منتديات حصن عمان - [ إلــى ريــف عينيه ]
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   برج مذكرات الأعضاء (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=118)
-   -   [ إلــى ريــف عينيه ] (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=42247)

وداد 01-02-2013 10:20 PM

[ إلــى ريــف عينيه ]
 
*


أمـــوتك


لا أحتاج أكثـر من ضمّة، تلسع بها أضلعي المحمومة
فتغـرق بـك ولا تعـود للأنيـن !


::
::








::
::


الكتابة لعينة جدًا
حين تدحرج قلبيَ كـ كرةٍ مصمتة ٍ في وحشة غيابك .

وداد 02-02-2013 01:05 PM

::

::




فناجين القهوة، الكتب المبعثرة على السرير، خزانتك الفارغة، الجدران التي تحدّق فيّ
ببلاهة .. كلها تقرّ أنّي أمارس عادات سيئة في غيابك !




صباحي يستيقظ بلا ذاكـرة، وشرخ البارحة ِعلى جبيني يسرّب إليّ وجعًـا لازال عالـقا في
ريقي حتـى الآن، أحـاول محـوه بقهـوّة مرّة، يفضحني تـوتــري، الغرفـة المبعثرة، معصـمي
الذي يحمل رائحة غيابك، وأنا أرسم ابتسامة جامـدة أواجه بها سؤالا طائشًا يختبئ خلف
الشّباك، بالأمس استيقظت على منبهك وخُيـّل لي أن قميصك الذي يتدلّى على المشجب
ارتداك وردد أغنيتك ذاتها ثمّ اختفى خلف الباب و خشخشة المفاتيح !




وتركني أعاني اختناقا حادّا في الحنجرة .





::

::

وداد 04-02-2013 08:56 PM

::

::

خارج النّبض !



::

::



أنا خارج كلّ شيء، خارج حدود العمر، ألفظ ما بقي من غيابك، ووحدها
الأشياء الصغيرة تسير داخلي، ترتطم بقلبي، تسبب انتفاخًا في الرّوح،

وتلهب حاجةً ملحّة للبكاء في عينيّ !

أتضاءل، وتتسع الخيبات في أوردتي، تتمدد العتمة في جوفي كسيدة
تفلت طرف ثوبها الأسود المخملي وتغمرني به، يجري صوت حذائك

الأنيق سريعًا في الذاكرة يسابق عقارب ساعة الحائط، يصبح صوتكما

مزعجا كثيرًا، يوقظ الفوضى، الوجع، المدينة الغافية بعيدًا عن حزني،

وشوقي الذي عصبت عينيه وعلقته على مشجبٍ بين فساتيني، حتى لا

يعرف الطريق إليّ .. فيعود ولا أفرّ !

لنرقص معًا إذن، وليبكي موزارت بمسيقاه على جسدينا، على حرائقي،
ولتعاود المدينة لسباتها وتطعم أطفالها الجياع أحلامي، ولينطفئ عمود

الانارة هذا .. كم أكرهه !


4 من فبراير
الساعة 22 :8

وداد 04-02-2013 10:39 PM

::

::




http://www.hesnoman.net/upload/uploa...3fba374bc5.jpg



::

::


في عروقِ يديكِ، شيء من رائحةِ الوطن، حـنّا العيد، بهجـة الطفلـة ِ التي
لـم تنـم وبقيـت تحلـم بالغـد ِمفتوحـة العينـين، فـي وجهـكِ شـيء مـن الألفـة

مـن قصيـدة كتبها نـزار، و أكملهـا درويـش، و جئت مصـادفةً أغنيها وفي

حنجرتي دهشة لا تفيق ! ، شيء في عينيك ِ يحرّض على الموت، على

الغرق، والسباحةِ في محيطهما بلا يدين، أنتِ حورية السماء التي راودها

البحر كثيرا، فأغرمت به يومًا، وضحت بفتنتها لتكون نصف سمكةٍ تسكن

أصابعه، أنـتِ مخلـوق من لهب الجـنّة، ونعـيم الذّنـب، الصباح الـذي يوقظني

منفعلاً بـكِ، موشـومًا بخارطتكِ، القهوة الشّهية بــلا سكّر، والشّمس التـي

التهما قلبي ساعة غواية، ولم يدري أنها أحرقت عشب شفتيه، فلا يتذكر

مذاقًا أجمل من حريقها !

أنتِ فقاعة ملوّنة لذيذة، عالقة في ثغرِ السّماء دون أن تنفجر !






قلبكِ المعلّق في أضلع الذاكرة
قبل مولدِ المسيح بيوم

وداد 22-02-2013 07:54 PM




أحبّك بـ قلبٍ مبلل !


مدخل
عيونك َ كـ البحر، تغرقني ، تدوّخني، تصيبني بدوارٍ شهيّ
أكون في سمائها نورسةً فاتنةً جدًّا !


أنت، لستَ رجلاً عاديا وإلا لما أصبت بعدواك، بعوزي المناعيّ ضدّك ..
فلا أقوى أن أقاومك، أنت رجل من طيني، يحمل شيفرة مطابقةً لخلاياي،

في عينيه مقاس وطن، اتساع جنّة، زرقة سماء، ورودًا، وابتسامة تشبه

الأمنيات، أنت رجل تفوح من عنقه رائحة الشعر، الرّجل القبيلة، في كلّ

روايةٍ له اصبعٌ بطل، وكلّ قصيدةٍ فمًا وعينين، أنت الرّجل البحر،

تتموسق على صدره العاري روحي، ذاكرتي المخبئة تحت أظافره بلون

قرمزي شهيّ، أحاديثي التي تحمل أجنحة في حنجرته وتزاحم صوته،

وتشبه شيئا لذيذًا يخضّب وجهينا كـ طفلين شقيين !


أحبّك حالة معقّدة، تركيب مفخخ باللهفة، وألغام شوقٍ، أخطو بينها بحذر .

وداد 27-04-2013 11:05 PM



::
::


http://www.hesnoman.net/upload/uploa...2ec8066f29.jpg


أنا أستعيدني، ولكنّ هذه المرّة بأكثر زوايا الرّوحِ جمالاً اشراقًا وأناقة، ترى
كم مضى وأنا أقاوم القدر بذاكرة مريضة، ترهقها التفاصيل، الشقوق
الدقيقة، وطين الكآبة وطنينها، وتلك الظلال، ظلّك الطويل المختبئ خلف
أعمدة طفولتي، الذي أصبح يروقني مشاكسته الآن أكثر من أي وقتٍ
مضى، لأنّ جَللك الباذخ، وتواطئك الأنيق فيّ، وجموحك اللذيذ وجنونك،
الذي أصبح أكثر صخبًا في دمي، لأنّك تسرّبت في زمنٍ ما لا أذكره، ومن
حيث لا أدري بدءًا بروحي وقلبي وانتهاءً بأصغر شعيرة دمويّة تتطرّف
جسدي، وغُمرت بكَ / منكَ حتى آخر قطرة، حتى ما عاد يسعني وأنا في
حالةٍ من الدّوخة اللذيذة وهذا الدّوار العشقي الشاهق، أن أجيب على
أصغر أسئلتك جدلا في روحي، أو أخبرك عن أعراسِ المدينة الجديدة
التي نهضت على أنقاضِ امرأة عمرها وطن ونصف، أو أقاوم حتى
اشتهائي لك كغيمة صيفية يلهث الصباح خلفها باحثًا عن ظلٍّ أذرعها،
حتى يروي ظمأ تيهه، وينعم بالجنّة، ولا يستيقظ أبدًا إلا على وجوه
الملائكة!

