![]() |
قصه روعه شووووووفوووا وما راح تخسروا
*** إنجاز حياتي ***أعيش في أسرة مكونة من ثلاث فتيات وأخ..وترتيبي الأولى؛فأنا كبرى أخواتي سمعت من صديقاتي دائما أن الأكبر مدلل ومحل اهتمام الوالدين،ولكن الواقع الذي عشته مخالف لذلك تماما،فالدلال والاهتمام والمعاملة الخاصة هي لأخي الذي كان ترتيبه الثالث وكان متميزا عنا في كل الأمور،فهو في حاجاته التي يقتنيها ويشتريها يختلف عنا نحن معشر الفتيات.فطلبه مجاب في أي ظرف،وفي أي وقت يخرج ويسهر ويقتني أشياء ثمينة،أما نحن فدائما طلبنا مرفوض،ونتيجة لهذه المعاملة أخذ ينحى منحى آخر،فكان يصب جام غضبه لأتفه الأمور على أخواتي الصغار ويستخدم ذراعه بدلا من لسانه ،أما والدي فقد كانا غير عادلين لحل أي مشكلة تتعلق به ،وكان الحل دائما هو التوبيخ لنا بحجة أننا نتدخل في شؤونه الخاصة.
وأصبح المنزل رحى للشجار يوميا من تصرفاته.ويوما في حفل التخرج في المدرسة كنت أتوقع حضور والدتي وحزنت لأن والدتي لم تكن بين الحضور،وعندما رجعت من المدرسة سألتها عن سبب عدم حضورها؟!! فقالت بكل برود:لأنك بالأمس تشاجرت مع أخيك في موضوع لم يكن يهمك أنتي بل هو موضوع يتعلق بأختك الأخرى. قلت لها:وهل جزائي أن لا تحضري حفل تفوقي؟! وأسرعت بالقول:"أتمنى أن يكون تفوقك في معاملة أخيك بديلا لتفوقك في الدراسة". قلت لها:"ماذا تعنين بتفوقي في معاملة أخي؟وهل سألته يوما أن يحسن معاملته لأخواته الصغار؟!نريد العدل في هذا المنزل". وبعدها فورا استقبل وجهي ضربة مبرحة لم أتوقعها. جلست في مكاني أبكي وقلت في نفسي بدلا من أن أتلقى القبلات في هذا اليوم والمدح والثناء،استقبلت بتلك المعاملة!!... ومرت الأيام وكنت أتحشى التعامل معه لأن الهزيمة دائما من نصيبنا. انتظمت في الجامعة متنفسا رحبا لنفسي وراحتي!...ويكفي أنني أستقبل صديقاتي بالابتسامة والسؤال عن الحال والمساعدة في المقررات،وذات يوم وأنا عائدة من الجامعة رأيت والتي ووالدي في حالة مزرية،فأمي تبكي،ووالدي منكس رأسه والدموع محتبسة في عينيه.قطعت الهدوء باستفساري:"ما بكما؟!هل هناك مشكلة؟!"لم يردا علي وهذا أمر قد اعتدت عليه فأمسكت بكتبي،وذهبت إلى غرفتي،وأنا أحدث نفسي"..متى سيعلمون أنني كبرت وأن معاملتهم لي لا بد أن تتغير.وفي اليوم نفسه وبينما أنا أذاكر دروسي سمعت صوت شجار كبير في صالة المعيشة،ركضت مسرعة وأنا أظن أن إحدى أخوتي الآن ترفع راية المساعدة والعون.ولكن عند وصولي للمكان ولأول مرة أرى هذا المشهد!!فالشجار بين أبي وأخي ووالدتي تبكي لا تدري ماذا تفعل؟ولأول مرة أرى دموع أخي على خده إنه موقف عجيب وغريب. قلت للحضور:هل أستطيع أن أفهم ما الذي يحدث هنا ؟هل أستطيع مساعدتكم؟! نظرت والدتي إلي نظرة ساخرة وقالت:"متى عملت شيئا يذكر بخير؟!" قلت لها :-سامحك الله ...حسنا إذا كان هذا تفكيركم فوجدي ليس مهما بينكم" أخذت أخطو نحو غرفتي فسمعت نداء والدي "تعالي يا ابنتي ،أريد أن أتحدث إليك ".وصدقيني عزيزتي القارئة هذه أول مرة يريد فيها أبي أن يتحدث إلي !!قال لي:هيا أريد أن أتحدث إليك في غرفة الطعام،خفض رأسه ووضع يده على وجهه،وقال:"ابنتي إنني أمر بمشكلة كبيرة وجسيمه.