![]() |
كم كنا رائعين معا ( خاطرة)
كم كنا رائعين معا ؟ أيمن خالد دراوشة إنه دوار الهجر .. كأنني في مركب صغير وسط البحر الهائج في عاصفة. هكذا غاب الضوء عبر المجهول ، كأن فراغ الأفق يهبط من حولي ، فأصبح ورقة يابسة في مهب الريح . كل شيء فاتر ، ولا توجد صخرة تميت الذكريات ، أنا الآن في زهد دائم فلا الأساطير توقظني ولا حكايات الرواة. لست قاسيا إلى هذا الحد ، إذ أزهو بك رغم الغياب ، وأتمنى لك السعادة التي لم أستطع أن أجيء لك به. أعرف أن هذا اليأس فيك يمنحني اليأس من كل شيء ، وفي برودة الليل الحالك أحدق بمن حولي ، وإذا بك حاضرة بكل عطرك وحركتك ، والفجر الذي هو صحو النور في عينيك الرائعتين. وأنا وراء الجدار الرطب أنصهر بالنيران المقدسة ، وأتعطر بالماء ، يا لحلاوة لقائك. أنا الآن محموم بالأشواق ، ومحمول على أوهامي أنك لا بد عائدة. لا بد أنك ستتذكرين فارسك النبيل ، وقد أصبح من دونك سيفا بلا ساعد ، ورمحا بلا قوس ، وشجرة بلا أرض وتراب، وعطرا بلا رائحة ، وبحرا بلا أمواج ، وأسماك ومراكب ، ومدينة مهجورة ، ومركبا بلا شراع... هذا الذي أترنم به من وهلة النوم وسكون الأحلام ، أناديك كي تنتشليني من هذه المتاهات ، وجحيم ما برح يتداعى ، ونار ما يتساقط حمما كالبركان... هل أنا بانتظار ما لن يأتي ؟! فالقلب دفن أحزانه في فمي ، وفمي مغلق بالشمع ، وروحي مخبأة بين حنايا الضلوع لا تحتوي إلا وجهك وعصيانها ، إلا أناملك واحتراقها ، وعذوبة قلبك وجحيمها... غيابك هذا الخريف الذي يلبس المدينة ، ويعري الشجر من أوراقه ، ويميت الأزهار البرية ، ويأكل الشمس ، ويسود الفضاء هذا اللون الرمادي. وأنا أتطاول على الطغاة من كل الجهات ، فانشطر بين الشوق والرصاص ، بين الجرح والأفلاك ، بين أمل اللحظة وشفرة الليل. كنت هذا الحصن الذي يحميني من الحيرة والجنون ، وكنت الأمان عندما تطاردني الهواجس ،كنت الصفاء عندما تزدحم في الأفق الأعاصير ، وأنا في حضرتك مسلح بالبراءة والنقاء... الآن ، أنت بعيدة فلمن أبوح بهذا الوجع الساخن في الفؤاد ؟ من يمد الجسور بين المغامرة والسفر ؟ من يرد المجهول إلى عنوانه ؟ من يدلني على نجمة الضياء ؟ بهجرك كفت الطيور عن الغناء ، وجفت كل الينابيع ، أنا المجبول بك في حنان اللقاء وفي الخصام وفي العتاب... كم كنا رائعين معا ؟ يوم كنا نلتف بالأشواق ، كانت كل الأشياء الباهرة تنصهر بنا ، وكانت المسافة بيني وبينك كالمسافة بين الفم والعين ، كنا نتحد كأننا روحان في جسد ،كأننا جسدان في روح. آه ، كم كنا رائعين معا ، كم كنا رائعين ، الآن أنت غائبة في الآخر... وأنا غائب في أحضان حزني ، غائب وراء هذا الرمادي... أفتح ذراعي لك فلا أفتح إلا على فراغ. -=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=- |
خاطرة رائعة أخي العزيز أيمن خالد دراوشة ..
كم كنا رائعين بقراءة خاطرتك ، والأجمل ذلك الإحساس الذي تحمله كلماتك حتى أنطقت الأنين عندما أضناه الحنين وأرتمى على جمر الشوق . دمت بالخير .. |
:: :: يَا مَنْ رَحلتْ وتَركَتَ لَي الأنَينَ والحَنينْ .. كُنتُ ثِمارَاً ..وبَعدَ مَوت أيَامَِنَا .. أصبَحتُ رَمادَ السنين . خبأتُكَ بَينَ أصَابعَي .. فيَ أضُلعَي .. والَيوم تَسَربتَ مِن واَقعِي .. أبَعدَ الرَحيل أتسأل: هَل نَحنُ رائعون ؟! :: :: المُبدِعْ .." أيَمن " أهَلاً بـِ بَوحِكَ مَعنا :) .! |
اقتباس:
دائما ما يخفي الليل في ستاره الشيء المبهم قد يكون رائعا او مخالف لروعته .. كل لحظة من لحظات تتواجد فيه هدوء لا يسمعه الا من أنصت له .. فقط في حلكة الليل .. تبين كل شيء *** رائعون انتم استمروا بقوة حروفكم |
كما كنا رائعين ..
حينما تغمرنا السعادة ونحن ننغمس في احاديثنا .. ونستنشق شذا بوحنا وهمس عالمنا معا .. كم كنا رائعين .. حينما ننسج خفقان قلوبنا .. وننصت لارتعاش روحنا .. |
الساعة الآن 02:20 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها