؤكدات ، فعلى من مر هنالك أن يحرص على إزالته مع القدرة على ذلك .


ما المراد بالإيمان بالقرآن الكريم ؟

الجواب:

الإيمان بالقرآن أن يؤمن هذا الإنسان بأن هذا القرآن هو كلام الله المنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ، وأنه اختتم الله تعالى به وحيه المنزل على أنبيائه كما اختتم أنبيائه ورسله بمحمد صلى الله عليه وسلّم ، وأن كل ما في هذا القرآن إنما هو حق من عند الله .

على أن هذا الإيمان يجب أن يتجسد في الواقع بحيث تكون الأعمال متناغية معه ومتجاوبة معه ، بحيث لا يعمل الإنسان أي عمل من الأعمال إلا وهو تجسيد لهذا الإيمان كما يدل على ذلك قول الله تبارك وتعالى ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة:15-16 ) .
وكذلك يدل عليه أن الله تبارك وتعالى قال في بني إسرائيل الذي أخذوا ما حلا لهم من التوراة وأعرضوا عما لم يحلُ لهم ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة: من الآية85) .
والآية الكريمة وإن كانت في بني إسرائيل إلا أن معناها ينطبق على هذه الأمة عندما تعرض عما لم يحلُ لها من القرآن الكريم ، وكذلك يدل على هذا حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها عندما أبصرت امرأة وقد لبست الرقيق من الثياب فقالت : ما آمنت بسورة النور امرأة تلبس هذه الثياب . فهذا كله مما يدعو إلى أن الإيمان الحق بالقرآن يجب أن يتجسد في حياة المؤمن ، والله تعالى أعلم .





فتاوى لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

عفوك إلهي 01-02-2010 07:07 PM

بارك الله فيك
أشكرك على كل ماتقدمه من فتاوي نحن بأمس الحاجة لها
جزاك الله خيرًا
الحمد لله رب العالمين

البراء 02-02-2010 08:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفوك إلهي (المشاركة 377883)
بارك الله فيك
أشكرك على كل ماتقدمه من فتاوي نحن بأمس الحاجة لها
جزاك الله خيرًا
الحمد لله رب العالمين

ولك َ الخير دائمـا ً

حماك َ الخالق ...

nouri 02-02-2010 12:19 PM

السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخي البراء

البراء 05-02-2010 11:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nouri (المشاركة 378017)
السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخي البراء

وعليكم السلام
وأجزاك ِ الله الخير
شكرا ً لمرورك ...

البراء 05-02-2010 11:38 AM

*ما حكم المرأة التي تسمع الأغاني بقصد الترفيه عن نفسها فقط وما حكم سماع الأغاني في الأعراس ؟

**الغناء هو رقية الزنا ومزمار الشيطان فلذلك على المؤمنين والمؤمنات تجنب ذلك والترفيه يكون بالكثير الكثير كسماع القرآن أو تلاوة القرآن وبسماع الأناشيد الدينية لا بهذه الأغاني المائعة المنحلة ، وفي الأعراس يباح للنساء أن ينشدن بأنفسهن ما لا ميوعة فيه من غير أن يسمع أصواتهن الرجال . والله أعلم


* هل يشترط الوضوء في سجود التلاوة ؟ وإذا كان الشخص مارا في الطريق أو كان راكبا في السيارة فمر بآية السجدة فمتى يسجد ؟

**الأصح أنه لا بد من الوضوء في سجود التلاوة وإن كان العلماء في ذلك مختلفين ، والمار في الطريق يؤمر أن يسجد إذا أمكنه ذلك على الفور، وكذلك الراكب في السيارة يومئ في سجوده على الفور، وإن تعذر حتى مجرد الإيماء فإنهما يؤخران السجود إلى الوقت الذي يمكنهما فيه والله أعلم .

* إذا مرت عليه سجدة في المصحف فأين يضع المصحف ، هل يضعه على الأرض على الرغم من أنها طاهرة ؟

** المصحف يجب أن يصان ، ونحن من وجدنا من علمائنا من يقول بأن الكتاب الذي فيه آيات من كتاب الله ، وفيه أسماء الله تبارك وتعالى وفيه علم نافع من حرمته أن لا يترك على الأرض ، بل يوضع على مكان مرتفع ، وهذا من تقدير العلم ، ومن تعظيم أسماء الله تعالى وآياته ، فكيف بكلام الله تبارك وتعالى ، كيف بكتاب الله المنزل الذي هو كلامه يضعه الإنسان على الأرض حيثما يضع قدمه ، لا ينبغي أن يصدر ذلك ممن يعظم حرمات الله ويجلها بل عليه أن ينظر له مكاناً رفيعاً يضعه عليه ، فإن لم يجد فليجعله تحت إبطه وليسجد ثم بعد ذلك ليمسكه بيديه ، والله تعالى أعلم .

* هل يجوز للمرأة عند قراءتها للقرآن أن تتحجب ؟

** على أي حال عليها أن تستر نفسها ما عدا الوجه والكفين لأن قراءة القرآن الكريم مظنة حضور الملائكة وحضور الملائكة لا يتم مع بقاء المرأة غير مستترة فلذلك تؤمر بهذا والله أعلم .

*هل يصح للمرأة غير الطاهرة أن تلمس الشريط الذي يحوي القرآن الكريم ؟

** المرأة غير الطاهرة ممنوعة من مس المصحف ، و الشريط لا نستطيع بأن نقول حكمه حكم المصحف ، لأن الشريط بمثابة الذاكرة التي تحفظ القرآن ، إذ يمكن أن يتلى من خلال الشريط في حال تشغيله ، وأي إنسان كان يمكن أن يحفظ القرآن كاملا ، ولكن لا يعني هذا أن من كان ذا حدث أكبر يمنع أن يمس ذلك الذي يحفظ القرآن ، فيبدو لي أن الشريط حكمه حكم حافظ القرآن ، وليس حكمه حكم المصحف ، والله تعالى أعلم .

*امرأة أرادت الدخول إلى الحمام وعليها عقد من ذهب أو فضة كتب عليه اسم الله أو آيات من القرآن الكريم فماذا تفعل ؟ وهل يجوز للمرأة الحائض لبس عقد عليه اسم لفظ الجلالة أو آيات من القرآن الكريم ؟

**إن كان في عقدها شيء من أسماء الله تعالى فعليها أن تواريه عندما تدخل بيت الماء ( دورة المياه )لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في خاتمه اسم الله تبارك وتعالى وعندما كان يدخل الخلاء يضع ذلك الخاتم على بطن كفه ثم بعد ذلك يطبق أصابع يديه عليه حتى لا يظهر الاسم الكريم ففي مثل هذه الحالة عليها أن تتصرف هذا التصرف والله أعلم