أعترف لك بأنني أخطأت في تربية أخيك،وهذه هي النتيجة ...سكت برهة ،ثم قال :أخوك يتعاطى المخدرات !! وضعت يدي على رأسي صرخت :ماذا؟!...لا أصدق ذلك متى حصل؟!! قال:"ألا تلاحظين كثرة شجاره وانعزاله ،دائما يتقيأ ما يأكل ،وانخفاض وزنه المفاجئ". قلت:"وهل عرضت حالته على الطبيب ". تنهد بزفرة تدل على اليأس والفشل ثم قال:نعم،والطبيب لا يشجع أن يدخل المستشفى ،لأن ذلك سيؤثر على مستقبله ،ومثل حالته تتطلب الانعزال التام عن المجتمع،وأن يكون أحد يلازمه حتي يتعدي فترة إنسحاب المخدر من جسمه ". قلت أبي :"وكيف يتابع الطبيب حالته ؟!" قال أبي:سيزوره من وقت لآخر ، قلت :أبي والآن ما العمل؟.. فقال:"لا أدري يا ابنتي وأخذ يضرب كفا بكف،ومكثت في الغرفة.وانسحب أبي يجر وراءه أذيال الخيبة والهزيمة.وجلست أفكر في المشكلة الكبيرة التي وقعت علينا بسبب الدلال الزائد وسوء المعاملة .طرأت على بالي فكرة، أسرعت نحو أبي بينما كان مع والدتي وقلت لهما:هل أستطيع أن أتحدث إليكما؟ فقال أبي:تفضلي من غير استئذان ، فالتفت إلي والدي وقلت له :"أريد أن أقدم المساعدة لأخي . أولا:سنوفر له مكانا بعيدا عن أعين العائلة والناس ،وأنا سأكون معه وأتبع تعليمات الطبيب أولا بأول ، قاطعتني والدتي قائلة بسخرية:والجامعة ودراستك يا شاطره. فقلت لها:أستطيع أن أوقف قيدي لهذا الفصل الدراسي،لا عليكما سأذهب غدا للسؤال في الموضوع . وعدت من الجامعة حاملة بشارة بأنني استطيع أن أوقف قيدي وأنني قد قدمت الطلب حالا.وبالمقابل حمل لنا أبي بشاة بأنه حصل على مكان يستطيع أخي المكوث فيه وهو عبارة عن شاليه لأحد أصدقائه. وأعددت العدة وجهزت حقيبتي للذهاب للشاليه مع أخي،واشتريت كتبا تخص هذا المجال لأنني لا أفقه فيه شيئا،واتفقنا مع والدي على أن يكون الاتصال أسبوعيا ،وقبل الذهاب إلى هناك جلست مع الطبيب المعالج وعلمني كيفية التعامل معه،ووضح لي كيفية استعمال الأدوية ،وأخبرني بالمعاناة التي سألاقيها معه من ضرب وشتم وصراخ ،فقلت في نفسي :وما أدراك أيها الطبيب ،لقد تلقيت هذه المعاملة منذ سنوات طوال.وكان اللقاء في الشاليه الذي يتكون من صالة خالية من الأثاث وغرفة صغيرة تضم الحقائب .ولأول وهلة أرى أخي في ضعف وانكسار لا يستطيع الجلوس لبرهة !وكثير الحديث!!لا يأكل لا يشرب .وفي أول ليلة معه بدأ يهش جسمه ويدور حول المكان ،وزادت تحركاته ،وكان يتحدث بأمور لا أفهمها وبدأت نوبات الصراخ كان يصرخ علي ويقول أعطني الإبرة،قلت له ليس عندي ما تريد اصبر، عليك بالصبر، وزادت حدة صراخه حتى وصل إلى أنه بدأ يشتم ومن ثم الضرب وأخذ يلاحقني ويضربني ضربا مبرحا، إلى درجة أنه رماني بكوب جرح يدي،ولم أهتم بأمري كثيرا فقد كنت أهتم بأمره ،وكنت أسجل حركاته وسكناته وأقواله على دفتر ليتابعه الطبيب عند زيارته القادمة ،وكل اهتمامي أن يرجع أخي لطبيعته، استدرجته إلى الغرفة حتى دخل ثم خرجت مسرعة، وأقفلت عليه الباب وأخذ يصرخ طوال الليل مع الضرب على الباب بقوة.... لم أنم ،وكان ملجئي الوحيد هو الخلوة مع كتاب الله سبحانه،وصلاة القيام ومن ثم الدعاء له،وعند الصباح كنت أعد له الإفطار الصحي وأفتح الباب لأرى المكان في حالة فوضى وهو ملق بجسده على الأرض ،بكيت لحالة وعلى شبابه. أيقظته من النوم وكان قد رجع كالطفل يسأل عن الشارة والواردة وما الذي حدث أمس؟ واستقبلته بابتسامة وقلت له :أنت البطل، لم تفعل شيئا …وفقد الشهية للطعام وكنت أرجوه أن يأكل ولكنه كان يشعر بالدوار!!!لقد كان قلبي داميا لما وصل إليه حاله، وكان دعائي دائما:(اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا) ألازمه طوال النهار ،نقرأ قليلا ونخرج للشاطئ وكان النهار لدي يمر سريعا ،أما الليل فكنت أستقبله بقلب جامد،ودعاء الصابر، ومر أسبوع يعتبر أثقل الأسابيع ، وزارنا الطبيب وعاينه وزودنا بالأدوية وبدأ وزنه بالارتفاع قليلا .أثنى الطبيب علي .وبعدها بيومين زارنا أبي واستقبلني بتحية حارة،وأخذ ينظر إلي ويقول:أنت عظيمة بارك الله فيك،وسأل عن الجرح الذي في يدي؟ قلت له:سقطت في المطبخ وأنا حاملة الكوب ،جلس مع أخي ووجد حالته النفسية جيدة،أوصل إلينا احتياجاتنا ورجع عائدا إلى المنزل. ومر ثلاثة شهور ،وخفت حدة أخي ،وأعددت معه برنامجا يوميا نقضيه بين قراءة وسماع شريط واللعب على الشاطئ .وأجمل يوم لا أنساه في هذه الفترة عندما طلب مني أن استمع منه بعض الآيات الني حفظها .وكان حريصا على أداء الصلاة في وقتها ...في هذه الفترة كان الطبيب يزورنا من وقت لآخر مع أبي ،إلى أن جاء ذلك اليوم ،عندما قرر الطبيب أن أخي الآن قد عوفى من المخدرات تماما، وأصبح جسمه سليما منها!!فرحت وكانت فرحتي لا توصف حمدا لله سبحانه،واستبشرت خيرا..طلب الطبيب من أخي أن يجلس معه على الشاطئ برفقة والدي وكنت لا أعلم فحوى الحديث الذي دار بينهم،عدنا إلى المنزل وكنت قد اشتقت كثيرا لوالدتي وأخواتي .ورجعت...ولأول مرة تستقبلني أمي بحرارة وتأخذني بالأحضان قبل أخي.وأقول في نفسي :منذ شهور تركت البيت وهو خرب، والآن رجعت إليه وهو عامر بالحب والتفاهم والعدل..آه .والعدل. ومرت الأيام وترك أخي أصحاب السوء والتزم بصحبه أصدقاء قلوبهم معلقه بالمساجد،واجتهد في دروسه،كان يحترم أخواته وأخذ يناديني يا الغالية!!حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم،وذهب عدة مرات للعمرة والآن هو يدرس في كلية الطب. أما عني فأنا تخرجت من الجامعة منذ سنة ،وأم لولد،وعاهدت نفسي أن تكون معاملتي لأبنائي عادلة..ظل أمر أخي في طي الكتمان حتى يومنا هذا،والجرح الذي أصبت به أثناء وعكته،بقي له أثر بسيط في يدي،كلما نظرت في يدي ،كلما نظرت إليه يذكرني بإنجاز عظيم في حياتي. |
نهاية رائعة جدا
،، شكرا لك ع القصه الرائعة يسرني كثيرا تفاعلكـِ هنا بوركتِ |
قصة اكثر من رائعة
تسلمي أختي |
سبحان الله \ قصه جميلة \ مشكوووووووورة نبض
|
اسعدني تواجدكم:
الفتاة الغامضة دفئ الكون بو حمود |
القصة جميله وهادفة والاروع هو نهايتها الجميلة
سلمت وسلمت يمناك . |
مرورك اسعدني ايوب
|
شدتني القصة حقا :)
جميلة ان نستفيد من تجارب الآخرين غيرت الكثير من حولها لابد للصبر ان تؤكل طيب ثماره |
اسعدني تواجدك الليل الدفين
|
الساعة الآن 02:55 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها