منتديات حصن عمان - أبو مسلم البهلاني
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   الدراسات الاجتماعية (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   أبو مسلم البهلاني (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=24238)

نجوم 27-03-2009 08:01 PM

أبو مسلم البهلاني
 
أبو مسلم البهلاني
أبو مسلم البهلاني : هو العلامة المحقق والشاعر المفلق أبومسلم ناصر بن سالم بن عُديم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد البهلاني الرواحيالعماني . ينحدر من سلسلة كريمة المحتد عريقة النسب كلهم أهل علم وفضل وشرف . حيثإن جده عبدالله بن محمد البهلاني كان قاضياً في أيام دولة اليعاربة على وادي محرم . كما أن أباه الشيخ سالم بن عُديم البهلاني كان قاضياً للإمام عزان بن قيس رضي اللهعنه . الذي استولى على زمام الحكـم فـي عُـــمان سنـة (1285 ـ 1287هـ) .

مولده ونشأته وأعماله :


ولد الإمام أبو مسلم سنة (1273هـ) حسبرواية ابن أخيه الكاتب الأديب سالم بن سليمان البهلان الذي صحب عمه ولازمه طويلاًوكتب عنه شعره . كما أن هناك رواية أخرى تقول إنه ولد سنة (1277هـ) وصاحبها ابنالإمام (مهنا بن ناصر البهلاني) ، على أننا نرجح رواية ابن أخيه ، ونستفيد ذلك منملازمة الإمام الشيخ أحمد بن سعيد الخليلي رحمهما الله .


أما مكانولادته ففي قرية (محرم) . موطن أبائه وأجداده وعشيرته ويبعد وادي محرم الذي أضيفإلى هذه القرية عن العاصمة مسقط حوالي (150 كيلو متراً) . ويشمل وادي محرم علىالعديد من القرى أكبرها محرم وهي القرية التي فتح فيها الإمام أبو مسلم عينه علىهذا الوجود .


ولقد كانت عناية الإمام أبو مسلم رحمه الله بطلب العلممنذ صغره ، حيث درس على يد الشيخ الفاضل / محمد بن سليم الرواحي الذي انتقل فيمابعد إلى قرية (البلة) من أعمال ولاية (بركاء) بالباطنة الشريط الساحلي من عُــمان .

وكان زميله في الدراسة الشيخ العالم الورع أحمد بن سعيد بن خلفان الخليليرضي الله عنه الذي أشار إليه بقوله في قصيدته النونية المشهورة :


أرتاحُ فيها إلى خِلُ فيبهرُني صدق وقصد ومعروف وإحسانُ

فحالحُكمُ النوى بيني وبينهمُ هُنا تيقنـتُ أن الدهـر خـوانُ


وكانا صديقينمتلازمين حتى شاء الله أن يغادر الإمام أبو مسلم إلى شرق إفريقيا ـ زنجبار ـ وكانسفره إليها سنة (1295هـ) في زمن السلطان برغش بن سعيد بن سلطان سلطان زنجبار ، حيثكان والده سالم بن عديم البهلاني قاضياً للسلطان المذكور في زنجبار بعد انتهاء دولةالإمام عزان بن قيس في عُمان .


بقي الإمام أبو مسلم في زنجبار خمسسنـوات ثـم رجع إلى عُــمان سنـة (1300هـ) ، وعاد إليها مرة ثانية سنة (1305هـ) ،وهي عودته الأخيرة حيث بقي هنالك حتى وافته المنية .

أقام في زنجبار وألقىعصا الترحال بها . وعاش في كنف حكامها الذين أحاطوه بالرعاية التامة وأولوه العنايةالكاملة . وذلك في عهد السلطان حمد بن ثويني ومن بعده من سلاطين زنجبار .

وفي ذلك الجو الذي يسوده مناخ من التقدير والاحترام ، وفي تلك الربوعالهادئة وتحت سماء تلك المدينة الوادعة ـ مدينة زنجبار ـ انكب الإمام أبو مسلم علىالمطالعة وقراءة نفائس الكتب الفقهية والأدبية . فكان الكتاب أستاذه الثاني وجليسهالمفضل . حتى نبغ في العربية وفي الشعر والأدب وفي العلوم الشرعية .