*هل يباح للمدرسات والطالبات قراءة القرآن وحفظه وهن حائضات؟
**الذي أراه وأعتمد عليه وجوب تجنب ذي الحدث الأكبر حيضاً أو نفاساً أو جنابة قراءة القرآن الكريم لقدسية كلام الله تعالى، وهو الذي يدل عليه ما رواه الإمام الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجنب والحائض والذين لم يكونوا على طهارة (( لا يقرأون القرآن ولا يطأون مصحفاً بأيديهم حتى يكونوا متوضئين )) أي متطهرين الطهور المشروع للعبادة. وهو وإن كان مرسلاً فإن لمراسيل جابر حكم الوصل، على أنه معضود بروايات أخرى منها ما أخرجه الخمسة وصححه الترمذي وأخرجه أيضا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبزار والدارقطني والبيهقي وصححه أيضاً كل من ابن حبان وابن السكن وعبد الحق والبغوي في شرح السنة عن علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته ثم يخرج فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم ولا يحجبه ـ وربما قال ـ ولا يحجزه من القرآن شيء ليس من الجنابة )). ولفظ الترمذي (( كان يقرؤنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً )) وقد بالغ أهل العلم في تعظيم هذا الحديث حتى قال ابن خزيمة: هذا الحديث ثلث رأس مالي. وقال شعبة: ما أحدث بحديث أحسن منه. ومن المعلوم أن الحيض والنفاس لا يختلفان عن الجنابة فكل منهما حدث أكبر كالجنابة، ولا يقال إنه مجرد ترك من النبي صلى الله عليه وسلم لا يستدل به على حكم، كيف وراوي الحديث ـ وهو الإمام علي ـ يصرح أن الجنابة هي الحاجز بينه وبين قراءة القرآن، وليس من المعقول أن يقول ذلك الإمام علي اعتباطاً فإنه ليس ممن يرمي الكلام على عواهنه خصوصاً فيما يتعلق بالأحكام الشرعية، وقد روى أبو يعلى عنه أنه قال: (( رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ توضأ ثم قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: هكذا لمن ليس بجنب، أما الجنب فلا ولا آية )) وهو نص في الموضوع. وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئاً من القرآن ))، ومهما قيل في إسناده فإن ابن سيد الناس ـ وهو من كبار أئمة الحديث ـ صحح بعض طرقه . وروى الدارقطني عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( لا تقرأ الحائض ولا النفساء من القرآن شيئا ))... وهذه الروايات لم يثبت ما يعارضها وذلك يقتضي عدم جواز إسقاطها، وإذا علمتم ذلك فعليكم أن تعلموا أن قراءة الطالبات والمدرسات القرآن أيام حيضهن لأجل الامتحانات ليس له مبرر، فالصوم فرضه موقوف وقفه الله في القرآن وقد عذرت الحائض والنفساء منه وأمرتا بتأخيره إلى وقت طهرهما، فما بالكم بشيء وقته البشر، وإنما على المسؤولين أن لا يضيقوا وقت الامتحان، بل الأحرى أن تكون له فترتان. والله أعلم وبه التوفيق.

* هل يجوز للطالبة أن تكتب قرآناً إذا كان ذلك لأجل الامتحانات وهي في حالة الحيض؟
**لا تكتب قرآناً كما أنها لا تقرؤه، ويجب اتخاذ احتياطات لامتحانات الطالبات في مادة القرآن في غير أيام الحيض. والله أعلم.

*هل يجوز لي أن أعلم أختي الصلاة وأنا في حالة الدورة الشهرية ؟
**نعم إلا قراءة القرآن فإن المرأة عندما تكون في حالة الدورة الشهرية لا تقرأ القرآن ولكن ترشدها إلى ما تقرأه وتعلمها بقية ألفاظ الصلاة، ولا حرج في ذلك والله أعلم .

*هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب في أيام حيضها دون أن تمسك المصحف وإن كانت قد شاركت في مسابقة تحفيظ القرآن فهل يجوز لها في موعد المسابقة أن تذهب لتسميع ما حفظت مع العلم أنها حائض ؟

**في حالة الحيض لا تجوز قراءة القرآن سوى من خلال النظر في المصحف أو القراءة على ظهر قلب فان ذلك كله مما ينافي قدسية القرآن إذ الحائض والنفساء والجنب لا يجوز لهم أن يقرءوا القرآن كما جاء ذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم .

*هل يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ الأحاديث وبعض الأدعية التي تكون من القرآن الكريم ؟
**ليس لها أن تتم آية من القرآن وأما قراءة الأحاديث فلا فيها حرج، وأما أن تقرأ آية كاملة من آيات الله تعالى فلا ،والله تعالى أعلم .

*هل يصح للحائض أن تقرأ القرآن الكريم عن ظهر قلب ؟
**منعت الحائض من القراءة قراءة القرآن إن كانت تنطق به ، أما أن تكيفه في قلبها فغير ممنوع ، أي لا يمنع تكييف القرآن بالقلب وإنما يمنع النطق به كما يمنع مس المصحف بالنسبة إليها .


*أنا طالبة في إحدى مدارس القرآن الكريم وفي الفترة القادمة فترة امتحان لتسميع الأجزاء تحرير وشفهي ، في حالة من يتعذر عليها قراءة القرآن بسبب عذر شرعي فهل لها أن تقدم على الامتحان الشفهي ؟

**في الامتحان الشفهي ألا تقرأ القرآن ؟ فإذا كانت تقرأ القرآن وهي ممنوعة من قراءة القرآن فكيف تقرأه إذاً ، هي ممنوعة من قراءة القرآن، والامتحان الشفوي هو قراءة لكتاب الله .


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

عفوك إلهي 07-02-2010 12:13 AM

بأمس الحاجة لها
سبحان الله فائدتها
لك الشكر والإمتنان
بارك الله فيك
الحمد لله رب العالمين

ملاك الشرق 07-02-2010 09:45 AM

أخي البراء بارك الله فيك
وربي يعطيك الصحة والعافية
دمت بكل الخير

البراء 20-02-2010 11:21 AM


*يقول سائل من خلال تأملي لكتاب الله تعالى لاحظت أن الكفار يكذبون بالبعث أكثر من تكذيبيهم بالخالق سبحانه وتعالى ؟

الجواب :
**نعم هم يعتقدون وجود الله ولكنهم يشركون معه آلهة أخرى ، فلذلك يسلبونه سبحانه وتعالى ما هو خاص به وحده ، ومن هنا يقيم الله تبارك وتعالى عليهم الحجج في كتابه فهو يقول ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر:38) .

أما بالنسبة إلى المعاد فهم يتجاهلون آيات الله تبارك وتعالى الكبرى التي تدل على المعاد ، وإنما الفطرة دعتهم إلى الاعتراف بوجود الله ، فالإنسان الذي ينكر وجود الله تعالى إنما يكابر فطرته ويغالب عقله ، إذ كل ما في الكون يدل على وجوده سبحانه ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)(إبراهيم: من الآية10) يعني أن كل ما في هذا الكون من أجزاء السموات والأرض دال عليه سبحانه ، فكل ذرة من ذرات الوجود إنما هي كلمة من كلمات الله ناطقة بتوحيده سبحانه وتعالى وناطقة بتسبيحه ودالة على وجوده ، كما قال الأعرابي عندما سئل بم عرفت ربك ؟ فقال : البعرة تدل على البعير ، وأثر القدم يدل على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلي بهذه الكثافة ألا يدلان على الصانع الخبير .

وبالنسبة إلى يوم القيامة فإن الله تبارك وتعالى أقام عليهم الحجج لأنهم لقصور عقولهم استبعدوا أن يبعث الإنسان بعد أن يموت وتتحول خلاياه إلى ذرات ترابية متبعثرة بحيث تتلاشى في هذه الأرض وتغيب فيها فرأوا من المستبعد أن يجمع الله تبارك وتعالى هذا الشتات وينفخ في الإنسان هذه الروح مرة أخرى ، ولذلك ضرب الله تبارك وتعالى لهم الأمثال وبيّن لهم آياته الدالة على أن ذلك ليس عسيراً وليس شاقاً بل هو هين في حقه سبحانه وتعالى ، وكل شيء هين في حقه ، وإنما هذا أهون من نشأة الكون ، فقد قال سبحانه وتعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس:77-83) .

