منتديات حصن عمان - فتاوى وأحكام عـامـة
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   البرج الإسلامي (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   فتاوى وأحكام عـامـة (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=18060)

البراء 25-06-2010 11:12 AM

السؤال :

س4- ذكرتم أن الآيات القرآنية تتفاوت من حيث المعنى فهلا تفضلتم ببيان ذلك ؟!


ج- نعم ، القرآن الكريم اختلف العلماء في تفضيل بعضه على بعض، منهم من منع تفضيل شيء على شيء منه، وقال: لا يقال بأن سورة كذا أفضل من سورة كذا ، أو آية كذا أفضل من الآية كذا ، هذا رأي طائفة من العلماء ، هناك رأي طائفة أخرى يخالف هذا الرأي ، يقولون : إن القرآن الكريم يتفاضل بحسب الموضوعات التي يطرقها، فقول الله سبحانه وتعالى(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ)(آل عمران: من الآية18) وقوله تعالى (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )(البقرة: من الآية255) وقوله تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )(النور: من الآية35) طبعاً هذه الآيات أفضل من قوله تعالى (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ )(البقرة: من الآية222) فإن الآيات الأولى تتحدث عن جلال الله وعن عظمة الله وعن شأن الله ، هي بطبيعة الحال أفضل من آية تتحدث عن أمر يتعلق بالخلق وخصوصاً إذا كانت نفسها أذى .

وهؤلاء لهم أدلة تدل على ذلك حيث جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عندما سمع الرجل يقرأ سورة الإخلاص، وكان الرجل يتقالها؛ أي يعتقد أنها قليلة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لتعدل ثلث القرآن " ما كانت لتعدل كلمات القرآن ( ثلثه ) وهي كلمات قليلة من حيث العدد إلا لفضلها ، ولذلك جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "أن (يس) قلب القرآن" ، وجاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "أن أعظم آية هي آية الكرسي" وجاء أيضاً "إنها انتزعت من تحت العرش ووصلت بسورة البقرة" فهذه الأحاديث كلها تدل على تفضيل بعض القرآن على بعض .

وأما من حيث البلاغة فقد ذكر السيد رشيد رضا بأن القرآن المكي أبلغ من القرآن المدني، ورد ذلك إلى أن القرآن المكي يخاطب قريشاً فهم ذؤابة العرب ، وكانوا في الذروة من البلاغة ، فلذلك جاء أبلغ ما يكون ، بينما القرآن الكريم جاء إما ليخاطب الأنصار وهم دون قريش في بلاغتهم ، وإما ليخاطب أهل الكتاب وهم دون قريش في بلاغتهم ، فلذلك كان دون القرآن المدني من حيث البلاغة ، والقرآن الكريم لم ينزل على بلاغة الناس في مخاطبتهم ، وإنما هو كلام الله عز وجل يفوق جميع بلاغات البلغاء ، وينظر إلى آيات التوحيد، الثاني نزلت بالمدينة المنورة لا نجدها تختلف عن الآيات التي نزلت بمكة المكرمة ، ومن شأن البلاغة أن يراعي فيها مقامات ، وقد تقتضي البلاغة تارة الإطناب وتارة الإيجاز ومراعاة الإطناب بالمدينة المنورة ، والإيجاز بمكة المكرمة كل من ذلك يعد بلاغة وتعد البلاغة غير متفاوتة ، فالقرآن لا تتفاوت آياته من حيث البلاغة ، وإنما تتفاوت في الفضل ، ومن حيث المحتوى كما تشير إلى ذلك الأحاديث النبوية عن صاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام .

س5- السائل يسأل عن قوله سبحانه وتعالى ( أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)(الشورى: من الآية51) ما معناها؟ وما وجه البلاغة فيها ؟ !

ج- أن يسمع الصوت من غيره ولا يعلم من أين أتاه، هذا معنى " أو من وراء حجابَ " كما وقع ذلك لموسى عليه السلام، أما وجه البلاغة فيها فهو عبارة شاملة دالة على أن هذا السامع سمع هذا الصوت من حيث أحس بأنه قصد به خطاباً ولكن ما علم كيف أتاه ، هذا من وراء حجاب .

س ـ قالوا سابقاً أن الذرة لا تتجزأ واستبدلوا في وقتنا الحاضر بدلاً من الذرة الجزيء فقالوا: إنه أصغر جزء في المادة . فهل نستطيع القول بأن الجزء لا يتجزأ ؟

ج . على أي حال أنا قبل كل شيء اعتذرت وقلت عن نفسي بأنني اقتحمت في لجة لست متعوداً على السباحة فيها ، ولا أقدر على السباحة فيها ، ولكني عندما أردت أن أتكلم فيما يتعلق بالقرآن الكريم ، القرآن الكريم لم يتعرض للجزء ، بأنه يمكن أن ينقسم ولا أنه لا يمكن أن ينقسم ، لا يمكن أن نتحدث عن هذه النقطة لأن هذا من اختصاص الآخرين ، ورحم الله امرءاً عرف قدره ووقف عند حده ، أما الذرة ، دل القرآن الكريم على أن هناك أصغر من الذرة ، وبما أن القرآن دل على أن هناك ما هو أصغر من الذرة فعلينا أن نسلم بأن هذه الذرة يمكن أن تنقسم ، أما الجزء فالقرآن الكريم ما تعرض له فنقف عند حدنا .





سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 02-07-2010 11:24 AM

يقول السائل : قال تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا )(الانبياء: من الآية22)، ما المقصود بفيهما وإن كان المعنى السماء والأرض - والله اعلم - فلماذا خص الله سبحانه وتعالى ذكرهما فقط مع أنه يوجد في هذا العالم الفسيح الكثير من الكواكب؟

** . أنا أسأل عن هذه الكواكب هل هي خارجة من السماء ، وما المقصود بمدلول السماء ، هل المقصود بمدلول السماء كوكب معين من هذه الكواكب ، فيقال بأن الكواكب الأخرى غير داخلة في مدلول السماء ، أو مدلول السماء لغة كل ما علاك فهو سماء ، فالله سبحانه وتعالى يقول: (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)(ابراهيم: من الآية24)) أين فرعها؟ هل هو في كوكب من هذه الكواكب كوكب معين أصلها ثابت وفرعها في السماء ، ويقول الله سبحانه وتعالــى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً )(الرعد: من الآية17) فهل هذا الماء ينزل من الكواكب أو من كوكب من هذه الكواكب أو أنه ينزل من الجهة العلوية، فإذا كانت كلمة السماء تدل على كل ما كان أعلانا فإذا كل ما كان أعلاه فهو سماء إلى ما لا يحيط به إلا الله سبحانه وتعالى ، والله سبحانه وتعالى عندما امتنَّ على عباده بخلق السماوات ما امتن بخلق عدد صغير من الأجرام الفلكية وسكت عن غير هذا العدد، المفسرون في القديم والحديث اختلفوا في هذه السماوات السبع المقصودة وضيقوا مدلول السماوات ، كثير منهم ضيقوا مدلول السماوات ، منهم أي المتقدمين - كالفخر الرازي- عندما لم يكتشفوا في ذلك الوقت، نبتن وبلوتو ، عندما كانوا ما اكتشفوا هذه النجوم قال الفخر الرازي مثلاً بأن المقصود المجموعة الشمسية المكتشفة في ذلك الوقت وذكر من نفس هذه المجموعة الشمس نفسها وذكر منها أيضاً القمر ، لا توجد دلالة بأن القمر هو السماء أو الشمس هي السماء ، أو أن القمر هو إحدى السماوات أو أن الشمس إحدى السماوات، لا توجد دلالة على ذلك أبداً .

جاء بعض المفسرين بعد هذا الاكتشاف الآخر فذكــروا أن المقصــود بالمجموعة الشمسية بكاملها ، وقالوا عن الشمس لا تعد منها والقمر - طبعاً - هو تابع صغير للأرض فلا يعد منها ، والأرض لا تحسب لأن الأرض منها بالنظر إلى هذه الأجرام ، فقالوا هي سبع سماوات ، هذه السماوات السبع ؟! كلمة السماوات السبع مدلولها أوسع من ذلك بكثير ، الله سبحانه وتعالى يقول: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً)(البقرة: من الآية22) ما معنى هذا البناء؟ نفس هذا الرباط رباط الجاذبية التي يربط ما بين هذه الأجرام الواسعة ، هذا هو البناء ، فهذه الأجرام الواسعة في كل الفضاء الهائل السحيق ، هذه الأجرام الواسعة هي سماء لأنها مربوط بعضها ببعض هي بمثابة اللبنات في البناء الواحد ، لأنها مربوط بعضها ببعض بسنة الجاذبية ، فإذن هذه كلها تعد سماء ، قد تكون فيها درجات - طبقات - نفس هذه الأجرام ، وقد تكون ما فيها طبقات وإنما بقية السماوات فوق ذلك ، أنا في نفسي لا أستطيع أن أجزم بهذا وإنما أكل العلم إلى الله ، ولكن أقول: هناك احتمال كبير بأن يكون كل ما اكتشف من هذه الأجرام الهائلة والمجرات الواسعة غير خارج عن السماء الدنيا ، لا يبعد ذلك بدليل قول الله سبحانه وتعالى(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ)(الصافات:6)، (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ )(الملك: من الآية5) فالله سبحانه وتعالى أخبر بأنه زين السماء الدنيا فلعل هناك بعد هذه الأجرام الفلكية ، سماوات أخرى سبع أوسع مما يمكن أن يتصور البشر ، وما ندري طبيعة هذه السماوات - والله أعلم .

* السائل يقول : قال تعالى: ( يكور الليل على النهار ) وقال أيضاً: ( يغشى الليل النهار ) فما وجه تقديم الليل على النهار في الايات القرآنية ، وهل معنى ذلك أن الليل خلقه قبل النهار ؟

** الليل هو الأصل لأن الظلمة هي الأصل ، الضوء يأتي ليغشى هذه الظلمة ليمزق هذه الظلمة ليسرى في هذه الظلمة ويبددها ، فإذاً الضوء يأتي بعد الظلمة، ولما كان الضوء يأتي بعد الظلمة فإذاً الليل سابق على النهار فلذلك ذكره الله سبحانه وتعالى قبل النهار ، وضرب الله تعالى مثلاً لسريان الضوء في الفضاء وطيه لهذه الظلمة ، بآية لها جلد ويسلخ منها هذا الجلد ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) فكأنما النهار هو الجلد يحيط بهذا الليل ثم يسلخ منه النهار يسلخ منه هذا الجلد فإذا بالفضاء يبدو على طبيعته ، وهو مظلم .

* السائل يقول : قال الله تعالى: ( وأرسلنا الرياح لواقح ) ذكرتم أن المقصود بالتلقيح هو تلقيح السحاب . كيف يتم ذلك ؟

** الآية تدل على ذلك ، الترتيب يدل على ذلك - ترتيب الفاء التي تفيد التعقيب والترتيب ، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ )(الحجر: من الآية22) إن الله على كل شيء قدير ، فالله عز وجل يجعل حرارة الشمس تؤثر على المياه في المحيطات وفي البحار وفي الشطوط والأنهار ، فترتفع هذه المياه حتى تتكون هذه الطبقة بسبب البرودة التي في الجو ، ثم بعد ذلك يجعل الله سبحانه وتعالى هناك ضغطاً حرارياً وعوامل من الرياح هي التي تؤثر على هذه البرودة فيذوب ذلك ويتنزل الماء من هذه الجهة العلوية إلى الجهة السفلية .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


البراء 10-07-2010 11:55 AM


ـ ما حكم صوم يوم الإسراء والمعراج ؟

هذا يوم كسائر الأيام ، لم يأت بدليل بمسنونية صومه ، ولم يأت دليل أيضاً بمنع صومه.

فمن أراد أن يصوم هذا اليوم على أنه صيام عادي ، صيام لم تدل عليه سنة ثابتة فلا حرج عليه ، لأن الحديث الذي روي باستحباب صومه إنما هو حديث ضعيف ، ولكن مع ذلك لم يأت أي دليل يمنع من صومه .


فمن أراد أن يصومه على أنه كسائر الأيام ، يصومه كما يصوم أي يوم يريد أن يصومه تقرباً إلى الله تبارك وتعالى فلا يقال بمنعه من هذا الصوم .


وأما اعتقاده بأن ذلك سنة فهذا مما يتوقف على ثبوت مسنونية صيام هذا اليوم وذلك مما لم يثبت .

ـ ما هي أوصاف دابة البراق ، وهل صحيح أنها طلبت من الرسول صلى الله عليه وسلّم الشفاعة ؟

هذه الأوصاف إنما تتوقف على الأدلة الصحيحة الثابتة ، وهذه أمور هي من الغيبيات التي نحن لم نكلف تفاصيلها ، فلا داعي إلى التساؤل عنها أو الخوض فيها ، إذ الإنسان في هذه الأمور الغيبية لا يتحدث إلا بدليل قاطع يعتمد عليه ، أما الأدلة الضعيفة بل حتى الأدلة الصحيحة التي هي غير قطعية لا يعوّل عليها في مثل هذه القضايا إنما يعوّل على الأدلة القطيعة لأنها أمور غيبية .

ـ ما هو المعراج ؟

المعراج يقصد به العروج إلى المقامات العلى ، هذا هو المقصود . الأصل معراج مفعال ، ومفعال يطلق على الآلة ، ولكن يراد به هنا العروج .

ـ ما هي وسيلة المعراج ؟

نحن نعلم أن الله تعالى يصنع ما يشاء ويفعل ما يريد ، الله تبارك وتعالى يدّبر هذا الكون كما يريده ، ينقل الشمس من مكان إلى مكان كما يقول العلماء الآن بأنها تقطع في الثانية الواحدة اثني عشر ميلاً ، والشمس هي أكبر من الأرض بمليون ضعف ومع ذلك تقطع هذه المسافة ، ما هي الوسيلة ؟ إنما هي قدرة الله تعالى التي أحاطت بكل شيء ، فضلاً عن الأجرام الفلكية الأخرى التي هي أكبر من الشمس بكثير ، وهي أسرع من الشمس بكثير ، كل ذلك مما يدل على أن الله على كل شيء قدير .


فهل الله سبحانه وتعالى يعجزه أن يعرج بعبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم من غير وسيلة ، وهل هو بحاجة إلى الوسيلة ، إنما علينا أن نسلّم الأمر لله تبارك وتعالى وأن لا نخوض في ذلك .

ـ ما هي الدروس والعبر التي يمكن أن يستفيدها المسلم من خلال هذه المناسبة ؟

حقيقة الأمر المسلم يستفيد الكثير لأن المسلم دائماً يكون موصولاً بربه سبحانه وتعالى فإن واجهته شدة علم أن وراء هذه الشدة خيراً له ، إذ لا يضيّق عليه إلا لخير يريده الله تعالى به أو بسبب معصية اقترفها وأراد الله أن يعجل عليه العقوبة ، فهو يحاسب نفسه إن كان هنالك ضيق عليه ، مع كونه يعوّل على ربه سبحانه راجياً من الله تعالى أن يفرّج كربته وينفّسها عنه ، فهذا هو شأن المسلم .

وهناك أيضاً من جملة العبر ما يؤذن بأن الشدائد وإن ضاقت فإن انتظار الفرج عبادة . النبي صلى الله عليه وسلّم ضاقت به الشدائد ، وهو كغيره من الرسل ، الرسل جميعاً تمر بهم أزمة شديدة بسبب بما يلقونه من التحدي ، فالله سبحانه وتعالى أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم بأنباء الرسل ليثبت بذلك فؤاده ( وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)(هود: من الآية120) ، وعندما أمره الله سبحانه وتعالى أن يخبر عن سبيله بل وسبيل أتباعه وهو الدعوة إلى الله أتبع ذلك ما يثبت عزيمته مما قصه من أنباء من قبله من الرسل ، فقد قال تعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) ، ثم أتبع ذلك قوله ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ * حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ * لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف:109-111) ، فهكذا كان شأن المرسلين مع أقوامهم عندما تضيق بهم الأزمات بحيث يشارفون اليأس بسبب هول الموقف يأتيهم فرج الله تبارك وتعالى .

فالمؤمن هكذا يتطلع إلى الفرج ، يتطلع إلى النصر ، يتطلع إلى اللطف الإلهي ، يتطلع إلى الرحمات الربانية التي تغمره في كل موقف من المواقف .

وبجانب هذا أيضاً المسلم يشعر دائماً أن الله تعالى على كل شيء قدير ، وأنه سبحانه وتعالى أحاط بكل شيء علما فهو سبحانه سنّ سنناً لهذا الكون ، ولكن عندما يريد خرق هذه السنن فهو تعالى لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، هو على كل شيء قدير ، يصرف الكون كما يشاء ، يقول للشيء كن فيكون .


ـ البعض يستدل بقوله تعالى ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) (النجم: 13 ) أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلّم رأى ربه ليلة المعراج ، فما قولكم ؟

ثبت في رواية الإمام الربيع وفي رواية الشيخين البخاري ومسلم ورواية غيرهم من أئمة الحديث من رواية مسروق أنه سمع أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها تقول : من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية . قال مسروق : وكنت متكئاً فجلست وقلت يا أم المؤمنين أمهليني ولا تعجليني ، ألم يقل الله تعالى ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) (النجم:13) ، ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ) (التكوير:23) ؟ فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ذلك ، فقال : ذلك جبريل لم أره في صورته التي خلقه الله عليها إلا مرتين رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض .


فهذا نص صريح على أن المرئي إنما هو جبريل عليه السلام ، وأن ذلك من كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم فهو المبلغ .

قال من قال بأن هذا مجرد كلام من عائشة رضي الله تعالى عنها ، ليس كما قال ، بل هي تروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلّم بصريح العبارة ، على أنها استدلت بهذا النفي بقوله تعالى ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103) . كما ثبت ذلك في رواية هؤلاء الأئمة ، والله تعالى أعلم .


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

عفوك إلهي 12-07-2010 11:58 AM

بارك الله فيك أستاذي البراء
وفقك الله لما فيه الخير والصلاح
الحمد لله رب العالمين

البراء 23-07-2010 11:40 AM

ـ بعض المسؤولين يقومون بالقسم في سبيل تأدية الواجب ولكن بعضهم وللأسف الشديد يجعلون هذه المسؤولية في سبيل تحقيق رغباتهم الشخصية دون النظر للمواطن ، ما هو تعليقكم على ذلك؟.

لا ريب أن المنصب هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، فهو مسؤولية الله تعالى أولا ثم ولي الأمر ثم الشعب كله، فلذلك كان على الذي يتقلد المنصب أن يتقي الله تعالى في عمله وأن يحافظ على أمانته وأن يحرص على أن لا يكون من قبله أي خلل، وأن تكون ثغراته من قبله مسدودة حتى لا يلج من خلال ثغرته.

فإن الأمة ولا سيما المسؤولين يشكلون جداراً واحداً وعندما تكون في الجدار ثغرات لا ريب أن محافظته لا تكون كما هو مرجو ولذلك كان على كل واحد ائتمن أمانة أن يتقي الله تعالى في أمانته.

ـ حب الوطن واجب على كل فرد يعيش على ارضه لذا لا بد له من أمور ليكون قد أدى ما عليه من حقوق، على هذا ماهي حقوق المواطن للوطن وما هي حقوق الوطن للمواطن؟

لا ريب أن الوطن يتكون من المواطنين فالإنسان مطالب بأن يكون فرداً صالحاً في مجتمعه وأن يكون شاعراً بمشاعر الأخوة التي تشد المؤمنين بعضهم إلى بعض وهي التي جسدها النبي في قوله ( ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). كل تخريب هو إضاعة للأمانة.

ـ تقوم الدولة مشكورة بتقديم الخدمات للمواطن والمقيم كالمرافق الصحية والمستشفيات والحدائق والطرق المعبدة وبعض الجماليات وغيرها كثير.. ولكن للأسف الشديد نجد بعض المواطنين يقومنون بتخريب تلك الخدمات ; ألا يكون ذلك من اسباب الخيانة للوطن وما هو ردكم على ذلك؟

كل تخريبً إنما هو إضاعة للأمانة، كل إضاعة للأمانة هي خيانة فعلى الإنسان أن يتقي الله قبل كل شي وأن يحرص على المحافظة على أمانته فهذه أمانة الله قبل أن تون أمانة الخلق.

ـ الطبيب والمدرس وغيرهم من الموظفين ممن وكل إليهم بعض الأمور في الدولة لا يعملون بالشل الذي يرضي الله تعالى ما هو نصيحتم لمثل هؤلاء؟.

على هؤلاء أن يتقوا الله في أماناتهم وأن يحرصوا على أن لا تكون من قبلهم ثغرات وأن يحرصوا على أن يرضوا ربهم قبل إرضاء الخلق.

كما أن عليهم أن يبروا بأبناء وطنهم وبرهم بولي أمرهم .

ـ نجد في بعض الأحيان رب العمل يقوم بتكليف العامل الذي يعمل معه فوق طاقته هل علي العامل الاستماع إليه باعتبار أنه رب العمل أو أن يعمل وفق طاقاته ؟

على الإنسان أن يعمل في حدود طاقته ومن المتعذر أن يخرج عن حدود طاقته ويعمل أكثر من طاقته هذا من المتعذر والله سبحانه وتعالى ما كلف أحداً فوق طاقته (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) وفي سورة أخرى (اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) إذا كان تكليف الحق سبحانه وتعالى لا تتجاوز حدود المستطاع فكيف بتكليف الخلق.





سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 31-07-2010 11:34 AM

*ما حكم الصيام بعد الخامس عشر من شعبان ؟

**أما الذي كان يصوم من قبل فإنه يستمر على صيامه .
وحقيقة الأمر هناك رواية منع الصيام في يوم الشك ، وإنما البعض كره أن يصوم الإنسان في النصف الأخير من شعبان لمن لم يكن صائماً من قبل ، أما إن كان على صيام من قبل فلا حرج عليه أن يستمر في الصيام ، والنبي صلى الله عليه وسلّم كان أكثر ما يصوم في شهر شعبان .

*ما هي الحدود الممنوعة في التعامل بين الزوج وزوجته في عدة طلاقها الرجعي ؟

**بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن المرأة عندما تكون مطلقة طلاقاً رجعياً تكون هناك صلة بينها وبين زوجها ، وإن كان لا يحل له أن يستمتع بها إلا بعد أن يراجعها مراجعة شرعية ، والصلة إنما هي تظهر في كونه يرثها وترثه ، وفي كونها مأمورة بأن تبقى في نفس بيته كما دل على ذلك قول الله تعالى ( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) (الطلاق: من الآية1) ، وفي هذا ما يدل على جواز أن ينظر إليها ويراها ، وأن يخلو بها خلوة من غير استمتاع ، أما أن يستمتع بها فالمتعة غير جائزة ، أي متعة كانت ، فلا يحل له أن يواقعها ، ولا يحل له أن يضمها ، ولا يحل له أن يقبلها ، وإنما يجوز له النظر إليها لعل في هذا النظر ما يشجعه على مراجعتها ، ومن أجل ذلك استُحب لها أن تتزين حتى يكون في ذلك ما يدفعه إلى مراجعتها في خلال العدة ، أما الاستمتاع كما قلنا بأي وجه من الوجوه فهو لا يحل ، وإنما تُظهر له ظاهر زينتها دون باطن زينتها ، وليحذرا من الوقوع في محارم الله ، فإن مالت نفسه إليها فلا يأتينها إلا بعد أن يراجعها مراجعة شرعية ، والمراجعة الشرعية عندنا تتوقف على شهادة شاهدين أخذاً بما دل عليه قول الله تعالى ( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) (الطلاق: من الآية2) ، فلا بد من أن يشهد شاهدين على مراجعتها ، على أن يكون ذلك إبان عدتها قبل أن تنسلخ عدتها ، أما بعد أن تنسلخ عدتها فإنه في هذه الحالة يكون كواحد من الخطاب وهي أملك بنفسها منه ، فلا تحل له إلا بعقد جديد مع جميع لوازمه الشرعية وهي رضاها وإذن وليها وصداق جديد وبينة ، والله تعالى أعلم .

*يوصي البعض بأن يكفن من ماله ولا ينتبه لذلك إلا بعد أن يدفن الميت ، فكيف يتصرف الوصي في هذه الحالة ؟

**في هذه الحالة أي عندما يتعذر تنفيذ الوصية فإن الوصية ترجع إلى الورثة ، فإن كان الورثة كلهم بُلّغاً عُقّالا بحيث يسوغ لهم أن يتصرفوا في التركة كما يشاءون فإنه ينبغي لهم أن ينفقوا ذلك في الخير من غير أن يكون ذلك لازماً عليهم ، ولكن ذلك أبر لميتهم وأفضل لهم ، وإن لم يفعلوا ذلك فإن هذا الأمر يرجع إليهم .

أما إن كان الورثة أيتاماً أو كان بعضهم يتامى فإن ذلك لا يسوغ في مال اليتامى وإنما يسوغ في مال البُلّغ العقلاء المالكين لأمرهم ، والله تعالى أعلم .

*ما رأي سماحتكم فيما يوصي به البعض من إعطاء مبلغ معين لمن شارك في الدفن أو الحفر لقبره حيث إن عدد المشاركين في ذلك كبير يشق على الوصي معرفتهم ؟

**عندما يتعذر الوصول إلى الموصى لهم فإن الوصية ترجع إلى الورثة ، إلا إن كانت هذه الوصية من ضمان ففي هذه الحالة لا بد من البحث عن الموصى لهم أو عن ورثتهم إن كانوا قد ماتوا ، فإن تعذر ذلك فحكم ذلك حكم المال الذي جُهل ربه ، وكل مال جُهل ربه فإن فقراء المسلمين أولى به ، والله تعالى أعلم .

*أصبحت عيادات الفحص قبل الزواج تكشف عن وجود بعض الأمراض الوراثية في أحد الزوجين ، وقد يحكم الأطباء أن احتمال انتقال هذا المرض إلى الأبناء بنسبة مرتفعة .
ففي حال تعلق رجل وامرأة بعضهما ببعض فهل لهما أن يتزوجا مع هذه النتيجة من الفحص الطبي ؟

**هذه نتيجة فيها خطورة ، إن كانت نسبة احتمال انتقال الأمراض إلى الذرية نسبة عالية فالإقدام على الزواج فيه تعريض للذرية للخطر ، ولا ينبغي للإنسان أن يعرّض ذريته للخطر إنما عليه أن يحرص على سلامة الذرية .
وإنما يُنظر في هذا التعلق ، هل هو تعلق قد يفضي إلى ارتكاب الفحشاء ، بحيث يكون بالزواج درء لمصيبة أكبر ، فإن كان كذلك ففي هذه الحالة ليقدما على بركة الله ولكن مع التوقي من النسل خشية أن تكون الذرية كما يقول الأطباء ذرية معرضة للأمراض .



سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

ظروفي أجبرتني 31-07-2010 09:28 PM

فميزااااااااااااااااااااااااااااااان حسناتج ان شاء الله

البراء 17-09-2010 01:16 PM


*ما حكم صيام اليوم الثاني والثالث من شهر شوال ؟

**ما المانع من ذلك ! ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر . أي إذا صام أحد شهر رمضان المبارك الميمون وهو فرض عليه ثم أتبع هذا الصيام بصيام نفل في شهر شوال بحيث صام ستة أيام تبدأ هذه الأيام الستة من ثاني يوم من أيام شوال ، لأن أول يوم من أيام شوال لا يجوز الصوم فيه لأنه يوم عيد ، وهو يوم ضيافة الله تبارك وتعالى ، وقد انعقد الاجماع على عدم جواز صيام ذلك اليوم ، أما ما عداه فلا مانع من صيامه .

فيجوز للإنسان أن يصوم هذه الست بحيث يبدأ من يوم الثاني ويصوم الثاني من شوال والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع .
ويجوز أن يصومها أيضاً في أي وقت من شهر شوال سواء قدم ذلك أو أخر ، وسواء صامها مجتمعة أو صامها متفرقة لأن الحديث أطلق ولم يقيد ، ولما كان الحديث يدل على الإطلاق فإن الحكم يبقى مطلقاً لا يتقيد ذلك بأن تكون هذه الست متتابعة ولا أن تكون متفرقة ولا أن تكون بعد يوم العيد مباشرة ولا أن تأتي بعد العيد ، فيجوز الإتيان بهذا الصوم في أي أيام شهر شوال ، والله تعالى أعلم .

*ما حكم صيام يوم الجمعة منفرداً إن كان تتمة لست من شوال ؟

**أما يوم الجمعة فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم النهي عن صيامه إلا أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده اللهم إلا أن يصادف يوماً يصومه أحدكم ، بأن يعتاد الإنسان أن يصوم يوماً من الأيام كيوم عاشوراء مثلاً ويصادف ذلك اليوم يوم الجمعة أو كيوم التاسع من ذي الحجة ويصادف ذلك اليوم يوم الجمعة فلا بأس في صيامه وحده في هذه الحالة لأن ذلك مما استُثني في حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم .
فهذا إن كان صام الست من شوال واعترضه ما أخّره عن مواصلة الصيام ثم بقي يوم وزال ذلك المانع الذي بسببه امتنع عن مواصلة صيامه فإنه لا مانع من أن يصوم يوم الجمعة لأنه اليوم المتبقي فحتى يتواصل مع الأيام الباقية ، إذ هو في حكم من كان متواصلاً صومه .


*المكان الذي نصلي فيه تقوم بتنظيفه نساء ، فهل تجوز الصلاة فيه ؟



** أنا أعجب من هذا السؤال ، وكيف يصدر من طالب يدرس في مرحلة جامعية!! هل المرأة رجس ؟
عجب كيف يقال بأن الصلاة لا تجوز في مكان تنظفه النساء . ما هو السبب في ذلك ؟

هذه نظرة غير إسلامية ، هذه نظرة جاهلية ، فالمرأة ليست نجسة ، إنما المرأة طاهرة كالرجل حتى ولو كانت في فترة حيض مثلاً ، حيضتها لا تعني نجاسة جسمها كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه كان يدخل مع الحائض في لحاف واحد ، وثبت عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه كان يتعرق اللحم الذي تتعرقه الحائض فيضع فاه حيثما وضعت فاها كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
وعندما طلب منها أن تناوله الخمرة أي الفراش الذي يصلي فيه وقالت له إني حائض قال لها : ليست حيضتك في يدك . فهذا يدل على أن بدن الحائض طاهر فلا يقال بأن المرأة هي نجسة ، هذا كلام لا يسوغ .

ولو قدرنا أن بدنها نفسه نجس ـ لو قدرنا ذلك بطريق الفرض لا بطريق التسليم ـ فإن ذلك لا يعني أن كل ما لاقى هذا البدن يتنجس ، إذ البدن النجس لا يؤثر على الطاهر الذي يلقاه إن كانا جميعاً يابسين .
فكيف يقال بأن المكان الذي تنظفه المرأة لا تجوز الصلاة فيه .


أنا أعجب من هذا السؤال وأن يصدر من طالب ولعله في المرحلة الجامعية أو ما بعد هذه المرحلة الجامعية .


*ما حكم مصافحة أزواج الأخوات ؟


** أزواج الأخوات هم أجانب ، إذ يحل لهم أن يتزوجوها عندما تنفصل عنهم أخواتهم . فإن قيل بأن في حال وجود أختها مع أحد هؤلاء فلا يحل له الزواج بها ، الجواب هذه الحرمة موقوتة ، والحرمة الموقوتة أيضاً تشمل حتى النساء المتزوجات ، فكل امرأة متزوجة لا يباح للإنسان أن يتزوج بها ، أي لا يباح لأحد آخر أن يتزوج بها .
لو كانت الحرمة الموقوتة مفضية إلى أن تكون النساء محارم لأولئك الذين يحرمن عليهم الحرمة الموقوتة لكانت كل امرأة متزوجة محرماً لجميع الرجال الآخرين ، وليس كذلك . فهكذا إذاً يجب مراعاة هذا الجانب ، فالحرمة التي تبيح المصافحة وتبيح الخلوة هي الحرمة غير الموقوتة بسبب نسب أو رضاع أو صهر ، والله تعالى أعلم .

*أحياناً يسمع الواحد شيئاً من الشائعات أن فلاناً مات ثم يُخبر بأنه مسحور وليس ميتاً ؟

**هذا كلام الخرافيين الذين لا يفرقون بين الحقيقة والوهم ولا بين الحق والباطل ولا بين الهدى والضلال ، وهوعلى أي حال إنكار للواقع ، ورد لما أخبر الله تعالى به من أن كل حي يموت ، الله تعالى يقول ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة )(آل عمران: من الآية185) ، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلّم ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) (الزمر:30) ، وقال ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَه )(القصص: من الآية88) ، إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أن كل أحد يموت .

فلماذا إذن إذا وقع هذا الأمر الذي أخبر الله تعالى به يُشيع الناس أن هذا غير ميت وإنما هو مسحور ، هذا كلام أهل الخرافات والبدع ، وليس ذلك من الصحة في شيء ، ويجب عدم الإصغاء لمثل هذه الخرافات والتضليلات .


*هل للمرأة حكم يغاير حكم الرجل في السجود ؟

**المشهور عند العلماء بأن المرأة تؤمر بأن تضم بعضها إلى بعض في سجودها ، وأن لا ترفع مؤخرتها كثيراً في حال السجود بخلاف الرجل ، هذا هو المشهور .

ومن العلماء من يرى أنه لا فرق بين المرأة والرجل في هذا ، ذلك لعدم وجود التخصيص في الشرع ، وإنما التخصيص مما يُفهم من وجوب الستر على المرأة ، وهي قد تكون تصلي داخل بيتها بحيث لا يطلع عليها رجل ولا يراها أحد إلا زوجها مثلاً أو من يراها من بنات جنسها ، فلا حرج في هذه الحالة أن تصلي كصلاة الرجل من حيث الهيئة .


*إذا أسقطت المرأة قبل أربعة أشهر فمتى تطهر ؟

**هذه المسألة وقع فيها خلاف كثير إذا كان ما أسقطته غير كامل الخلقة ، والذي نأخذ به هو رأي قطب الأئمة رحمه الله التفرقة ما بين المراحل ، فإن كان ما أسقطته علقة فحكمه سبعة أيام ، وإن كان مضغة فحكمه أربعة عشر يوماً ، وإن كان مضغة مخلقة فحكمه واحد وعشرون يوماً ، وإن كان كامل الخلقة فالمدة كلها وهي أربعون يوماً ، هذا إن استمر بها الدم ، أما إن رأت الطهر قبل ذلك فعليها أن تغتسل وتصلي .

سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 24-09-2010 11:16 AM

السؤال
إذا ضاقت نفس المصلي أثناء قراءة سورة الفاتحة عند كلمة لا يحسن الوقوف عليها ، هل يصل القراءة بأن يعيد قراءة كلمة أو كلمتين كي يكتمل المعنى أم أن ذلك يعد تكراراً ؟


الجواب :
على أي حال هو إن وقف وقفاً اضطرارياً من أجل أنه لم يستطع مواصلة القراءة فلا حرج في هذه الحالة أن يستمر ولو كان هنالك فصل ما بين كلمتين مترابطتين لا حرج في أن يستمر ، وهذا مما ذكره العلماء بأنه يستثنى في أي قراءة لا في الفاتحة فكيف بالفاتحة ، مع أن الفاتحة يمنع أن تكرر في الركعة الواحدة .

السؤال
عند تعليم الأطفال الصلاة في سن السادسة أو السابعة نضطر لتحفيظهم النية لفظاً ويصلون هكذا لمدة سنة أو سنتين ريثما يفهمون حقيقة النية ، فما قولكم ؟


الجواب :
جعل هذه الألفاظ وسيلة لا غاية بحيث تكون وسيلة لأجل أن يفهموا النية فلا حرج في ذلك .

السؤال
من ابتلي بالتهاب في فروة الرأس هل يجوز له أن يغسل رأسه في دورة المياه بماء أو سائل قد قرئ فيه آيات من القرآن الكريم ؟


الجواب :
على أي حال الآيات لم تقع بنفسها في الماء ، لم تتحلل في الماء ، وإن كان في الماء بركة تلك الآيات ، وإن أمكن التنزه عن الغسل بذلك الماء في دورة المياه فذلك أفضل .


السؤال
من وجد قولين في مسألة لعالمين مجتهدين فبأي القولين يأخذ ؟


الجواب :
هل وجد هذين القولين لعالمين مجتهدين في عصره ، أو لعالمين مجتهدين ميتين ؟ الإنسان مطالب في عصره إن وجد العالم المجتهد أن يرجع إليه من أجل أن يبين له القول الراجح ، ذلك لأن ترجيح الأقوال يختلف أيضاً حتى باختلاف الزمان ، إذ لعامل الزمان تأثير في ترجيح الأقوال ، فإن العالم الفقيه كالطبيب فيعالج المشكلة بحسب ما يمكن أن يكون أجدى وأنفع في العلاج ، والطبيب قد يختلف العلاج عنده بين فصل وفصل ، فتجد مثلاً في فصل الصيف يعطي جرعة لا يعطيها في فصل الشتاء وكذلك العكس ، وهكذا العالم الفقيه عليه أن ينظر في اختلاف الأوقات وفي اختلاف الأزمنة بل في اختلاف الأشخاص أيضاً ، كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه استفتاه مستفت في قبلة الصائم فأجابه بالإباحة واستفتاه آخر فأجابه بالمنع ، وقد لوحظ أن الذي إجابة بالإباحة كان شيخاً ، والذي إجابه بالمنع كان شاباً ، ومن المعلوم أن فوران الشهوة عند الشاب أكثر من الشيخ فلذلك أجابه بالمنع ، والشيخ يكون أهدأ أعصاباً من هذه الناحية فلذلك أجابه بالإباحة .

فلئن كان واجداً عالماً مجتهداً في زمانه فعليه أن يرجع للعالم المجتهد ، أما إن كان في زمانه عالمان مجتهدان وقد اختلفا في مسألة ما فإنه في هذه الحالة ينظر إلى من كان أعلم وأورع ، يرجع إلى رأي الأعلم والأورع فيأخذ برأيه فذلك أسلم ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
المرأة إذا علمت أن هذا الزواج يطلبها لمالها هل تؤثم هي أيضاً إذا رفضته ولا تقع في قول النبي صلى الله عليه وسلّم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ، هي تقول رجل صالح ورجل طيب لكن نيته .



الجواب :
أما أن كانت رأت منه بوادر الطمع فلها أن ترفضه لأجل بوادر طمعه ، فإن الطمع يتنافى مع الصلاح والاستقامة والبر والتقوى .



السؤال :
هذا الزوج الذي يتعامل مع زوجته بمنتهى الاحترام ويقدم لها كل صور التقدير ، ولكن ذلك فقط من أجل ابتزاز المال .



الجواب :
هذه حيل ، وما يقدمه إليها كالذي يقدمه الصياد للصيد من أجل أن يصطاده ، قد يضع الصياد في الشبكة ما يُغري الصيد حتى يقع فيها ، فهذا وضع لزوجته شبكة ويريدها أن تقع فيه .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


روح الورد 27-09-2010 06:22 PM

مجهود قيم ورائع منك اخي

ف ميزان حسناتك ان شاء الله ..

بارك الله فيك..

البراء 01-10-2010 11:16 AM

مما يؤسف له في الآونة الأخيرة انجراف كثير من الناس إلى مراكز متخصصة في العلاج بالقرآن أو إلى شخصيات يزعمون أنها تشفي بالقرآن ولكنهم ما إن قصدوا هدفهم حتى وقعوا في الشباك فصار ذلك المركز يُفصّل حالة المريض بتفسيرات غريبة وعجيبة منها أنه مسحور أو محسود أو كذا كذا مما يزيد الطين بلة فيزداد خوف المريض مما هو عليه .

أضف إلى ذلك ما سيأخذه ذلك المركز أو أولئك الأشخاص من مبالغ على علاجهم لذلك المريض .
ما حكم الشرع في إقامة مثل تلك المراكز ، وهل يجوز للمريض أن يتردد عليها ؟


هذه المراكز التي تنشئ على هذا النحو هي مراكز للاستغلال ، فالقائمون عليها دجالون يريدون أن يستغلوا عواطف الناس أو سذاجتهم أو بساطتهم من أجل أن يثروا من وراء ذلك ، وأن يأخذوا ثروات الناس بهذه الحيل ، هذا أمر لا يجوز ، وعلى الناس أن يتقوا الله تبارك وتعالى فيه ، وأن لا يفعلوا هذا الفعل ، عليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ، فإن تقوى الله تبارك وتعالى تردعهم عن مثل هذه التصرفات ، وتحول بينهم وبين هذه الأطماع ، وتصرف أيضاً المبتلين عن التعلق بمثل هؤلاء الناس الدجالين الضالين الذين لا يريدون من رواء هذا الذي يقومون به إلا جمع الثروات وإلا استغلال ضعف الناس واستغلال هزيمة القلوب حتى ينالوا مرادهم من ورائها .
بعض من يعالج بالقرآن يتنبأ بحالة المريض في المستقبل ويخبره أيضاً من أين أتاه الضر ومن أين أصابته المشكلة ، كيف نوفق بين هذا الذي يقوله وبين علاجه بالقرآن الكريم ، والقرآن نفسه يقول أن علم الغيب يختص الله سبحانه وتعالى ؟


علم الغيب لا يصل إليه مخلوق إلا أن يكون رسولاً يوحى إليه يأتيه من قبل الوحي لا قبل من علمه بنفسه بالغيب ( قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ) (النمل : 65 ) ، (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجن : 26-27 ) ، فإذن هؤلاء الذين يدّعون علم الغيب ، ويدّعون أن فلان كما قالوا مسحور أو فلان أصيب بضر أو فلان أصيب بضر في مكان كذا أو أنه دُفن له عمل في موضع كذا ، هؤلاء إنما يتحدثون فيما لم يأذن الله تعالى بأن يتحدثوا فيه بحيث يدّعون الغيب ، والنبي صلى الله عليه وسلّم على علو قدره ما كان يعلم الغيب إلا أن يأتيه من قِبَل الوحي .

يقال إن هناك تحاورا بين الراقي والجني أثناء الرقية بالقرآن الكريم ، فهل الأولى أثناء التحاور مع هذا الجني دعوته إلى الاستقامة أم يجوز القضاء عليه ؟



أولاً ينبغي إثبات هذا التحاور ، هل هو ثابت أو هو مجرد وهم وخيال .


هل يمكن للجن أن يسرقوا مبالغ من الإنسان ؟


هذا أمر لا نعلمه ، إن الله على كل شيء قدير ، قد يسلط الله تعالى من يشاء على من يشاء ، يسلط الله تعالى الجن على الإنس ، وقد يسلط الإنس على الجن ، الله تعالى على كل شيء قدير ، إنما على الإنسان أن يستعيذ من شر الجِنة والناس .

هل يجوز أخذ مبالغ على قراءة القرآن الكريم ؟



هذا من الاستغلال غير الجائز ، الذي يعمل هكذا إنما يتخذ القرآن وسيلة لجلب الغنى أو لاستغلال حاجات الناس واستجداء ثرواتهم والقضاء خيراتهم ، هذا أمر لا يجوز ، هذا من الاستغلال الباطل الذي يقوم به إلا الدجالون .


تجزئة القرآن الكريم إلى آيات معينة للسحر وآيات للعين وآيات لكذا وغيرها هل يصح هذا ؟


القرآن كله بركة ، وكله خير ، وكله هدى ، وكله شفاء .


يعتمد المسلم على نفسه لتزكية نفسه بالقرآن ولكنه يحتاج أحياناً إلى الاستعانة بذوي الخبرة لعلاج بعض المصابين بالالتباس أو غيره وهنا يصعب عليه التمييز بين المعالج الملتزم بالشرع في العلاج وغير الملتزم به ، فمثلاً شيخ معروف بأنه يعالج بالقرآن ولكن عندما يأتي إليه المريض يسأله عن اسمه واسم أمه ويحسب له شيئاً ، فما هي العلامات التي نميز بها بين الاثنين ؟


هذا التصرف تصرف غير شرعي ، ما الذي يتعلق بالمريض وبأم المريض ، هذا من التنجيم غير الجائز ، فلا يجوز هذا أبداً ، إنما الطريقة السليمة هي أن يتلو عليه ما تيسر من كتاب الله سبحانه وتعالى بإخلاص نية من غير استجداء ومن غير أن يقصد الإثراء من وراء ذلك .


ما هي نظرتكم إلى هذا الأمر في المستقبل ، هل يؤدي كثرة هذه العيادات وقد وجدت قنوات متخصصة في هذا الجانب تكرس هذا المفهوم في حياة الناس حتى أن بعضهم ربما جعل مجموعة من القراءة مبثوثة لإخراج الجن من البيت وما شابه ذلك ، هل هذا الاستغلال للقرآن الكريم سيؤدي مستقبلاً إلى أن يكون القرآن محصوراً في هذا الأمر فقط ويُغيّب موضوع هدايته وإرشاده ومصدريته في الأحكام والأخلاق ؟


لا ريب أن أكثر الناس إنما يندفعون وراء هذه الرغبات من غير أن يلتفتوا إلى الهدف الأسمى الذي أنزل من أجله القرآن الغاية الكبرى وهي هداية الناس (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) (البقرة : 2 ) ، (هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ) (لقمان : 3 ) ، (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (النمل : 2 ) ، (هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة : 185 ) ، لا يلتفتون إلى هذا الجانب وإنما يتلفتون إلى الجوانب المنفعة التي يمكن أن نقول بأنها مادية أو نقول بأنها محسوسة فلذلك يتسارعون إلى هذا الجانب ، ولا يعنيهم أن يزكوا أنفسهم بكتاب الله ، وأن يقيسوا مدى صلاح أعمالهم وعدم صلاحها بالرجوع إلى هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فلذلك هذه القضية فيها خطورة كبيرة ، وعلى الناس أن يتنبهوا لهذا ، وأن يدركوا أن القرآن الكريم أُنزل من أجل هداية الناس ، من أجل شفاء القلوب من أمراضها ، شفاء قلوب الناس مما يعتريها من الضلال من الفساد ، من الانحراف ، من المعتقدات السيئة ، من التعلق بالناس وعدم التعلق بالله سبحانه وتعالى ، من اتخاذ الأنداد مع الله ، عليهم أن يدركوا هذا كله ، وبهذا يكونون احتموا بالقرآن الكريم وآووا إلى ركنه ولجئوا إلى الله سبحانه وتعالى .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

طيف الأمل 01-10-2010 01:39 PM

جزاك الله الخير العميم ..

البراء 08-10-2010 10:46 AM

سائلة تقول: في يوم كالح أسود تسطرت أمام عيني حقيقة لشخصيات غابت عني ردحًا من الزمن، كانت رغبة عميقة تدفعني وزوجي لطلب الولد، لكن إرادة الله تعالى كانت تحكم بسقوط الجنين في كل مرة، فتشت في حيل العيادات وسافرت إلى البلدان والمستشفيات، لكن الإجابة غير مقنعة، والتيئيس من المحاولة ظاهر في الحديث، إلى أن ساقتني الأقدار لأتصل بشيخ زعم أنه يعالج بالقرآن، فكانت المراجعة الأولى والثانية وقد امتلأت رفوف بيتي بزجاجات الأدوية والأعشاب والخلطات المرتبة على هدي السنة والكتاب كما يقول، إلى أن جاء زمن كشف الحقيقة، قال لي والدنيا تدور ( إن مشكلتك لا تُحل إلا بماء الآخرين حتى ينكسر حاجز السحر ويُقطع دابر الضر، وعندها فقط ستنعمين بالولد ولن تعيشي بعدها في كبد)، دارت بي الدنيا واسودّ من حولي كل شيء، فخرجت لا ألوي على أحد، إن هذا الرجل مشعوذ كذاب لا يعرف القرآن ولا يتذوق له معنى، ولكن السؤال المطروح هل لهؤلاء المتقولين على الله من يوقفهم؟

نعوذ بالله من الشيطان وحزبه، الشيطان يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، وهؤلاء من حزب الشياطين وليسوا من أهل القرآن، ولا علاقة لهم بالقرآن.
وأنا وصلتني عدة شكاوى من خلال الاتصال الذي يأتيني من عدة من النساء عبر الهاتف يذكرن مثل هذه التصرفات العجيبة وقد وقع بعضهن في حبائل هؤلاء. إحدى النساء تقول بأنها فتاة أصيبت بوسواس قهري وهي غير متزوجة واتصلت بمن يزعم أنه شيخ وطلبت منه العلاج ، فكان باستمرار يتصل بها ويصف لها وصفات كما يزعم، وإذا به بعد حين يقول لها بأنه لا يؤثر عليها العلاج إلا بأن تلتقي به شخصيًا حتى يكون أكثر قدرة على تشخيص عللها وتحديد علاجها، وما كادت تلتقي به حتى أخذ يفتل منها في الذروة والغارب وأوقعها في حباله ورزأها في عفتها، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ثم انتبهت للخطأ الكبير الذي وقعت فيه.
وأخرى تقول بأنها أيضًا اتصلت بأحد هؤلاء الذين يزعمون أنهم شيوخ وأنهم يعالجون بالقرآن الكريم ولم تكد تتصل به حتى أحست بانجذاب نحوه انجذابًا غريبًا وكان غير طبيعي، ففهمت أن الرجل بوسائله السحرية استطاع أن يؤثر على عقلها وأن يأسرها بهواه، وأخذت تبحث عن المخرج حتى وجدت المخرج قبل أن تقع في الرزية.
وأخرى كذلك اتصلت وذكرت مثل هذه الشكوى، فإذن تصاعدت هذه الشكاوى وكثرت، كم من شكوى تصلنا من هذا النوع. ووصلتني رسالة أيضًا عن إحدى النساء حملها زوجها من أجل العلاج، وزوجها مُخَبّل وهو ديوث، والديوث على أي حال لا يشم رائحة الجنة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم ، طلب هذا الذي يدّعي أنه يعالج بالقرآن أن تكشف له صدرها وأخذ يلاعب نهديها بدعوى أنه يعالجها بذلك أمام زوجها، فسُدّت ـ كما تقول ـ أمامها الدنيا ودارت بها الأرض بأسرها، وأحست بأنها وقعت في أمر عظيم، ولذلك عافت هذا الزوج الذي لا يغار، وبعدت عنه، ولجأت إلى أهلها، ولم ترض أن ترجع إليه قط، وأصرت على طلاقها منه.
هكذا يقع هؤلاء الناس في حبائل هؤلاء فيؤثرون على عقول الرجال والنساء حتى تغيب الغيرة من قلوب الرجال ويغيب الحياء من وجوه النساء، ويؤدي الأمر إلى الوقوع في الفحشاء والعياذ بالله، على الناس أن يتقوا الله سبحانه، وأن يتنبهوا لهذه المكائد فإنها الطامة التي لا تبقي ولا تذر عندما تقضي على الحياء وعلى الغيرة والحمية الدينية، ولا يكون الإنسان إلا كالحيوان الأعجم بل كشر الحيوانات كالخنزير الذي لا يغار، نسأل الله تعالى العافية .


