منتديات حصن عمان - شرح قصيدة "سلوتم وبقينا نحن عشاقا"
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   اللغة العربية (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=70)
-   -   شرح قصيدة "سلوتم وبقينا نحن عشاقا" (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=21227)

بيسان 25-11-2008 01:59 PM

شرح قصيدة "سلوتم وبقينا نحن عشاقا"
 
أشعار ابن زيدون بين حبه للطبيعةوحبه لولادّة: تقع الأندلس في الجنوب الغربي من قارة أوروبا وتشمل ما يسمى الآنبأسبانيا والبرتغال ويفصلها عن القارة الإفريقية مضيق جبل طارق. وقد دخلهاالعرب عام (29هـ- 117م) وأطلقوا عليها اسم بلاد الأندلس وجزيرة الأندلس لمارأوا إحاطة الماء بأكثر جهاتها. وتسعد الأندلس بطبيعة جميلة، وأرض خصبة،وأزهار وأثمار ومشاهد ساحرة تلقى الناظر هنا وهناك قال الشاعر ابن سفرالمريني:


تعليق على القصيدة
كان الوداد في قمته والحب في أوجه بين ابن زيدون وولّادة , ولكن عهد السرور لم يطل , وأواصر الثقة لم تستمر فسرعان ما تغير قلب ولادة نحوه,