تخيّل فقط صباحًا تائها في وضح الشّمس، وبعطش الصّيف، تخيّل كيف
تقهقه المسافة كلما اتسعت فجوة نبضاتنا، وكيف ينام الحلم مخذولا على
عينيّ، كلما عبرني مسافر لا يحمل وجهك، تخيّل أن تنام ذاكرتي جائعة
منك، وأذناي خاويتانِ من صوتك، أيّ بلدٍ خَرِب تُسكنه عروقي، حين
تفيق السماء صحوة من غيمك !

أحبّك شهيًّا كصوتِ النّاي، شاعرًا يحمل نبوءة الكونِ في عينيه، أحبّكَ
ريفًا أسمرَ دافئ، تسكنه رائحة الخبز و حكايا ديسمبر !


::
::

البراء 28-04-2013 10:09 AM

إلى ريف عينيه قد يكون هو العنوان الأبلغ للعنوان الأسبق ( وطن )
أجد ُ أن الريف كالطبيعة التي تستهوينا جمالا ً
لا نشبع منها ً ابدا ً فتجعلنا نشتاق لها في كل ربيع

متابع ُ لتميزك ...


وداد 02-05-2013 03:36 PM




::
::

http://www.hesnoman.net/upload/uploa...bcead4a148.jpg

::
::



غيرة !

القهــوة الايطاليــة التي تقــول أنّ في مـذاقـها شــيء من الفتنة، وفـي رائحـتها
غِواية ما، وتجعلـك منحـدرًا تحـت و طــأةِ اللّــذة، والـذّاكـرة، كلـّما ارتشفتـها في
ذلك المقهى وأنت عائد ساعة متأخرة من الليل، وتحرّضك – كما تدّعي –
على السهر في المرسم، تخوض معتركًا على لوحة، حتى تنطفئ تلك الفكرة
الصاخبــة في مخيلتـك، ثمّ تعــود ترتشفها صبـاحًا بعـاطفـة مـن الامتنــان،
والنّهم!



لا تروقني أبدًا .






لقاء أول !

لم تبدأ قصتنا فـي مقهى، وأمام حشدٍ مـن طـاولات فاخـرة مستديرة، وكــراسٍ
أنيقة تحمل طابعا كلاسيكيًا، ككل الدّراما الواهية التي تفتعلها قصائد القـرن
الماضي، ولكن حين تعانقت أعيننا كنّا نحمل بين أصابعنا كوبين ورقيين،
يفوح منهما بخار قهوةٍ لذيذة، نتشاركها كعابرين لتلك الآلة على عجل !

لازلت أذكر أصابعك الملطّخة بالألوان الزيتية، التي أخبرتني دون سؤالك،
أنك تجيد اللّعب مع الألوان، كما حلمت أن أفعل يومًا، كنّا ضيفين للصمت،
وكانت ابتسامتك السّخية حاضرة كلّ الـوقـت، حتى ظننت أنّك نسيتها علـى
شفتيّ حين غادرت !

وداد 15-06-2013 02:19 AM



7 / 12


اعتراف 1

كـان الجوّ باردًا جدًا يومها، ولم أكن أحمل في سلّتي وقتها أعواد الكبريت، وأنادي و
صوتي يرتعش كبريتٌ .. كبريت !

حين التقينا على ذلك الرّصيف، كنت طفلةً ضائعة، معطوبة الحواس، أحمل أصابعًا
محترقة، وثقبًا أسودًا في الـذاكـرة، وكنت أنت، بمظلّتك، معطفك الرّمادي، وابتسامتك
الأنيقة التي لن أنسى مذاقها ما حييت! وثالثًا آخر مضى خلفنا، لم نشعر بوجوده إلا
حين وضعنا أيدينا على قلبينا ووجدناها تخفق بقوّة .. بقوّة كانت تخفق دون أن ندري!

هل كان عليّ أن ألتقي بالموت حينها، أن أتمزّق ، أن أنكسر، وألفظ أنفاسي الحارقة،
كي تبعثك السّماء على شاكلةِ غيمةٍ تعيد لوجهي الحياة، كي تجيء كالمطـر تمسح عن
كتفيّ غبار الأسى وتنفخ في رئتيّ الرّوح، وتضمّني ... تضمني إليك وتغرسني أوسط
أضلعك !