هل لهؤلاء من يوقفهم، ماذا تقترحون ؟
نحن نرى أن من الضرورة بمكان أن يُنظر إلى هؤلاء المعالجين كيف يعالجون ، وما هي وسائل العلاج ، وأن تقف الجهات المختصة أمام مثل هذه التصرفات أو هؤلاء المتصرفين هذه التصرفات الشائنة وقفة حازمة، وأن يمنعوا، وأن يمنع الناس أيضًا من الذهاب إليهم، اللهم إلا من عُرفت براءته وكانت طمأنينة من الكل إلى ثقته وأمانته وعدم استغلاله للناس، وعدم تلاعبه بالأعراض، وعدم تلاعبه بحياء النساء وغيرة الرجال، عدم تلاعبه بالعفة عند الرجال والنساء جميعا، إذا وُجد من كان كذلك فنحن لا نعمم الحكم، ولكن بالنسبة إلى هؤلاء المفسدين يجب أن يوقفوا عند حدهم.

هل يجوز للراقي وضع يده على رأس المرأة المُعَالَجة؟

الرجل لا يلامس امرأة ولا ينظر أيضًا إلى المرأة نظرة تفحص، عليه أن يغض من بصره فضلاً عن أن يلامسها، فإن هذه الملامسة مسترابة، وعليه أن يتقي الله تعالى في ذلك.
فيما يلاحظ على هذه الأشياء التي يمارسها الناس في العلاج بالقرآن الكريم أنها تؤدي إلى مشكلة أخرى العلماء ينهون عنها، وهي جعل الإنسان وسيلة بينه وبين الله أو واسطة، هذا الذي يحدث الآن يؤدي إلى أن يقتنع الآخرون بأن هذا الرجل هو الموكل من الله سبحانه وتعالى بإيصال رسالتهم إليه فيتبركون به ويتمسحون وما شابه ذلك، هل يؤدي هذا إلى موضوع التوسل مرة أخرى ؟

نعوذ بالله من هذا ، هذا هو التعلق بغير الله تعالى الذي حاربه الإسلام وحاربته آيات القرآن وحاربته السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، فإن الله تعالى يقول (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة : 51)، ويقول الله سبحانه وتعالى (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ) (الأنعام : 17 ) ، ويقول (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس : 107 ) ، ويقول (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الرعد : 16 )، والآيات القرآنية في هذا كثيرة جدًا (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر : 2)، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول لابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (إذا سألت الله فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله)، فإذن لا مجال للتعلق بالبشر واعتبارهم وسائط للناس بينهم وبين الله تعالى، الله تعالى أبوابه مفتوحة لجميع الخلق، ولم يجعل بينه وبين خلقه واسطة (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة : 186 ).

هناك من الناس من يلتفت إلى القرآن الكريم في حال وجود المرض بينما يهمله في بقية حالات الآخرى وما أثر في هذا ووجد في الآونة الأخيرة أن أجهزة معينة سعى بعض الناس إلى صنعها حتى يمر الماء عليها فتستفيد المرأة من طبخ الماء الذي سمع القرآن وليس هناك داعي أن تسمع هي بنفسها، الماء فقط هو اذلي يسمع القرآن الكريم ، الآن ما هي الطرق العملية لدعوة الناس إلى أن يلجأوا إلى القرآن وينظروا فيه بعمق كما أراده الله ؟

على الناس أن يكسروا هذا الحاجز الذي يحول بينهم وبين القرآن ، عليهم أن يرجعوا إلى القرآن ، وأن يدركوا أنه مصدر خيرهم في دنياهم وفي عقباهم، وأن يدركوا أولاً أنه خطاب رب العالمين إليهم أنزله الله سبحانه على قلب النبي الأمي صلوات الله وسلامه عليه ليكون هدى ورحمة للمحسنين، وليكون هدى وذكرى للعالمين، ليكون هذا القرآن الكريم القائد الذي يقود الناس إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى، وأن يتجسد في كل جزئية من جزئيات أعمالهم بحيث يكون كل واحد كأنما هو قرآن يمشي على الأرض من تطبيقه للقرآن وترجمته لمعاني القرآن بأفعاله وبسلوكه وبأخلاقه، وأن يدركوا أن هذا القرآن الكريم إن أعرضوا عنه من حيث التطبيق ومن حيث العمل فإن الإعراض عنه يؤدي إلى شر الدنيا والآخرة، الله سبحانه وتعالى يقول (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه : 124 ) ، ويقول في نفس هذه السورة قبل هذه الآية (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً) (طه : 99-101 ) ، لأن هؤلاء الذين يعرضون عن القرآن الكريم ماذا بقي عندهم من الخير ، لا يعرفون القرآن إلا عندما يضطرهم إليه المرض الذي لا يرون له علاجًا إلا بتلاوة القرآن أو اللجوء إلى القرآن، لا، عليهم أن يحرصوا على تكييف حياتهم جميعًا وفق تعاليم القرآن كتاب الله تعالى.

سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 10-12-2010 03:06 PM

الدرجة التي بلغها الصحابة مهاجرين وأنصارا في بذلهم وعطائهم ، فالمهاجرون تركوا ما تركوا والأنصار استقبلوا المهاجرين بذلك الصدر الرحب فقاسموهم أموالهم وأزواجهم ، هل هذا محض توفيق من الله عز وجل ، وهو لا شك أنه توفيق ، ولكن هل هناك تسبب مسبق من قبل هؤلاء للعناية بأنفسهم زكاة وطهارة ، أو أن هذا كان من قبيل الذي قد لا يتصور أنه يتكرر هيأه الله عز وجل للتكوين الإسلامي في ميلاده ؟

هذا إنما يعود إلى الإيمان ، عمق الإيمان هو الذي يفعل العجب في الإنسان ، فالإيمان رسخ في قلوب هؤلاء ، وبقدر رسوخ هذا الإيمان كانت العناية الإلهية بهؤلاء الناس حتى استعلوا على الطبائع البشرية المألوفة ، فكانوا أمة مثالية في مودة بعضهم لبعض وترحيب بعضهم ببعض وحرص بعضهم على مصلحة بعض ، هكذا كل ذلك إنما كان بعمق أثر الإيمان في نفوسهم .


هل يُعتبر السفر لطلب العلم أو السفر للدعوة تطبيق عملي للهجرة ؟


هذا مما يعد خروجاً إلى الله تبارك وتعالى ، لو خرج إنسان من بلد إلى بلد لأجل طلب العلم لا يُعدّ ذلك سفراً دنيوياً وإنما يُعدّ ذلك من باب أن يخرج الإنسان من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله وقد قال تعالى ( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )(النساء: من الآية100) ، فمن خرج مهاجراً إلى الله وأدركه الموت في طريقه فعلى أي حال أجره على الله تبارك وتعالى أجر كبير ، معنى هذا أنه يُثاب ثواب الهجرة إلى الله بقدر إخلاص نيته وبقدر صفاء طويته ، وما يضمره ما بين حنايا ضميره .


وكذلك من خرج من أجل أن يدعو إلى الله ويبصّر الناس بالحق ويذكرهم به ويعلمهم أمر دينهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فهذه هجرة إلى الله .


هل كانت الهجرة أمراً ربانياً أو كانت بدافع وجود متنفس للدعوة الإسلامية بعد أن ضاقت في مكة المكرمة ؟


الهجرة لم تكن اجتهاداً من الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ، وإنما كانت هذه الهجرة أمراً من قِبل الله سبحانه وتعالى ، أراد الله تعالى به أن تتربى هذه الأمة على الخير ، أراد أن يربيها على التضحية ، وأن يربيها على الوئام والمودة ، وأن يربيها على الاستعلاء عن كل الجواذب إلى الأرض بحيث ترتفع إلى قيم السماء هكذا كانت الهجرة .


وهيأ الله سبحانه وتعالى الظروف التي دفعت المسلمين إلى الهجرة مع كونه أمرهم بها عندما وقعت هذه الظروف وتم ذلك على يدي الرسول صلى الله عليه وسلّم والمؤمنين فأنشئت الدولة الإسلامية في ظل هذه الهجرة النبوية إذ كانت المدينة المنورة هي مركز هذه الدولة الناشئة الجديدة ومنها انطلقت إلى أرجاء الأرض .


ما رأيكم سماحة الشيخ في العتاب الذي يُوجّه بشدة إلى من لا يعتني بالعام الهجري وأشهره لأن مجريات يومه وشهره وعامه تقاس بالتوقيت الميلادي فهو لا يجد في حياته أو في حركته اليومية ما يربطه بالشهر الهجري ، فهل مثل هذا العتاب في محله على من لا يعتني بالتاريخ الهجري ؟


بطبيعة الحال أولاً علينا أن ندرك أن كل أمة لا تعتز بتاريخها هي أمة ضائعة ، فمن لم يكن له ماضٍ فليس له حاضر . والحاضر إنما يُبنى على الماضي ، وأي ماضي أولى بأن يبنى عليه الحاضر من الماضي الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وفي عهد المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان .


على أن التاريخ الآخر كان موجوداً من قبل ولم يكن المسلمون في عمى من أمرهم بحيث ما كانوا عارفين به ، إذ كانوا على اتصال بدولة الروم وكانوا يعرفون هذا التاريخ ، ولكن مع ذلك ما عوّلوا على التاريخ الآخر وإنما عوّلوا على التاريخ الهجري ، وارتبطوا بهذا التاريخ الهجري .


وبجانب هذا فإن هنالك اختلافاً ما بين التاريخين في مدارهما ، ذلك لأن التاريخ الميلادي إنما يدون بدوران الأشهر الشمسية ، والتاريخ الهجري يدور بدوران الأشهر القمرية .


وقد بيّن الله سبحانه وتعالى أن الأشهر القمرية هي مدار الأحكام الشرعية ، فقد قال تعالى( يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ )(البقرة: من الآية189) ، ثم بجانب ذلك بيّن سبحانه وتعالى ارتباط هذه الأشهر أي القمرية بصميم الدين الحنيف في قوله سبحانه وتعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )(التوبة: من الآية36) ، فجعل هذا من صميم الدين القيم ، مع أن الأشهر الحرم لا توجد إلا في الأشهر القمرية .


كذلك نجد أن الأحكام الشرعية كلها تناط بهذه الأشهر القمرية ، فالحج إنما يكون بالشهور القمرية ، كذلك عِدَد النساء إنما هي بالشهور القمرية ، الصيام إنما هو بشهر من الشهور القمرية ، الزكاة يجب دفعها بدوران اثني عشر شهراً من الأشهر القمرية ، كذلك بالنسبة إلى بقية الأحكام جميعاً .


فلماذا إذن يُعرض المسلمون عن التمسك بهذا التاريخ الذي كان به ميلاد أمتهم ، وكان به ميلاد دولتهم ، وكان به ميلاد جماعتهم ، ويستمسكوا بالآخر .


ونحن نجد أن الصحابة فمن بعدهم إلى مضي ثلاثة عشر قرناً كانوا مُجمعين على التاريخ الهجري ، فإذن معنى هذا أن الخَلَف عليه أن يحذوا حذو السلف ، فلماذا يعرض السلف عن منهاج السلف وقد كان هذا منهاج السلف الصالح .


فإذن العتاب موجه إلى الأمة من هذه الناحية ولا سيما الأفراد ، فإن الإنسان يستطيع أن يؤرخ قضاياه بالتاريخ الهجري لا سيما مثل تراجم العلماء ، فما الداعي لأن تكون تراجم العلماء بالتاريخ الآخر مع أنه يُعرف التاريخ الهجري ، ونحن نجد حتى العلماء الماضين عندما يُؤرَخ لهم الآن ويُترجَم لهم يحاولون أن يحوروا التاريخ ليتلائم مع التاريخ الآخر غير التاريخ الهجري ، وأولئك العلماء مضوا ولا يُعرف عندهم إلا التاريخ الهجري ، فما الداعي إلى ذلك !.


إن هذه هزيمة نفسية ، وهذه ارتكاسة والعياذ بالله ، فعلى الأمة أن تنتشل نفسها من هذه الارتكاسة .
هناك من يتفاعل مع هذا الحدث العظيم فيراه مناسبة دينية ولذلك قد تتوق نفسه إلى صيام اليوم الأول من مطلع السنة الهجرية ، فما حكم صيام هذا اليوم ؟


على أي حال صيامه كصيام بقية الأيام ، لا يُمنع أن يصوم الإنسان أول يوم من أيام السنة كما يصوم أي يوم من الأيام التي لا يمنع الصيام فيها ، إذ ليس هنالك مانع من صيام هذا اليوم كالمانع من صيام العيدين ، أو المانع من صيام أيام التشريق ، أو المانع من إفراد يوم الجمعة وحده بالصيام كما جاء ذلك في الحديث ، هذا مما لم يكن في صيام أول يوم من أيام الهجرة ، ولكن لم ترد سنة أيضاً بتخصيصه بالصيام ، هذا مما لم ترد به سنة ، فلذلك نحن نود من الناس أن يصوموا وفق مقتضيات السنة ، فمما ينبغي للناس أن يصوموا اليوم التاسع والعاشر من المحرم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلّم صام يوم عاشوراء وحضّ عليه صيامه وقال ( لئن بقيت لأصومن التاسع والعاشر إن شاء الله ) فتطبيق ما كان حريصاً عليه صلوات الله وسلامه عليه مما ينبغي أن لا يفوت المسلم .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 23-12-2010 11:31 AM

قد تحدث فتن للمسلمين هنا وهناك تعصف بحياتهم وتريد منها أن تكون ممرغة في التراب ، هذه الفتن التي تتربص بالمسلمين كيف يتعاملون معها ؟

** يجب على المسلمين أن يدركوا قيمة إسلامهم ، وأن يدركوا أن الإسلام رباط بين أهله ، فالإسلام يشد المسلم إلى المسلم ، ويجعله يحرص على أداء حقوقه .


النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يقتله ولا يحقره ، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .



فالمسلم لما انتمى إلى الجامعة الإسلامية التي تشد المسلم إلى المسلم سواءً كانوا عرباً أو كانوا عجماً وسواءً كانوا من الجنس الأبيض أو الأحمر أو الأسود على هذا المسلم أن يحرص على حقوق المسلمين جميعاً ، ومن هذه الحقوق كف الأذى عن جميع المسلمين .


المسلم يمنع يده من أن تبطش بمسلم اللهم إلا إن كان هذا البطش من أجل تنفيذٍ لحكم الله سبحانه وتعالى كما إذا قتل هذا المسلم النفس المحرمة بغير حق أو زنى بعد إحصان أو ارتد عن الإسلام فنعم عندئذ يعامل تلك المعاملة التي يستحقها ، أما بدون ذلك فإن المسلم يكف يده عن سفك دم أخيه المسلم كما يكف يده أيضاً عن إيذاء أخيه المسلم ، ويكف لسانه عن انتهاك عرضه ، ويكف يده عن التطاول على ماله (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) ، كل منه حرام على أخيه المسلم .


فالمسلمون مطالبون بأن يدركوا قيمة إسلامهم ، ثم أن يدركوا ماذا يريده بهم عدوهم . إن العدو يسعى لهدم هذه الرابطة التي تربط المسلم بالمسلم ، يسعى إلى قطع هذه الوشيجة التي تشد المسلم إلى المسلم ، يسعى إلى أن يغرس البغضاء في نفوس المسلمين تجاه بعضهم حتى لا يضمر مسلم لأخيه المسلم إلا الحقد الأسود .
على المسلمين أن يتفطنوا لذلك ، وأن يدركوا ماذا يُراد بهم ، وأن لا يسعوا وراء مخططات الآخرين التي تسعى لنسف هذه الأمة حتى لا يبقى لها وجود .


فالمسلمون مطالبون أن يدركوا هذه الحقيقة ، وعليهم جميعاً أن يتناصحوا ، وأن يتآمروا بالمعروف وأن يتناهوا عن المنكر ، وأن يحرصوا على ما يصلح ذات بينهم ، الله سبحانه وتعالى نهى عن كل ما يؤدي إلى سوء العلاقة بين المسلمين يقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )( الحجرات : 11-13) .
هذه الآداب التي شُرعت في الإسلام ، وهذا هو الأدب الإيماني الذي يجب أن يتحلى به المسلم تجاه إخوانه المسلمين ، لا أن يكون فظاً غليظاً عليهم ، ولا أن يكون سافكاً لدمائهم أو باطشاً بهم أو منتهكاً لحرماتهم أو مختلساً لأموالهم أو منتهكاً لأعراضهم ، هذا كله مما يجب أن يترفع عنه المسلمون جميعاً ، وأن يسعوا إلى ما يرأب صدعهم ويجمع كلمتهم .



ثم إن التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر من أسباب الرباط والوحدة بين المسلمين كما قال سبحانه وتعالى :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ)(التوبة: من الآية71.



عندما توجد هذه الروح ، روح الغيرة على حرمات الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند المسلمين تتوحد كلمتهم وتجتمع ، لأن هذه هي الوشيجة التي تشد المؤمنين بعضهم إلى بعض حتى يكون بعضهم أولياء بعض .


المذهبية من القضايا التي كانت مقلقة في تاريخنا الإسلامي القديم وسبباً من أسباب التطاحن ، ويراد لها أيضاً أن تكون متكررة في تاريخنا الحديث ، قد ذكر ياقوت الحموي في زياراته شيئاً من الصور ومن الأحداث التي شاهدها كان منطلقها من هذا النوع .


كيف ينظر المسلم إلى مسألة المذاهب ، وكيف يفهمها حتى لا تكون مدخلاً من مداخل الفتنة بينه وبين إخوانه ؟


** لا ريب أن المسلم يحرص دائماً على حسن الظن بإخوانه المسلمين ، ولا يسيء الظن إلا بمن وجده يقف أمام الحق وقفة المتعنت الرافض للحق ، أما من لم يكن كذلك فإنه يحرص دائماً على حسن الظن .


والقضايا التي فيها خلاف ما بين المسلمين إما أن تكون قضايا فرعية ، وهذه القضايا الفرعية الأمر فيها يسير ، ليس الأمر فيها بالعسير ، وُجد الخلاف في القضايا الفرعية حتى بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم .


وإما أن تكون قضايا عقدية ، تعود إلى العقيدة ، وكلٌ يدّعي أن الحق عنده ، وهذه القضية أيضاً حلها سهل وميسر وذلك بتنقية القلوب والحرص على التجرد من العصبيات ، والحرص على إبداء النصيحة لوجه الله سبحانه وتعالى بحيث يجلس بعض إلى بعض ويتناقشون على ضوء الكتاب العزيز والثابت المتفق عليه عن الرسول صلى الله عليه وسلّم ، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه القضايا أيضاً يُتسامح فيها إلا إن خالف أحد ما كان الدلالة عليه دلالة نصية من كتاب الله أو من المتواتر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، أما إن كانت جاءت بذلك أحاديث آحادية فالقضية لا تستدعي مثل هذه الشحناء ما بين المسلمين ، بل عليهم أن يتسامح بعضهم مع بعض لأن الآحادي هو ظني من حيث الثبوت ، الآحادي ليس بقطعي الثبوت ، وكذلك الأدلة التي هي قطعية الثبوت إن لم تكن نصية وكانت ظاهرة لا تعتبر قطعية الدلالة ، إذ الظاهر إنما هو ظني الدلالة ولو كان قطعي المتن ، هذا مما هو معروف عند الأصوليين ، فمثل هذه الأشياء يجب الاعتبار بها .


فإن وُجد أحد خرج عن نص قطعي والنص ثبوته أيضاً ثبوت قطعي عندئذ تُقام عليه الحجة بكتاب الله تعالى أو بالمتواتر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع بيان أن دلالتهما دلالة نصية بحيث لا تكون مجرد دلالة ظاهرة فحسب ، وعندما تقام الحجة أرجو أن من كان يحب السلامة لنفسه أن لا يعترض على حجة قامت عليه بنص قطعي من كتاب الله أو من المتواتر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، هذا يبعد أن يكون أحد من الناس إلا من كان متعنتاً شديد التعنت .


والله سبحانه وتعالى أمرنا مع الاختلاف ومع النزاع أن نحتكم إلى كتابه وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلّم وذلك في قوله عز من قائل
(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(النساء: من الآية59) .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 26-12-2010 11:47 AM

-المرأة إذا علمت أن هذا الزواج يطلبها لمالها هل تؤثم هي أيضاً إذا رفضته ولا تقع في قول النبي صلى الله عليه وسلّم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ، هي تقول رجل صالح ورجل طيب لكن نيته . أما أن كانت رأت منه بوادر الطمع فلها أن ترفضه لأجل بوادر طمعه ، فإن الطمع يتنافى مع الصلاح والاستقامة والبر والتقوى .


ـ هذا الزوج الذي يتعامل مع زوجته بمنتهى الاحترام ويقدم لها كل صور التقدير ، ولكن ذلك فقط من أجل ابتزاز المال .


هذه حيل ، وما يقدمه إليها كالذي يقدمه الصياد للصيد من أجل أن يصطاده ، قد يضع الصياد في الشبكة ما يُغري الصيد حتى يقع فيها ، فهذا وضع لزوجته شبكة ويريدها أن تقع فيه .


ـ المرأة التي لديها راتب ولديها أموال ، تقول بعض الدراسات أنها في بعض الأحيان تستعلي على زوجها بذلك المال وتستغني عنه ، دفعها ذلك إلى أن تستقل برأيها وأدى إلى مشكلات ، ماذا نقول للمرأة التي توجد فيها هذه الصفات ؟


نحن نطالب الطرفين بالانسجام وحسن العشرة واتقاء الله سبحانه وتعالى في تعامل بعضهما مع بعض ، ونذكر على سبيل المثال مثالاً يُحتذى مما كان عند السلف من علمائنا الربانين الذين اتقوا الله سبحانه وتعالى ، كان الإمام أبو سعيد الكدمي رحمه الله تعالى ورضي عنه عالماً ربانياً جامعاً بين شتى فنون العلوم الشرعية ، وكان من الفقر بمكان بحيث لا يملك إلا نخلة واحدة وكرمة ، أي شجرة عنب واحدة ، وكان يقوم على نخلته ويقوم على كرمته خدمةً للعلم ، وعنده ثلاث من النساء كل واحدة منهن غنية ، وكلهن تزوجنه لأجل علمه مع كثرة ثرائهن ، فكن جميعا يعرضن عليه أموالهن لينتفع بأموالهن ولكن مع ذلك كانت نفسه تعف عن هذه الأموال ، وإنما يكتفي بما يأتيه مما آتاه الله من نخلته وكرمته ، ويعيش عيشة الكفاف من أجل ذلك ، ولا يرضى أن يأخذ من أموال نسائه شيئاً ، بينما النساء كن بحسن معاشرته له ، وبحسن لطفهن معه يردن أن ينفقن عليه من أموالهن ، يردن أن يتركن يده حرة في التصرف في أموالهن إلا أن نفسه الأبية ، فهنا إذا نظرنا إلى الواقع نرى حسن المعاشرة من الجانبين ، من هؤلاء النساء اللواتي اخترن هذا الرجل الفقير لأجل علمه وفضله وتقاه وزهده ، وكن راغبات في أن يتقربن إلى الله سبحانه وتعالى في إعطائه الفرصة لئن يبسط يده في أموالهن ، وكذلك في معاملته هو لهن وعفته ورغبته في أن يأكل مما ملّكه الله سبحانه وتعالى لا مما تدفعه إليه نساؤه ، فهكذا يجب أن يكون بين الجانبين حسن العشرة ، وأن تكون العفة ، الرجل يحرص على أن يعف عن مال المرأة ، والمرأة بدورها تحرص على أن تبادل هذا الرجل حسن المعاملة ، وأن تحاول بقدر جهدها أن تُحسن إليه لا أن تتعالى عليه وتتكبر عليه .