وكانت بينهما جفوة وفراق وكان سببها فيما يرويه ناقد الأندلس ومؤرخها الأدبي ابن بسام أن ابن زيدون أشار- وعلى حين غفلة منه- ذات ليلة الى جاريتها السمراء( عتبة) أن تعيد له صوتاً غنته فأعجب به فظنت ولادة الأميرة أنه يميل الى الجارية ويغازلها من دونها فسرت في كيانها نار الغيرة, وغضبت غضباً شديداً وصرفته من مجلسها حزيناً كسيراً, ويميل بعض من كتب في الأدب الأندلسي الى أنه قد يكون الدور السياسي الخطير الذي قام به ابن زيدون في إزالة الخلافة الأموية وإسقاطها في الأندلس وإقامة دولة بني جهور على أنقاضها سبباً في القطيعة بين ابن زيدون وولادة فهي بنت خليفة أموي زالت دولته وسقطت رايته فجاءت الغيرة وحادثة الجارية تُذكي في نفسها شتى الوساوس نحوه.‏
ويأبى القدر إلاأن يرمي شاعرنا ابن زيدون بسهم آخر, فإذا هو رهين السجن بفعل السياسة وأحابيلها, والوشاية وأحقادها يعاني في غياهبه مرارة الوحشة وألم البين الممض ومرارة الفراق المقض , ويندب حظه العاثر , فلا يجد له عزاء سوى الشعر فيناجيه ولاصاحباً سوى طيف »ولّادة« فيناغيه , ويتاح للشاعر الهرب من سجنه في قرطبة , فيذهب متخفياً الى الزهراء ليتوارى في نواحيها ,ويسلي القلب الكسير برؤية مافيها , فوافاها والربيع قد خلع عليها برده , ونثر سوسنه ووروده , وأترع جداولها, وأنطق بلابلها , فتشوق الى ولادة وحنّ الى لقائها , وتذكر الأيام الخوالي التي كانا يرتعان خلالها معاً في ربوع الزهراء الساحرة, فأرسل إليها رسالة يبثها مابه, ويعاتبها على إغفاله بعدأن أحكم القدر عليه رتاجه,وكانت الرسالة هذه القصيدة التي يقول فيها مخاطباً ولادة :‏
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ‏
والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا‏
وللنسيم اعتلال في أصائله‏
كأنه رقّ لي فاعتل إشفاقا‏
والروض عن مائه الفضي مبتسم‏
كما شققت عن اللبات أطواقا‏
يوم كأيام لذات لنا انصرمت‏
بتنا لها حين نام الدهر سراقا‏
نلهو بما يستميل العين من زهر‏
جال الندى فيه حتى مال أعناقا‏
كأن أعينه إذ عاينت أرقي‏
بكت لما بي فجال الدمع رقراقا‏
ورد تألق في ضاحي منابته‏
فازداد منه الضحى في العين إشراقا‏
الى أن يقول في نهاية القصيدة :‏
فالآن أحمد ماكنا لعهدكم‏
سلوتم وبقينا نحن عشاقا‏
إن طبيعة الأندلس ساحرة خلابة, صادفت من ابن زيدون احساساً مشبوباً, وقلباً مفتوحاً, وعاطفة متوهجة , فافتتن بها أيما افتتان, وأذكى ولعه بها إنها ارتبطت بذكريات حبه أوثق ارتباط حيث كانت الكتف الحاني , والمخدع الدافئ , والملتقى الآمن , وفي ربوع الزهراء حيث ازدانت الطبيعة بالمروج الخضر والأزاهير المتفتحة البراعم , والأشجار المتشابكة الاغصان وتجلت السماء عن صفحة زرقاء الأديم يقف ابن زيدون في حال من اللوعة والأسى تستثير الإشفاق إنه طريد هارب من سجنه مفزع من شدة كربه , ناء عن بلده , تهب عليه نسمات الأصيل حزينة على مابه, راثية لحاله , في هذا الجو ينقدح زناد ذكرياته فيشرق خاطره بذكر( ولادة) ويضطرم قلبه شوقاً إليها ,وينعكس خاطره على مرآة الطبيعة من حوله .‏
وهكذا أطلت الطبيعة بمظاهرها الماثلة الحاضرة, والمستدعاة المستحضرة تهيج في نفس ابن زيدون دفين الذكريات, وتثير فيها لواعج الشوق وكوامن الشجن فيحز ذلك في نفسه ويبعث الضيق والأسى في صدره , إذ ما الفائدة من ذكريات الأمس العِذاب وأمنياته الرطاب إذا كنّ يصطدمن بواقعه الأليم , ثم يعرب ابن زيدون عن مدى إخلاصه في حبه ووفائه لمحبوبته , فيذكر أن ذكرى الحبيب إذا خطرت على قلبه الخفاق ولم يستطع تدفق الشوق أن يحيل قلبه المستهام الى طائر يطير به الى محبوبته, فلا أذاق الله هذا القلب متعة الهدوء ونعمة السكينة وآلاء الاستقرار مادام أخلد الى الأرض ولم يطر الى محبوبته ومناه, ولو شاءت نسمات الصباح التي تسري نحو منازل الحبيب أن تحمل الشاعر على جناحها بدلاً من قلبه الذي هيض جناحه لما وجدت فيه ولادة غير فتى مدنف براه الوجد , وأضناه الهوى حتى ليستطيع النسيم حمله لو شاء وليته فعل , ليحقق المنى في اللقاء بمحبوبته التي ملكت عليه قلبه وعقله لخطر شأنها ونفاسة قيمتها ورفعة منزلتها وعلو مكانتها.‏
ثم ماتلبث الأماني أن تشد الشاعر من جديد في ختام قصيدته الى تذكر عهد مضى استبقا فيه الى حيث الورد والأنس والبهجة أشواطاً كثيرة , ثم في النهاية يحمد ابن زيدون عهداً سلف, ويبدي على حاضره قلقاً وأسفاً أي أسف, لأنه يشهد سلوها ونسيانها , بينما هو باق على تولهه , وعشقه فيهتف قائلاً :‏
فالآن أحمد ماكنا لعهدكم سلوتم وبقينا نحن عشاقا‏
وهذه القصيدة صرخة لهيفة قد ارتفعت على جناح الطبيعة الى أفق وضيء لم نعهده في المشرق إذ ذاك , فيتضاءل جوارها أكثر ما نعهد من الوصف البصري والتصوير الحسي الذي يقف عند الجزئيات دون أن يفرغها الشاعر في روح كلي عام كما نجد في أكثر نماذج الشعرالعربي حول الطبيعة , أما هذه الرائعة لابن زيدون, فهي تجربة نفسية وحالة وجدانية متكاملة حققت معالم جديدة فقد كان من أجمل ما وفق إليه الشاعر أنه استطاع بتلقائية شاعرة وحضور عاطفي عجيب أن يشخص مظاهر الطبيعة ويخلع عليها الحياة وينفث فيها الإحساس ويلبسها الشعور فجعلها بشراً يتفاعلون مع ابن زيدون فيشاطرونه مشاعره وأحاسيسه ويقاسمونه أفراحه وأتراحه, وهكذا أحال ابن زيدون بحضوره العاطفي المتوهج وأسلوبه المجازي المبدع عناصر الطبيعة أشخاصاً ذوي عواطف إنسانية ومشاعر وجدانية يحنون عليه ويشاركونه تحمل مأساته مادام قد فقد الصاحب والنصير من بني الإنسان .‏