كم كنت أحتاج أن أحتمي بك، أن أبكي على صدرك كثيرًا
أن أقول، أنا مـ ـت ـعـ ـب ـة ! و
يغيب صوتي بين الشهقات، و لاأزال في أضلعك !

ممتنة لجرحي / لبكائي / للرّصيف / لمظلتك / معطفك / ابتسامتك
و أضلعك الدّافئة جـدًا


أحبك اليوم، أكثر مما مضى و سأيتي

:)




وداد 07-07-2013 08:36 PM



أريـد أن أعود للبداية، وأعشقـك أكثـر !


أنا الداّئخـة الآن، الغارقة في عشقك، التي لا تعلم كيف بدأت كلّ هذه الاضطرابات
في قلبها، في شرايينها، في تدفّق دمها، وتصاعد أنفاسها، وكيف تقطع كلّ أوصالي
عن الحياةِ، كلـما سمعت صوـتك، لـ أجدني في ثنايـا أضلعـك، أرقـص علـى أطـرافِ
أصابعـي، وأغنـي اسمك، لـ أذوب أكثر في حنجرتـك، في شهقـة ممتلئـة بأنفاسـك،
أنساب في دمك، وأصـرخ بجنون مع قلبك

دُم دُم دُم .. ولا ننتهي من جنوننا أبـدًا !



كتبتها ذات ليلةٍ انتصف فيها وجه الحنين
حين بلل الرّصيف قلبها بالشّوق
وترك بصماتِ أصابعه على جدران روحها
و مضى يخبر الصّباح، أنها لم تنم يومها
شوقـا !

وداد 25-07-2015 01:00 AM

عدت لعينيك حين غلّقت أبوابنا :)

وداد 26-07-2015 06:52 AM

كن بعيدا، حتى أبقى مستيقظة، منفعلة، حزينة، نائية، متوحدة مع الخوف
مع شقوقي الغائرة/ القاسية، حتى يبقى جرحي عاريا، مستفزا، يتماسك
و يتمزق بك، لا انتهاء لاتساعه/ وكآبته!

كن بعيدا، كي تتنفس هذه المسافة الغواية، وترقص بأصابع رشيقة على مساحة
عذابنا، على أوجاع حرماننا، على بدائية الحب التي تنفرط من شفاهنا وتسكن
نخلة سمراء في الجنة.

وداد 27-07-2015 10:01 PM

"هي هجرةٌ أُخرى إلى ما لستُ أَعرفُ…
أَلفُ سَهْمٍ يكسرنا
كمْ كُنْتَ وحدك ..
يا ابن أُمِّي ..
يا ابنَ أكثر من أبٍ
كم كُنْتَ وحدكْ !!

القمحُ مُرُّ في حقول الآخرين
والماءُ مالح
ْوالغيم فولاذٌ، وهذا النجمُ جارحْ ..
وعليك أن تحيا وأن تحيا
وأن تعطي مقابلَ حبَّةِ الزيتون جِلْدَك !
سأراك في قلبي غداً،
سأراك في قلبي ..
...

كم كنت وحدك
تنتمي لقصيدتي، وتمدّ زندك
كي تحوّلها سلالم، أو بلاداً، أو خواتم
كمْ كُنْتَ وحدكْ!

وحدي أدافع عن جدارٍ ليس لي
وحدي أدافع عن هواء ليس لي
وحدي على سطح المدينة واقفٌ ..
وحدي
أراود نفسيَ الثكلى
فتأبى
أن تساعدني على نفسي
ووحدي
كنتُ وحدي
عندما قاومت
وحديْ..
لا
تَذْكُرِ
الموتى،
فقد
ماتوا
فُرادا
أَو .. عواصمْ".