الله تعالى هنا ضرب هنا مثلاً لهؤلاء الذين يكابرون في حقيقة البعث ويمارون فيه ، ضرب لهم مثلاً إذ بيّن أن هذا الإنسان هو خلق من نطفة ، ما هي هذه النطفة ؟ هي جزء حقير ، بلغ في حقارته أنه ينظر بالمجهر ولا يكاد يبصر ، ومع ذلك توجد فيه جميع خصائص البشرية العامة التي يشترك فيها البشر ، وتوجد أيضاً في هذه الخلية جميع الخصائص البشرية الأسرية الخاصة ، أي الخصائص الأسرية التي تتوارث من أسرة إلى أسرة ، هذه موجودة فيها ، ولذلك يكون الشبه حتى إلى جدود بعيدين بسبب هذه الخصائص المتوارثة التي تنطوي عليها تلك الخلية .
ثم مع ذلك طور الله تبارك وتعالى هذا الإنسان أطوارا حتى أخرجه إنساناً بهذا القدر ، جعل هذه الخلية تخرج منها ملايين الملايين من الخلايا ، وهي متنوعة ومع ذلك نفخ فيه من روحه ، ومع ذلك جعل الله تبارك وتعالى له السمع والبصر والمشاعر والحواس والعلم والقدرة إلى آخره من هذه الأمور العجيبة .

كل من ذلك دليل على أن الله تبارك وتعالى ليس بعزيز عليه أن يعيد هذا الإنسان مرة أخرى كما خلقه أول مرة .
وبيّن سبحانه مع ذلك أن الذي يحي العظام وهي رميم هو الذي أنشأها أول مرة بهذه الحالة ، وأنه هو الذي خلق السماوات والأرض ، فمن خلق السماوات والأرض لا يعجزه أبداً أن يعيد خلق الإنسان كما كان أول مرة لأن السماوات والأرض لم تكن موجودة من قبل وقد أخرجها من عدم ، كل هذا الكون أخرجه الله تبارك وتعالى من عدم ، ولئن كان أخرج هذا الكون المترامي الأطراف من عدم فكيف بالإنسان الذي وجد وتكون وصار سميعاً بصيراً ألا يقدر الله تبارك وتعالى الذي أوجد هذا الكون من عدم على إعادته مرة أخرى ، بل ذلك أهون والكل في حق الله هين ، والله تعالى أعلم




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


عفوك إلهي 22-02-2010 05:45 PM

بارك الله فيك أستاذنا البراء
حفظك الله وحماك
الحمد لله رب العالمين

البراء 26-02-2010 11:05 AM

*بما أننا الآن في أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كيف يمكن للمسلمين عموماً أن يصنعوا من هذا الحدث العظيم الكريم الجليل فرصة لتجديد الولاء والعهد ولنشر الإسلام والتعريف به كما يصنع غيرنا على الأقل عندما يقيمون ضجة إعلامية كبيرة في احتفالهم بأعياد ميلاد أنبيائهم أو ما شابه ذلك ؟

**أولا أنا أريد أن أستدرك بأن أولئك الأنبياء نحن أولى بهم ، نحن لا نفرق بين أحد من الرسل ، ونؤمن بأن ما نحن مستمسكون به من العقيدة هو ما كان عليه أولئك الأنبياء ، الله سبحانه وتعالى يقول ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25) ، ويقول ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(النحل: من الآية36) ، ويقول عز من قائل حكاية عن نوح وهود وصالح وشعيب ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) ، وحكي عن المسيح عيسى عليه السلام أنه قال (اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ )(المائدة: من الآية72) ، فإذن نحن أولى بأولئك الأنبياء ، وأولئك أنبياؤنا وليسوا بأنبيائهم ، نحن أولى بهم ، نحن متمسكون بهديهم ، متبعون لهم ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران:67) .

علينا أن ندرك هذا ثم على أي حال نحن ندرك أن السلف الصالح عندما كانوا قريبين من المنبع الصافي النقي الطاهر ما كانوا بحاجة إلى أن يجددوا عواطفهم تجاه الرسول صلى الله عليه وسلّم باحتفالات يقيمونها ذكرى لأي حدث من أحداثه صلى الله عليه وسلّم سواء كان ذلك حدث ولادته أو كان حدث مبعثه أو كان حدث هجرته أو كان حدث أي موقف وقفه صلى الله عليه وسلّم ، ما كانوا بحاجة إلى ذلك لأنهم كانوا جديدي عهد بالنبوة ، وكانت عواطفهم تتأجج تجاه شخص الرسول صلى الله عليه وسلّم لا تخمد بحال من الأحوال ، ولا يطرأ عليها ما يجعلها تبرد أو يجعلها تتراجع ، بل كانت عواطفهم عواطف تجاه شخص الرسول ثائرة باستمرار ، ونحن بحاجة إلى هذه الروح الوثابة ، بحاجة إلى هذه الروح الدعوية أن تكون فينا ، بحاجة إلى ما يوقظ منا هذه العواطف تجاه شخص الرسول صلى الله عليه وسلّم والغيرة عليه صلوات الله وسلامه عليه والحفاظ على كرامته صلوات الله وسلامه عليه ، والتفاني من أجل إبلاغ دعوته إلى الناس أجمعين ، بحاجة إلى هذا كله ، فلذلك علينا أن ندرك أن القضية ليست قضية احتفال ، ليست قضية أن يخرج الناس في عطلة في يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلّم منهم من يُقضّي وقته في اللهو ، ومنهم من يزيد على ذلك بحيث يُقضّي وقته في معاصي الله سبحانه ، هذا ليس من حب الرسول صلى الله عليه وسلّم في شيء ، إنما حب الرسول صلى الله عليه وسلّم يتجسد في حسن الاقتداء به وفي الغيرة على دينه وفي الغيرة على سنته صلى الله عليه وسلّم ، وفي الحرص على إحياء هذه السنة وجعلها تتجسد في حياة كل فرد من أفراد هذه الأمة ، هذا هو الحب الصحيح لشخص الرسول صلى الله عليه وسلّم .


إن حب النبي صلى الله عليه وسلّم ليس مجرد عاطفة لا تكاد تثور حتى تغور ولا تكاد تتأجج حتى تخمد ، وإنما حب النبي صلى الله عليه وسلّم قبل كل شيء عقيدة راسخة في النفس ، مستحكمة في العقل والقلب ، مسيطرة على الفكر والوجدان ، توجه الإنسان الوجهة الصحيحة ، وتقوده في الصراط المستقيم إلى مرضاة رب العالمين .

فنحن إن أدركنا هذا على أي حال أدى ذلك بنا إلى أن نحرص على التفاني في خدمة هذا الدين ، وإحياء ما اندرس من سنته صلوات الله وسلامه عليه .