والذي يقرأ كتابه (نثار الجوهر) يرى بوضوح نبوغه الفائق وتحقيقه الواسع . فهو يعتبر بحق مجتهداً مطلقاً .


ثم تقلد منصب القضاء حيث صار قاضياًفي زنجبار . ثم تولى رئاسة القضاء بها . وكانت له منزلة رفيعة ومرتبة عالية لدىالحكام لا سيما السلطان حمد بن ثويني والسلطان حمود بن محمد بن سعيد .


ولقد نبغ في الشعر نبوغاً حتى صار لا يشق له غبار في مضماره . وكانت لهحلبة السبق في بحوره وأغراضه . وقد تناول في شعره الأغراض الشعرية كالمديح والرثاءوالغزل ، وذكر المعاهد والاستنهاض والسلوك . يتجلى ذلك عبر قصائده العزر حتى أطلقعليه لقب "شاعر العصر" ولولا خوف الإطالة لأتينا بشئ من أشعاره ، بيد أننا نحيلالقارئ إلى ديوانه ـ ديوان أبي مسلم البهلاني ـ وله في حكام زنجبار قصائد في المديحلم يسبقه إليها سابق ، ومن منطلق نبوغه في الأدب واهتمامه به قام بتأسيس جريدة (النجاح) في زنجبار عُنيت بخدمة الأدب العربي والقضايا الإسلامية والاحداث الدولية . وكان هو رئيس تحريرها لفترة غير قصيرة من الزمن .


وفي آخر أيامه أخذالشوق يشده إلى وطنه الأم ـ عُــمان ـ وذلك في عهد الإمام الرضي سالم بن راشدالخروصي . وقام يشدو بها شدو البلابل على أغصانها . ويحن إليها حنين الإبل إلىمعاطنها . ويشيد بها في شعره إشارة لا مثيل لها . يقول في قصيدته النونية :


إن هيح البرق ذا شجو فقد سهـرت عيني وشبت لشجو النفس نِيــرانُ

وصير البرقُ جفني مـن سحائبـهِ يا برقُ حسبُك ما في الأرض ظمآنُ

إني أشُحُ بِدمعِي أن يسح علـى أرض وما هِي لِي يا برقُ أوطانُ

تلكالمعاهِدُ ما عهدِي بها انتقلت وهُن وسط ضميري الآن سُكـانُ

نأيتُ عنهابِحُكـم لا أغالِبُــهُ لا يغلِبُ القدر المحتُوم إنســانُ


إلى أن قال :


لها على القلبِ مِيثاقُ يبوء بِهِ إن باء بالحُب في الأوطانِ إيمانُ


ويقول في قصيدته الميمية :


معاهِد تذكاري سقتـك الغمائِـمُمُلثا متى يُقلِـع تلتـهُ سواجِـمُ

تعاهدك الآناءُ ســح بُعاقُــهُفسوُحُكِ خُضر والوهادُ خضارِمُ


ويقول فيها :


تزاحم فيروعِي لها شوق والِه وصبر وآن الصبرُ أن لا يُزاحـمُ

إذا لاح برق سـابقتهُمدامِعـي وليت انطِفاء البرقِ للِعزبِ عاصمُ

خُذا عللاني عن أحادِيثِ جيرتيفإني بحُب القوم ولهـانُ هائِــمُ

ولا تُسلِما عقلِـي إلى هيمانِـهِفذِكرُهم عِنـدي رُقـى وتماثــمُ

نزحتُ وفي نفسِي شجُون نوازع إليهِمونازعتُ الأسى وهُو قائِــمُ



وفي قصيدته اللامية يقول :