"درويش"

وداد 28-07-2015 12:04 AM

لا وقت لأن أنكسر الآن
علي أن أعبر السماء والكون والغيب .. إليك
أن أبعث ابتسامة في جيب الصباح
أن أصرخ في وجه المسافة، أني لازلت معك وأحتمي بضلوعك
وأن عطري لازال عالقا في قطعة ما من قلبك .





أحبك، لازلتُ الظل الذي تستند عليه في الغيب
والفكرة الحاضرة طوال الوقت ;)

وداد 28-07-2015 12:23 AM

لم أعد أجيد الكتابة / نعم !
لكنني أحاول، وأحاول بشكل صادق جدّا، أن لا أقطع آخر شجرة مددناها للسماء
لم يعد هذا العذاب مروّعا أو خانقا، لا خيبة ولا مرارة في حلقي
اقرأني فقط
يكفي أن تقرأني الأن، لـ أبتسم في عينيك
وننسى أن بيننا الآن مسافة الأرض !

وداد 29-07-2015 05:43 AM

:(
أموت ..

وداد 29-07-2015 09:20 AM

متعبة جدا .
كنت أتصور أنه يمكنني أن أحتمل لوقت أطول .
ربما كنت أستطيع فعل ذلك لو أنك شرحت لي، لو عفيتني من هذا العذاب !
أن أتخيل سينوريوهات لغيابك، لأسبابك، لحالك الآن
مهمة شاقة ومضنية جدا !

فقط، لو تمدني بغيمة واحدة
لتطفئ كل هذه الحرائق وهذا القلق الآن .

وداد 31-07-2015 11:41 AM

نظل نقول قريبا
لكن قريبا تلك لا تأتي !

وداد 31-07-2015 11:43 AM

في كوب الشاي، تدرك مدى يتمك وقلة حيلتك،
تدرك تماما أن أي رجفة أخرى ستحرقك ( تحرق
روحك قبل كل شيء)، الفكرة التي يمنحها كوب
الشاي مضنية جدا، لدرجة أنك لا تعود بعدها قادرا
على التخلص منك، هذا اليأس المحموم الذي
يتصاعد مع بخار الشاي مرهق، بل ومخيب أيضا،
لأنك تظل ذاهلا على الدوام في مطارات لا تحبها
بالضرورة لكنها تشبهك، وجهك مكسور الآن، لا زجاج
يجرحك أكثر من وجهك، ولا غربة أصعب من
حضورك في كوب شاي، ولا غيب هذه اللحظة .. أوسع منك !

وداد 07-06-2017 11:44 PM

يمكننا الكتابة عن كل شيء إلا ما يوجعنا حقا !

وأنا يوجعني هذا الشوق .. ويوجعني هذا الصمت
ولأجل وجهك وحده ..وحين أعجز عن كتابة أي شيء

أضع ابتسامتي :)



12/ رمضان .

وداد 09-06-2017 12:01 AM

كيف يكون للوقت هذا الامتداد / هذا الثقل ؟

رغم أنني أصبحت أرهق نفسي مؤخرا ، كي لا أفكر، كي أشعر بالوقت، يهاجمني الأرق، لا أنام جيدا / أتعب كثيرا ، لكنني أظل أفكر أفكر ، أفكر بك .. وأحترم ما تُقدم عليه .

لكنها الوحدة، هذا الشعور البغيض الذي يباغتك بضراروة، لطالما أخبرتك أنني أحب وحدتي ، أحب هذه المساحة والسلام ، لكن لا يمكنني أن لا أنكسر، أن لا ينفطر قلبي وأنا أرفع ذراعي باسمك وأقول يارب ! أن لا يكسرني الحنين .

أحاول تعويض روحي التي تضيق بي يوما بعد يوم، أنتقي الكتب الأقل شاعرية، لا أستمع لأي أغنية ، أخرج في مساحة البيت التي ازدادت في غيابك، أتذكر ديوان " وحيدة في غرفة أمسح الغبار " الذي لم نستطع إكماله، أستعيد صوتك الذي يحضرني في كل مرة أقرأ فيها قصيدة منه.. وأبتسم .