*في مجتمعنا يقومون في عيد المولد النبوي بإقامة رباط يبدأ من العاشرة صباحاً إلى الثالثة زوالاً ، يبدءون بالاستغفار والحمد والتسبيح والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم سرا ، ثم يقرؤون القرآن ، وبعض الأخوات يصمن هذا اليوم ، فهل تخصيص هذا اليوم بكل هذه العبادات فيه شيء ؟

**لا داعي إلى تخصيص هذا اليوم بهذا ، الوقت كله وقت عبادة ، والزمن كله زمن صلة بالله سبحانه وتعالى ، نعم الأوقات التي خُصصت بعبادات معينة توقيفية جاءت من الشارع علينا أن نحرص على تلكم العبادات فيها ، أما بقية الأوقات فإننا نعمل ما نستطيعه من ذكر الله تعالى ، ويؤمر الإنسان أن يذكر الله سبحانه وتعالى على أي حال ، نحن نجد في كتاب الله سبحانه كيف يأمرنا الله سبحانه بأن نذكره بعد أداء عباداتنا ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )(النساء: من الآية103) ، ويقول تعالى ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة:10) ، ويقول ( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً)(البقرة: من الآية200) ، هكذا يؤمر الإنسان أن يحرص على ذكر الله عز وجل على كل حال ، ولذلك الذكر شُرع عند طلوع الشمس وعند غروبها في بداية الليل وبداية النهار وأدبار الصلوات ، كما نجد دلائل ذلك في القرآن الكريم خلافاً لمن يعرضون عن ذكر الله أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم فإن الله عز وجل يقول ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف:28) .

على أي حال ذكر الله سبحانه وتعالى مطلوب ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم مطلوبة أمر الله تعالى بها في كتابه قال عز وجل ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) ، فالإنسان عليه أن يحرص على الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلّم في جميع الأوقات لا في هذا اليوم .


وليست هنالك خصوصية لصيام مولده صلى الله عليه وسلّم أو يوم اليوم الذي يصادف ذكرى مولده لا دليل على ذلك ، ولكن مع هذا كله نحن نرغب في أن تكون عاطفة الناس قوية تجاه الرسول صلى الله عليه وسلّم ولو كانت هذه العاطفة تتجدد عاماً بعد عام ، نحن نريدها دائماً مستمرة بحيث لا تفتر من وقت إلى آخر بل تستمر هذه العاطفة متأججة بين حنايا مشاعر الإنسان .


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


الجنة غايتي 26-02-2010 11:08 AM

شكرالك اخي البراء على الموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك
وسهل دربك
مثلما تسهل علينا معرفة الذي نجهله
شكرالك

البراء 28-02-2010 05:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الكون (المشاركة 382475)
شكرالك اخي البراء على الموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك
وسهل دربك
مثلما تسهل علينا معرفة الذي نجهله
شكرالك

اللهم آمين
شكرا ً لك ِ أختي أميرة الكون ...
يحفظك ِ البارئ ...

عفوك إلهي 02-03-2010 03:31 AM

بارك الله فيك
فيه أشياء أول مرة أعرفها وهي عادات لدى البعض
جزاك الله خيرًا
الحمد لله رب العالمين

البراء 05-03-2010 02:02 PM


سؤال :
الإنسان يسعى إلى تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلّم والاقتداء به بقدر إمكانه ولكن في بعض الأحيان لا يجد تلك العاطفة المتنامية التي تدفعه إلى تقديم الكثير من صور القدوة ، فما هي الطرق التي يقوي بها الإنسان عاطفته تجاه النبي صلى الله عليه وسلّم ؟ وهل الذي قصّر في ذلك ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلّم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده ) ؟


الجواب :
النبي صلى الله عليه وسلّم بيّن أن حبه بعد حب الله سبحانه وتعالى من مقتضيات الإيمان بالله وبه صلى الله عليه وسلّم ، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام يقول : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أن أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا في الله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار .


ويقول صلى الله عليه وسلّم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين .
ويقول : والذي نفسي بيده لا يؤمن حتى أكون أحب إليه من والده وولده .
والرسول صلى الله عليه وسلّم يبين لنا قيمة حبه في موازيين الإيمان وذلك بعد حب الله .
ولا ريب أن الحب ينشأ في نفس الإنسان تجاه غيره لأحد سببين : إما تفوقه عليه وعلى غيره ، وإما بسبب يد سخية كانت منه عليه بحيث قدمت إليه خيرا .

وعلى كلا الأمرين النبي صلى الله عليه وسلّم يجب أن يفوق حبه حب الناس أجمعين ، على كلا الاعتبارين ، فإذا جئنا إلى عظم قدره صلى الله عليه وسلّم ، فمن البشر يسامي النبي صلى الله عليه وسلّم في قدره ؟ مَن مِن البشر يصل إلى ذلك المقام الرفيع الذي رفع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلّم إليه ؟
حسبنا هذا الثناء الذي في القرآن الكريم على شخص النبي صلى الله عليه وسلّم ، وحسبنا أن الله عز وجل كما قرن كلمة التوحيد بالشهادة له صلى الله عليه وسلّم بالرسالة ، حيث أُمرنا أن نقول أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .

وحسبنا أن في الأذن يتردد ذكر الله تعالى وذكر رسوله صلى الله عليه وسلّم .
وحسبنا أن نجد في كتاب الله سبحانه أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلّم تُقرن بطاعة الله عز وجل .
وحسبنا أننا نجد في كتاب الله أن الوعيد على معصية الرسول صلى الله عليه وسلّم يقترن بالوعيد على معصية الله عز وجل .

إذن هذا قدر رفيع رفع الله تعالى إليه النبي صلى الله عليه وسلّم .
فإذا جئنا إلى عظم شخصيته صلى الله عليه وسلّم نجد في القمة .
وإذا جئنا أيضاً في نفس الوقت إلى ما كان فضل على الإنسانية فهو يفوق الناس جميعاً في ذلك ، بل النبي صلى الله عليه وسلّم كان رجلاً حانياً كريماً يحنو على هذه الإنسانية ويحب أن ينقذها من ورطتها ، ويحب أن يخلصها من مأزقها ، ويحب أن يدخلها في رحمة الله تعالى ، فإذن كان بهذا القدر وتفانى وصبر وصابر من أجل إبلاغ هذه الدعوة ، ولولا هذا التفاني ولولا هذا الصبر الذي كان بتوفيق الله لما وصلنا إلينا من الإسلام شيء ، فإذن هو أولى بأن يُحب فوق الناس جميعا .

هذه المشاعر عندما تمتزج بأحاسيس الإنسان لا ريب أنه في هذه الحالة يحس بقدر شخص النبي صلى الله عليه وسلّم ، ويجتمع الشعور النفسي مع التفكير العقلي حتى يصير الإنسان مقدراً لشخصه صلى الله عليه وسلّم ومعظماً له ومتفاعلاً مع هذا الإحساس الذي يصدر عنه .