ـ في بعض الأحيان عندما تخرج المرأة إلى العمل يكون هناك خلاف بينها وبين زوجها نظراً لأن خروجها ربما يكون في صورة لا ترضيه ، فما هي الصورة التي تخرج بها المرأة إلى العمل بحيث تعطي صورة عن طريقة تعامل المرأة المسلمة مع هذه الأشياء كما أنها أيضاً لا تغضب زوجها ؟


نحن نقول بأن الفطرة هي التي يجب أن تراعى في هذا ، قضية عمل المرأة أولاً أن لا يكون على حساب البيت ، هذا مما ينبغي أن يكون معروفاً عند الجميع ، لا أن يكن هذا العمل على حساب البيت ، على حساب ترتيب البيت وتربية الأولاد وإسعاد الزوج وإضفاء طابع الاستقرار على البيت .


الأمر الثاني أن تكون المرأة مراعية لخصائص أنوثتها ، فهي مأمورة أن لا تتبرج تبرج الجاهلية ، إن خرجت لعمل عليها أن تكون مستترة ، وأن لا تتبرج تبرج الجاهلية .


ثم العمل الذي يتلاءم مع المرأة ثلاثة أعمال ، هذه هي التي تتلاءم مع المرأة : أن تكون طبيبة لبنات جنسها ، أن تكون ممرضة لبنات جنسها ، أن تكون معلمة لبنات جنسها ، والتعليم يشمل الوعظ والإرشاد والتذكير ، كل ذلك مما يدخل في إطار التعليم .


فهذه الأعمال هي التي تليق بالمرأة ، أنا لا أقول بأن المرأة لا تنفع الرجال من حيث الوعظ ومن حيث الإرشاد ، لكن على أن تقوم بهذا إما من وراء الستر ، وإما أن تقوم بهذا من خلال وسائل التعليم المعاصرة ، وكم من وسائل التعليم الآن ، هناك العالمية للمعلومات من خلالها يمكن للمرأة أن تنشر علمها ، وأن تنشر وعظها ، وأن تنشر إرشادها ، وأن يكون ذلك في متناول أيدي الرجال والنساء ، وكذلك بالنسبة إلى الصحافة وبالنسبة إلى سائر وسائل نشر العلم الموجودة الآن.


أما العمل الطبيعي فهو هذا الذي يجب أن تحرص عليه وأن لا تتجاوزه إلى غيره مع الحذر كل الحذر من الخلوة بالأجانب فإن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ، ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة إلا مع ذي محرم ) ، ويقول ( إلا لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) ، ويشدد عليه أفضل الصلاة والسلام في دخول الرجال على النساء الأجنبيات فيقول ( إياكم والدخول على النساء . فقال له رجل من الأنصار : أرأيت الحمو يا رسول الله ؟ فقال : الحمو الموت ) .


ونحن وجدنا آثار هذه المخالفة التي وقع فيها الناس ، كم من قضايا وصلتني أنا بنفسي من النساء يتألمن كل الألم لما وصلن إليه ، قبل أيام وصلني اتصال من إحدى النساء تقول بأنها أصيبت بوساوس ، وكانت تتصل اتصال هاتفي ببعض الرجال الذين يقولون بأنهم يعالجون بالقرآن ، وكانت تأخذ منه خلال اتصالها بهم بعض الآيات أو بعض الوصفات لعلاج هذه الوسوسة ، إلا أن أحد هؤلاء وتسميه بالشيخ تقول بأنه بعد اتصالات بريئة تتعلق بهذا الموضوع قال أرى من الضرورة أن ألقاكِ لعلك بوصفك لي بيني وبينك لهذه الأمراض أستطيع أن أعرف ، وبعد إباء منها وبعد رفض وقعت في الخديعة فرضيت ، ولما رضيت كان الشيطان ثالثهما فوقعا في الفاحشة ، هذه من الأمور الخطيرة ، كم من واحدة اتصلت وقالت أنها حملت من أخ زوجها أو من زوج أختها أو من زوج خالتها ، هذه الأمور أصبحت كثيرة كثرة زائدة عن الحد ، هذا كله بسبب تهاون الناس وعدم انضباط حركاتهم وعدم انضباط أوضاعهم الاجتماعية .



سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

الريان 26-12-2010 01:54 PM

بــارك الله فيكـ ونفع بكـ البراء

البراء 31-12-2010 12:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريان (المشاركة 466279)
بــارك الله فيكـ ونفع بكـ البراء

اللهم آمين ...

شكرا ً الريان ...

رgح مجنـgنه 31-12-2010 12:33 AM


جزآك الله ألف خير
في ميزآن حسنآتك

البراء 31-12-2010 11:14 AM

تقول سائلة : لست أدري لماذا أعمل ولمن أعمل ، ما كاد يصل راتبي لأول مرة حتى امتدت إليه يد الأب الحنون تحت هذا الصوت : ابنتي العزيزة أحسن الله إليك عندما أصبحت الآن مصدر سعادة لهذه الأسرة الفقيرة .
كنت فرحة على كل حال ، فهذا أبي أنفق علي طويلاً وجاء يوم الجزاء ، لكن تلك اليد الحنون واصلت امتدادها في كل شهر فشعرت عندئذ بالقلق ، وتعاظم قلقي عندما سمعت وصت الباب يُغلق في وجه الخطاب كل مرة ، لقد قرر أبي أن أعمل له وحده ، وليس لي مع هذا بارقة أمل في زواج ، وليس علي إلا أن اعمل حتى أموت أو يموت أبي ، تجاوز عمري الأربعين ، ولاحت في الأفق رايات الخمسين ، فهل يا ترى قررت هذا بنفسي عندما وافقت على العمل ؟ وهل من فعل كل هذا أنا أم أبي ؟ وهل جاز لي أن ادخر وقفة محاسبة لأبي يوم القيامة مادمت قد عجزت عنه هنا في الدنيا ؟


هذه إحدى المصائب ، وهي من البلاوى الكبرى أن يبلغ الجشع بأولياء أمور النساء إلى هذا المبلغ غير مبالين بما يؤدي إليه هذا الجشع من انتهاك لحرمة الأعراض ، فإنهم بهذا يدفعون ببناتهم دفعا إلى ارتكاب الفحشاء إذ يحولون بينهن وبين مبتغاهن الفطري، يحاولون بقدر جهدهم أن يستغلوا عملهن، وأن يستغلوا طاقاتهن لأجل الإثراء، وما قيمة هذا الإثراء في مقابل تعريض العرض لمثل ذلك ، ما قيمة هذا الإثراء الذي يأتي الإنسان من طريق دفعه لعرضه ، دفعه لابنته لأن ترتكب محارم الله سبحانه إشباعاً رغبتها الجامحة التي يحول بينها وبين إشباعها بالطريق السليم الذي شرعه الله سبحانه وتعالى .


فعلى هؤلاء الآباء أن يتقوا الله ، وكم من أبٍ من أمثال هؤلاء رزء في عرض ابنته ، فالابنة المسكينة إما أن تكون صابرة محتسبة تتجرع المآسي جرعة بعد جرعة ، وتستمر على هذه المأساة يوماً بعد يوم ، لا تودع يوماً إلا بمأساة ولا تستقبل آخر إلا بمأساة جديدة ، وتتعرض بسبب ذلك لضغوط نفسية وأمراض عصبية ونفسية ، وإما أن تنفجر غريزتها بما يحطم الأخلاق ولا يُبقي لها باقية . كم من أبٍ من أمثال هؤلاء رزء في عرض ابنته وأصبحت الابنة بين عشية وضحاها حاملا ، هذا مما اطلعت عليه أيضاً في كثير من القضايا التي وصلتني ، كثير من القضايا وصلتني نحو هذا ، آباء عضلوا بناتهم عن الزواج رغبة في أموالهن رغبة في رواتبهن فإذا بالأمر يؤدي إلى أن لا تطيق هذه البنت صبرا ، وأن ترتكب ما حرم الله تبارك وتعالى ، فأين الكرامة ، أين الحرية ، أين الشرف ، أين تركوا هذه الأمور ، أَكُلُها طووها من أجل حفنة من المال ؟


هذا أن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء أصبحوا متعفنين في فطرهم ، وأصبحوا منحرفين في طبائعهم ، وأصبحت عقولهم مطموسة لا تبصرهم بمنهج السلامة ، فما عليهم إلا أن يراجعوا أنفسهم وأن يفكروا إن كانت فيهم بقية ، هؤلاء محاسبون أمام الله سبحانه وتعالى ، البنات خُلقن لما خُلقن له ، وما خلقن لئن يكون هن يكدحن من أجل آبائهن ، وآباؤهن يستأثرون بثرواتهن ويحولون بينهن وبين مبتغاهن الفطري ، إنما خُلقن لأن يعشن في كنف أزواج يحمونهن ويرعوهن ويقومون بإشباع غرائزهن ، فعليهم أن يتقو الله تبارك وتعالى في ذلك هذه إحدى المآسي الكبرى ، والله المستعان .


ـ رجل أراد أن يتزوج من امرأة وليس لديه المهر الكافي فعرضت عليه تلك المرأة أن تقرضه من مالها ليكون صداقا لها ثم يرده فيما بعد ؟


لا حرج في ذلك ، بما أنه لم ينو ظلمها ، ولم ينو غمطها حقها ، وإنما نوى أن يوفيها حقها كاملاً غير منقوص فلا حرج في ذلك ، بل لو أهدته هذا الصداق هدية منها إليه في سبيل تحقيق هذه الأمنية فليس في ذلك حرج ، ولكن مع ذلك عليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى في هذه المرأة التي آثرته بهذا المال ، وأن يرعى إحسانها وبرها ، وأن يقابل هذا الإحسان بالإحسان ، وأن يجعله قيداً له في طول عمره .


* هل يمكن تحويل النسب من شخص إلى آخر بعد انقضاء عشر سنوات من تحرير شهادة الميلاد علما أنه سبق بين الزوجين لعان وأقرت الزوجة بأن هذا الحمل هو حمل الزوج نفسه وبعد عشر سنوات من الطلاق بين الزوجين تراجعت هذه الزوجة وأهلها واعترفت بأن هذا الحمل هو حمل سفاح وأن صاحب الحمل هو لشخص لم يصرح عنه ، فما رأي سماحة الشيخ ؟


إن تم اللعان بينهما فلا يلحق به نسبه وإنما يلحق بها ، والله تعالى أعلم .


ـ يشاع في بعض الأحيان أن الزوجين لا يمكن أن يتآلفا أو أن يصلا إلى مرحلة جيدة من السعادة والسرور في حياتهما إلا إذا كان هناك توافق في مختلف الأمور ، توافق في النواحي العلمية والاجتماعية والمالية ، ما مدى صحة هذا الكلام ؟


هذا كلام سخيف إن دل على شيء فإنما يدل على سخف قائله ، وإلا فكم من زيجة كانت موفقة ، وكان فيها الود ، وكان فيها العطف مع أن المرأة قد تكون فقيرة والرجل في قمة الغنى ، وقد يكون العكس ، وكم من رجل جمع علماً كثيراً وتزوج أمية ولكن بسبب أخلاقها وحسن معاشرتها كانت بينهما الألفة والمودة والحنان طول حياته وحياتها ، وهذا ما لمسناه وشاهدناه عند الكثير من الناس ، فعلى هؤلاء أن يتقوا الله ، وأن يفكروا هذا التفكير ، فإن التباين بين الناس في أحوالهم سنة من سنن هذه الحياة التي أرادها الله سبحانه وتعالى .


ـ ما هو التعريف الشرعي للخلوة ؟


الخلوة أن يجلس الرجل مع المرأة في مكان لا تمتد إليه عين شخص آخر بحيث يمكن أن يقع بينهما من التصرفات ما يتعذر أن يكون في حالة اطلاع الآخرين عليه .


ـ هل أذن الزوج شرط لعمل المرأة ؟


لا بد من الاستئذان فإن لم يأذن الزوج فلا يجوز لها أن تعمل .


ـ ولكن إذا كان ذلك يشكل مصدراً مالياً لها هل له الحق أن يحرمها منه ؟


على أن يقوم هو بشئونها هو القوام عليها ، عليه أن ينفق عليها وإذا كانت تعمل في البيت فلا حرج ، يمكن أن تعمل في الخياطة أو في التطريز أو في أي مجال آخر في البيت .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 08-01-2011 01:14 AM

*نطلب منكم كلمة حول النية الصحيحة للزواج؟

**إنما النية الصحيحة أن يقصد بالزواج إعفاف نفسه وإعفاف المرأة التي يتزوجها ، ويقصد بهذا الزواج أن تكون هذه المرأة له سكنا وأن يكون لها سكنا ، وأن تكون بينهما المودة والرحمة ، وأن يتآلف معها وتتآلف أسرته مع أسرتها ، وأن يكون زواجه بها مئنة لأن توجد لهما الذرية الصالحة الطيبة التي تتقي الله وتعمل بأمره في أرضه ، وأن يقوي العلاقة فيما بين الأسر وما بين أطياف المجتمع ، هذه هي النية الصالحة .

*هذه النية التي يتزوج الرجل من أجلها المرأة لأجل مالها هل يؤثم عليها ؟

**لا ريب بما أنه هو يرغب في الاستئثار بمالها ، وكلٌ أحق بماله ، هو آثم بسبب هذا ، فنحن نرى أن الله تبارك وتعالى حذّر من أكل مال الغير قال ( وَلا تَأكلوا أموالكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ )(البقرة: من الآية188) ، يعني أن يأكل البعض مال البعض الآخر بالباطل ، وقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأكلوا أموالكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) (النساء:29-30) ، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم في هذا كثيرة التي تحذر من أخذ المال بغير حق ، فإذن هذا الذي يريد أن يتذرع بالزواج إلى أن يبتز مال امرأته لا ريب أنه آثم بهذه النية ما دام يبحث عن المرأة العاملة لأجل أن يستأثر مالها إنما يبحث عن طريق من طرق التي تمكنه من استغلال مال الغير بغير حق .


*المرأة إذا علمت أن هذا الزوج يطلبها لمالها هل تؤثم هي أيضاً إذا رفضته ولا تقع في قول النبي صلى الله عليه وسلّم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ، هي تقول رجل صالح ورجل طيب لكن نيته .


**أما أن كانت رأت منه بوادر الطمع فلها أن ترفضه لأجل بوادر طمعه ، فإن الطمع يتنافى مع الصلاح والاستقامة والبر والتقوى .


*هذا الزوج الذي يتعامل مع زوجته بمنتهى الاحترام ويقدم لها كل صور التقدير ، ولكن ذلك فقط من أجل ابتزاز المال .


**هذه حيل ، وما يقدمه إليها كالذي يقدمه الصياد للصيد من أجل أن يصطاده ، قد يضع الصياد في الشبكة ما يُغري الصيد حتى يقع فيها ، فهذا وضع لزوجته شبكة ويريدها أن تقع فيها .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 14-01-2011 11:25 AM

لم يتعرضوا له بتضعيف


* قرأت في البخاري حديثا طويلا يحكي قصة صلح الحديبية وفيها ان عروة بن مسعود جاء الى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان من كلامه ان قال: اي محمد، أرأيت ان استأصلت امر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح اهله قبلك، وان تكن الأخرى، فاني والله لأرى وجوها، واني لأرى اشوابا من الناس خليقا بهم ان يفروا ويدعوك، فقال له ابو بكر: امصص ببظر اللات، انحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: ابو بكر. والسؤال هو:
هل هذا الكلام يصح في ابي بكر، انه قال تلك الجملة القبيحة ان صح التعبير، ام ان الحديث موضوع او ضعيف، ما هو تفصيلكم فضيلة الشيخ؟


ـ هذا الحديث رواه البخاري وأحمد وغيرهما واستشهد به كثير من اهل السيرة والتفسير والحديث والفقه ولم يتعرضوا له بتضعيف، ومعلوم ان الموقف الذي قبلت فيه هذه الجملة هو موقف اقرب للتأهب للجهاد منه الى حالات السعة، وهذا موضع خاطب الله عز وجل فيه المؤمنين بقوله: (وليجدوا فيكم غلظة، كما ان ابا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ نبرئه استخدام ما كان مألوفا عند العرب من الشتم بهذا اللفظ مضافا الى الأم وجعله مضافا الى صنم تعظمه قريش توبيخا لهم وتقريعا على زعمهم بأن تلك الأصنام هي بنات الله، ثم ان عروة هذا عرض بالمؤمنين صحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتهمهم بالفرار والخيانة والله تعالى قد اذن في مثل هذه المواضع باغلاظ القول ورد الاساءة بقول سبحانه: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم) هذا والله اعلم.



المرأة كسبها حلال لها وحدها


* اب كثرت عليه الديون لأنه مقترض من بنك تجاري ما يقارب (43) الف ريال عماني لبناء منزل له ولأسرته، ويخصم البنك من راتبه مبلغا وقدره (345) ريالا عمانيا كل شهر، ولم يبق من راتبه سوى (149) ريالا عمانيا لا يكفي لمتطلبات الحياة اليومية الصعبة، ولديه أسرة كبيرة وتوجد لديه ابنة انهت دراستها منذ 3 سنوات من معهد التمريض، وكانت قد وعدت والدها ان تعطيه نصف راتبها ولكنها تزوجت قبل ان تلتحق بالوظيفة وتفي بوعدها لوالدها، وعندما توظفت كانت في حكم زوجها ولم تقدر على الوفاء بوعدها لوالدها لأن الزوج بأسلوبه استطاع ان يغير تفكيرها لمصلحته على والديها، واتفق معها بأن يكون هو الآمر الناهي وتكون بطاقة السحب في يده، وحدد معها على مبلغ بسيط 150 ريالا عمانيا لأهلها بينما هي تتقاضى راتبا صافيا وقدره 513 ريالا عمانيا علما بأنها تسكن في منزل اسرة زوجها.
السؤال هو:
هل يحق للأب نصف راتب ابنته؟
وهل يحق للزوج ان يتصرف براتب زوجته كيف يشاء؟



ـ ما تكسبه المرأة من كسب حلال فهو ملك لها وحدها يقول سبحانه: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) فليس للأب ولا للزوج نصيب في مال المرأة إلا بما تجود بها عن طيب نفسها لهما او لغيرهما ومع هذا فنحن ننصح المرأة بأن تكون بارة بوالديها كما تكون مؤدية لحقوق زوجها وان تعلم ان ليس لأحد حق في مالها الا ما كان منها بطيب خاطر. والله اعلم.


الارجح وجوب الاشهاد


* انا متزوج من امرأة وقد وقع طلاق واحد بيني وبينها وبعد مضي 28 يوما تم ارجاعها بالتراضي بدون اي شهود بناء على جواب من قبل احد اهل العلم من المذهب السني علما بأن زوجتي هي ايضا من اهل اتباع احد المذاهب السنية وقد دخلت عليها واستمرت علاقتنا الزوجية اكثر من ستة اشهر فما قولكم في هذه الرجعة ارجو الجواب؟


ـ الراجح عندنا في المذهب وجوب الاشهاد على الرجعة لقوله تعالى: (فاذا بلغن اجلهن فامسكوهن بمعروف او فارقوهن بمعروف واشهدوا ذوي عدل منكم واقيموا الشهادة لله). وان الرجعة لا تكون صحيحة اذا تمت دون اشهاد، إلا ان المسألة فيها خلاف قديم بين اهل العلم، والذي استقر عليه القول عندنا في المذهب وفي قديم الامام الشافعي هو ان الرجعة لا تصح بدون اشهاد كما ان النكاح لا يصح إلا به، لكن من اخذ بقول من يرى غير هذا الرأي بعد سؤاله لأهل العلم الأمناء الأكفاء فعسى ألا يضيق عليه الحال، وهذا ما اراه في مسألتكم هذه، مع نصحي لكم في المستقبل بالتثبت في امر دينكم ونصحي لأهل العلم بارشاد الناس الى ما هو ابعد لهم عن الخلاف واسلم لهم في دينهم خاصة في امور الفروج. والله اعلم.


الدكتور الشيخ كهلان الخروصي
مساعد المفتي العام للسلطنة

البراء 17-01-2011 08:58 AM

* يقول النبي صلى الله عليه وسلّم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .
ما فائدة تغيير المنكر بالقلب بالنسبة للمسلم ، ومتى يكون ذلك ؟

يكون ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم إن لم يستطع شيئاً من ذلك .

(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ) ، أي إن عجز ووجد من نفسه عجزا بحيث إنه يخشى على نفسه ، يخشى على جسمه أو يخشى على عرضه أو يخشى على شرفه لو أنه تحدث بكلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يخشى من الفتنة ، يخشى من تألب الناس تألباً يؤجج ضرام الفتنة بينه وبينهم في هذه الحالة بطبيعة الحال يعدل إلى التغيير بالقلب .


وفائدة التغيير بالقلب أن لا يكون آلفاً للمنكر ، لأنه لو لم يغيره بقلبه لكان آلفاً له ، وعندما يؤلف المنكر لا يعود عند الناس منكراً وإنما يعود عندهم معروفا ، لأن المعروف هو الذي تعرفه النفوس وتألفه ، ويجب أن لا تؤلف المنكرات ، يجب أن تكون المنكرات كما سماها الله تبارك وتعالى منكرات ، لا تؤلف ولا تتقبل من قبل النفوس .
من لم يغير المنكر بقلبه فإنه يكون متقبلاً له ولذلك كان ملعوناً كما قال الله تعالى ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79).

* الابن إذا رأى أحد والديه يفعل شيئا من المنكر كيف يتصرف معهما ؟

لا بد من أن يغير المنكر سواء كان على والد أو ولد ، على قريب أو بعيد ، الله سبحانه وتعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ )(النساء: من الآية135) ، والله سبحانه وتعالى بين لنا كيف كان إبراهيم عليه السلام يغير المنكر الذي كان عليه والده حتى أدى به الأمر إلى تحطيم الأصنام التي كان يعبدها والده ويعبدها الآخرون من دون الله سبحانه وتعالى وما هذا إلا لأجل غيرته.

فالابن مطالب بأن يحرص على صرف الأب عن المنكر بقدر مستطاعه ، عليه أن يصرفه عن ذلك بالقول ، وعليه أن يصرفه عن ذلك بالحيلة ، وعليه أن يصرفه عن ذلك حتى بالتخويف ، عليه أن يخوفه العواقب سواء كانت هذه العواقب في الدنيا أو كانت في الآخرة ، عليه أن يغرس في قلب والده الخشية من الله سبحانه وتعالى ومن مغبة ارتكاب المنكرات ، وعليه أن يثير نخوته -إن كان ذا نخوة - بأن هذا يتنافى مع شرفه ويتنافى مع مقامه ويتنافى مع قدره ، كل هذه الأساليب يطالب أن يستعملها لأجل صد والده عن الشر .

ما :
أولهما :
تفاوت طبائع البشر ، فإن التفاوت أمر موجود حتى في النبيين ، فبعض النبيين يكون أشد من بعض ، مع أنهم جميعاً يغارون على حرمات الله ، وهم أشداء على الكفار رحماء بينهم ، ولكن مع ذلك قد توجد في بعضهم شدة لا تكاد توجد في غيره ، وقد يكون بعضهم أقدر على أن يواجه الأمر بمرونة وبلطف بخلاف غيره .

فنجد موسى عليه السلام - وذلك لم يكن لنفسه وإنما كان لربه - عندما غضب على أخيه أخذ برأس أخيه يجره إليه ، وذلك لِما رأى من تبديل بني إسرائيل ، حيث إنهم أقدموا على أنِ اتخذوا إلهاً مع الله سبحانه وتعالى بحيث عبدوا العجل من دون الله سبحانه ، فما كان من موسى عليه السلام وقد أدرك ذلك إلا أن أخذ برأس أخيه يجره إليه ، وقال له ما ذكره القرآن ( قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (طـه:94) ، فهكذا كانت شدة موسى عليه السلام .