بيسان 25-11-2008 01:59 PM

تحليل نص
سلوتم وبقينا نحن عشاقا
لابن زيدون

- إني ذكـرتك بالزهـراء مشتـاقــــــا


والأفـق طلـق ومـرأى الأرض قـد راقـــــا
- وللنسيـم اعتــلال فـي أصائلة


كـأنــه رق لـي فــاعتــل إشفــاقــــــــــــا
- والروض عن مائه الفضي مبتسم


كمـا شققـت عن اللبـــات أطواقـــــــــــــا
- يــوم كأيـام لـــذات لنــا صرمــت
بتنـــا لهــــا حين نـــام الدهــر سراقـــــا
- نلهو بما يستميل العين من زهـر


جـال النــدى فيــه حتـى مـال أعنــاقـــــــا
- كــأن أعينـه إذ عــاينت أرقــى


بكـت لمــا بـي فحــال الدمـع رقراقــــــــا
- ورد تـألق في ضاحي منابتـــه


فازداد منــه الضحى في العين اشراقـــــــا
- سـرى ينافحـه نيلوفــر عبــق


وسنــان نـبــه منـــه الصــبـح أحداقــــــــا
- كل يهيج لنا ذكرى تشوقنــــا


أليـك لـم يعد عنها الصــدر إن ضاقـــــــــا
- لاسكن الله قلبا عق ذكركــــم


فلـم يطــــر بجنــاح الشـــــوق خفاقـــــــا
- لو شاء حملي نسيم الصبح حين سرى


وافـــاكـــم بفــتــى أضـــنـاه مــا لاقــــــــى
- لو كان وفي المنى في جمعنا بكم


لكــــان مــن أكــــرم الأيـــام أخلاقــــــــــــا
- يا علقي الأخطر الأسنى الحبيب إلى


نفســـي إذا ما اقتنــى الأحبـاب أعلاقــــــــا
- كان التجاري بمحض الود مذ زمن


ميـــدان أنـــس جرينا فيــــــه إطلاقـــــــــــا
- فــالآن أحمــد مـا كنــا لعــهدكــــم


ســلـــوتــم وبقينـــــا نحــن عشاقـــــــــــا



- نبذة عن الشاعر :

1- ابن زيدون هو : الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون ، ولد بقرطبة وكان ميالا للعلم والأدب فنشأه أبوه عليهما وأخذ ابن زيدون يتزود منهما ويعنى باللغة والدب عناية أشد حتى صار من أعظم شعراء قرطبة. وقد انقسم شعره في حياته إلى ثلاث مراحل .

v المرحلة الأولى :- عبارة عن مقطوعات قصيرة في القالب .

v المرحلة الثانية :- وتتضمن الشعر الذي اشتكى الشاعر فيه الهجر والحرمان وقدم فيه الأعذار المختلفة طامعا في العودة إلى ولادة .

v المرحلة الثالثة:- فيها شعر أنشأه بعد اقتناعه بالقطيعة ففيه نجد ذكرياته وأصداء حبه القديم ومشاعره التي لم تخب نحوها . والصفة المميزة له ذلك الطابع الحزين الذي يغلب على الرجاء والأمل.