سؤال :
ما هي مظاهر حب أهل عمان للنبي صلى الله عليه وسلّم ، وما هي صوره وصور الإخلاص والتضحية للإسلام ؟


الجواب :
على أي حال لقد منّ الله سبحانه وتعالى على أهل عمان بأن هداهم للإسلام في مرحلة مبكرة في عهده صلى الله عليه وسلّم مع بُعد دارهم عن مهبط الوحي ومشرق النور ، عن الكعبة المشرفة وعن المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، ولكنهم تسارعوا إلى اعتناق هذا الدين قبل أن تفتح مكة المكرمة ، فُتحت عمان بالدعوة قبل أن تفتتح مكة المكرمة بالجنود ، هذا من فضل الله سبحانه على هؤلاء الذين يقول فيهم العلامة أبو مسلم رحمه الله يقول في عمان :
ولكن شجاني معهد بان عهده *** فبان الهدى في إثرهم والمكارم
هو المعهد الميمون أرضا وأمة *** وإن زمجرت للجور حيناً زمام
هو المعهد المعمور بالرحمة التي *** سقت من إمام المرسلين المراحم
سيكثر وراداً على الحوض أهله *** إذا جاء يوم الحشر والكل هائم
لقد صدّقوا المختار من غير رؤية *** وتكذيبُ جُل الشاهدين مقاوم


ولا ريب أن أهل عمان تفانوا في حب النبي صلى الله عليه وسلّم ، شاركوا في الجهاد ، شاركوا في الفتوحات العظيمة التي كانت في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم ، وشاركوا في نشر دعوة الإسلام في أرجاء الأرض ، في ديار كثيرة من الأرض ، وشاركوا أيضاً في الحفاظ على سنة النبي صلى الله عليه وسلّم ، فكان من بينهم الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد رحمه الله تعالى من فرق التي هاجر منها إلى مدينة المنورة ثم إلى البصرة واجتمع بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم ونقل علماً كثيراً غزيراً عنهم حتى قال ابن عباس رضي الله عنه : عجباً من أهل العراق يحتاجون إلينا وعندهم جابر بن زيد لو قصدوا نحوه لوسعهم علمه .

وكذلك تلامذة جابر رحمه الله مع حفاظهم على الدعوة النقية الصافية الصحيحة ، وكذلك تدوينهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلّم كما كان من الإمام الربيع بن حبيب الذي كان من أوائل من دونوا سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه .


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

بنت بلادي 09-03-2010 11:44 PM

جزاك الخالق خيراً

مشكور أستاذنا البراء

البراء 12-03-2010 11:36 AM

السؤال
امرأة تقول منذ فترة كان الوسواس يراودني في الصلاة وكنت أردد الآيات وخاصة سورة الفاتحة ولكن الله تعالى شفاني من هذا الوسواس ، ولكنه يراودني بين الحين والآخر حتى أنني أرفع صوتي في الصلاة ، فهل يجوز لي أن أرفع صوتي علماً بأنني عندما أفعل ذلك لا يكون أحد في المكان الذي أصلي فيه وأكون أكثر خشوعاً ؟

الجواب :
نحن ننصحها بأن لا تكرر ما تقرأه من القرآن لا سيما الفاتحة ، ما عدا الفاتحة لا مانع من أن تكرر الآيات الأخرى ، أما الفاتحة فلا يكرر منها شيء في الركعة الواحدة ، لا يجوز للإنسان وهو يصلي أن يقرأ الفاتحة في الركعة أكثر من مرة ، ولا أن يكرر شيئاً من آياتها أكثر من مرة ، بل ولا أن يكرر شيئاً من كلماتها أكثر من مرة ، فالفاتحة لا تكرر في الركعة الواحدة ، إنما التكرار جائز فيما عداها .

أما بالنسبة لرفع الصوت فإننا ننصحها بأن تحرص على خفض الصوت بقدر مستطاعها ، وأن تكتفي بإسماع أذنيها ففي ذلك ما يكفي إن شاء الله ، وفي ذلك ما يطرد الوسواس عنها ، والله تعالى أعلم .

السؤال
مسجد من المساجد تحت منبره دولاب فيه مصاحف ، ويقوم الخطيب على المنبر ، هل يصح هذا الوضع ؟

الجواب :
هل هذه المصاحف يكون عليها الخطيب ؟ أو هي نازلة بحيث يوجد فراغ ؟ فإن لم يكن فراغ بحيث تكون متواصلة هذه المصاحف إلى أعلى بحيث يكون الخطيب يقف عليها فذلك غير جائز ، لأن حرمة المصاحف حرمة عظيمة إذ القرآن هو كلام الله ، ويجب على الإنسان أن يرعى حق هذا الكلام العظيم الذي جاء من رب العالمين سبحانه وتعالى .

وأما إن كان هنالك فراغ فمثل ذلك كمثل من يصلي فوق غرفة وتحتها حجرة فيها مصاحف أيضا فلا يمنع ذلك مع وجود الفراغ ، ولكن مع ذلك إن وجد لهذه المصاحف مكان آخر توضع فإنه يجب أن يراعى ذلك حرصاً على تنزيه كتاب الله تبارك وتعالى وتقديساً لكلام الله عز وجل .

السؤال
إذا مرت عليه سجدة في المصحف فأين يضع المصحف ، هل يضعه على الأرض على الرغم من أنها طاهرة ؟


الجواب :

المصحف يجب أن يصان ، ونحن من وجدنا من علمائنا من يقول بأن الكتاب الذي فيه آيات من كتاب الله ، وفيه أسماء لله تبارك وتعالى ، وفيه علم نافع من حرمته أن لا يترك على الأرض ، بل يوضع على مكان مرتفع ، وهذا من تقدير العلم ، ومن تعظيم أسماء الله تعالى وآياته ، فكيف بكلام الله تبارك وتعالى ، كيف بكتاب الله المنزل الذي هو كلامه يضعه الإنسان على الأرض حيثما يضع قدمه ، لا ينبغي أن يصدر ذلك ممن يعظم حرمات الله ويجلها بل عليه أن ينظر له مكاناً رفيعاً يضعه عليه ، فإن لم يجد فليجعله تحت إبطه وليسجد ثم بعد ذلك ليمسكه بيديه ، والله تعالى أعلم .

السؤال
هل يجوز حرق القرآن المبعثر على الأرض على شكل أوراق ، وإذا لم يجز فما هي أفضل طريقة للتخلص من أوراق المصحف المبعثرة إذا لم يستطع صاحبها الاحتفاظ وخشي عليها من الضياع ، وما عقاب من قام بحرق القرآن الكريم ؟

الجواب :
حقيقة الأمر القرآن الكريم لا ريب أن له حرمات ولذلك اختار كثير من العلماء أن يكون التخلص من التبعية أو من المسئولية عن المحافظة على القرآن الكريم عندما تتعذر هذه المحافظة قالوا بأنه ينبغي أن تكون إما بإلقاء هذه الأوراق المبعثرة المقطعة في آبار مهجورة بعد وضعها في أكياس لأجل صونها ، وإما أن تدفن على أسس مساجد أي أسس أماكن معظمة مقدسة ، وإما أن تلقى في البحر ، وإما أن تدفن في أماكن بعيدة في الصحاري بحيث تكون بعيدة عن وضع الأقدام ، ولكن إن تعذر ذلك كله فلا مانع من الإحراق .

وقد وقع الإحراق في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وإن كان من الناس من أنكر ذلك ، وقع ذلك في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان عندما أراد أن يتخلص من المصاحف التي أراد أن لا تتشعب القراءات بها ، وأن يجتمع الناس على مصحف واحد حتى لا يقول بعض الناس قراءتي خير من قراءتك ، تخلص من هذه المصاحف بإحراقها وأيده في ذلك الكثير ، ولا نرى حرجاً في الأخذ بذلك مع الضرورة .


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


البراء 19-03-2010 11:17 AM

*سماحة الشيخ بعض السور تحتوي على قصص الأولين من أنبياء وغيرهم ، عندما يقرأ الإمام أو المصلي هذه القصص هل يمكن للإنسان أن يرسم خيالات ومشاهد معينة في الصلاة ؟

** لا يتعمد ، لكن ما يرتسم في ذهنه بمجرد قراءة السورة أو قراءة القصة من السورة الكريمة يدعه وشأنه فإن ذلك هو الذي ينبغي . السورة نفسها ترسم المشهد .

* هل يجوز أن يؤجر شخص لقراءة القرآن الكريم ثم يهدي ثواب ذلك لميت لأنه هو أوصى بذلك ؟

** حقيقة الأمر الناس أحدثوا أموراً كثيرة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم مع قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام : إن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة . فالناس أحدثوا كثيراً من الأمور التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم من ذلك قراءة القرآن بالأجرة ، فإن القرآن عبادة .

القرآن يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى بتلاوته . وهذه العبادة لا يؤخذ عليها أجر ، فكما أن الإنسان لا يأخذ أجراً على صلاته التي يصليها ، كذلك لا يأخذ أجراً على قراءته لكتاب الله تبارك وتعالى ، وإنما أجر ذلك ما يناله في الدار الآخرة من الثواب الجزيل عند الله سبحانه وتعالى . أما أن يتخذ القرآن الكريم طريقة للكسب فهذا شيء فيه ما فيه .

ما بال الإنسان بدلاً من أن يقرأ القرآن تقرباً إلى الله يقرأه لأجل دريهمات أو لأجل ريالات أو لأجل دنانير ينالها ، إنما هذا من بيع القرآن الكريم ونرى منع ذلك منعاً بتاً ، وإن وجد من العلماء من يرخص في ذلك ، ولكن الذي نأخذ به أنه لا يجوز هذا لمخالفة هذا ما مضى عليه السلف في أيام النبي صلى الله عليه وسلّم والخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم . وأيضاً إهداء العمل إلى الميت ليس هنالك ما يدل على أن الميت ينتفع بما يهدى إليه من الأعمال إلا ما ورد الدليل عليه ، فقد ورد الدليل بأنه يمكن أن يحج أحد عن غيره سواء كان ميتاً أو حياً عاجزاً كما حصل ذلك للخثعمية التي جاءت تستفسر النبي صلى الله عليه وسلّم عن حجها عن أبيها فأباح لها الحج .

كذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم الحث على الصدقة عن الميت ، وكلك جاء عنه كما في حديث عائشة عند الشيخين من مات وعليه صيام صام عنه وليه . ولكن هل يقال بأن بقية الأعمال كذلك ، نحن نجد عدم الاختلاف بين العلماء أنه لا يصلي أحد عن أحد ، والقراءة هي جزء من الصلاة ، إذ الصلاة لا تكون بدون قراءة .

فإذاً قراءة القرآن بغير صلاة كذلك أقرب إلى أن يكون الميت لا دليل على انتفاعه بها . فما ينبغي أن يهدي الإنسان ثواب قراءته التي يقرأها للميت . نعم يمكن أن يدعو للميت بعد قراءة القرآن ويكون ذلك مظنة لاستجابة الدعاء ، فإن قراءة القرآن من العبادات والعبادات وسائل لاستجابة الدعاء ، فالإنسان قد يصلي صلاة الفريضة وقد يصلي صلاة السنة وقد يصلي صلاة النافلة ثم يدعو بعد ذلك بما يدعو به من الدعاء فذلك ما يعمله من الطاعات إنما هو مظنة لاستجابة الدعاء ، فإن تلا القرآن الكريم ودعا للميت بعد تلاوته للقرآن الكريم رجي أن يستجيب الله تبارك وتعالى هذا الدعاء ، والله تعالى أعلم .

* هل يجوز للمرأة عند قراءتها للقرآن أن تتحجب ؟

** على أي حال عليها أن تستر نفسها ما عدا الوجه والكفين لأن قراءة القرآن الكريم مظنة حضور الملائكة وحضور الملائكة لا يتم مع بقاء المرأة غير مستترة فلذلك تؤمر بهذا والله أعلم .

* هل يصح للمرأة غير الطاهرة أن تلمس الشريط الذي يحوي القرآن الكريم ؟

** المرأة غير الطاهرة ممنوعة من مس المصحف ، و الشريط لا نستطيع بأن نقول حكمه حكم المصحف ، لأن الشريط بمثابة الذاكرة التي تحفظ القرآن ، إذ يمكن أن يتلى من خلال الشريط في حال تشغيله ، وأي إنسان كان يمكن أن يحفظ القرآن كاملا ، ولكن لا يعني هذا أن من كان ذا حدث أكبر يمنع أن يمس ذلك الذي يحفظ القرآن ، فيبدو لي أن الشريط حكمه حكم حافظ القرآن ، وليس حكمه حكم المصحف ، والله تعالى أعلم.

*امرأة أرادت الدخول إلى الحمام وعليها عقد من ذهب أو فضة كتب عليه اسم الله أو آيات من القرآن الكريم فماذا تفعل ؟ وهل يجوز للمرأة الحائض لبس عقد عليه اسم لفظ الجلالة أو آيات من القرآن الكريم ؟

**إن كان في عقدها شيء من أسماء الله تعالى فعليها أن تواريه عندما تدخل بيت الماء ( دورة المياه ) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في خاتمه اسم الله تبارك وتعالى وعندما كان يدخل الخلاء يضع ذلك الخاتم على بطن كفه ثم بعد ذلك يطبق أصابع يديه عليه حتى لا يظهر الاسم الكريم ففي مثل هذه الحالة عليها أن تتصرف هذا التصرف والله أعلم .



سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 26-03-2010 12:50 AM

البعض يتعلل بأن حوادث السيارات التي تحدث والوفيات التي تحصل إنما هي عائدة إلى المقاييس الفنية للسيارات من غير أن يضع اعتبارا لعدم التزام الناس بقواعد المرور والسلامة هل لمثل هذه الأمور دخل؟

- مهما كانت المقاييس الفنية فإن على الإنسان أن يكون محافظا على سلامته وسلامة الركاب معه والمشاة في طريقه وأصحاب المركبات الأخرى والراكبين فيها ومحافظته على سلامة الجميع أمر واجب لأنه يدخل في مسؤوليته أمام الله تبارك وتعالى.

لا يجوز
* ما قولكم في من يبني سورا على قبر أبيه (أي عمارة القبر) هل هذا يجوز أملا وهل الزرع على حدود القبر مثل الورد وغيره يجوز؟

-لا يجوز البناء على المقابر ولا زرع شيء عليها فإن ذلك ينافي ما هو مطلوب من اندراسها كما أنه داعية لتعظيمها المنافي لعقيدة التوحيد وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن تجصيص القبور والله اعلم.

*ما قول سماحتكم اذا قام الأهالي بالتبرع لصاحب المصيبة لتغطية مصاريف العزاء والأكل والشرب في بيته على أن لا يتحمل المصاب أي شيء؟

- إن كان هؤلاء الذين يأكلون من هذا الطعام هم من أصحاب المصيبة ولم يرزأوا المصاب البشر في ماله شيئا فلا حرج وأما أكل غيرهم منه فلا يجوز والله اعلم.