بينما نجد أن إبراهيم عليه السلام مع ما كان ينكره على قومه ، وما كان ينكره على أبيه من عبادته لغير الله سبحانه وتعالى حرص على التلطف في مخاطبة أبيه خصوصاً فخاطبه بالعبارات التي فيها الرفق والتي فيها اللين إلا أن الأب ظل صاداً ، ولكن مع الرفق ومع هذا اللين كان أيضاً فيه شدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما حطم الأصنام وأولئك يرون اجتراءه على الأصنام التي يعبدونها من دون الله أشد من اجترائه على أنفسهم ولذلك كبُر عليهم هذا الأمر ، وحكى الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه قوله ( وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) (الأنبياء:57) ، وحكى فعله بقوله ( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) (الأنبياء:58)، وهذا مما يدل أيضاً على أنه بجانب لينه كان ينطوي على شدة في ذات الله لأنه يغار على حرمات الله .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 21-01-2011 10:59 AM

بعض الناس اعتاد أن يتصدق من النخيل الذي عنده فذلك الذي يتصدق به على أقربائه هل يحتسبه في الزكاة ؟

** لا يدخل في نفس الزكاة ، ولكن ما تصدق به ليس عليه فيه صدقة ، أما إن كان أراد هو أن يكون من الزكاة فلا بد من أن يكون المُعطى تنطبق عليه أوصاف المستحقين للزكاة ، أولاً هذا ، ثم أن ينوي بذلك الزكاة بحيث يكون ذلك عن حساب ويدخله فيما ينوي به الزكاة من المال الذي ينفقه .


* العامل الذي عمل في النخيل ( البيدار ) يحصل على عذق من كل نخلة فهذا الذي يحصل عليه ـ وصاحب المال لا يؤدي زكاة ماله ـ إذا وصل نصاباً فهل عليه أن يؤدي فيه الزكاة ؟


** نعم عليه إذا بلغ النصاب على أي حال أن يزكيه ، وإن لم يبلغ النصاب إن كان المجموع بالغاً للنصاب فهو شريك وعلى الشريك في المال المشترك أن يؤدي الزكاة .


* امرأة عندما استلمت مهرها بدأت تحسب تاريخ الزكاة من يوم استلام المهر ثم علمت بأنها تحسب من يوم العقد ، فماذا تفعل ؟


** تحسب من يوم العقد إن كان هذا المهر في ذمة وفيّ مليّ فعليها أن تزكيه ، وإن لم يكن في ذمة وفيّ مليّ فليس عليها أن تزكيه حتى تقبضه .


* شخص يمتلك مجموعة من المباني بهدف تجاري وهو تأجيرها كيف تكون الزكاة ؟


** الزكاة في الدخل وليست في الأصل



يوجد في أحد الكتب المعنية بالزكاة عدم وجوب الزكاة فيما هو محرم كالتماثيل وما يلبسه الرجال من أسورة ونحو ذلك .

أليس هذا يتنافى مع كون الذهب مالاً مُتقوماً أياً كان شكله ، أوليس في مثل هذا ذريعة لابتعاد أصحاب الأموال عن الزكاة ؟


**بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :


فإن الزكاة في الذهب والفضة واجبة شرعاً بنص الكتاب العزيز بالأحاديث الكثيرة المروية عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ، ومع ذلك انعقد الإجماع على هذا ، فلا خلاف بين الأمة في هذا الوجوب .


الله تبارك وتعالى يقول ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) ( التوبة : 34ـ35) ، وفي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أن صاحب الذهب والفضة إن كان لا يؤدي زكاتهما فإنهما يصفحان يوم القيامة صفائح من نار ويكوى بها ظهره وجنباه .


ولا خلاف بين الأمة في أن كلاً من الذهب والفضة إذا كان عند إنسان مُتَملكاً وقد بلغ فيه النصاب الشرعي فالزكاة فيه واجبة ، فكل منهما تجب الزكاة فيه ، الذهب تجب الزكاة فيه ، والفضة تجب الزكاة فيها .


ولئن صنع الإنسان منهما تماثيل أو أي شيء مما يحرم عليه كحلية الذهب للرجل فإن ذلك لا يُسقط الزكاة الواجبة إذ الوقوع في المحرم لا يُسقط الفرض الواجب وإلا لكان فعل الحرام ذريعة للإنسان من أجل إسقاط الحقوق الواجبة .


على أن كلاً من الذهب والفضة مال متَمول وهو معيار لقيمة بقية الأموال ، فإن الله سبحانه وتعالى جعلهما بطبعها ثمنين لبقية الأموال المتمولة ، فمن هنا كانت الزكاة واجبة فيهما لأنهما تُقضى بهما المصالح ، فمصالح الناس تتيسر ويتيسر قضاؤها من خلال دفع الذهب وأخذه ، لأجل ذلك كانت الزكاة فيهما لأن سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه اقتضت أن تكون حياة الناس حياة فيها تداخل وفيها أيضاً نظر ، فكل واحد ينظر إلى ما بيد الآخر .


ومن المعلوم أن ما تشتد الحاجة إليه تشرئب إليه الأعناق وتتطلع إليه النفوس ، فلذلك فرض الله سبحانه وتعالى الزكاة لأصناف الأموال التي تشتد حاجة الناس إليها ، فنجد أنه فرض مثلاً في أنواع الماشية فيما جعله الله سبحانه وتعالى غذاء للناس ، أي ما كانت الحاجة إليه حاجة أشد ، لأن حاجة النفس البشرية إلى الغذاء أعظم من حاجتها إلى أي شيء آخر ، فلذلك فرض الله سبحانه هذه الزكاة في الماشية التي فيها غذاء للناس ، فرضها في الإبل وفرضها في البقر وفرضها في الغنم .


كذلك نجد أن هذه الزكاة فُرضت بلا خلاف في أصناف من الحبوب جعلها الله قواماً لحياة الناس ، القمح والشعير والزبيب والتمر هذه أنواع من الحبوب جعلها الله سبحانه قواماً لحياة الناس ، فكل ما كان مثلها أيضاً تجب فيه الزكاة .


والذهب والفضة من حيث إنهما تُقضى بهما رغائب الناس ، ويتوصل من خلالهما إلى ابتياع ما يريد الإنسان ابتياعه ، وبيع ما يريد بيعه ،
فلذلك كانت الزكاة واجبة فيهما لأنهما تُقضى بهما مصالح الناس ، فلذلك فرض الله سبحانه وتعالى فيهما هذه الزكاة.


*الفقير إذا اجتمعت عنده أموال من أعطيات الزكاة وبلغت النصاب وحال عليها الحول فهل عليها زكاة ؟


** نعم ، لما حال عليها الحول أصبح بذلك غنياً ولا تحل له فيها هذه الحالة أن يأخذ الزكاة من أحد .


*المقاول يبني المساكن ثم يبيعها بالأقساط والمبالغ التي يحصل عليها من الأقساط يداولها في نشاطه بحيث لا تبقى لديه مبالغ حرة وليست لديه مساكن جاهزة بحيث يبيع ما يجهز أولاً بأول ، ولديه مساكن تحت الإنشاء وله ديون الأقساط وعليه ديون لأنه يشتري مستلزمات البناء بالأقساط ، فكيف يزكي ؟


** إن كان عنده مال مما يباع ويشترى بلغ النصاب وكان هذا المال خالياً من الدين الحالّ ـ أي الواجب الذي حل أجله ـ فإنه عليه أن يزكيه .


أما إذا كان الذي عنده غارقاً في الديون بحيث ليست عنده ديون ففي هذه الحالة ليس عليه أن يزكيه .
وإن كان الدين يستغرق بعضه فإنه يُسقط من الزكاة بمقدار ذلك الدين ويزكي الباقي .



ومما يجب أن يراعى في هذه الأحوال أيضاً الدين الذي للإنسان ، إن كان هذا الدين حالاً أجله وهو على وفيّ مَليّ فإنه عليه أن يزكيه .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 01-02-2011 10:35 AM

ما الحكم في من قاد سيارته وهو لا يحمل رخصة قيادة ووقع في حادث ، ومن أجل تلافي موضوع الغرامات والمخالفات أوكل المهمة إلى شخص يدّعي أنه هو القائد ؟

هذا من التزوير ، والزور نفسه حرام ، وشهادة الزور محرمة ، وقول الزور محرم ، فعندما عدّد النبي صلى الله عليه وسلّم الكبائر قال في تعدادها : ألا وشهادة الزور ، ألا وقول الزور . فما زال يرددها حتى قال الراوي وددنا لو سكت . فالزور نفسه محرم ، ثم مع هذا أيضاً بجانب كونه محرماً هناك تحايل ، والتحايل على النظام غير جائز ، ولو سُمِح للناس أن يفعلوا ذلك لضاعت الحقوق وأهدرت وذهب القانون وذهب النظام وعاد الناس كل يحتال بما يستطيع أن يحتال به ، لا يبقى حق ، ولا يبقى أمان ، ولا يبقى استقرار مع الناس ، فعلى الناس أن يتقوا الله وأن يحرصوا على كلمة الصدق وأن لا يحتالوا . في هذا تشجيع للآخرين بأن يرتكبوا المخالفات وأن يقعوا في المحظورات ، وبما أن هذا الإنسان لا يحمل رخصة قيادة لماذا يقود السيارة ؟ لا يجوز له أن يقود السيارة ، وعليه أن يلتزم النظام ، وعليه بأن يحرص بأن يكون القائد للسيارة غيره ، والآخر الذي يتحمل هذه المسئولية لأجل التخفيف عن هذا وتخفيف الغرامة ودرء المسئولية عنه أيضاً هو قائل زور فعليه أن يتقي الله تعالى في ما يقول .

لو حدث أثناء التحقيقات أن الخطأ جُعل على ذلك الرجل الذي صدمه من لا يحمل رخصة قيادة فهل ذلك الذي توكل عن الشخص يتحمل مسألة الغرامة وتبقى في ذمته ؟

على أي حال بما أنه قيادته- هو لا يحسن القيادة - ربما أدت إلى عدم أخذ الاحتياطات وأدت إلى ارتكاب المخالفات فعلى أي حال لا يجوز ذلك .

السؤال
رجل أضاع عدداً من الصلوات فأراد الآن أن يقضي هذه الصلوات مع كل فريضة يؤديها في هذه الأيام ، فمثلاً عندما يصلي الظهر يصلي معها عدداً من صلوات الظهر الفائتة ، فهل هذا يصح ؟

الجواب :
القضاء لا يتقيد بوقت ، وإنما يمنع القضاء في الأوقات التي تحرم الصلاة فيها ، فليس له أن يقضي في وقت طلوع الشمس حتى تستكمل طلوعها ، ولا في وقت غروب الشمس أي عندما تبدأ الشمس في الغروب حتى تستكمل غروبها ، ولا عند استواء الشمس في كبد السماء في الحر الشديد ، وأما فيما عدا ذلك من الأوقات فيحل له أن يقضي في أي وقت من الأوقات .

في هذا الوقت يمكن أن يصلي الظهر ، ويمكن أن يصلي العصر ، ويمكن أن يصلي المغرب، ويمكن أن يصلي العشاء ، وفي واقعة الخندق صلى النبي صلى الله عليه وسلّم الظهر والعصر والمغرب والعشاء في وقت العشاء أي صلى ثلاث صلوات قضاء وصلاة أداء في وقت العشاء ، أمر بلالاً أن يؤذن فأذن ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا الظهر ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا العصر ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا المغرب ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا العشاء ، هكذا جاء في صحيح البخاري . فإذن على هذا يعول .

له أن يقضي في أي وقت من الأوقات ، لا يعني أنه يلزمه أن يقضي صلاة الظهر في وقت الظهر ، أو يلزمه أن يقضي صلاة العصر في وقت العصر .

يمكن أن يقضي الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر في وقت الظهر أو في وقت المغرب أو في وقت العشاء أو في وقت العصر أو في وقت الفجر ، أو أن يقضي مثلاً ما بين طلوع الشمس إلى الزوال يمكنه أن يقضي أي صلاة من الصلوات في هذه الأحوال .

ويمكنه في اليوم الواحد أن يقضي حتى ولو صلاة سنة إن استطاع ذلك ، وإنما يكون القضاء بالترتيب حسب رأي بعض أهل العلم فالقضاء بالترتيب على حسب رأي بعض أهل العلم ، ومنهم من قال لا يلزم الترتيب ، والذين قالوا بالترتيب راعوا الفعل فعل النبي صلى الله عليه وسلّم حيث بدأ بالظهر أولاً ثم العصر ثم المغرب ثم صلى العشاء الحاضرة ، والذين قالوا بعدم وجوب الترتيب راعوا أن هذا فعل ، والفعل لا يلزم أن يكون دالاً على الوجوب إذ يمكن أن يكون ذلك من باب مراعاة الأفضلية ، ومنهم من فرّق بين أن تكون الصلوات خمساً فصاعدا أو ما دون الخمس ، فإن كانت دون الخمس فعليه أن يرتبها ، وإن كانت فوق الخمس فلا يلزمه ترتيبها ، وهذا من أجل مراعاة دفع المشقة لأن كثرة الصلوات الواجبة على الإنسان قد تكون مراعاة الترتيب في قضائها تؤدي إلى مشقة وعسر والله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ، فلذلك رأوا هذا الرأي .

والصلوات تقضى بحسب ما تركها الإنسان فما أضاعه في السفر يقضى سفرياً حتى ولو كان في الحضر ، وما أضاعه في الحضر يقضى تماماً ولو كان ذلك في السفر ، والله تعالى أعلم .

السؤال
هل يصح له أن يصلي مثلاً في وقت الظهر خمس صلوات ظهر فائتة ؟

الجواب :
بناء على أن الترتيب لا يلزم كما قلنا لا حرج عليه ، وبناء على وجوب الترتيب فلا بد من مراعاة الترتيب .


السؤال
إذا كان مسافراً كيف يقضي الصلوات الرباعية في السفر ؟

الجواب :
يقضيها كما أضاعها ، ما أضاعه في السفر يقضيه سفرياً ولو كان في الحضر ، وما أضاعه في الحضر يقضيه تماماً ولو قضاه في السفر .

السؤال
في من وجد طفلاً ميتاً من أب غير شرعي وهو لا يدري هل خرج من بطن أمه حياً أم ميتاً هل يصلى عليه ؟

الجواب :
الأصل فيما يولد ولا دليل على حياته أنه خرج ميتاً ، الأصل أن يكون خارجاً ميتاً إن كان لم يستهل ، أما إن استهل فإنه يصلى عليه ، وإن كان لم يستهل فإنه لا يصلى عليه ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون أبوه أباً شرعياً أو غير أب شرعي إذ الأصل أنه على الفطرة والله تعالى يقول ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(الأنعام: من الآية164) ، فلا يحمل تبعة ما فعل أبواه ، والله تعالى أعلم .


في من يرى في منامه أهوال يوم القيامة ويتخيل نفسه أنه يموت عدة مرات ، فما تأويلها ؟

الجواب :
أنا لست خبيراً في تعبير الرؤى ، وعلى أي حال الأهوال هذه قد تكون حديث نفس أحياناً ، وأما إن كان يرى الإنسان أن القيامة قد قامت فهذه الرؤيا مبشرة في حقيقتها لأن المعبرين هكذا يقولون ، يقولون رؤية القيامة دليل على قيام العدل لأن الله تعالى يقول ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (الأنبياء: من الآية47) .

السؤال
امرأة رأت في المنام أنها نذرت أن توزع خبزاً وحلوى إذا ما شفيت أمها ، فهل هذا النذر يلزمها ؟

الجواب :
لا ، ما كان في المنام لا يلزمها .


السؤال
ما حكم العمل في المصارف ؟

الجواب :
إن كانت المصارف متقيدة بالأحكام الشرعية بحيث تتجنب الربا ولا تقرب من الربا ولا فيها غش ولا فيها أي شيء مما يحرم شرعاً من الغرر وغيره ، والصرف يتقيد فيه بالطريقة الشرعية بحيث يتم فيه التقابض يداً بيد فلا مانع من ذلك وإلا فيجب اجتناب كل ما فيه حرمة .





سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


وعد الوفا 01-02-2011 05:47 PM


ما شاء الله ،، جمعت لناا فتاوى تفيدنا بحياتنا وواقعه بالفعل

ربي يلهمك الصواب ع هالإنتقاء الرائع والمفيد بمثل هالمواضيع ،، بارك الله فيك

البراء 04-02-2011 11:38 AM


*خدمة الهاتف النقال تكون عن طريق الاتفاق مع البائع نفسه الذي هو بدوره متفق مع شركة من الشركات ، يقوم هذا المشتري بدفع إيجار شهري لتلك الشركة التي توفر له خدمة الهاتف النقال ، لكن هذه الشركة نفسها في كل عام تقدم عروضاً معينة ، العرض الذي تقدمه يساوي إيجاراً شهرياً من الإيجارات التي يدفعها المشترك ، فهل له أن يأخذ ذلك المبلغ الذي تقدمه الشركة ؟

**هل هذا داخل في صفقة بيع ما بين المشتري والبائع من أول الأمر ، أو هو غير داخل في صفقة البيع ؟ فإن كان غير داخل في صفقة البيع فمعنى ذلك أن هذه الشركة ترد إليه بعض ما دفعه ، ولا حرج في ذلك فإن لها أن تتصرف .

أما إن كان ذلك داخل في صفقة البيع وكان ذلك أمراً مجهولاً فهنا تدخل الجهالة إذ ربما يحصل وربما لا يحصل ، فهنا تكون جهالة ، والجهالة تؤثر على صفقات البيع .

فلا بد أن يكون الأمر واضحاً لا جهالة فيه ، هذا إن لم تكن هناك مقامرة ، أما إن كان هذا الدفع لأجل المقامرة بحيث يدفع لبعض الناس دون بعض فذلك بطبيعة الحال غير جائز .

*إن كانت هذه الشركات تقدم هذه المبالغ فقط من أجل أن تجلب الزبون إليها ؟

**لا حرج .


*إذا ضاق نفس المصلي أثناء قراءة سورة الفاتحة عند كلمة لا يحسن الوقوف عليها ، هل يصل القراءة بأن يعيد قراءة كلمة أو كلمتين كي يكتمل المعنى أم أن ذلك يعد تكراراً ؟

**على أي حال هو إن وقف وقفاً اضطرارياً من أجل أنه لم يستطع مواصلة القراءة فلا حرج في هذه الحالة أن يستمر ولو كان هنالك فصل ما بين كلمتين مترابطتين لا حرج في أن يستمر ، وهذا مما ذكره العلماء بأنه يستثنى في أي قراءة لا في الفاتحة فكيف بالفاتحة ، مع أن الفاتحة يمنع أن تكرر في الركعة الواحدة .

*من وجد قولين في مسألة لعالمين مجتهدين فبأي القولين يأخذ ؟

**هل وجد هذين القولين لعالمين مجتهدين في عصره ، أو لعالمين مجتهدين ميتين ؟ الإنسان مطالب في عصره إن وجد العالم المجتهد أن يرجع إليه من أجل أن يبين له القول الراجح ، ذلك لأن ترجيح الأقوال يختلف أيضاً حتى باختلاف الزمان ، إذ لعامل الزمان تأثير في ترجيح الأقوال ، فإن العالم الفقيه كالطبيب فيعالج المشكلة بحسب ما يمكن أن يكون أجدى وأنفع في العلاج ، والطبيب قد يختلف العلاج عنده بين فصل وفصل ، فتجد مثلاً في فصل الصيف يعطي جرعة لا يعطيها في فصل الشتاء وكذلك العكس ، وهكذا العالم الفقيه عليه أن ينظر في اختلاف الأوقات وفي اختلاف الأزمنة بل في اختلاف الأشخاص أيضاً ، كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه استفتاه مستفت في قبلة الصائم فأجابه بالإباحة واستفتاه آخر فأجابه بالمنع ، وقد لوحظ أن الذي أجابه بالإباحة كان شيخاً ، والذي أجابه بالمنع كان شاباً ، ومن المعلوم أن فوران الشهوة عند الشاب أكثر من الشيخ فلذلك أجابه بالمنع ، والشيخ يكون أهدأ أعصاباً من هذه الناحية فلذلك أجابه بالإباحة .

فلئن كان واجداً عالماً مجتهداً في زمانه فعليه أن يرجع للعالم المجتهد ، أما إن كان في زمانه عالمان مجتهدان وقد اختلفا في مسألة ما فإنه في هذه الحالة ينظر إلى من كان أعلم وأورع ، يرجع إلى رأي الأعلم والأورع فيأخذ برأيه فذلك أسلم ، والله تعالى أعلم .

*لكنه إذا وجد قولين لعالم مجتهد واحد ؟

**أيهما أسبق ، فالقول الأسبق يُترك للقول الأحدث .


أما الضعيف فعليه يرجع *** إن رجع المقلَد المتبع
الضعيف عليه أن يرجع ، ليس في الرأي نسخ ، لو رأى العالم المجتهد رأياً ورجع عنه فيما بعد فإن ذلك الرجوع لا يقال بأنه نسخ لرأيه ذلك فيمكن أن يًُعمل بذلك الرأي لكن من أبصر وجهه ، لا حرج في حق من أبصر وجهه أن يعمل به ، أي بذلك الرأي الذي رجع عنه من رآه من العلماء المجتهدين . أما الضعيف فعليه أن يرجع إذا رجع المقلَد أي العالم المجتهد المتبع عليه أن يرجع إلى رأيه ، والله تعالى أعلم .


*شخص يستطيع الصلاة قائماً فهل يجوز له أن يصلي جالساً في النوافل ؟


**نعم ، لا مانع من أن يصلي الإنسان متنفلاً قاعداً ، ولكن صلاته قاعداً على النصف من صلاة القائم .


*الذي يعمل في الغربة وحان عليه وقت الزكاة ، أين يؤدي هذه الزكاة في دار غربته أم في وطنه ؟

**على أي حال إن أداها في وطنه فذلك خير ، وإن وجد فقراء مستحقين في غربته ودفعها إليهم فذلك أيضاً خير .





سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 11-02-2011 11:31 AM

ما حكم زيارة القبور والدعاء للموتى ؟

الجواب :
زيارة القبور شرعت أو أبيحت لأجل تذكر الآخرة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم نهى أولاً عن زيارتها عندما كان الناس جديدي عهد بالجاهلية حتى لا يحملوا معهم أوزاراً من عادات أهل الجاهلية وهم يزورون هذه القبور ، فحذر النبي صلى الله عليه وسلّم أولاً من زيارتها ، ثم قال : (ألا فزوروها ولا تقولوا هُجرا) .


ولا حرج في أن يدعو الإنسان لمن زاره من أهل الصلاح والخير كما فعل النبي صلى الله عليه وسلّم .
أما أن يتخذ ذلك موسماً أو أن يجعل القبر مكان عبادة بحيث يصلي هنالك أو يقرأ القرآن هنالك فذلك غير سائغ ، فإن الصلاة نهى النبي صلى الله عليه وسلّم عنها عند المقابر .



وكذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلّم في أمر القرآن حيث أمر أن يقرأ القرآن في البيوت وأن لا تتخذ قبورا إشارة إلى أن القبور ليست مكاناً لتلاوة القرآن الكريم ، كما أنه شدد في اتخاذ القبور مساجد ،وقد أجاد الإمام السالمي رحمه الله عندما قال :
أتُعمًرن قبورنا الدوارس ** ويترددن إليها الدارس
وهذه المساجد المعدة ** نتركها وهي لذاك عدة
والمصطفى قد زارها وما قرا ** إلا سلاما ودعا وأدبرا
حسبك أن تتبع المختارا ** وإن يقولوا خالف الآثارا



السؤال
كيف يستطيع المسلم أن يوازن بين عمارة دنياه وعمارة آخرته ؟



الجواب :
نعم ليعط الدنيا بقدر ما تستحق والأخرى بقدر ما تستحق ، ولينظر ما قيمة الدنيا بمقدار قيمة الأخرى ، ومعنى هذا أن يجعل الدنيا وسيلة للآخرة ، وأن لا يجعلها غاية ، إذ لو جُعلت الدنيا غاية لأدى ذلك إلى نسيان الدار الآخرة ، فالإنسان يعمر دنياه لتكون وسيلة له إلى آخرته ، بحيث يصلح هذه الدنيا من أجل إصلاح الآخرة لا من أجل العناية بالدنيا وحدها ، فإن العناية بالدنيا تُنسي الدار الآخرة ، وقد قال الله تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (هود:15-16) ، ويقول سبحانه ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ) (الإسراء:18-19) ، ويقول ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) (الشورى:20) ، ويقول ( فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) (النازعـات:37-41) ، فعلى الإنسان أن يكون همه في الآخرة وإنما يعمر دنياه لأجل إصلاح آخرته فقط .



مسجد من المساجد تحت منبره دولاب فيه مصاحف ، ويقوم الخطيب على المنبر ، هل يصح هذا الوضع ؟


الجواب :
هل هذه المصاحف يكون عليها الخطيب ؟ أو هي نازلة بحيث يوجد فراغ ؟ فإن لم يكن فراغ بحيث تكون متواصلة هذه المصاحف إلى أعلى بحيث يكون الخطيب يقف عليها فذلك غير جائز ، لأن حرمة المصاحف حرمة عظيمة إذ القرآن هو كلام الله ، ويجب على الإنسان أن يرعى حق هذا الكلام العظيم الذي جاء من رب العالمين سبحانه وتعالى .