وتعد هذه القصيدة ضمن المرحلة الثانية من شعره حيث نجد الشاعر في هذه القصيدة قد تعاطف مع الطبيعة وبثها أحزانه وجعلها تشاركة فيما ينتابه ، فكان له فيها تخفيف مابه وتعبير عن أشواقه إلى الذكريات الماضية ، والشاعر في هذا النص وان كان قد مال إلى شيء من وصف الطبيعة فإنما غرضه الأصلي هو الحديث عن ولادة في المقام الأول .

- المعجــم والدلالـــــة:-

v طلق: بهي جميل ، راقا : أعجب الناظر وسره . والألف للروي.
v اعتلال: مرض ، أصائل : الوقت بين العصر والمغرب وجمعها آصال ، وأصائل ، وأصل، وأصلان والمفرد : اصيل .
v الإشفاق : من الرأفة والرحمة .
v الروض: مفردها الروضه وهي أرض مخضرة بأنواع النبات وتجمع على روض ورياض ، وروضان ، وريضان .
v مبتسم : متفتح يشبه طوق الثوب عند فتحة العنق أعلى الصدر .
v اللبات : جمع مفردها " لبة " وهي موضع القلادة من الصدر .
v أطواق : جمع مفردها " طوق" وهي ما يحيط بالعنق من الثوب .
v انصرمت : تولت وذهبت .
v سراقا : كأننا نسرق خلسة كي لا يرانا عاذل أو حاسد .
v يستميل : يجذب النظر إليه .
v جال الندى فيه : امتلأ منه فمال عنقه .
v أرقي : سهري
v بكت: انهمر منها الماء فكأنه دمع يترقرق .
v الرقاق : متلألأ لامع .
v تألق : لمع ، ضاحي منابته : ظاهر وبارز المنبت للشمس .
v ينافحه : يرسل نفحته العطرية .
v نيلوفر: ضرب من الرياحين ينبت في المياه الراكدة ويورق على سطحها وله زهر يتفتح في النهار وينام في الليل .
v عبق : منتشر الرائحة ، وسنان : من الوسن وهو أول النوم ، ويقصد نعسان ، ونعس ، نبه : أيقظ .
v أحداق: مفردها الحدقة وهي سواد العين الأعظم ، جمعه حدق ، وحدقات ، وأحداق ، وحداق .
v يهجج : يثير ، لم يعد : لم يجاوز .
v عقٌ: لم يبٌر واستخف .
v خفاقا : متحرك .
v سرى : ذهب ليلا .
v أضناه : أتعبه .
v وفٌي المنى : اكتمل السرور، والمنى كل ما يتمناه الإنسان ومفردها مُنية
v يا ملقى الأخطر: يا نفسيتي الغالية والتي أسعى لاحتوائها وحفظها .
v أعلاقا: نفائس ، الأسنى : الأرفع مكانه .
v اقتنى: امتلك.
v التجاري: كانت الأمور تجري بمحض الود والمحبة ، مذ : منذ .
v محض : خالص .
v ميدان أنس :ألفه وسكن قلبه به " ارتياح " .
v إطلاقا : بحرية وبدون قيود .
v أحمد : الشكر والثناء للعهد السابق .
v سلوتم : نسيتم عهد المودة والمحبة .

- الأفكـــــــــــــار :

1. مشـاركـة الطـبـيـعـة للشـاعـر فـي ذكـريـاتـه . ( 1 – 4 )
2. وصف الشاعر لطبيعة مدينة الزهراء الجميلة . ( 5 – 8 )
3. مــعــانــاة الشــاعـر النـفـسـيـة وأمـنـيـاتــه . ( 9 – 12 )
4. تــذكـيـر ووعــد بـالـبقــاء عـلـى الـعـهــد . ( 13 – 15 )

* * الشــرح والتـحـليـــــل :-

- ( 1 – 4 ) يبدأ الشاعر أبياته بمناجاة حبيبته فيؤكد لها حبه واشتياقه فيقول لها لقد تذكرتك في مدينة الزهراء الجميلة فازددت شوقا إليك ولقد كانت الطبيعة باسمة فالسماء صافية ووجه الأرض ضاحك فراقه ذلك المنظر الجميل فهيٌج مشاعره وتذكره لها .
ثم يجسد الطبيعة إنسانا يشاركه ذكرياته الحلوة فالنسيم مقبلا وقت الأصيل لعلته والرياض تبتسم وقد جرت مياهها ممتدة بيضاء كجمال بياض عنقك عندما تتفتح عنه الثوب ، وهذا بجماله هيٌج ذكرى قد ولت وذهبت ألا وهي ذكريات الأيام الجميلة بما فيها من لذة ومتعة بتنا لها نسترق ونختلس لحظاتها الجميلة حتى لا يرانا عاذل أو حاسد .

- ( 5 – 8 ) كنا نعبث ونلعب بما يجذب العين من أزهار ونبات قد أثقلها الندى فمالت غصونها وسقطت قطرات الندى فكأنها دموع انهمرت متلألئة لامعه متأثرة لحالي وسهري وهنا تجسيد للزهر بإنسان يشارك الشاعر أحزانه وذكرياته ، ويواصل حديثه عن جمال الطبيعة في مدينة الزهراء مصورا ورودها في تألقها وبروزها وقت الضحى بما يزيد الضحى إشراقا وجمالا ولمعانا للناظر إليه وفي جانب آخر هناك من ينافس ويغالب هذه الورود في جمالها وروائحها العطرية الطيبة وهو نبات النيلوفر وقد أيقظه الصبح عند إشراقه فتفتحت زهوره وانتشر عبقه وأريه فكأنه إنسان نعسان قد أيقظه الصباح ففتح عينيه .

- ( 9 – 12 ) كل ما يراه الشاعر من حوله يهيج ذكرياته وأشواقه مما ولد في صدره الشعور بالضيق والألم ، ويدعو الشاعر على قلبه بعدم الراحة والسكينة إذا هو نسى ولا يبٌر لذكرى حبيبته ولم يخفق ويطر شوقا إليها ، ويتمنى الشاعر لو استطاع نسيم الصباح حمله حينما يسري لوجدتم أمامكم شخصا أتعبه الشوق والحب فسترون ما صنعت به الأيام والذكريات .
كذلك يتمنى الشاعر لو تفي الأيام والأمنيات بوعودها فتجمعه بمن يحب فتكون من أكرم وأفضل الأيام .

- ( 13 – 15 ) يخاطب الشاعر في نهاية الأبيات محبوبته التي ملكت عليه قلبه وعقله لخطر شأنها ونفاسة قيمتها ورفعة وعلو منزلتها ومكانتها مصورا إياها بشيء نفيس غالي قد اقتناه الشاعر عندما يقتني الناس الأشياء المادية الثمينة ، وما يلبث الشاعر أن يعود إلى ذكرياته وأمانيه مرة أخرى حيث ذلك العهد الذي كان يستبقا فيه الود والسرور بمثابة ميدان يجريان فيه بحرية ودون قيود ، وفي النهاية يحمد الشاعر عهدا سلف ويُبدي على حاضره قلقا وأسفا أيٌ ُ أسف لأنه يشهد سلوها ونسيانها بينما هو باق على وله وعشقه .

- الجمـــــــاليــــــــــــات :-

1. إني ذكرتك : يؤكد تذكره وشوقه لحبيبته .
الأفق طلق : استعارة مكنية حيث شبه الأفق بإنسان باسم طلق الوجه .