تدخل ضمن الصدقة
* ما هي العلاقة بين الزكاة والصدقة والضمان الاجتماعي، وهل الضرائب من ضمن الزكاة؟

-الزكاة تدخل ضمن الصدقة وهي تتميز عن سائر الصدقات بكونها فريضة محكومة في أصناف مخصوصة من المال تجب فيها إذا بلغت قدراً مخصوصاً، وعندما يمضي على ذلك زمن مخصوص وهو الحول وهذا هو حكم معظم الأصناف التي تزكى اللهم إلا الثمار فهي تزكى في أوقاتها من غير نظر إلى الحول، والصدقة أعم من ذلك فتشمل ما كان مفروضاً وغير مفروض وجميع الأنواع التي يتصدق بها الإنسان كالثوب أو قطعة أرض أو السلاح أو ... إلخ فالصدقات أنواعها متعددة، وكل من الزكاة وعموم الصدقة من الممكن أن يفسر بأنه ضمان اجتماعي بحسب سنن الله سبحانه وتعالى في شريعته التي أنزلها على خاتم الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليه - وإنما هذه التسمية مستجدة طارئة وإلا ففي الزكاة والصدقة ما يسد مسد هذا الضمان الاجتماعي، هذا وأما الضرائب فهي لا تدخل في الزكاة ولا تتعلق بجانب الدين قط، وأما من حيث جوازها وعدمه فإن الأصل في مال المسلم عدم جواز أخذه إلا بإباحة منه، وأخذ الضريبة في مقابل خدمة تقوم بها الدولة مع عدم إجحاف بحق المواطن وإنما كانت بقدر الخدمة فلا مانع منها وإلا فهي ممنوعة. والله أعلم.

الرحمة والعطف
* ما مدى تأثير الزكاة في المجتمع المسلم؟

- الزكاة تثمر في نفس المزكي الرحمة والعطف على الفقراء والمساكين وتطهر قلبه من آثار الشح وذلك هو المعنى من قوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فهي تطهر النفس من آثار الشح وتزكيها : أي تنمي ما فيها من أخلاق فاضلة فهي داعية الرحمة والعطف وتقضي حاجة المساكين وتجعل قلوبهم تميل نحو إخوانهم الأغنياء وتستل ما في القلوب من السخائم والأحقاد تجاه الطبقة التي من الله عليها بالمال. والله أعلم.

بعذابٍ أليم
* ما عقوبة من ترك الزكاة عمداً أو تكاسلاً؟
- عقوبة من ترك الزكاة نص عليها القرآن الكريم فالله تعالى يقول: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتهم تكنزون). ودلت السنة النبوية أن من أتاه الله تعالى مالاً ولم يؤد زكاته صفح له يوم القيامة صفائح من نار يكوى بها جنبه وظهره ووجهه وهذا ما دلت عليه الآية الكريمة . والله أعلم.


يُنصح
* اكتشف المصلون أن الإمام الذي يصلي بهم لا يقرأ الاستعاذة، فما حكم الصلاة خلفه الآن، وما حكم ما مضى من الصلوات؟

- اختلف في الاستعاذة قيل هي فريضة وبناء على ذلك تبطل صلاة من ترك الاستعاذة عمداً أو نسيانا.
وقيل هي سنة وبناء على ذلك تبطل صلاة من تركها عمداً لا نسيانا.
وقيل هي نافلة وعليه فتصح صلاة من تركها عمداً أو نسيانا.
والذي نأخذ به أنها فريضة ذلك لأن الله تعالى أمر عند قراءة القرآن بالاستعاذة إذ قال الله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98)، وهذا المصلي إنما يقرأ قرآناً في صلاته وقبل تلك القراءة يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فلذلك نرى الاستعاذة أنه لا بد منها، إذ هذا أمر والأمر محمول على الوجوب.
ونسّوغ قول من قال بأنها سنة، ولكن نستبعد قول من قال بأنها نافلة.
وبناء على ما ذكرناه فإن الذي ترك الاستعاذة فيما مضى يُنصح أن لا يتركها في المستقبل، فإن قبل بأن لا يتركها فهو وذلك وإلا فيؤمر أن يتأخر ويتقدم غيره للصلاة، والله تعالى أعلم.


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

ورق الخريف 26-03-2010 10:49 AM

جزاك الله خير أستاذي البراء
على المعلومات

البراء 26-03-2010 11:34 AM

*هل يجوز للطالبة أن تكتب قرآناً إذا كان ذلك لأجل الامتحانات وهي في حالة الحيض؟

**لا تكتب قرآناً كما أنها لا تقرأه، ويجب اتخاذ احتياطات لامتحانات الطالبات في مادة القرآن في غير أيام الحيض. والله أعلم.


*هل يجوز لي أن أعلم أختي الصلاة وأنا في حالة الدورة الشهرية ؟

**نعم إلا قراءة القرآن فإن المرأة عندما تكون في حالة الدورة الشهرية لا تقرأ القرآن ولكن ترشدها إلى ما تقرأه وتعلمها بقية ألفاظ الصلاة، ولا حرج في ذلك والله أعلم .

*هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب في أيام حيضها دون أن تمسك المصحف وإن كانت قد شاركت في مسابقة تحفيظ القرآن فهل يجوز لها في موعد المسابقة أن تذهب لتسميع ما حفظت مع العلم أنها حائض ؟

**في حالة الحيض لا تجوز قراءة القرآن سوى من خلال النظر في المصحف أو القراءة على ظهر قلب فان ذلك كله مما ينافي قدسية القرآن إذ الحائض والنفساء والجنب لا يجوز لهم أن يقرأوا القرآن كما جاء ذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم .


*هل يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ الأحاديث وبعض الأدعية التي تكون من القرآن الكريم ؟

**ليس لها أن تتم آية من القرآن وأما قراءة الأحاديث فلا حرج فيها ، وأما أن تقرأ آية كاملة من آيات الله تعالى فلا ،والله تعالى أعلم .


*هل يصح للحائض أن تقرأ القرآن الكريم عن ظهر قلب ؟

**منعت الحائض من قراءة القرآن إن كانت تنطق به ، أما أن تكيفه في قلبها فغير ممنوع ، أي لا يمنع تكييف القرآن بالقلب وإنما يمنع النطق به كما يمنع مس المصحف بالنسبة إليها .

*أنا طالبة في إحدى مدارس القرآن الكريم وفي الفترة القادمة فترة امتحان لتسميع الأجزاء تحرير وشفهي ، في حالة من يتعذر عليها قراءة القرآن بسبب عذر شرعي فهل لها أن تقدم على الامتحان الشفهي ؟

**في الامتحان الشفهي ألا تقرأ القرآن ؟ فإذا كانت تقرأ القرآن وهي ممنوعة من قراءة القرآن فكيف تقرأه إذاً ، هي ممنوعة من قراءة القرآن، والامتحان الشفوي هو قراءة لكتاب الله .

* إذا تيمم الجنب للصلاة فهل يجوز له قراءة القرآن ولمس المصحف الشريف؟

** اختلف في التيمم هل هو رافع للحدث أو مبيح للصلاة فقط، والراجح الثاني والأولى أن ينوي بتيممه استباحة الصلاة وقراءة القرآن ولمس المصحف، والله أعلم.




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 02-04-2010 11:36 AM

* ما قولكم فيما يقوله بعض الناس من عدم جواز الزواج او عقد النكاح في شهر صفر، وما بين عيدي الفطر والاضحى؟

** بئس ما يقول هؤلاء الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ، فيصادمون احكامه ويناقضون شرعه ويفترون على الله الكذب ، اما صفر فالتشاؤم به من عادات المشركين اهل الجاهلية ، وقد جاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنسف عاداتهم وعقائدهم ، فقد قال ( لا هامة ولا عدوى ولا صفر) وكذلك الزواج بين الفطر والأضحى، فإن أهل الجاهلية كانوا يتشاءمون من الزواج في شهر شوال ، وقد خالفهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتزوج ام المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في شوال وبنى بها في شوال، وكانت احظى نساءه عنده ، فمن تشاءم من الزواج بين العيدين فقد اقتدى بأهل الجاهلية وترك الاقتداء برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكفى بذلك اثما مبينا، فإن كل احد يحشر مع امامه والله المستعان.