وأما إن كان هنالك فراغ فمثل ذلك كمثل من يصلي فوق غرفة وتحتها حجرة فيها مصاحف أيضا فلا يمنع ذلك مع وجود الفراغ ، ولكن مع ذلك إن وجد لهذه المصاحف مكان آخر توضع فإنه يجب أن يراعى ذلك حرصاً على تنزيه كتاب الله تبارك وتعالى وتقديساً لكلام الله عز وجل .


السؤال
إذا مرت عليه سجدة في المصحف فأين يضع المصحف ، هل يضعه على الأرض على الرغم من أنها طاهرة ؟



الجواب :
المصحف يجب أن يصان ، ونحن من وجدنا من علمائنا من يقول بأن الكتاب الذي فيه آيات من كتاب الله ، وفيه أسماء لله تبارك وتعالى ، وفيه علم نافع من حرمته أن لا يترك على الأرض ، بل يوضع على مكان مرتفع ، وهذا من تقدير العلم ، ومن تعظيم أسماء الله تعالى وآياته ، فكيف بكلام الله تبارك وتعالى ، كيف بكتاب الله المنزل الذي هو كلامه يضعه الإنسان على الأرض حيثما يضع قدمه ، لا ينبغي أن يصدر ذلك ممن يعظم حرمات الله ويجلها بل عليه أن ينظر له مكاناً رفيعاً يضعه عليه ، فإن لم يجد فليجعله تحت إبطه وليسجد ثم بعد ذلك ليمسكه بيديه ، والله تعالى أعلم .



السؤال
هل يجوز حرق القرآن المبعثر على الأرض على شكل أوراق ، وإذا لم يجز فما هي أفضل طريقة للتخلص من أوراق المصحف المبعثرة إذا لم يستطع صاحبها الاحتفاظ وخشي عليها من الضياع ، وما عقاب من قام بحرق القرآن الكريم ؟


الجواب :
حقيقة الأمر القرآن الكريم لا ريب أن له حرمات ولذلك اختار كثير من العلماء أن يكون التخلص من التبعية أو من المسئولية عن المحافظة على القرآن الكريم عندما تتعذر هذه المحافظة قالوا بأنه ينبغي أن تكون إما بإلقاء هذه الأوراق المبعثرة المقطعة في آبار مهجورة بعد وضعها في أكياس لأجل صونها ، وإما أن تدفن على أسس مساجد أي أسس أماكن معظمة مقدسة ، وإما أن تلقى في البحر ، وإما أن تدفن في أماكن بعيدة في الصحاري بحيث تكون بعيدة عن وضع الأقدام ، ولكن إن تعذر ذلك كله فلا مانع من الإحراق .



وقد وقع الإحراق في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وإن كان من الناس من أنكر ذلك ، وقع ذلك في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان عندما أراد أن يتخلص من المصاحف التي أراد أن لا تتشعب القراءات بها ، وأن يجتمع الناس على مصحف واحد حتى لا يقول بعض الناس قراءتي خير من قراءتك ، تخلص من هذه المصاحف بإحراقها وأيده في ذلك الكثير ، ولا نرى حرجاً في الأخذ بذلك مع الضرورة .



سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 18-02-2011 04:52 AM

*ما حكم قراءة المولد والمالد ؟
**أما بالنسبة إلى قراءة المولد هذا هو الاحتفال بذكرى ميلاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وهذا أمر لم يكن عند السلف الصالح إذ لم يكن معهوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ولا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ، وإنما حدث ذلك بعد قرون ويقال بأنه حدث في إبان الدولة الفاطمية ، ولذلك وقف العلماء موقفين منه ، منهم من نظر إلى أنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعلى هذا هو غير جائز أي الاحتفال بمناسبة ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلّم .


ومنهم من قال بأنه سائغ لأن فيه تذكيراً بنعمة بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم ، وهذا رأي وجيه ، ولكن لا بد من أن نعتبر بعض الاعتبارات ، ربما بالغ بعض الناس في ذلك في الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلّم وأحدثوا أشياء لم تكن ليرضى بها الرسول صلى الله عليه وسلّم ، من بين هذه الأشياء الاختلاط بين النساء والرجال ، ومن بين هذه الأشياء الإسراف الذي ينهى عنه الإسلام ، وكذلك تقديس كلام أحد بعينه لأن القدسية لكلام الله ، فلا حرج أن يقرأ الإنسان الكتاب الذي ألف في حكاية قصة مولد النبي صلى الله عليه وسلّم ولكن هذا على أن لا يكون يعتقد في قراءة ذلك الكلام التعبد الذي في قراءة كلام الله تبارك وتعالى ، فإن كلام الله تعالى تعبدنا بتلاوته بل لو قرأ القرآن الكريم شخص أعجمي لا يعرف من العربية شيئاً ، فإنه يكون بذلك متعبداً بهذه التلاوة التي يتلوها لكتاب الله ، بينما كلام غيره من كلام أهل العلم بل حتى الأحاديث النبوية لا يتعبد أحد بتلاوتها لذاتها ، وإنما لأجل فهم دلالات الحق ومقاصد الشرع وإرشاد الإنسان إلى سبيل الحق والدين ، أما أن يعتبر الإنسان كلام أحد له قدسية بحيث يقرأه متبركاً به كما يتبرك بقراءة كلام الله تبارك وتعالى فهذا غير سائغ .

ولذلك نحن نقترح في تذكير الناس بمثل هذه المناسبة العظيمة أن تلقى محاضرة يدعى فيها الناس إلى اتباع السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وإحياء ما اندرس من هذه السنة ، والقيام بالدعوة التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلّم حتى لا يكون الناس يشتغلون بمجرد الأمور الظاهرة ، ويشتغلون بالشكل ويتركون الحقيقة والمضمون .

ومن ناحية أخرى ما يسمى بالمالد هذا أمر آخر ، هذا أمر أنا بنفسي لا أعرفه ولكن حسبما قيل لي بأنهم يعتقدون اعتقادات خارجة عن الحق ، ويستحضرون الشياطين إلى آخره ، هذه أمور لا تجوز أبداً ، ولا يجوز لأحد أن يدعو غير الله تبارك وتعالى ، فإن دعاء غير الله يدخل من اتخاذ غير الله تبارك وتعالى إله يعبد ، والحق سبحانه وتعالى شددّ في ذلك كثيرا ًفي كتابه فقد قال ( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الرعد:16( .
ويقول سبحانه وتعالى ( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (فاطر:2) ، ويقول ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر:38) .
ونجد أن الله سبحانه وتعالى يخاطب في كتابه الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو أشرف الخلق وأعلاهم منزلة وأعلاهم قدرا فيقول له ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ) (الأعراف: من الآية188) وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا فكيف بغيره عليه أفضل الصلاة والسلام ، بل كيف يملك ميت أو يملك أحد أياً كان حياً أو ميتاً لأي أحد نفعاً ولا ضرا ، أو أن يلجأ إنسان إلى مردة الجن أو الشياطين أو نحو ذلك فيطلب منهم قضاء حاجة أو دفع مضرة أو تحقيق منفعة ذلك كله مما يعد من الشركيات ، والله تعالى المستعان
.

*تعامل المسلمين مع مثل هذه الأحداث يرى البعض أن هناك أمورا ارتكبت من شأنها أن تسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلّم من خلال التخريب وغيره من الأمور التي تدفع إليها عاطفة قوية جداً أو غير مضبوطة أو جهل . ما هو الفقه الذي يجب أن يتعلمه المؤمن في مثل هذه الأحوال حتى يتعامل معها بعقلانية ؟

**لا ريب أن المسلم الذي فقه دينه وعرف إسلامه وتعمق إيمانه يأبى عليه دينه الحق وإيمانه العميق وإسلامه السمح أن يرتكب مخالفات ، وأن يكون سبباً لإقلاق الناس وإيذائهم ، وإنما المسلم الحق دائماً يكون بنّاء ولا يكون هدّاما ، ويكون رءوفاً رحيماً ولا يكون ساخطاً حاقداً على الإنسانية ، يسعى إلى ما فيه الخير .

نحن نرى في شخص الرسول صلى الله عليه وسلّم كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلّم كيف كان يصفه الله تبارك وتعالى بأوصاف عظيمة يقول ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128).

والله سبحانه وتعالى يبين كيف كان حرص النبي صلى الله عليه وسلّم على هداية الناس وإنقاذهم من ورطتهم ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الفساد إلى الصلاح ، ومن الضياع إلى الاجتماع في ظلال العقيدة الحقة ، نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6) ، أي يكاد النبي يبخع نفسه أي يقتل نفسه لشدة ما يحمله من الهم ، ومن شدة ما يشتعل في نفسه من الحزن على الناس الذين أعرضوا عن هذا الدين وجانبوه ولم يؤمنوا به ولم يتبعوه ، ويقول سبحانه وتعالى ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (الشعراء:3) ، قد كان النبي صلى الله عليه وسلّم حريصا كل الحرص على أن ينتشل من هذا الضياع ، وأن ينقذهم من العذاب الأليم ، النبي صلى الله عليه وسلّم يصوّر بنفسه أن الناس إنما هم يتقاذفون في النار فهو يأخذ بحُجَزهم عن النار ، يأخذ بحجزهم لينقذهم من النار ، فأعمال النبي صلى الله عليه وسلّم كلها إنما هي إنقاذ لهذه الإنسانية ، فالمسلم الحق يتعلم من هذا ، ويحرص على أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وأن يتخلق بأخلاقه ، يتخلق بالأخلاق الكريمة بالاستقامة على الحق واتباع الرشد وحب الخير للإنسانية .


*بما أننا الآن في أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كيف يمكن للمسلمين عموماً أن يصنعوا من هذا الحدث العظيم الكريم الجليل فرصة لتجديد الولاء والعهد ولنشر الإسلام والتعريف به كما يصنع غيرنا على الأقل عندما يقيمون ضجة إعلامية كبيرة في احتفالهم بأعياد ميلاد أنبيائهم أو ما شابه ذلك ؟

**أولا أنا أريد استدرك بأنه أولئك الأنبياء نحن أولى بهم ، نحن لا نفرق بين أحد من الرسل ، ونؤمن بأن ما نحن مستمسكون به من العقيدة هو ما كان عليه أولئك الأنبياء ، الله سبحانه وتعالى يقول (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25) ، ويقول ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(النحل: من الآية36) ، ويقول عز من قائل حكاية عن نوح وهود وصالح وشعيب (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) ، وحكى عن المسيح عيسى عليه السلام أنه قال (اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ )(المائدة: من الآية72) ، فإذن نحن أولى بأولئك الأنبياء ، وأولئك أنبياؤنا وليسوا بأنبيائهم ، نحن أولى بهم ، نحن متمسكون بهديهم ، متبعون لهم (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران:67) والله تعالى المستعان .



يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


البراء 25-02-2011 01:01 AM

له ذلك إن كان قرضا


* يوجد عندنا شخص لديه ابن مصاب بالفشل الكلوي وجمعنا له تبرعات تصل تقريبا اربعة آلاف ريال عماني لكن هذا الرجل لم يذهب لعلاج ابنه وقدر الله ان يكون ابن ابنة هذا الرجل مصابا بنفس المرض فطلبت من ابيها ان يعطيها مبلغا قدره الفي ريال عماني فوافق وأخذت ابنها للعلاج والآن الاب يطالب ابنته بالمبلغ فهل يحق له ذلك؟


- ان كان قد اعطاها المبلغ اقراضا فله ان يطالبها برده لصرفه فيما جمعت لاصله من علاج ابنه، والله أعلم.
أولياؤها


* امرأة تعيش مع زوج ابنتها منذ اكثر من اربعين سنة ولديها راتب شهري قدره اربعون ريالا وكانت عندها اموال من النخيل وأشجار المانجو وبيوت قام ببيعها والآن لا يوجد عندها الا عشر نخلات او اقل وهي الآن تعاني من نقص في النظر وتريد السفر للعلاج في الخارج فمن المسؤول عن مصاريفها؟
- ان كانت ذات مال فهي المسؤولة عن كل ما تحتاج اليه، وإلا فالمسؤول عنها اولياؤها، ولها ان تطالب زوج ابنتها بحقوقها عبر القضاء ان كان قد تعدى عليها والله أعلم.


عليهم ان يتعاملوا مع المرأة بحسب علمهم


* قامت امرأة بحيازة قطعة ارض ثم بنى زوجها بيتا لهم على هذه القطعة بتمويل منهما وتم استخراج ملكية البيت باسم زوجها، كيف يكون التعامل مع هذا البيت بعد وفاة الزوج علما بأن المرأة بذلت جهدا كبيرا في تمويل البيت وان للزوج ورثة من امرأة اخرى؟
- ان كانوا جميعا «اي الورثة» على علم بهذه الحقيقة فإنهم يتعاملون مع هذا العقار بحسب ما يعلمون من امر تملك المرأة للأرض ومشاركتها في البناء والا فالقضاء يفصل بينهم والله أعلم.
* هل يجوز للمسلم ان يأخذ مبالغ نقدية من غير المسلم بغية الانتفاع بها وهذه المبالغ تكون على شكل هبات او هدايا، وان كان الجواب بلا فما هي الطريقة للتصرف بهذه المبالغ؟
- لا مانع من قبول هبة او هدية من غير المسلم شريطة ان تكون مما يجوز تملكه للمسلم وان ننتفي شبهات الرشوة والابتزاز من اي طرف هذا والله أعلم.

* قام رجل من اهل الخير بايداع اكفان في مسجد لقرية بغية استخدامها من سكان تلك القرية، غير ان البعض يصر على دفع مبالغ كلفة هذه الاكفان فهل يجوز لامام المسجد ان يأخذ هذه المبالغ؟ وما هي الكيفية الحسنة في التصرف بها؟
- على الامام ان يبين للناس ان الاكفان ليست للبيع فان ابى احد الا الدفع فليخبر المتبرع بذلك فان تنازل فلتجعل المبالغ في شيء من مصالح الفقراء في تلك البلدة او تدفع اليهم، والله أعلم.



الدعوة للأكل والتوزيع


* شخص نذر بان يطعم ثلاثين مسكينا فكيف يكون الاطعام؟ وهل يجوز بان يعطي شخصا مبلغا اكثر من غيره لعلمه لحاجته الماسة اكثر؟
- وصف الله تعالى عباده المؤمنين الاتقياء بقوله: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) وبناء على ذلك فإنه يجب على السائل ان يفي بنذره فيطعم ثلاثين مسكينا، ويكون اطعامهم اما بالايلام لهم ودعوتهم للاكل او بتوزيع طعام مأدوم على اسر مساكين بحيث يكون مجموع افراد هذه الاسر ثلاثين، او ان يحسب لكل مسكين منهم نصف صاع من طعام وهذا يعادل من الارز كيلوجراما وخمسة وعشرين جراما (1.025 كجم) هذا هو الواجب عليه فإن اراد ان يزيد بعض المساكين فهذا تنفل منه ومزيد بر، بارك الله في مساعيه، هذا والله أعلم.
* امرأة توفيت عن ام وعن اخت شقيقة من ام واب وعن اخ اب علما بان المرأة التي توفيت كانت في بيت الاخت الشقيقة ثم توفي الاخ من الاب عن اخت وعن بنات اربع، كيف يتم تقسيم هذا الارث؟
- تركة المرأة تقسم على ورثتها فلأمها السدس فرضا وللأخت الشقيقة النصف فرضا والباقي للاخ من الاب تعصيبا وعليه خمسا لها من ستة اسهم للأم سهم واحد وللأخت ثلاثة اسهم ويبقى سهم للاخ من الاب، واما مسألة الاخ من الاب فانها من ثلاثة اسهم وتصحح الى ستة اسهم للبنات الثلثان اي اربعة اسهم لكل بنت سهم واحد وللاخت الشقيقة الباقي بالتعصيب مع البنات فيكون لها سهمان والله أعلم.




الدكتور الشيخ كهلان الخروصي
مساعد المفتي العام للسلطنة

البراء 25-02-2011 11:38 AM

سؤال :
الإنسان يسعى إلى تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلّم والاقتداء به بقدر إمكانه ولكن في بعض الأحيان لا يجد تلك العاطفة المتنامية التي تدفعه إلى تقديم الكثير من صور القدوة ، فما هي الطرق التي يقوي بها الإنسان عاطفته تجاه النبي صلى الله عليه وسلّم ؟ وهل الذي قصّر في ذلك ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلّم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده ) ؟


الجواب :
النبي صلى الله عليه وسلّم بيّن أن حبه بعد حب الله سبحانه وتعالى من مقتضيات الإيمان بالله وبه صلى الله عليه وسلّم ، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام يقول : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أن أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا في الله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار .



ويقول صلى الله عليه وسلّم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين .
ويقول : والذي نفسي بيده لا يؤمن حتى أكون أحب إليه من والده وولده .



والرسول صلى الله عليه وسلّم يبين لنا قيمة حبه في موازيين الإيمان وذلك بعد حب الله .


ولا ريب أن الحب ينشأ في نفس الإنسان تجاه غيره لأحد سببين : إما تفوقه عليه وعلى غيره ، وإما بسبب يد سخية كانت منه عليه بحيث قدمت إليه خيرا .


وعلى كلا الأمرين النبي صلى الله عليه وسلّم يجب أن يفوق حبه حب الناس أجمعين ، على كلا الاعتبارين ، فإذا جئنا إلى عظم قدره صلى الله عليه وسلّم ، فمن البشر يسامي النبي صلى الله عليه وسلّم في قدره ؟ مَن مِن البشر يصل إلى ذلك المقام الرفيع الذي رفع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلّم إليه ؟


حسبنا هذا الثناء الذي في القرآن الكريم على شخص النبي صلى الله عليه وسلّم ، وحسبنا أن الله عز وجل كما قرن كلمة التوحيد بالشهادة له صلى الله عليه وسلّم بالرسالة ، حيث أُمرنا أن نقول أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .


وحسبنا أن في الأذن يتردد ذكر الله تعالى وذكر رسوله صلى الله عليه وسلّم .
وحسبنا أن نجد في كتاب الله سبحانه أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلّم تُقرن بطاعة الله عز وجل .
وحسبنا أننا نجد في كتاب الله أن الوعيد على معصية الرسول صلى الله عليه وسلّم يقترن بالوعيد على معصية الله عز وجل .



إذن هذا قدر رفيع رفع الله تعالى إليه النبي صلى الله عليه وسلّم .
فإذا جئنا إلى عظم شخصيته صلى الله عليه وسلّم نجد في القمة .



وإذا جئنا أيضاً في نفس الوقت إلى ما كان فضل على الإنسانية فهو يفوق الناس جميعاً في ذلك ، بل النبي صلى الله عليه وسلّم كان رجلاً حانياً كريماً يحنو على هذه الإنسانية ويحب أن ينقذها من ورطتها ، ويحب أن يخلصها من مأزقها ، ويحب أن يدخلها في رحمة الله تعالى ، فإذن كان بهذا القدر وتفانى وصبر وصابر من أجل إبلاغ هذه الدعوة ، ولولا هذا التفاني ولولا هذا الصبر الذي كان بتوفيق الله لما وصلنا إلينا من الإسلام شيء ، فإذن هو أولى بأن يُحب فوق الناس جميعا .
هذه المشاعر عندما تمتزج بأحاسيس الإنسان لا ريب أنه في هذه الحالة يحس بقدر شخص النبي صلى الله عليه وسلّم ، ويجتمع الشعور النفسي مع التفكير العقلي حتى يصير الإنسان مقدراً لشخصه صلى الله عليه وسلّم ومعظماً له ومتفاعلاً مع هذا الإحساس الذي يصدر عنه .





سؤال :
ما هي مظاهر حب أهل عمان للنبي صلى الله عليه وسلّم ، وما هي صوره وصور الإخلاص والتضحية للإسلام ؟





الجواب :
على أي حال لقد منّ الله سبحانه وتعالى على أهل عمان بأن هداهم للإسلام في مرحلة مبكرة في عهده صلى الله عليه وسلّم مع بُعد دارهم عن مهبط الوحي ومشرق النور ، عن الكعبة المشرفة وعن المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، ولكنهم تسارعوا إلى اعتناق هذا الدين قبل أن تفتح مكة المكرمة ، فُتحت عمان بالدعوة قبل أن تفتتح مكة المكرمة بالجنود ، هذا من فضل الله سبحانه على هؤلاء الذين يقول فيهم العلامة أبو مسلم رحمه الله يقول في عمان :



ولكن شجاني معهد بان عهده *** فبان الهدى في إثرهم والمكارم
هو المعهد الميمون أرضا وأمة *** وإن زمجرت للجور حيناً زمام
هو المعهد المعمور بالرحمة التي *** سقت من إمام المرسلين المراحم
سيكثر وراداً على الحوض أهله *** إذا جاء يوم الحشر والكل هائم
لقد صدّقوا المختار من غير رؤية *** وتكذيبُ جُل الشاهدين مقاوم



ولا ريب أن أهل عمان تفانوا في حب النبي صلى الله عليه وسلّم ، شاركوا في الجهاد ، شاركوا في الفتوحات العظيمة التي كانت في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم ، وشاركوا في نشر دعوة الإسلام في أرجاء الأرض ، في ديار كثيرة من الأرض ، وشاركوا أيضاً في الحفاظ على سنة النبي صلى الله عليه وسلّم ، فكان من بينهم الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد رحمه الله تعالى من فرق التي هاجر منها إلى مدينة المنورة ثم إلى البصرة واجتمع بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم ونقل علماً كثيراً غزيراً عنهم حتى قال ابن عباس رضي الله عنه : عجباً من أهل العراق يحتاجون إلينا وعندهم جابر بن زيد لو قصدوا نحوه لوسعهم علمه .


وكذلك تلامذة جابر رحمه الله مع حفاظهم على الدعوة النقية الصافية الصحيحة ، وكذلك تدوينهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلّم كما كان من الإمام الربيع بن حبيب الذي كان من أوائل من دونوا سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه .


سؤال :
يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ و)(الحجرات: من الآية2) ، هذه الآية القرآنية الآن كيف نطبقها والنبي صلى الله عليه وسلّم ليس بيننا ؟



الجواب :
نعم نطبقها إذا قرأت علينا سنة النبي صلى الله عليه وسلّم لا يتطاول على أحد رفع صوته فوق صوت قارئ هذه السنة لأنه يبلغ ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلّم ، ثم مع هذا لا يعارَض ما قاله صلى الله عليه وسلّم بما قاله أحد من الناس كما يقول في ذلك الإمام السالمي رحمه الله .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 04-03-2011 11:30 AM

*الرسول صلى الله عليه وسلّم أُرسل رحمة للعالمين لكن هناك من يرى أن حق المساواة هو مكفول لمن اعتنق هذا الدين من عرب وعجم وأن من لم يؤمن به كان حقهم الإجحاف وعدم المساواة، ما قول سماحتكم في هذا؟

**أعوذ بالله من مقالة أهل الضلال، ومن افتئات أهل الباطل.
أولاً لا يمكن أن يتساوى الناس مبطلهم ومحقهم وبرهم وفاجرهم في أمر معادهم ولا في أمر الولاية، أمر الولاية على أي حال هي لمن أطاع الله ورسوله وانتظم في سلك المؤمنين فإن الله تبارك وتعالى يقول (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55)، فهؤلاء هم الذين تحق لهم الولاية، أما أن يتولى الإنسان الكفرة فذلك غير جائز،
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (الأنفال: من الآية73).



أما الحقوق الأخرى فلا ريب أن الحقوق العامة مشتركة، لا ريب أن المسلم يتميز بحقوق بسبب إسلامه لأنه أطاع الله ورسوله وانقاد لأمر الله وأذعن لحكمه فهو أولى بأن يُبر، ولكن إن كان غير مسلم جاراً لمسلم فإن على هذا المسلم أن يقدر حق الجوار، وأن يؤدي هذا الحق، وأن يصرف أذاه عن جاره ولو كان جاره غير مسلم فهو مطالب بذلك.


وكذلك بالنسبة إلى الوالد إن كان غير مسلم فإن حقه يجب ولو كان هو على غير الإسلام، فالله تبارك وتعالى يقول (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)(لقمان: 14-15) ، أمر الله تعالى بمصاحبتهما بالمعروف .


وكذلك إن كان ذا رحم في هذا خلاف، هل لذي الرحم غير المسلم حق أو لا يجب له حق الرحم بسبب عدم إسلامه، والذي نأخذ به أن للرحم ولو كان غير مسلم حق واجب كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم: إنكم ستفتحون بلاداً يُذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لنا فيهم رحما وصهرا ) ، ويشير إلى الرحم الذي بينه وبين أهل مصر من قِبل جده إسماعيل عليه فإن أمه هاجر من مصر ، مع أن أولئك لم يكونوا في ذلك الوقت على الإسلام عندما وصى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم .


وكذلك إذا جئنا إلى حديث : ألا أن آل أبي فلان ليسوا لي بآل .. إلى أن قال : ولكن لهم رحماً سأبلها ببلالها . هذا دليل على أن من كان على غير ملة الإسلام يبقى حق الرحم واجباً له .


وهكذا الأدلة الأخرى التي تدل على هذا، فمن خلال هذا يتبين لنا أن غير المسلم لا يقطع من أي حق ، نعم لا يمكن أن يتساوى البر والفاجر والمسلم والكافر في الحقوق، فلا ريب أن الناس يتفاضلون بقدر تفاضلهم في الأعمال وبقدر تفاضلهم في البر والصلاح والإخلاص لله سبحانه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: من الآية13)، فتقوى الله هي ميزان التفاضل بين الناس ، ويجب الأخذ بذلك في الاعتبار.


هناك أيضاً من يحاول من المسلمين في هذه المجتمعات أن يكون فعلاً رسول إسلام غير أنه ربما يسلك باب عدم التشدد وعدم الأخذ بالحزم في كثير من المسائل ويأخذ بما قد يجد فيه قولاً من أقوال العلماء من رُخص أو التجويز فهل مثل هذه الشخصية التي تقوم بدور تمثيل رسالة الإسلام بمثل هذا السلوك في نظركم أنها تخدم فكرة الإسلام؟


*هناك على أي حال اختلاف ما بين الأقوال، هناك قول قد يكون قولاً مرجوحاً ولكنه يستند إلى دليل ولو كان الدليل مرجوحاً، وليس هو معارضاً لنص ثابت عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلّم، فإذن من أخذ بهذا القول لا سيما في المواقف الحرجة لا يقال بأنه خالف الحق أو خرج عن طريقة الإسلام الصحيحة أو خالف الدين، وإنما أخذ بغير القول الأشد.


وقد يكون القول شاذاً لا دليل عليه بل الأدلة تضاده وتعاكسه، وهنا لا يُسمح للمسلم أن يهجر الدليل وأن يأخذ بالقول الذي لا دليل عليه قط، إذ لا قول لأحد مع قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلّم، ولا عبرة بالرأي ، الله تبارك وتعالى يقول (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً) (الأحزاب : 36 ) .


وفي هذا يقول الإمام السالمي رحمه الله تعالى :
ولا تناظر بكتاب اللهِ *** ولا كلام المصطفى الأواهِ
معناه لا تجعل له نظيرا *** ولو يكون عالماً خبيرا



لو قدرنا أن أحداً من العلماء نسي أو ذهل عن الدليل الشرعي، ذهل عن الدليل من كتاب الله أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلّم وقال قولاً مخالفاً للأدلة الشرعية فإنه لا عبرة بقوله مهما كان قدره ومهما كان شأنه ولكن لا يُعارض بكلامه كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلّم، كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلّم مقدمان على كلام أي أحد من الناس، والله تعالى الموفق.


*كيف نوفّق بين حديث الرسول الكريم (ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني) وبين وجود السنة النبوية التي تنفرد بأحكام عن القرآن الكريم؟


**تلك الأحكام هل هي معارضة لما في القرآن أو هي مخصصة لعمومات القرآن أو مقيدة لمطلقات القرآن، فإن كانت مخصصة فلا تعارض بين الخصوص والعموم، حكم القرآن يحمل على العموم وهذا يحمل على الخصوص، والخصوص يُقدّم على العموم، لأن العام ظني الدلالة وإن كان قطعي المتن، ولو كان متنه متلقى بطريق القطع كالقرآن أو الأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلّم إلا أنه بما أنه عام والعام يحتمل التخصيص بل احتماله للتخصيص احتماله قوي فإن معظم العمومات مخصصات ما عدا العمومات التي لا يمكن أن يطرقها التخصيص وبما أنها بمثل هذه الحالة أحكام العمومات يمكن أن يطرأ التخصيص ولو من الأحاديث الآحادية فيؤخذ بالحديث الآحادي عندما يكون مخصصاً في شيء يحتمل التخصيص لا فيما لا يحتمل التخصيص، في ما لا يحتمل التخصيص لا يمكن أن يؤخذ، لأن هناك أمورا لا تحتمل التخصيص قد يكون ذلك راجعاً إلى العقل، العقل لا يقبل التخصيص في بعض العمومات، بل العقل والشرع جميعاً مثل قول الله تعالى (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ) (المؤمنون: من الآية91)، فلو جاءت رواية ذُكرت، قد يكون بعض المغرضين ينسب رواية يذكرها السلف هذه ترد مهما كان لأن العقل والنقل قاضيان باستحالة التخصيص، لا يمكن إن يتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ، كذلك مثل قول الله سبحانه وتعالى ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (الإخلاص:3-4) ، وقوله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )(الشورى: من الآية11) ، وقوله سبحانه وتعالى (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ )(الأنعام: من الآية103) ، وقوله سبحانه وتعالى ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)(الكهف: من الآية49) ، وقوله (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ)(الإسراء: من الآية111) ، هذه العمومات لا يمكن أن تُخصص بحال من الأحوال .


وقد يكون مَنْعُ التخصيص بسبب الإجماع على أنه لا يُخصص هذا الحكم مثل قول الله سبحانه وتعالى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أرضعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فإن لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ )(النساء: من الآية23) ، فإن الأمة متواطئة جميعاً بلا خلاف أن الأمهات داخلات في الحكم ولا يمكن أن يُخصص عموم من هذا بحيث تحل الأم لولدها بحال من الأحوال ، وكذلك البنات وكذلك الأخوات وكذلك العمات وكذلك الخالات .... ، فمثل هذا لا يمكن أن يُخصص لو جاءت رواية تفيد التخصيص ، هذه الرواية لا يمكن أن تكون ثابتة عن الرسول صلى عليه وسلّم بحال من الأحوال أما فيما عدا فيؤخذ بالخصوص .



سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

بدرننننن 10-03-2011 02:21 PM

بارك الله فيك وشكرا جزيلا لك

البراء 11-03-2011 11:06 AM

*في هذا العالم الآن هناك أمور كثيرة نحتاج إلى الحديث عنها، جناية الإنسان على بني الإنسان أصبحت واضحة، هناك ظلم يقع على الشعوب ، قتل للأطفال والنساء والأبرياء، حصار وتجويع، كل ذلك بحجج الدفاع عن النفس أو ما شابه ذلك من هذه الأمور، هناك أيضًا إهانة لشخص النبي صلى الله عليه وسلم، وتعدٍ كذلك بعد ذلك على الذات الإلهية من قِبَل بعض من يدعي العلم والثقافة، نحتاج للحديث عن هذه الأمور بالإضافة إلى هذا الموضوع الذي يجني فيه الإنسان على بني الإنسان من خلال الحوادث والضحايا. في البداية كلمة تتحدثون فيها عما يحدث في هذا العالم، ثم نعرج بعد ذلك إلى الأمور الأخرى.

** بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فخير فاتحة نفتتح بها كلامنا هذا قول الحق سبحانه ( قُتِلَ الإنسان مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أماتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أمرهُ * فَلْيَنْظُرِ الإنسان إلى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً *وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) (عبس:17-32) .
الله سبحانه وتعالى يُقيم علينا الحجة في كتابه من آياته المنبثة في هذا الوجود، وكل آية من هذه الآيات كما أنها شاهدة على أن الله سبحانه وتعالى هو مبدع الوجود ومصرفه هي كذلك شاهدة على نعمة الله التي أسبغها على هذا الإنسان، فما بال هذا الإنسان يكفر هذه النعمة ويتطاول على الله ويجني على عباده. إن الإنسان طبعه السوء إذا لم تصنه بصيرة من الله سبحانه
ودأبُ النفوسِ السوءُ من حيثُ طبعُها *** إذا لم يصُنها للبصائرِ نورُ
إن الإنسان بلغت به الجرأة والتطاول على الله مبلغًا عظيما ، ونحن نسمع ما يردده الذين كفروا بالله واليوم الآخر ولم يبالوا بما أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم من خير من كلام يدل على منتهى الوقاحة في حق الله سبحانه وتعالى.
كذلك هناك تطاول على مقام النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه ، الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، والذي شهد حتى أعداؤه بأنه صلى الله عليه وسلم يفوق الخلق أجمعين في مزاياه وخصاله التي جعلها الله سبحانه وتعالى دليلاً على أنه برأه فأحسن خلقه، وأنه سبحانه وتعالى جعل فيه كمالات البشر التي تفرقت في غيره مجتمعة في شخصه صلوات الله وسلامه عليه .
وهناك هذه الجناية على الإنسان، كم من ضحايا في هذه الأرض ، كم من نساء تثكل في أبنائها أو ترمل ، وكم من أيتام يعانون ما يعانون ، وكم من أناس أصيبوا في أنفسهم من جراء جناية الإنسان مع أن قيمة الإنسان أيا كان قيمة عالية ، فالله سبحانه وتعالى يقول ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ) (الأنعام: من الآية151) (الإسراء: من الآية33) ، ويقول الله عزوجل ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأنما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )(المائدة: من الآية32) .
ونجد هؤلاء الذين كتب الله عليهم هذا هم الذين يجرؤون على سفك الدماء وإزهاق الأرواح وانتهاك حرم الإنسان، ما أعظمها من جريمة تقع على هذه الأرض والعالم غافل لاهٍ ، لو وقعت واقعة على أولئك الذين ينتهكون هذه الحرم ويرتكبون هذه الجرائم لثار العالم بأسره ، ولكن عندما يصدر منهم ما يصدر فالكل قرير العين مطمئن البال لا يحس بأي وخز في ضميره، ولا يحس بأي قيمة لأولئك الذين تنتهك حرمهم وتزهق أرواحهم وترتكب الجرائم في حقهم .

دع ما يكون في هذه الدنيا من طيش الإنسان وعدم مبالاته بقيمة هذه الحياة التي هو مسئول عنها ، فلا يبالي بقتل نفسه، ولا يبالي بقتل الآخرين من خلال السرعة الجنونية التي لا حدود لها ولا ضوابط ، ومن خلال المباهاة بهذه السرعة، فكل من ذلك أمر يستوقف كل ذي لب ، ويحجر كل عقل ، نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة .

* هذا الذي يحدث هل هي ضريبة التطور والتقدم كما يقول البعض بمعنى أن الإنسان قد حصل على كل هذه النعم فعليه أن يقدم من أجلها شيئا، أم هو سوء استخدام لهذه التقنيات والتطورات ؟

** النعم تقتضينا ألا نبطر ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ) (القصص:58) .
النعم تستوجب الشكر، وشكر النعمة أن تُستخدم فيما خُلقت من أجله . لا ريب أن التطور نعمة من الله سبحانه وتعالى ، ولكن لا يعني ذلك أن يندفع الإنسان اندفاعًا لا حدود له غير مبال بحياته وغير مبال بحياة الآخرين وغير مبال بحرمات هذه الحياة وغير مبال بحرمات الدين وغير مبال بأمر الله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والأمر وله تصريف الوجود، ويجب على الكل أن يخضع لمنهجه، وأن ينقاد لأمره، وأن يذعن لطاعته، وأن يقف عند حدوده.



* حب الوطن وأجب على كل فرد يعيش على ارضه لذا لا بد له من أمور لكي يكون قد أدى ما عليه من حقوق، على هذا ما هي حقوق المواطن للوطن وما هي حقوق الوطن للمواطن؟


لا ريب أن الوطن يتكون من المواطنين فالإنسان مطالب بأن يكون فردًا صالحًا في مجتمعه وأن يكون شاعرًا بمشاعر الأخوة التي تشد المؤمنين بعضهم إلى بعض وهي التي جسدها النبي في قوله ( ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 18-03-2011 11:33 AM

*ما معنى إسباغ الوضوء على المكاره ؟ هل هو يعني أن يتوضأ أو يجيد الوضوء هل هذا مع شدة البرد أو شدة الحر ولو كان يضر به نفسه أو ماذا يعني إسباغ الوضوء ؟

**إسباغ الوضوء على المكاره أن يسبغ الوضوء ، والأصل في الإسباغ بمعنى أن يجعل الشيء سابغاً ، والسابغ هو الشامل العام ، يقال أسبغ الله عليه نعمته أي شمله الله تعالى بنعمته ، والثوب السابغ هو الثوب الشامل ، فمعنى الإسباغ الشمول من بحيث يشمل العضو بالوضوء ، لا يُقصّر في توضئة ذلك العضو ، كأن يوضئ يده جميعاً من أطراف الأصابع إلى المرفق من غير إخلال شيء ، هذا هو الإسباغ ، وكذلك بالنسبة إلى القدمين هذا هو الإسباغ ، فإسباغ الوضوء هو بمعنى أن يشمل الوضوء العضو الموضئ بحسب الحدود التي أُمر بها في الإسلام .


أما بالنسبة إلى كون ذلك على المكاره فنعم ، أن يسبغ الوضوء على المكاره هذا هو المعني في حيث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( ألا أنبئكم بما يرفع الله به الدرجات ويمحو به الخطايا : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ) ، فإسباغ الوضوء على المكاره بمعنى أن يتوضأ الإنسان ولو كان يحس بشدة في وضوئه ذلك أن يتوضأ وضوءاً كاملاً ولو كان يحس بشدة بسبب البرد الشديد مع برودة الماء ، أو بسبب حرارة الماء مع سخونة الجو ، فإن ذلك هو إسباغ الوضوء على المكاره ، ولكن إن كان ذلك يؤدي إلى ضرر متيقن بحيث إن البرد يضر بعضوه الذي يوضئه حتى ربما يؤدي ذلك إلى شلل ذلك العضو أو يؤدي إلى إصابة ذلك العضو بأي مرض من الأمراض في هذه الحالة لا يكلف ، إن استطاع أن يسخن الماء فليسخنه ، وإن تعذر عليه ذلك ولم يستطع أن يسخن إلى الماء فليعدل إلى التيمم ، والإنسان مطالب بأن يحافظ على صحته ، الله تبارك وتعلى لم يكلف النفس ما يعسر عليها ويشق عليها (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) (البقرة : 286 ) (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا) (الطلاق : 7 ) ، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم . فالمأمور أن يأتي الإنسان بالعمل بقدر استطاعته وأن لا يكلف نفسه ما لا تستطيع .


*أيعتبر مسبغاً إن اقتصر مرة مرة مع التعميم ؟


**إذا كانت هذه المرة سابغة شاملة بحيث لم تخل قط فلا حرج ، ( هذا لا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ) ، معنى ذلك مفهوم المخالفة يدل على أن الصلاة مقبولة إن تحقق ذلك الوضوء .


*من رأى نموذجاً مثلاً رأى ثوبا مخيطاً أخذ هذا النموذج أما أن يشتري هذا الثوب أو أن يتصور ما فيه من تصميم ثم يقوم بخياطه مثله ، هل يعتبر في هذه الحالة تصرفه جائزاً كونه أخذ هذا التصميم ، وهل يُفرق بين إذا ما اشتراه أو إن صوّر ذلك وصنعه بنفسه ؟


**ما المانع من أن يُصمم الثوب كما وجده مصمماً ، ليس هنالك مانع شرعي من ذلك .


*وهل له أن يبيعه بأقل مما يبيعه الأول ؟


**لماذا يبيعه بأقل ؟ هو على كل حال إن كان لا يخسر فلا حرج .

*رجل أضاع عدداً من الصلوات فأراد الآن أن يقضي هذه الصلوات مع كل فريضة يؤديها في هذه الأيام ، فمثلاً عندما يصلي الظهر يصلي معها عدداً من صلوات الظهر الفائتة ، فهل هذا يصح ؟


**القضاء لا يتقيد بوقت ، وإنما يمنع القضاء في الأوقات التي تحرم الصلاة فيها ، فليس له أن يقضي في وقت طلوع الشمس حتى تستكمل طلوعها ، ولا في وقت غروب الشمس أي عندما تبدأ الشمس في الغروب حتى تستكمل غروبها ، ولا عند استواء الشمس في كبد السماء في الحر الشديد ، وأما فيما عدا ذلك من الأوقات فيحل له أن يقضي في أي وقت من الأوقات .



في هذا الوقت يمكن أن يصلي الظهر ، ويمكن أن يصلي العصر ، ويمكن أن يصلي المغرب، ويمكن أن يصلي العشاء ، وفي واقعة الخندق صلى النبي صلى الله عليه وسلّم الظهر والعصر والمغرب والعشاء في وقت العشاء أي صلى ثلاث صلوات قضاء وصلاة أداء في وقت العشاء ، أمر بلالاً أن يؤذن فأذن ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا الظهر ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا العصر ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا المغرب ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا العشاء ، هكذا جاء في صحيح البخاري . فإذن على هذا يعول .


له أن يقضي في أي وقت من الأوقات ، لا يعني أنه يلزمه أن يقضي صلاة الظهر في وقت الظهر ، أو يلزمه أن يقضي صلاة العصر في وقت العصر .
يمكن أن يقضي الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر في وقت الظهر أو في وقت المغرب أو في وقت العشاء أو في وقت العصر أو في وقت الفجر ، أو أن يقضي مثلاً ما بين طلوع الشمس إلى الزوال يمكنه أن يقضي أي صلاة من الصلوات في هذه الأحوال .
ويمكنه في اليوم الواحد أن يقضي حتى ولو صلاة سنة إن استطاع ذلك ، وإنما يكون القضاء بالترتيب حسب رأي بعض أهل العلم فالقضاء بالترتيب على حسب رأي بعض أهل العلم ، ومنهم من قال لا يلزم الترتيب ، والذين قالوا بالترتيب راعوا الفعل فعل النبي صلى الله عليه وسلّم حيث بدأ بالظهر أولاً ثم العصر ثم المغرب ثم صلى العشاء الحاضرة ، والذين قالوا بعدم وجوب الترتيب راعوا أن هذا فعل ، والفعل لا يلزم أن يكون دالاً على الوجوب إذ يمكن أن يكون ذلك من باب مراعاة الأفضلية ، ومنهم من فرّق بين أن تكون الصلوات خمساً فصاعدا أو ما دون الخمس ، فإن كانت دون الخمس فعليه أن يرتبها ، وإن كانت فوق الخمس فلا يلزمه ترتيبها ، وهذا من أجل مراعاة دفع المشقة لأن كثرة الصلوات الواجبة على الإنسان قد تكون مراعاة الترتيب في قضائها تؤدي إلى مشقة وعسر والله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ، فلذلك رأوا هذا الرأي .


والصلوات تقضى بحسب ما تركها الإنسان فما أضاعه في السفر يقضى سفرياً حتى ولو كان في الحضر ، وما أضاعه في الحضر يقضى تماماً ولو كان ذلك في السفر ، والله تعالى أعلم .

*هل يصح له أن يصلي مثلاً في وقت الظهر خمس صلوات ظهر فائتة ؟



** بناء على أن الترتيب لا يلزم كما قلنا لا حرج عليه ، وبناء على وجوب الترتيب فلا بد من مراعاة الترتيب .
*إذا كان مسافراً كيف يقضي الصلوات الرباعية في السفر ؟


**يقضيها كما أضاعها ، ما أضاعه في السفر يقضيه سفرياً ولو كان في الحضر ، وما أضاعه في الحضر يقضيه تماماً ولو قضاه في السفر .


*في من وجد طفلاً ميتاً من أب غير شرعي وهو لا يدري هل خرج من بطن أمه حياً أم ميتاً هل يصلى عليه ؟



**الأصل فيما يولد ولا دليل على حياته أنه خرج ميتاً ، الأصل أن يكون خارجاً ميتاً إن كان لم يستهل ، أما إن استهل فإنه يصلى عليه ، وإن كان لم يستهل فإنه لا يصلى عليه ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون أبوه أباً شرعياً أو غير أب شرعي إذ الأصل أنه على الفطرة والله تعالى يقول ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(الأنعام: من الآية164) ، فلا يحمل تبعة ما فعل أبواه ، والله تعالى أعلم .


*في من يرى في منامه أهوال يوم القيامة ويتخيل نفسه أنه يموت عدة مرات ، فما تأويلها ؟

**أنا لست خبيراً في تعبير الرؤى ، وعلى أي حال الأهوال هذه قد تكون حديث نفس أحياناً ، وأما إن كان يرى الإنسان أن القيامة قد قامت فهذه الرؤيا مبشرة في حقيقتها لأن المعبرين هكذا يقولون ، يقولون رؤية القيامة دليل على قيام العدل لأن الله تعالى يقول ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (الأنبياء: من الآية47) .


*امرأة رأت في المنام أنها نذرت أن توزع خبزاً وحلوى إذا ما شفيت أمها ، فهل هذا النذر يلزمها ؟



** لا ، ما كان في المنام لا يلزمها .



سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 25-03-2011 11:34 AM

*الآية ( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )(النساء: من الآية23) ، هل يجوز بناء على هذه الآية أن يتزوج الأب مطلقة ولده رضاعاً أو أن يتزوج تريكة ابنه رضاعاً ؟

**لا ، لأن الآية وإن كانت جاءت بهذا النص إنما لم يُرَد بهذا التقييد إخراج الابن من الرضاع ، وإنما أُريد بهذا إخراج الابن الذي يكون بالتبني ، فقد كان التبني مشروعاً من قبل ثم أبطله الإسلام ، وقد كان في أول الأمر مشروعاً حتى في الإسلام فالنبي صلى الله عليه وسلّم تبنى زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه وزوّجه بنت عمته عليه أفضل الصلاة والسلام ، ثم من بعد لم تتفق مع زيد وطلقها زيد وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلّم بأمر الله من أجل أن يبطل التبني الذي كان معهوداً في الجاهلية ، فالله تعالى يقول ( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )(الأحزاب: من الآيتين 4ـ5) ، هكذا جاء الحكم الإسلامي . فقوله ( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )(النساء: من الآية23) مبطل لحكم التبني ، أما الأبناء من الرضاع فهم مُلحَقون بالأبناء الذين هم من النسب بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما قال ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) ، ولذلك ليس للولد من الرضاع أن يتزوج حليلة أبيه من الرضاع ولو كانت غير المرأة التي أرضعته . كذلك ليس لزوج المرأة المرضعة أن يتزوج حليلة ابنه من الرضاع مهما كان الأمر لأن حرمة الرضاع كحرمة النسب بنص الحديث .

*شخص اشترى أغراضاً من محل تجاري وبقي عليه مال ثم لما رجع إلى هذا المحل وجده قد تغيّر فكيف يتصرف فيما بقي من مال للمحل ذاك ؟

**عليه أن يسأل عن صاحب المحل بقدر مستطاعه ، فإن تعذر التوصل إليه وتيقن أنه من المتعذر أن يصل إليه ففي هذه الحالة يكون هذا المال مالاً مجهولاً ربه وما جُهل ربه ففقراء المسلمين أولى به ، فيُدفع إلى فقراء المسلمين ، ولكن إن ظهر به فيما بعد فهنا يُخيّره هذا الذي دفع المال إلى فقراء المسلمين بين أن يكون له أجر الصدقة لأن ذلك المال صار صدقة عنه وبين أن يعوّضه عنه .

*بنت مرضت حتى توفيت فاتُهمت خالتها بأنها هي ساحرة وتسببت في وفاة بنت أختها ، والآن أصبحت قطيعة بين أم البنت وأختها والأبناء لا يدرون كيف يكون دورهم في هذا الإصلاح فقد سعوا ولم يفلحوا ، وما هي نصيحتكم لهذه الأم وهي تحمل هذا التصور ؟

**نصيحتنا لها أن تتقي الله ، وأن تعلم أنه ما يقال بأن فلاناً سحر فلاناً ، أو أن فلاناً أكل فلاناً إلى آخر هذه الأوهام والخرافات لا أساس لها من الصحة ، وعليها أن تدع هذا ، وأن توقن أن كل أحد يموت بأجله ، فالله تعالى يقول ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)(آل عمران: من الآية185) ، ويقول تعالى ( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ )(الأعراف: من الآية34) ، لا يموت أحد قبل أجله بسحر ساحر ، ولا يتأخر عن أجله بسحر ساحر ، إنما الآجال محدودة ، وكل أمر بيد الله .


*ما هي ضوابط جواز أخذ الزكاة للزواج ؟

**الإنسان عندما يكون مضطراً إلى الزواج بحيث يخشى على نفسه العنت ، يخشى أن يقع في الزنا والعياذ بالله ولا يطيق صبراً للشدة التي يكابدها من عدم معاشرة النساء في هذه الحالة لا حرج عليه أن يأخذ من الزكاة من أجل أن يتزوج ليعف نفسه .

*من لا يلتزم صيام أيام النفل باستمرار ، مرة يصوم ومرة لا يصوم كالاثنين والخميس والأيام البيض ، هل عليه شيء في عدم التزامه هذا ؟

**لا حرج عليه ، ولكن خير الأعمال وأحبها إلى الله أدومها . هكذا ينبغي للإنسان أن يداوم على العمل ، ولكن لا يقال بأنه أثِم لأن هذا العمل من أصله هو مندوب إليه وليس هو بواجب عليه .