كيف تجعلني أبتسم في كل مرة وبيننا مسافة الكون .. وأنا على حافة انهيار ما !


13/ رمضان

وداد 09-06-2017 11:17 PM

أمر بحالة من التهالك والصدأ، كل ما حولي غريب وبعيد في الوقت ذاته، كل شيء يفقد معناه فجأة ، كل ما يمر في أيامي ثقيل ومبتذل، أعرف هذه الحالة جيدا، ترافقك فيها رغبة واحدة أن تقفل عليك غرفتك لا تقابل أحدا، لا تتكلم مع أحد ، تتمد بجسدك الذي أصبح أثقل مما يجب، تشاهد سقف غرفتك ، يتسرب الملح من عينيك لفمك، وحين ينفذ ملحك تسافر بعقلك إلى كل ما مرّك من سوء في حياتك، يتدفق الملح مرة أخرى، وحين تفرغ من حياتك تتذكر كل المآسي التي مر بها أبطالك الذين أحببتهم في الروايات والافلام، تستعيد القصائد التي يمكن أن تعصر قلبك، الآن لا تشعر بطعم الملح وحده في فمك فهناك دم أيضا، دم مع معصمك وقلبك واعضائك الداخلية.

14/ رمضان .

وداد 10-06-2017 11:27 PM

أفهم الآن حين يقول آلان باديو في مدح الحب
"لا يمكن اختصار الحب في اللقاء الأول لأن الحب عملية بناء. في الحقيقة، إن النقطة الأهم أساساً، ليست قضية نشوة البدايات. بالطبع توجد نشوة في البداية، لكن الحب فوق كل شيء بناء يبقى "

أفهم لم كنا نرى الحب شيئا متفردا ومختلفا، شيئا متضخما يكبر ويزداد كل مرة، لأننا كنا نواصل عملية البناء تلك.

يبقى البناء ثابتا مهما طال الغياب وامتدت المسافة :)



15/ رمضان .

وداد 11-06-2017 12:00 AM

صديقي الحبيب/ البعيد
أتعمد استخدام ياء الملكية في رسائلتي لأذكرني بقربك، بأن ارتباطا كبيرا ومتينا يجمعنا رغم هذه القطيعة وهذا الحنين، ودعني لا أتحدث عن الحنين مرة أخرى، لأن كلانا يعرفه جيدا ويعايشه في كل دقيقة تمر، لأن تلك الرجفة في عيني كل منا كانت شوقا، شوقا صامتا ينسل إلى أعماق القلب ويوجع. لن أتحدث بعد الآن عن أية وحشة أو عذاب.

سأحدثك عن آخر مشهد في فيلم " اسطنبول الحمراء " الفيلم المربك الذي لم أفهمه جيدا وربما بسبب الارهاق والتعب لأنني كنت أشاهده بعد صلاة الفجر وبعد سهر ليلة كاملة، المشهد الذي يقرر فيه البطل السباحة في المضيق رغم أنه كان يعرف أنه لن يتمكن من عبوره سباحة، هل هكذا ينهي الانسان حياته بعدما يدرك خسائره، وأنه لم يعد أي شيء ينتظره، هل نحتاج دائما لأشخاص / أشياء لندرك قيمتنا، لتغذي هذه الأنا وتشعرنا بالتزام -قد يكون وهميا - بضرورة الاستمرار ، رغم كل شيء أرى أن قرارا مثل هذا في منتهى الشجاعة.

أخبرتك أنني قد أقدم على شجاعة مماثلة لو خسرت كل شيء .. تذكر ؟

رغم أنني أردت كتابة شيء جميل يجعلك تبتسم، لكنني كما ترى لم أكتب إلا شيئا سوداويا .. حسنا أهو الاكتئاب من جديد ؟



أعتني بنفسك
أحبك .

15/ رمضان .. ولا زال الزمن واقفا على قلبي كأول يوم.