* نسمع من بعض الناس انهم يتشاءمون من شهر صفر ويمتنعون من الزواج فيه وينظرون عند رغبتهم في الزواج في المنازل الفلكية زعما منهم انها تتوقف عليها علاقتهم الزوجية؟ فما حكم الشرع في ذلك ؟

** قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( لا هامة ولا عدوى ولاصفر ) فالمسلم لا يتشاءم بشهر صفر ، وانما هذه عادات اهل الجاهلية وكفى به ضلالا مبينا على ان النظر في المنزلة من اجل الزواج ليس من شأن المسلمين وانما ذلك من عادات المجوس والله اعلم .

* ما رأيكم في الزواج بين العيدين، اذ يقول بعض الناس انه لا يجوز الزواج ولا العقد بين العيدين، والا يكون زواجا مشؤوما؟

** الامتناع عن عقد الزواج والبناء بالمرأة فيما بين عيدي الفطر والاضحى والتشاؤم من ذلك من عادات الجاهلية ومعتقداتها ، وقد هدم ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفعله ، فقد تزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ احب نسائه إليه في شهر شوال وبنى بها في شهر شوال ، وهي عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ وقد كانت تقول كما جاء في صحيح مسلم وغيره (تزوجني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر شوال وبنى بي في شهر شوال ، واي نسائه كانت احظى عنده مني) وفي هذا ما يكفي المؤمن اسوة حسنة ، وزجرا عن التلوث بشيء من عادات اهل الجاهلية ومعتقداتها، عملا بقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) والله اعلم .

* ما قولكم فيمن له اربع زوجات ثم عقد على زوجة خامسة ، فما ترون في العقد الاخير من حيث الصحة وعدمها ؟

** العقد باطل ، ويفرق بينه وبين هذه المرأة الخامسة لا تحل له ابدا والله اعلم .

* امراة طُلقت من زوجها قبل الدخول بها ، ثم تقدم لخطبتها رجل اخر فرفض اهلها تزويجه ، وادّعوا بانه كان السبب في تطليقها من زوجها ، غير ان المراة والخاطب ينكران ذلك وينفيانه نفيا قاطعا ، فهل يجوز تزويجه على هذه الصورة ؟

** الأصل في الناس براءة ذممهم من التهم، ولا يقبل في ذلك قول أي قائل والواجب حسن الظن بالمسلم ما لم تقم حجة مقبولة شرعا على خلافه، وعليه فلا مانع من التزاوج بين هذين ما لم تثبت هذه الدعوى ضد هذا الرجل والله اعلم .

* هل يمكن ان تشترط المرأة على زوجها ان تكون العصمة الزوجية بيدها ؟

** اما ان تنتقل العصمة منه إليها فلا ، ولكن لها ان تشترط ان رأت منه ما يسوؤها ان يكون لها حق تطليق نفسها والله اعلم .

* تقدم رجل لخطبة اختي وهو ذو خلق، فوافقت عليه جميع الاسرة بما فيهم اختي المخطوبة غير ان امي اعترضت على هذا الزوج، واصرت على موقفها عنادا وتعصبا لرأيها فهل نتم هذا الزواج مع اعتراض الام ؟

** لا حق لأمكم في الاعتراض على زواج ابنتها ، فإن اصرت على موقفها وكانت الابنة موافقة على هذا الزواج فزوجوها بمشيئة الله وبركته والله اعلم .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 09-04-2010 11:33 AM

* يقول النبي صلى الله عليه وسلّم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .

ما فائدة تغيير المنكر بالقلب بالنسبة للمسلم ، ومتى يكون ذلك ؟

ـ يكون ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم إن لم يستطع شيئاً من ذلك .
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه) ، أي إن عجز ووجد من نفسه عجزا بحيث إنه يخشى على نفسه ، يخشى على جسمه أو يخشى على عرضه أو يخشى على شرفه لو أنه تحدث بكلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يخشى من الفتنة، يخشى من تألب الناس تألباً يؤجج ضرام الفتنة بينه وبينهم في هذه الحالة بطبيعة الحال يعدل إلى التغيير بالقلب.


وفائدة التغيير بالقلب أن لا يكون آلفاً للمنكر، لأنه لو لم يغيره بقلبه لكان آلفاً له ، وعندما يؤلف المنكر لا يعود عند الناس منكراً وإنما يعود عندهم معروفا، لأن المعروف هو الذي تعرفه النفوس وتألفه، ويجب أن لا تؤلف المنكرات، يجب أن تكون المنكرات كما سماها الله تبارك وتعالى منكرات، لا تؤلف ولا تتقبل من قبل النفوس .
من لم يغير المنكر بقلبه فإنه يكون متقبلاً له ولذلك كان ملعوناً كما قال الله تعالى
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79).

* بعض الناس لا يراعون أوقات العلماء فيتصلون في وقت متأخر من الليل أو في وقت القيلولة أو في أوقات مزعجة يكون العالم فيها منفرداً بنفسه ، هل هناك ضوابط لهذه المسائل بحيث ينال العلماء راحتهم فيها ؟؟

ـ لا ريب أن كل أحد يرتاح ويتعب، الإنسان كيفما كان معرضا للتعب، بطبعه يحب الراحة في بعض الوقت لا بد مراعاة ذلك، وإنما هذا يمكن في أن يراعى فيه ترتيب وقت معين يكون للسؤال مع إمكان أن يرتب هؤلاء المشايخ العلماء أوقاتهم لتكون هذه الأوقات منتظمة باستمرار وهذا لا يمكن إلا أن يكون للمتفرغين لأعمال خاصة تتعلق بالعلم، أولئك الذين يقسمون أوقاتهم بين تدريس وتأليف وإجابة على الأسئلة ، هؤلاء يمكن أن يخصصوا لهم أوقاتاً خاصة ، أما إن كانوا مشغولين بالدهماء بجماهير الناس في قضايا هي بعيدة عن الفقه والدين وغير ذلك فكثيراً ما يكون هؤلاء لا يمكن أن تنتظم أوقاتهم .

* سماحة الشيخ في بعض الأحيان يسأل الإنسان عالماً معيناً في مسألة من المسائل فيفتيه بالرأي الراجح عنده لكنه ربما لا يقتنع بذلك فيذهب ليسأل عالماً آخر ، كالطلاق مثلا ربما أفتاه عالم بأن الطلاق هنا غير واقع وأفتاه آخر بأن الطلاق واقع في هذه الحالة هل يأخذ بسؤال العالم الأول أم له أن يأخذ بسؤال العالم الثاني ؟

أولاً هنا ينبغي له إذا تمكن أن يسأل عن الدليل حتى يكون آخذاً بالدليل وإن لم يتوصل إلى الدليل بحيث كان عامياً لا يستطيع أن يفهم الدليل ولو أخبره به العالم فهنا يأخذ برأي العالم الأورع الأعلم .

* ولكن هل يصح له أساساً أن يسأل مرة هذا ومرة هذا ؟

ـ ولماذا هو يفعل ذلك ، إن كان يلتمس الرخصة فلا ينبغي له ذلك ، لأنه يبحث عن الرخصة ولو كانت بزلة لسان .


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة



الساعة الآن 12:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w