*من ابتلي من كوابيس وأحلام مزعجة فما هو توجيهكم له سماحة الشيخ ؟

**على أي حال عندما يأتي إلى فراشه للنوم ليذكر الله تعالى وليقرأ ما تيسر من القرآن لا سيما آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الله تعالى يدفع عنه هذا الشر.
ولئن قرأ الفاتحة سبعاً وآية الكرسي سبعاً والأذكار التي ذكرناها من قبل فإننا نرجو أن يكون في ذلك نجاح إن شاء الله .


*ما هي حقوق الجار المؤذي ؟

**الجار يُحتمل أذاه ولو آذى ، هو بإيذائه لجاره يتحمل وزراً عظيماً ، فإنه ليس له أن يؤذي جاره ، من آذى جاره فإنه متوعد بعذاب النار والعياذ بالله تعالى كامرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها قال هي في النار والعياذ بالله .


فهو ـ أي المؤذي ـ يتحمل وزره ولكن على الآخر وإن كان عرضة لأذاه أن يتحمل هذا الأذى وأن يكف هو الأذى عنه ، وأن يعامله معاملة حسنة فإن هذه المعاملة التي يؤمر الإنسان أن يعامل بها جاره أياً كان سواء كان براً أو كان فاجرا ، وسواء كان مؤمناً أو كان كافرا .


سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 15-04-2011 11:09 AM

من لا يستطيع ولا يعرف التجويد هل يجوز أن يقرأ القرآن وهو لا يمتلك هذا العلم ؟

الجواب :
عليه أن يتعلم بقدر مستطاعه وليقرأ القرآن ، قراءة القرآن لا يعذر منها الإنسان مهما كان ، حتى أن الأمي يؤمر بأن يصلي بحسب ما يستطيع أن يقرأ وإن لم يستطع أن يقرأ فإنه يعدل عن ذلك إلى التسبيح أو الإتيان بالباقيات الصالحات .


السؤال
ما حكم سماع الأغاني اضطراراً خلال الركوب في الحافلات العامة ؟


الجواب :
أما إذا كان الإنسان منزهاً لقلبه وسمعه وحواسه ومشاعره ولم يجد بداً من ذلك فماذا عسى أن يعمل ، ليس هو مسئولاً عن فعل غيره ، إنما عليه أن ينكر بقدر مستطاعه ولو بقلبه .

السؤال
نريد كلمة لأئمة المساجد للعناية بقراءة القرآن ، وأن لا يتقدم إلا من يجيد القراءة ؟


الجواب :
ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : يؤم القوم أقراهم لكتاب الله . فنحن نرى أنه عليه أفضل الصلاة والسلام قدم الأقرأ لما في ذلك من حسن أداء الصلاة ، لأن القراءة جزء مهم في الصلاة .

فينبغي أن يتقدم من كان أقرأ ، لأنه يكون أحسن صلاة من غير الأقرأ ، وكذلك نرى أن القراءة إن لم يتيسر الإمام أن يكون هو الأقرأ فليقدم من كان من الجماعة من هو أقرأ ، ولا يلزم أن يكون الإمام الراتب هو الذي يتقدم دائماً فإن وجد في جماعة المسلمين الذين يصلون خلفه من كان أقرأ منه فليتقدم الأقرأ وليؤم الجماعة ، والله يتقبل .


السؤال :
خواء المساجد من دروس الفقه علماً بأن معظم الأئمة من حملة العلم تخرجوا من المعاهد الشرعية ، وتعليم المسلمين أمور دينهم وخاصة في العبادات المفروضة عليهم لا يتأتى من خلال محاضرات الوعظ التي تقام بين فترة وأخرى ، فما هو دور الجهات المختصة والأئمة ؟

الجواب :
لا ريب أن هؤلاء الأئمة مطالبون بأن يكوّن كل أحد منهم في مسجده مدرسة ، وأن يحرص على تربية الجيل على الخير على التقوى ، أن ينتقي من الشباب الذين يرتادون هذا المسجد من الناشئة الجديدة من يتوسم فيهم الصلاح والذكاء والفطنة والنباهة ليبصرهم بأمر دينهم ويعرفهم ويكوّن منهم أمة دعوة ، أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ليتواصل الخير في هذه الأمة ، هذه أمانة ملقاة في عواتق الجميع ، هذه ليست مختصة بأحد دون أحد .


والأئمة ليست مسئوليتهم الإمامة بالناس في المساجد فحسب ، تلك عبادة كل أحد يطالب بأن يقوم بها ولا يتكسب الإنسان من ورائها ، وإنما يوفر لهم ما يوفر من الرزق الحلال من أجل أن يتفرغوا للخير ، الأوقات التي ما بين الصلوات فيما يقضونها !!!؟ ، الإنسان مسئول عن وقته ، والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسئل عن خمس عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم ) ، هؤلاء مسئولون عن أوقاتهم ، فعليهم أن يسخروا هذه الأوقات في الدعوة إلى الخير ، في تبصير الناس وتعليمهم أمر دينهم وتبصيرهم بكيفية عبادتهم لربهم وإخلاصهم هذه العبادة لوجه الله سبحانه وتعالى .

السؤال
أيهما أصح مصطلح الهالك أم المتوفى أو المتوفي بالنسبة إلى الميت ؟

الجواب :
أما المتوفي فالمتوفي هو الله ، هو الذي يتوفى الأنفس ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّى)(الزمر: من الآية42) ، الله يتوفى الأنفس أي يميت الأنفس ، المتوفي هو الذي يتوفى النفوس عند وصولها إلى أجلها المحدد لها ، والله تعالى هو الذي يتوفى الأنفس ، ويكون أيضاً الملك ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)(السجدة: من الآية11) ، وكذلك غيره من الملائكة كما قول الله تبارك وتعالى ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)(الأنفال: من الآية50) ، وكذلك قول الله سبحانه وتعالى ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ )(النحل: من الآية32) ، والرسل والمقصود بالرسل هم الملائكة ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا )(الأنعام: من الآية61) ، فالمقصود بالرسل هنا الملائكة .


ولكن بالنسبة إلى الشخص الذي حلت به الوفاة يقال فيه المتوفى ، وهناك لغة ضعيفة متوفي بمعنى المستوفي لأجله لأن تفعل واستفعل يترادفان وهذه لغة في حقيقة الأمر لغة لا ينبغي أن يعول عليها أو أن تقال .

أما بالنسبة إلى الهالك فكل ما فني فهو هالك لذلك قال الله تعالى ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ)(القصص: من الآية88) ، أي كل شيء فانٍ إلا الله تبارك وتعالى فإنه هو الذي يبقى ، ومثل ذلك قوله سبحانه وتعالى في نبيه يوسف عليه السلام ( حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً)(غافر: من الآية34) أي حتى إذا مات فكل ميت هو مالك ، كل شيء ميت فلذلك قال الله تعالى ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ)(القصص: من الآية88 ) .




سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


البراء 22-04-2011 11:38 AM

* ما حكم تمتع الخاطب بالنظر إلى مخطوبته من بعد بحيث إنه يترصد الطريق الذي تمر منه فيشاهدها وذلك قبل عقد القران؟

** ليس له أن ينظر إليها نظر تمتع قبل عقد القران، لأن الذي يُحل استمتاعه بها إنما هو العقد، أما قبل العقد مجرد الخطبة لا تحلها له، فلا يجوز له أن ينظر إليها، إنما ينظر إليها من أجل أن يحدد صورتها ويعرف ملامحها لا من أجل الاستمتاع بها، وإلا لساغ للرجل أن يستمتع بالنساء تحت شعار قصد الخطبة ولو كان هو رجلاً شهوانيًّا وهذا مما لا يسوغ قط، بل عليه أن يغض من بصره أمامها، كما على سائر الرجال أن يغضوا من أبصارهم أمامها، وكذلك كما يجب عليه هو أن يغض بصره عن النظر إلى أي امرأة أخرى غير هذه المرأة، إنما أبيح له أن ينظر إليها بقدر ما يحدد ملامحها فقط.

* البعض يقول بعد الخطبة التي تسبق عقد القران يقول أود أن أتكلم معها عن طريق الهاتف لنتفق على تأثيث البيت وعلى اختيار المكان الذي نسكنه وما شابه ذلك؟

** ولماذا لا يقومان بالارتباط بعقد القران قبل الحديث في مثل هذه الأمور؟ لماذا لا يأتي الحديث في هذه الأمور بعدما يتم العقد؟ أنا أعجب من ذلك، على أن كثيرًا من الناس استطاعوا أن يتوصلوا بمثل هذه الوسائل إلى أن يرزأوا الفتيات في أعز ما عندهن، فيجب أن يكون كل واحد من الطرفين حذرًا من ذلك .

* رجل عقد قرانه على فتاة لكن بعد فترة من عقد القران طالبته بالطلاق لأسباب سطحية، ففي هذه الحالة ماذا يصنع ؟

** الله تبارك وتعالى جعل القلوب تتآلف وتتنافر وتجتمع وتفترق، وهو سبحانه وتعالى مصرف القلوب كيفما يشاء، فإن تعذر عليه إقناع هذه المرأة بأن تستمر العلاقة الزوجية بينهما فليسرحها تسريحًا جميلا، والله تبارك وتعالى يغنيه عنها بمن خير له منها، وليس له أن يمسكها إمساك مضارة لأن المضارة غير مشروعة، وإنما عليه أن يسرحها تسريحًا جميلاً عملاً بقول الله تعالى ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ )(البقرة: من الآية229) ، والقلوب يصرفها الله تبارك وتعالى كيفما يشاء، وليس لأحد سلطان على القلوب، والزواج إنما هو لقاء أرواح قبل أن يكون لقاء أبدان، فإذا كانت الأرواح متنافرة فإنه من العسير أن تبنى حياة زوجية مع هذا التنافر، والله تعالى المستعان .

* ماذا يفعل من له نصيب في تركة لكنها لم تقسم بعد، ولا يدري مقداره بالضبط، بحيث لو أضاف نصيبه إلى ما يملكه لأمكن لماله أن يبلغ النصاب؟

** في هذه الحالة عليه أن يجتهد حتى يعرف مقدار نصيبه إن كان النصاب يكتمل باجتماع نصيبه من التركة مع ماله الآخر، عليه أن يتحرى ذلك، وأن يجتهد في البحث عن ذلك بقدر مستطاعه.

* ما مفهوم ما روي ـ إن صح ـ لا تبيعوا السمك في الماء ؟

** على أي حال بغض النظر عن ثبوت الرواية أو عدم ثبوتها فإنه لا يجوز للإنسان أن يبيع الشيء الذي لم يمسكه، السمك الذي في البحر لا يجوز له أن يبيعه، هل يبيع شيئًا قبضه ؟ هل يبيع شيئًا يستطيع أن يسلمه؟ هل يبيع شيئًا حدده بأوصافه .


فبيع السمك الذي في الماء غير جائز ، اللهم إلا عند من أجاز السَلَم في غير الحبوب فإنه يجيز السَلَم في الأسماك بشرط أن تكون محددة تحديدًا من حيث وزنها ومن حيث أنواعها، فلا مانع من أن يُسلِم أحد أحدًا بناء على رخصة السَلَم في غير الحبوب .

والسَلَم هو بيع غائب بحاضر، معنى ذلك أن يدفع أحد إلى غيره نقدًا على أن يسلمه كذا بعد مدة كذا مما يتفقان عليه من أنواع المبيعات ، والأصل أن يكون السلم في الحبوب ولكن رخصت طائفة من العلماء أن يكون السلم في غير الحبوب مع التحديد الدقيق من حيث الوزن ومن حيث النوع كما ذكرنا، والله تعالى أعلم .








سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

البراء 29-04-2011 12:49 AM

لا يصح
* هل ينطبق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) على من يقوم بدفع مبلغ مالي لمن يرشحه ويوظف لذلك عملاء او وسطاء او يقدم خدمات عامة قبل فترة الترشح فقط فتحجب فرصة الفوز عن الاكفاء؟

- شراء الأصوات بالأموال او في مقابل خدمات ومنافع لا يصح شرعا ومن كان كذلك فليس اهلا لأن يصوت له، لأنه مجانب للامانة وللصلاح بعيدا عن الصدق والشفافية. والله أعلم.

بانت بينونة كبرى
* انني متزوج منذ عشرين عاما ولي سبعة من الاولاد، اكبرهم قد اتم تعليمه منذ سنة، وكما تعلمون ان المشاكل الزوجية موجودة في كثير من البيوت بسبب الطلبات وتوفير سبل الراحة لزوجتي واولادي، وفي احد الايام كثرت المشادات الكلامية بيني و بين زوجتي في منتصف الليل والناس نيام ولا يوجد بيننا من يهدئ تلك المشادة في ذلك الوقت ما جعلني اطلقها بعد ما اغضبتني بكلامها وقلت لها (أنت طالق بالثلاث).

وبعد ان أحسست بما اقدمت عليه ندمت على فعلتي هذه مما جعلني أتوجه اليكم بكتابي هذا مستوضحا منكم عن امكانية استرجاعها الى عصمتي مرة اخرى علما بانني مقيم حاليا في منزل والدي وزوجتي مع اولادي في منزلي؟.

- لقد بانت زوجتك بينونة كبرى بكلمتك هذه، لعجلتك في أمر كانت لك فيه أناة، والفتوى عندنا ان ايقاع الطلاق بلفظه مقترنة بذكر العدد يعني وقوع الطلاق بحسب ذلك العدد وعليك التوبة الى الله تعالى من مخالفة هدي القرآن والسنة في الطلاق وعسى الله تعالى ان يوفق كلا منكما الى الخير والله أعلم.

ان كان وقفا فلا
*عاضد فلج يتكون من أربع نخلات وهذا العاضد تخرج منه منافذ (دروب) لاموال وللفلج علما بان ورثة هذا العاضد قالوا انهم ورثوه عن ابيهم عاضد فلج لا يعمر ولا يحضر ويغرس بدل النخلة نخلة اخرى .والآن قام احد الورثة بتعمير العاضد وتحضيره وقطع الدروب عن الاموال الاخرى وسؤالي هل يجوز تحضير وتعمير العاضد حيث ان هذا العاضد بالقرب من الفلج وطريق للاموال الاخرى؟

- ان كان هذا العاضد وقفا فلا يجوز الاحداث فيه بما يتعارض مع شرط الواقف، اما ان كان ملكا خاصا فللمرء ان يتصرف في ملكه بما لا مضرة فيه بالاخرين، ومن تضرر رفع امره الى القضاء والله الموفق.
التوبة

* وقع سوء فهم بيني وبين اخي الاصغر وهو يقطن في منزله هو واخوه والوالدان وبعد الخلاف بيننا ذهبنا الى منزلهم الخاص وأخذت الوالدة بتهديدي والوعيد وفي حالة غضب حتى صار عندي ضيق وأخذت بالحلف وهو: بالطلاق لا ادخل منزلكم عدد مرتين وخرجنا من المنزل؟

- هذا حلف بغير الله عز وجل، فيجب عليك التوبة منه بالندم والاقلاع والاستغفار وعدم العودة اليه الحديث: "من كان منكم حالفا فليحلف بالله او ليصمت" اما الطلاق فلا يقع بهذا اللفظ لان الظاهر ان الزوج اراد اليمين وان كان قد اخطأ فيها، وعليه فلا يترتب طلاق على لفظه هذا والله أعلم .

الدكتور الشيخ كهلان الخروصي
مساعد المفتي العام للسلطنة

البراء 29-04-2011 11:27 AM

سماحة الشيخ : ما قولكم في المبهور بالعلم بالحديث ويجعلها في المقام الأول دون ما جاء في القرآن الكريم ؟

الجواب :
حقيقة الأمر لا ريب أن العلم الحديث كشف كثيرا من الأمور التي كانت غامضة بالنسبة إلى الناس ، ونحن لسنا مع الجامدين الذين يريدون أن يغمضوا أبصارهم عن معطيات العلم الحديث ، بل نؤيد الانتفاع بهذا العلم دينياً ودنيوياً ، ولكن مع ذلك كله لا نأخذ من هذا العلم الحديث قشوره وندع لبابه ، فالعلم الحديث هو وسيلة لتعميق الإيمان في النفوس ، فالله سبحانه وتعالى عندما يخاطب عباده بترسيخ عقيدة التوحيد في نفوسهم يأخذ ببصائرهم وأبصارهم ليطوف بها في هذا العالم الفسيح مُعرّفاً للإنسان بأن وراء هذا العالم تدبيراً وتقديراً من لدن عزيز حكيم لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، فقد قال سبحانه وتعالى ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة:163) ، ثم أتبع ذلك قوله ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164) ، نعم هذه الآيات إنما تُوصل الإنسان لتعميق مفهوم الاعتقاد الحق ، اعتقاد وحدانية الله لأن الكون كله وحدة متكاملة ، نظامه نظام متوحد يجمع ما بين أطرافه المترامية ، فهذا يدل على أن مكوّنه واحد ، إذ لو كان هنالك أكثر من مُكّون لكان لكل واحد منهم إرادة مستقلة عن إرادة الآخر وذلك مما يؤدي إلى الاختلاف في المراد كما يؤذن به قوله سبحانه وتعالى ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا )(الأنبياء: من الآية22) ، وكذلك الآيات الكثيرة .


كذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى يعد عباده بأن يكشف لهم حقائق الوجود ليتبين لهم من خلال هذا الكشف سواء كان في آياته في الأنفس أو في آياته في الآفاق ليتبين لهم من خلال هذا الكشف أن القرآن حق من عنده ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )(فصلت: 52-53) .

فنحن نؤيد التقدم في مجالات العلم مع الاستمساك بالعقيدة وترسيخ العقيدة من خلال النظر في آيات الله تعالى في الأنفس وفي الآفاق حتى لا نكون نعلم ظاهراً من الحياة ونحن عن الآخرة غافلون ، بل علينا أن نتوصل بهذا العلم إلى تعميق إيماننا بالله سبحانه وتعالى وإيماننا باليوم الآخر .

أما بالنسبة إلى هذه الظواهر الكونية فمهما كانت مرتبطة كما قلت بأسباب إلا أن تلكم الأسباب لا تُفضي إلى مُسَبَباتها بنفسها وإنما تُفضي إليها بتأثير قدرة مُسَبّب الأسباب سبحانه وتعالى الذي هو على كل شيء قدير .
وفي هذا المقام ننتهز هذه الفرصة لنوجه نداءنا إلى العالم بأسره أن يستبصر ويدّكر فإن هذه آية لجميع الناس ، نحن ندعو المؤمنين وغير المؤمنين .

ندعو المؤمنين إلى مزيد من الإيمان ، وإلى الاستمساك بحبل الإيمان من ناحية العمل والتطبيق ، بحيث لا يكون هذا الإيمان إيماناً نظرياً فحسب مع الغفلة عن العمل والتطبيق ، بل يجب أن يكون هذا الإيمان إيماناً يتجسد في الأعمال والتصرفات بحيث تكون جميعاً مستوحاة من عند الله سبحانه وتعالى .

وندعو غير المؤمنين إلى أن يراجعوا حساباتهم ، وأن يفكروا في المنقلب ، فهذه آية تُصوّر لهم مشاهد القيامة ، وتُصوّر لهم ما يقع بما أخبر الله سبحانه وتعالى به عند قيام الساعة من اختلال نظام هذا الكون وتهاوي الأجرام ووقوع بعضها على بعض حتى تُدك هذه الأرض دكاً دكا ، وتُسيّر جبالها تسيارا بسبب هذه الاندكاك الذي يقع فيها .
فنحن ندعو هؤلاء إلى أن يستبصروا ، وأن يراجعوا وأن ينظروا في ما وصلوا إليه من الحقائق العلمية مع ما جاء في كتاب الله تعالى المُعجِز الذي لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه مما يدل دلالة قاطعة على أنه حق من عند الله سبحانه وتعالى . فعليهم أن لا يُفوّتوا هذه الفرصة ، هذا ما ندعوهم إليه ، والله تعالى المستعان .

السؤال
ما الدور المرتقب من أمة الإسلام في تمثيل صورة الإسلام الصحيحة أمام تنافس الأمم في إبراز كل أمة محاسنها في خضم هذه الأحداث ؟


الجواب :
أمة الإسلام أمة جعلها الله تبارك وتعالى أمة رحمة وخير هذا إن استمسكت بإسلامها وحافظت على إيمانها وطبّقت شريعة ربها سبحانه وتعالى .

هي أمة رحمة وخير ، فلذلك نحن نقول بأن أمة الإسلام أولاً قبل كل شيء عليها أن تعتبر وأن تدّكر وأن تراجع حساباتها وأن تحرص على أن تستمسك بإسلامها من غير تفريط فيه ، هذا من ناحية ، من ناحية ثانية عليها أن تبادر إلى المعروف والخير والمواساة ، ولئم هذا الجراح الذي أصاب المنكوبين ، وبذل كل غال وثمين في سبيل الخير ، هذا مما نرى أن أمة الإسلام هي مطالبة به .

سؤال
قد تحدث فتن للمسلمين هنا وهناك تعصف بحياتهم وتريد منها أن تكون ممرغة في التراب ، هذه الفتن التي تتربص بالمسلمين كيف يتعاملون معها ؟


الجواب :
يجب على المسلمين أن يدركوا قيمة إسلامهم ، وأن يدركوا أن الإسلام رباط بين أهله ، فالإسلام يشد المسلم إلى المسلم ، ويجعله يحرص على أداء حقوقه .


النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يقتله ولا يحقره ، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .

فالمسلم لما انتمى إلى الجامعة الإسلامية التي تشد المسلم إلى المسلم سواءً كانوا عرباً أو كانوا عجماً وسواءً كانوا من الجنس الأبيض أو الأحمر أو الأسود على هذا المسلم أن يحرص على حقوق المسلمين جميعاً ، ومن هذه الحقوق كف الأذى عن جميع المسلمين .

المسلم يمنع يده من أن تبطش بمسلم اللهم إلا إن كان هذا البطش من أجل تنفيذٍ لحكم الله سبحانه وتعالى كما إذا قتل هذا المسلم النفس المحرمة بغير حق أو زنى بعد إحصان أو ارتد عن الإسلام فنعم عندئذ يعامل تلك المعاملة التي يستحقها ، أما بدون ذلك فإن المسلم يكف يده عن سفك دم أخيه المسلم كما يكف يده أيضاً عن إيذاء أخيه المسلم ، ويكف لسانه عن انتهاك عرضه ، ويكف يده عن التطاول على ماله ( كل المسلم على المسلم دم وماله وعرضه ) ، كل منه حرام على أخيه المسلم .

فالمسلمون مطالبون بأن يدركوا قيمة إسلامهم ، ثم أن يدركوا ماذا يريده بهم عدوهم . إن العدو يسعى لهدم هذه الرابطة التي تربط المسلم بالمسلم ، يسعى إلى قطع هذه الوشيجة التي تشد المسلم إلى المسلم ، يسعى إلى أن يغرس البغضاء في نفوس المسلمين تجاه بعضهم حتى لا يضمر مسلم لأخيه المسلم إلا الحقد الأسود .

على المسلمين أن يتفطنوا لذلك ، وأن يدركوا ماذا يُراد بهم ، وأن لا يسعوا وراء مخططات الآخرين التي تسعى لنسف هذه الأمة حتى لا يبقى لها وجود .

فالمسلمون مطالبون أن يدركوا هذه الحقيقة ، وعليهم جميعاً أن يتناصحوا ، وأن يتآمروا بالمعروف وأن يتناهوا عن المنكر ، وأن يحرصوا على ما يصلح ذات بينهم ، الله سبحانه وتعالى نهى عن كل ما يؤدي إلى سوء العلاقة بين المسلمين يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )( الحجرات : 11-13) ، هذه الآداب التي شُرعت في الإسلام ، وهذا هو الأدب الإيماني الذي يجب أن يتحلى به المسلم تجاه إخوانه المسلمين ، لا أن يكون فظاً غليظاً عليهم ، ولا أن يكون سافكاً لدمائهم أو باطشاً بهم أو منتهكاً لحرماتهم أو مختلساً لأموالهم أو منتهكاً لأعراضهم ، هذا كله مما يجب أن يترفع عنه المسلمون جميعاً ، وأن يسعوا إلى ما يرأب صدعهم ويجمع كلمتهم .

ثم إن التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر من أسباب الرباط والوحدة بين المسلمين كما قال سبحانه وتعالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ)(التوبة: من الآية71) ، عندما توجد هذه الروح ، روح الغيرة على حرمات الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند المسلمين تتوحد كلمتهم وتجتمع ، لأن هذه هي الوشيجة التي تشد المؤمنين بعضهم إلى بعض حتى يكون بعضهم أولياء بعض .






سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة



الساعة الآن 12:29 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w