2- للنسيم اعتلال : استعارة مكنية حيث شبه النسيم بإنسان عليل مريض .
كأنه رق : استعارة مكنيه حيث شبه النسيم بإنسان رقٌ وأشفق على
الشاعر .
اعتلال واعتل : جناس ناقص .

3- الروض مبتسم : استعارة مكنية . صور الروض بإنسان مبتسم . والبيت بأكمله فيه تشبيه تمثيلي. حيث شبه حالة الماء وهو يجري متلألأ بين الرياض الخضراء بحالة فتاة جميلة قد شقت عن صدرها فبان جمالها وبياضها .
4- يوم كأيام الذات : تشبيه ، شبه يوم تذكره واشتياقه في مدينة الزهراء بالأيام الماضية مع حبيبته .
نام الدهر : استعارة مكنية ، شبه الدهر بإنسان ينام .
سراقا : صيغة مبالغة على وزن " فعال " كناية عن كثرة الأيام التي كانا يختلسانها .
بتنا سراقا : تشبيه . حيث شبهوا أنفسهم بالسراق في كثرة اختلاسهم للأوقات معا .

5- نلهو من الزهر : صور الأزهار بلعب يلهون بها ويعبثون .
مال أعناق : استعارة مكنية. شبه الأزهار بإنسان له عنق قد مال من نقل ما يحمل .
وفي البيت بأكمله " تشبيه ضمني " حيث شبه الأزهار وقد أثقلها الندى فمالت أغصانها بحالة إنسان قد أثقله الحمل فمال عنقه . وقد ضمن ذلك ولم يصرح به .


6- البيت السادس فيه تشبيه تمثيلي : شبه حالة تساقط الندى في الصباح من الأزهار بحالة إنسان قد رقٌ لحالة غيره وتأثر بها فسالت دموعه .
7- وردُ ُ تألق : كناية عن شدة وضوحه وتألقه .
ضاحي ....> الضحى ــــــ> جناس ناقص .

8- ينافحه نيلوفر : استعارة مكنية . شبه نبات النيلوفر بإنسان يسابق ويغالب غيره
نيلوفر وسنان : استعارة مكنية . شبه هذا النبات بإنسان به نفاس .
نبه الصبح : استعارة مكنية . شبه الصبح بإنسان ينبه ويوقظ غيره .

9- لا سكن الله : أسلوب دعاء .
قلبا عقٌ : استعارة مكنية . شبه القلب بإنسان عاق .
بجناح الشوق : استعارة مكنية . صور الشوق طائر له جناح .

10- حملى نسيم الصبح : استعارة مكنية . شبه النسيم بإنسان يحمل الشاعر .
11- وفي المنى : استعارة مكنية . شبه المنى بإنسان يفي بوعوده .
12- يا علقي : نداء غرضه إظهار الحب والود .
يا علقي : استعارة تصريحية. شبه محبوبته بشيء مادي ثمين .
علقي ـــ> أعلاق : جناس ناقص
الحبيب ـــ> الأحباب : جناس ناقص .

13 – ميدان أنس : شبه عهد الحب بميدان سباق
14- سلوتم > بقينا ـــــــــ> طباق


- التعلــــــــــيق العـــــــــــام علــــــــى القصيـــــــــــدة :

تسيطر على الشاعر عاطفة صادقه قوية فهي تجربة نفسية وحالة وجدانية متكاملة حققت معالم جديدة . فقد كان من أجمل ما وفق إلية الشاعر أنه استطاع بتلقائية شاعرة وحضور عاطفي عجيب أن يشخص مظاهر الطبيعة ويخلع عليها الحياة وينفث فيها الإحساس ويلبسها الشعور فجعلها بشرا يتفاعلون مع ابن زيدون فيشاطرونه مشاعره وأحاسيسه .


الساعة الآن 08:54 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w