منتديات حصن عمان - طرفة بن العبد
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   اللغة العربية (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=70)
-   -   طرفة بن العبد (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=7368)

الملاك الغريب 07-01-2007 06:41 PM

طرفة بن العبد
 

طرفة بن العبد


اسمه و نسبه :

هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد أبو عمرو البكري الوائلي (86/539 م-60 ق.هـ/564 م) هو شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان هجاؤه غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد. اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى دادفروز گشنسبان (المكعبر) مرزبان الفارسية الساسانية على البحرين وعُمان يأمره فيه بقتله .
"طرفة" لقب غلب عليه.و كنيته ابو عمرو, وقتل طرفة في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م. فيكون قد عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل".
وينتمي طرفة لأسرة عرفت بكثرة شعرائها من جهة الأب والأم. وكان في صباه عاكفا على حياة اللهو، يعاقر الخمر وينفق ماله عليها. ولكن مكانه في قومه جعله جريئا على الهجاء. وقد مات أبوه وهو صغير فأبى أعمامه أن يقسموا ماله وظلموه.
ولما اشتدّت عليه وطأة التمرد عاد إلى قبيلته وراح يرعى إبل أخيه "معبد" إلا أنها سرقت منه. ولما قصد مالكاً ابن عمه نهره. فعاد مجدداً إلى الإغارة والغزو.
على أنه شاعر مقل، إلا أنه بلغ بشعره رغم حداثة سنه ما عجز عنه شعراء جاهليون كبار رغم كبرهم شعرا وقدرا، لم لا وهو أحد شعراء المعلقات؟
ينتمي طرفة بن العبد إلى بني مالك بن ضُبيعة، من بطون قبيلة بكر بن وائل، وهو أحد أبرز الشعراء الجاهليين، جعله بعضهم ومنهم لبيد بن ربيعة ثاني شعراء الجاهلية بعد امرئ القيس، وفضّل ابن قتيبة في الشعر والشعراء معلقته على سائر المعلقات فقال: "وهو أجودهم طويلة"، ولكن لم يؤثر عنه إلا أشعار قليلة، ولعل ما يفسر قلة شعره مقتله المبكر وهو في السادسة والعشرين.
كان يسكن شمال الجزيرة العربية ومنتصفها منذ ألف عام قبل الميلاد ، رحل هم دون ريب أجداد من أسموهم ( عربي ) على ما ورد في وثائق آشورية في القرن الثامن قبل الميلاد ، عاش فيها البدوي حياة قاسية مضطربة في مسالك قفرة وصحراء شاسعة تنازعوا فيها على الكلأ والماء ونطقوا بالشعر ( غناء وفخراً وشجاعة ورثاء وهجاء ).
وقد جاء في لسان العرب لابن منظور عن معنى كلمة هجاء فقال : هجاه – يهجوه – هجواً أى شتمه بالشعر ، والهجو الوقيعة بالأشعار فكان شاعرهم خطيب القبيلة والمدافع عنها على منابر الهجاء وغيرها من ملامحم وبطولات وأشهر قصائدهم في ذلك المعلقات ( السبع الطوال ) ومن الشعراء الذين اشتهروا بالهجاء ( الحطيئة وأصحاب النقائض جرير والأخطل والفرزدق بالإضافة إلى بشار ودعبل وطرفة ) فقد وصلوا في هجائهم إلى الملوك والأمراء فكانت لهم النهاية في أبشع صور الهلاك .

شعر :

شعر طرفة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر.
وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه "المعلّقة".
ويحوي الديوان 657 بيتاً ، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وهي على البحر الطويل. ومن موضوعاتها:
1 - الغزل - الوقوف على الأطلال ووصف خولة.
2 - وصف الناقة.
3 - يعرّف نفسه ثم يعاتب ابن عمه.
4 - ذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه.

مختارات من معلقة طرفة بن العبد :
فيما يلي بعض الأبيات المختارة من معلقة طرفة تدور حول عدة مواضيع:
: من أنا
إذا القوم قالوا : من فتى؟ خلتُ أنني
عُنيت فلم اكسل ولـم اتـبـلَّدِ
ولستُ بحلاّلِ التـلاعِ مـخـافةً
ولكن متى يسترفدِ القـومُ أرفِـدِ

طرفة بين فكّي التاريخ :
طرفة الشاعر الجاهلي المبدع عانى من ظلم الأقرباء وهو أشنع ضروب الاستبداد لأنه يأتي من الأيدي التي نحبها والتي نظنّ أننا نأمن شرّها. ولم تمهله المؤامرات التي حيكت ضده كثيرا فمات في ربيع عمره عن 0(26) عاما، حيث قتل بوحشية لا لذنب اقترفه سوى إبداعه وإن كان بالهجاء.
سقط الشاعر ضحية لخلاف شخصي مع الملك. وإذا صحّت الرواية حول موته وأنه حمل الكتاب الذي يحوي أمراً بقتله، فإنّ هذا يدلّ على مدى عزّة النفس والثقة التي كان طرفة يتمتّع بها، وإن كانت في آخر الأمر، سبب مقتله.
بمقتل طرفة بن العبد في ربيع عمره وفي بداية عطائه حرم عشاق الأدب العربي والباحثين في علوم الصحراء والبداوة وتاريخ العرب من مصدر خصب كان يمكن أن يزوّدهم بالمعلومات التي يحتاجونها، وحرموا من عطاء خيال مبدع.

ظلم عشيرته :
شاعر جاهلي أدركه ظلم العشيرة في أحياء بني بكر واسمه عمرو بن العبد ولقبه طرفة لقوله هذا البيت :
لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفاً ولا أمير كما بالدار إذ وقفا
وكانت حياته مأساة منذ أصابه اليتم ولد في البحرين وكان والده غنياً فتقاسم أعمامه مال أبيه بدعوى إنصراف طرفه إلى اللهو والمجون مع أنهم مغمورون به ، كان العبد والد طرفة أخاً للمرقش الأصغر وابن أخ للمرقشي الأكبر وكلاهما شاعر وخاله الشاعر المتلمس فما ترعرع طرفة حتى قال الشعر وما شب حتى نبغ فيه ، ومن روائع الشعر عند طرفة معلقته وفيها ثورته على أعمامه وظلم العشيرة له كما ظهرت ألوانه الشعرية وبراعته وصوره الذاتية وحكمه الخالدة ومنها قوله :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهـلاً
ويأتيــك بالأخبـار ما لا تـزود
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتــــــــدي
أرى الدهر كنزاً ناقصاً كل ليلــة
وما تنقص الأيام والدهر ينقـص
أرى قبـر نحـام قليـــــــل بماله
كقـبر غـوي في البطالة مفســـد


شاعر قتله شعره :


كان الشعر سلاحاً ماضياً في أيدي شعرائنا القدامى يتهددون به أعداءهم ويهجون خصومهم وكان إلى ذلك سبيلاً إلى اكتساب المال من الممدوحين، ولكنه كان سلاحاً ذا حدّين ربما أدى إلى إلقاء الشاعر في هاوية الهلاك، حين يكون المهجو من أولي البطش والفتك، أو من ذوي السلطان القادرين على إهلاك من يتعرض لهم بهجو أو نقد، وفي هذه الأحوال تصدق مقولة "ومن الشعر ما قتل" قياساً على مقولة شاعرنا الأخطل الصغير، "ومن العلم ما قتل".

و اختلفت الروايات في وفاته فمنهم من قال :
توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).
وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...
بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:
"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".
فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.
فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها".
فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.

و منهم من قال :
أنه قتل على يد عمرو بن هند ملك الحيرة وذلك أن طرفة خرج مع خاله المتلمس إلى بلاط الملك عمرو بن هند وعاشا في رخاء وكرم وحدث أن رأى طرفة أخت الملك فقال فيها شعراً غاظ أخيها وفي اليوم الثاني نقلهما عمرو بن هند إلى بلاط أخيه قابوس ، فاختلفت الحياة عنده ولم يستطيعا الوصول إليه فهجاه طرفة مع أخيه الملك في بيتين من الشعر .
- و لما سمع الملك كظم غيظه حتى سنحت الفرصة فأرسلهما إلى عامله في البحرين ( ربيعه بن الحرث ) أمره بقتلهما ولكن المتلمس شعر بالخطر وعرف الغدر ففر هارباً إلى الشام وضرب المثل بصحيفته فيقل ( أشأم من صحيفة المتلمس ) أما طرفة فتابع إلى البحرين ولكن عاملها لم يقتله وأعلم الملك بذلك فأرسل عمرو بن هند عاملاً آخر اسمه ( معضد بن عمرو ) فقتل العامل السابق وأثنى عليه بطرفة فقتله واختلفت الروايات في قتله فقالوا :
- أولاً : أفصد الأكحل وهو سكران .
- ثانياً : قطعت رجليه ويديه ودفن حياً وقالوا صلب .
ورثته أخته الخرنق بأبيات منها :
عددنا له ستاً وعشرين حجة
فلما توفاهـا استوى سيداً ضخماً
فجعلنـــــا لما رجونا أيابه
على خير حال لا وليداً ولا قحما .


الساعة الآن 08:01 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w