منتديات حصن عمان - سنة الله في التغير
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   البرج الإسلامي (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   سنة الله في التغير (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=20830)

بن مضر 31-10-2008 05:51 AM

سنة الله في التغير
 

سنة الله في التغيير


من سنن الله في التداول أن يكون هلاك الأمم بسبب الظلم والطغيان، وهي سنة عامة؛ فيقول عزَّ وجل: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ (يونس: من الآية 13).

وأقسى أنواع الظلم هو طغيان الحكام على شعوبهم؛ على النحو الذي يهدِّد حقوقَهم، ويُذهب عزتَهم، ويعوِّدُهم على حياة الذلة والمهانة؛ مما يجعل الأمة ضعيفةً غيرَ صالحة للبقاء؛ فيسهل على الأعداء الاستيلاءُ عليها واستعبادُها، ويصدق فيها قولُ الله عز وجل: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾ (الكهف: 59) ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ﴾ (الأنبياء: 11).


ومن آثار الظلم والطغيان شيوع الفساد في شتى المجالات والميادين؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ الأمر الذي يؤدي إلى خراب البلاد، وزهد الناس في العمل والإنتاج، وفقدان الانتماء والولاء، وكل ذلك يؤثر في قوة الدولة وصلابتها وتماسكها ومقاومتها للتحديات الداخلية والخارجية، خاصةً في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.

فالطغيان والفساد والانحراف من أسباب سقوط الأمم؛ فكم من حضارات سادت ثم بادت، فأصبحت حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس.. يقول تعالى: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾ (الحج: 45)، وكل حضارة من هذه الحضارات قد سيطر عليها نوعٌ بارزٌ من الانحراف والطغيان والتجبُّر، والذي جرَّ عليها الوبال والدمار؛ فقوم نوح طغوا واستكبروا على الضعفاء والمساكين؛ فكان مصيرهم الغرق والفناء، وكذلك عاد (قوم هود).. الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، وثمود (قوم صالح).. حيث طغيان النعمة والترف، وقوم لوط.. حيث طغيان الشهوة المرذولة، وأهل مدين (قوم شعيب).. حيث طغيان الشحّ واللعب بالكيل والموازين، ثم فرعون.. الذي جاء بعدهم جميعًا، وكان من الطغيان والاستبداد بمكانٍ، فأضلَّ قومه واستعبدهم ولم تردعْه تسع آيات؛ فقال لهم أنا ربكم الأعلى، فكان عاقبته أن أغرقه الله هو ومن اتبعه من قومه ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾ (النازعات: 25).

إن عالمنا العربي والإسلامي يمر في الوقت الحاضر بأزمات خطيرة وداهمة؛ حالت دون وصوله إلى تحقيق الحد الأدنى من تطلعاته في التنمية والوحدة والحرية، وأدَّت إلى فشله في الارتقاء بمستوى الحياة إلى الحد اللائق به؛ مثل باقي شعوب وحضارات العالم، وكل ذلك بسبب الطغيان والاستبداد والتسلُّط الذي تمارسه الأنظمة الشمولية المستبدة والتي وصلت إلى الحكم بقوة السلاح أو المال، وحافظت على طغيانها ووجودها بالعنف والقمع والاستبداد.

فالطغيان والاستبداد بشتَّى أشكاله وألوانه هو شيء أعمى، يسير عكس حركة التاريخ والحضارة والحياة الإنسانية الطبيعية؛ لأنه يقف على طرفَي نقيضٍ من حرية الإنسان وقدرته على الاختيار، ويشلُّ طاقته في الإبداع والتفكير واستخدام العقل والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، ويجعله أسير الجهل والتخلّف.

فعندما يفقد الإنسان حريتَه يفقد معها كل شيء جميل في الحياة؛ فهو يفقد العزة والكرامة والأخلاق والعلم، ومن ثم يكون مصيره المحتوم هو العيش على هامش الحياة والوجود.

إن سنة الله في التغيير تنطلق من خلال إرادة الإنسان، إلا أنه لن يؤتي ثماره إلا إذا استوعبته الأمة؛ ولذلك جعل الإسلام مسئولية التغيير جماعيةً أيضًا؛ فقال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ (الأنفال: من الآية 25).

فالتغيير يبدأ من عالم الأفكار وما في الأنفس، والأمة تمتلك إمكانية التغيير بسبب اصطفائها لوراثة الكتاب: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ (فاطر: من الآية 32) ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).

إن إقناع الشعوب بأن الإصلاح والتغيير ومقاومة الطغيان مرهونٌ بها، وأن لديها من الإمكانات الهائلة والطاقات الكامنة ما يجعلها قادرةً على إحداث التغيير المنشود، وأن عملية التغيير تستلزم منها تضحياتٍ عزيزةً يجب ألا تبخل بها؛ فالحرية ثمنها غالٍ، وإقامة المجتمعات العزيزة الكريمة هي نتيجةٌ لجهاد دائم ومتواصل في شتى المجالات والميادين.

ومن هنا كانت ضرورة تواصل الدعاة مع الشعوب وبذل الجهود في الارتقاء بقيمها الروحية والإيمانية حتى تنزع عن نفسها الخوف والشعور بالإحباط، ويشرق لديها الأمل والثقة في نفسها وقدرتها، وحين تسود فيها القيم الإيجابية على القيم السلبية، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.. نكون قد قطعنا ثلاثة أرباع الطريق.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

حوراء الحصن 01-11-2008 11:18 AM

جزيت خيرا أخي ابن مضر..
لا حرمنا تواجدك..

COMANDER 02-11-2008 01:41 AM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..
اشكرك اخوي بن مضر على الموضوع الطيب ربي يحفظكـ :thumbsup:

دفئ الكون 02-11-2008 08:43 AM

تسلم بن مضر على الافادة

جزاك الله خيرا

بن مضر 04-11-2008 03:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألأفاضل
حوراءالظاهرة comander دافئ الكون
شاكر لكم المرور الكريم
دمتم بخير

oonإيميmoo 06-11-2008 11:59 AM

يسلموووووووووووو أخوي على الموضوع
وجزاك الله خيرا

بن مضر 07-11-2008 08:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة
oonإيميmoo
شاكر لك المرور الكريم
دمت بخير

زعيم المحبة 07-11-2008 08:53 PM

جزيت خيرا اخي ع هذا الموضوع الثمين

بن مضر 08-11-2008 09:53 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل:icon9:
زعيم المحبة
شاكر مرورك الكريم :thumbup1:
دمت بخير

جامعي متميز 13-11-2008 01:58 PM

رد
 
يعطيك العافية ع الموضوع المتميز ..

جهد واضح ...

جزاك الله خيرا ورفع قدرك ...

بإنتظار جديدك

موفق

بن مضر 15-11-2008 11:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل:S_021:
ابن الصحراء:icon26:
شاكر مرورك الكريم :innocent:
دمت بخير:icon26:

عاشق التزويد 16-11-2008 08:16 PM

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لك ألف شكر على ما خطته أناملك الذهبية

وفقكم الله تعالى

بن مضر 17-11-2008 12:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل/ عاشق التزويد
شاكر مرورك الكريم:bye1:
دمت بود:S_021:


الساعة الآن 05:36 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w