تفضل بالزيارةِ فـي عُمـانِ تجـد أفعـال أحـرار الرجـالِ

تجدما شِئت مِن مجد وفضل وأحسـابِ عزيـزات المِثــالِ

تجد ما قدمته مِـنالمنايــا خُيولُ اللهِ في حـزب الضــلالِ

تجد مِن هيبةِ الإسلام شأنــاًعليـهِ الكفـرُ مبيـض القــذالِ

تجد هِمم الرجالِ مضممـاتِ بثأرِ الذينِتُرخِصُ كـُل غــالِ


وقد انسجم مع السيرة النبوية الشريفة كل الانسجام . فألف فيها وأجاد ونظم ، فأطال . يعرف ذلك كل من قرأ كتابه "النشأة المحمدية" وكتابه "النور المحمدي" ، فإن القارئ يستوحي منها عظمة النبوة الطاهرة ويتبين لهحقيقة الرسالة الخالدة . وصور ذلك تصويراً رائعاً في قصائده المطولة التي ضمنهاديوانه .


تلاميـذه :


رغم اشتغال الإمام أبو مسلم بأمورالقضاء والتأليف فقد حمل عنه العلم كثيرون نذكر منهم : الشيخ الفاضل سالم بن محمدالرواحي ، وعبدالله بن محمد الحبيشي ، وبرهان مكلا القُمري من جزر القمر .


مؤلفاتــه :


1 –
النشأة المُحمدية.

2 –
النُورالمحمدي .

3 –
النفس الرحماني .

4 –
كتاب السُؤالات .

5 –
العقيدة الوهبية . كتاب في التوحيد . حوار بين أستاذ وتلميذه .

6 –
ديوانشعر .

7 –
نثار الجوهر . وهو الذي بين يدي القارئ .


وكتاب نثارالجوهر شرح لكتاب "جوهر النظام" للإمام نور الدين عبدالله بن حميد السالمي رضي اللهعنه . ويتكون "نثار الجوهر" من ثلاثة أجزاء ، كان في نية الإمام أبو مسلم أن يجعلهفي اثنين وعشرين جزءاً لولا أن الأجل وافاه قبل بلوغ الأمل .


وكانخاتمة المطاف في هذا الشرح القيم نهاية باب الصوم ، ولعمري فقد أودعه خلاصة اجتهادهونتيجة أبحاثه الطويلة . فالذي يقف على هذا الكتاب يرى ما فيه من عظمة التدقيق ،وجودة التحقيق ، وسعة اطلاع الإمام أبو مسلم ورسوخ قدمه في علم الشريعة . ومن نافلةالقول أن نشير إلى أن هذا الكتاب لا يستغني عنه باحث في الفقه المقارن .


وفاتــه :


انتقل الإمام أبو مسلم إلى رحمة الله في اليومالثانـي مـن شـهر صفـر سنـة (1339هـ) بعد أن عاش خمساً وستين سنة قضاها في خدمةالعلم والأدب ، ولزوم طاعة الله ، والدفاع عن الإسلام . لقد عاش رحمه الله حياحافلة بكل معاني الإنسانية . فقد كان عالماً فاضلاً ، وأديباً لبيباً ، وجواداًكريماً . وكانت وفاته بمدينة زنجبار بإفريقيا الشرقية ، وقد رثاه حفيده الشاعر سالمبن سليمان بن عمير الرواحي بقصيدة مطلعها :


إليك إليك عنِِي يـا دفـارِفإنكِ لستِ لِي أبداً بِدارِ


ويقول فيهـا :


فيا رحِمالمُهيمنُ خير حبر دفناه بـأرضٍ الزنجبارِ


كما رثاه ابن أخيه الشاعرسالم بن سليمان بن سالم بن عُديـم البهلانــي .


وآخر مادبج يراعه وجادتبه قريحته في فن القريض "ثمرات المعارف" تخميس لميمية الشيخ العالم الرباني سليمانبن خلفان الخليلي رضى الله عنه فقد سال بها قلمه يوم 28 محرم (1339هـ) أي قبل آخرعهده بالدنيا بثلاثة أيام رحمه الله تعالى رحمة واسعة .



الساعة الآن 08:01 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w