وداد 11-06-2017 05:22 AM

الطفلة التي بحثت عن ذراعيك دائما في الظلمة، هي الطفلة
التي تنفخ في أصابعها الآن حرائق الشوق .

هل كنت تظن أنه كان يكفي أن أسكب عطرك على وسادة لأنام ؟

القلم الحزين 11-06-2017 05:04 PM

شكرا مشرفتنا المبدعة على هذه الواحات الجميلة من هذا النثر الرائع الذي اجتاح أبراج حصن عمان بمشاعر يتردد صداها في جوانبه ..
بالرغم من زحمة أعمالي لكن روعة كتاباتك جعلني أقف لقراءتها حرف تلو الحرف ..
استمري حتى يحيى الحصن وتعود إليه الروح ..
دمت على التميز والابداع ..

وداد 11-06-2017 09:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم الحزين (المشاركة 584961)
شكرا مشرفتنا المبدعة على هذه الواحات الجميلة من هذا النثر الرائع الذي اجتاح أبراج حصن عمان بمشاعر يتردد صداها في جوانبه ..
بالرغم من زحمة أعمالي لكن روعة كتاباتك جعلني أقف لقراءتها حرف تلو الحرف ..
استمري حتى يحيى الحصن وتعود إليه الروح ..
دمت على التميز والابداع ..

العزيز / القلم الحزين
لو كانت الكتابة شيئا هينا .. لو كنا نستطيع الكتابة دون
احتراق/ دون أن نشعر بجرح في نهاية الحنجرة، أو بملح يتمخض في العينين !
لو كنا نستطيع فقط كتابة كل ما يدور في أذهاننا/ كل ما يرجف الروح ولا يتوقف عن الطنين.


أشكر لك متابعتك السخية، وقلبك المرهف الذي يمر كل حرف :)

وداد 11-06-2017 11:13 PM

إن كنت سأقع فأنا أفضل الوقوع بعد دوار مدوٍّ يفتعله صوتك المبحوح حين يقول " صباح الخير ".

كنت دائما أصر على مواقف درامية كهذه، حياة مليئة
بالتفاصيل، بأشياء صغيرة وسرية تتواطؤ بخبث في عيني تلك
الطفلة، الطفلة التي لن تكبر أبدا، ولم تتعلم أبدا من أخطاء
قلبها، لأنها كانت ترى العالم دوما من مكان واحد / من عيني قلبها .

ظلت تحلم أن تسافرك بك بعيدا، مكان يخرج من مخيلتها
بنجوم ملونة وشمس تطلع في كفيها كمعجزة تفتعل دهشة
لا مثيل لها في وجهك، يمكنني أن أقول الآن أن أجمل حالة
يكون فيها وجهك حين يكون مدوهشا، وكأن طفلا يخرج فجأة
من صميم قلبك بعيني أخاذتين وينسيني المعجزة التي كانت
تدور بين يدي .
كم مرة نسيت ما كنت أود قوله و أنت تتحدث.. لأنني أدرك أن
صوتك شيء مختلف، و أعرف تماما كيف يمكن لإنسان أن
يتنفس في صوت ما .

16/ رمضان

وداد 12-06-2017 12:18 PM

أشتاقك ..
لا يرجع إلا الصدى.

وداد 12-06-2017 12:21 PM

لا أريد أن أقول أن شيئا ما قد انكسر أو بهت حتى
لكنه الصمت بأصابع خفية يحتل مسافة ضيقة ويتمادى،
و يخطف كثيرا من حيويتك ولونك، إنه انفصال عن حياة
ما عادت تمثل سوى فيلم أبيض وأسود طويل وممل جدا .

لكنني هنا في أقصى هذا الصمت أشعر باحتجاج ما أحيانا يدق في قاع قلبي .. فأجفل فجأة .
أفتح عيني بحزم فأراك متوهجا وسط الضباب الهائل.


الساعة الآن 01:33 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w