![]() |
إمــرأة ولكن أم !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته هذه قصـة أم تحكي الآتــي : في تلك الليلة .. أحسست بشيء غريب .. ولكني لم أتنبه له .. غفوت .. ظنا مني أنني قد نمت .. ولكني بعد دقائق .. استيقضت من غفوتي .. ظنا مني أنني قد نمت لساعات .. لم أنظر حينها للساعة .. ولكني كنت أشعر بإنهاك في جسدي .. ظننت أن عمل الصباح قد أرهق جسدي وأثر علي .. ولم أفكر أن نومي كان غفوة .. وأن الساعات كانت دقائق ... توجهت نحو المطبخ .. لأصنع كوبا من الشاي الأخضر .. حتى يُعيد إلي نشاطي .. هكذا قد فكرت .. ولم أفكر في أن ما توجهت صوبه كان نهايتي ... أشعلت عود الكبريت ... فاشتعل لثانيتين لا أكثر .. التفت خلفي .. فاكتشفت السبب .. كانت نافذة المطبخ مفتوحة .. تعجبت من ذلك لأنني اعتقدت بأنني قد أغلقتها قبل أن آوي للفراش .. ولكنها .. مفتوحة ..! قلت في نفسي .. ربما لم أغلقها جيداَ وساعد الهواء على فتحها على مصراعيها .. توجهت نحوها .. وكانت بالقرب من خزانة الأواني.. وقرب وصولي .. سمعت صوت وعاء معدني يسقط .. ظننت أن الهواء هو السبب مرة أخرى .. مع أنه كان ذا سرعة وقوة معقولة .. ولكنني لم أفكر في أمر آخر .. لأنني لم أتوقع شيئا آخر .. أغلقت النافذة متجاهلة صوت دوي الوعاء المعدني .. وأغلقتها .. وتوجهت مرة أخرى لأكمل ما جئت من أجله .. وكم كنت متشوقة لتجهيزه .. وشربه .. فقد كنت أحبه .. ولا زلت إن صدق قولي ... عندما أشعلت عود الثقاب تذكرت قصة بائعة الكبريت الفقيرة .. هكذا دون سبب .. سرحت في قصتها لثوانٍِ معدودة .. فأيقضتني لسعة شرارة العود .. تألمت قليلا ولكنني لم أتعود على تحميل مثل هذه الأمور البسيطة فوق حقها .. غسلت يدي بماء بارد .. فهدأت نار أنمُلتي .. أشعلت عود الثقاب الثالث ..فاشتعل هذه المرة ولم يمنعه شيْ .. فأشعلت الغاز .. ووضعت ابريق الشاي الصغير فوق النار .. بدأت أبحث عن أكياس الشاي .. فلم أجدها ..! كانت علبة الشاي المعدنية بالقرب من السكر .. ولكني لم أجدها .. بحثت هنا وهناك .. ولم أجدها ..!! وطبعا هنا انتهت آمالي بصنع كوب من الشاي .. فهممت بمغادرة المطبخ .. وكنت قد نسيت أمر النار والابريق المملوء بالماء فوق النار .. فتوقفت فجأة ..! ليس لأنني تذكرت النار وما فوقها ,, إنما لأنني فكرت في أن آخذ وجبة خفيفة أتناولها وأنا أشاهد التلفاز .. فتحت باب الخزانة التي بالقرب من النافذة .. لآخذ منها علبة البسكويت .. وفجأة ..ودون أن أعي ما حدث .. انقلبت حياتي رأسا على عقب .. لم أشعر حينها إلا بضربة قوية وقاسية على رأسي .. جعلتني أرى أمامي ثلاثة جثث ضخمة .. ترتدي اللون الأسود .. أو هذا ما ظننته .. فقد كان رأسي حينها يدور ويدور .. ويرى الواحد ثلاثة .. توجهت تلك الجثة نحوي بعد أن أسقطتني الضربة على الأرض .. وأمسك بي وتوجه بي نحو ما كنت قد نسيته ...أو أنسانيه الشيطان .. ! كل هذا حدث وأنا منكسة رأسي .. فلم يتسنَ لي أن أرى وجهه .. ولكنني أحسست بيد خشنة .. وقبضة قوية .. ورأيت قدما يملؤها الشعر .. وأظافر طويلة .. لم يقلمها منذ أمد طويل .. وهذا ما أكد لي أن تلك الجثة .. وذلك الجسد كان لرجل لا يعرف الأمانة .. وطبعا ولا النظافة .. دقائق معدودة .. وسمعت صوتا أجشر خشن .. وقبيح .. طلب مني أن أعطيه ما أملك .. وأنا كنت أملك .. ولكنني رفضت .. لأن كل ممتلكاتي كانت في غرفتي .. وغرفتي لم تكن وحيدة .. بل كانت هناك فلذة كبدي .. تنام على سريرها بالقرب من دولابي الذي أخبئ فيه ما أملك من نقود وذهب وغيره .. رفضت ورفضت وقاومت وأنكرت .. طبعا لم يصدقني .. فهددني بالنار .. فلم أستسلم ولم أخضع لقوله .. وما هي إلا لحظات حتى غمر وجهي في النار .. تاركا إياه لأكثر من ثلاثين ثانية .. فذاب جلدي .. وصرت في حال غير الحال .. وأنا أصرخ وأبكي .. وهو كالأعجم لا يرد .. وكالأصم لا يسمع ... رمى بي على الأرض .. وتوجه خارجا من المطبخ ...متوجها نحو الغرفة .. ووكانت هي وحيدة .. لم أفكر إلا بها .. ولم يخطر ببالي في تلك اللحظة سوى أن ألحق به .. لأنقذ ابنتي ..من براثن الشيطان وغدره ...ركضت خلفه .. ولكن وحي من الله أعادني لأفتح الدرج .. أي درج يخبأ لي قدري .. لم أكن أعلم .. ولكن يدي امتدت نحو درج مملوء بالسكاكين الحادة الخاصة بتقطيع اللحم ..وتكسير العظام .. تناولتها .. دون تفكير .. ركضت حتى وصلت .. كان قد وصل لغرفتي .. وركع بالقرب من سرير جميلتي .. محاولا اختطافها .. وما هي إلا لحظات .. حتى تساقطت الدماء السوداء الحمراء على جسد غاليتي .. نعم .. فعلتها .. غرست المند في ظهره كاملا .. وبكل قوتي ..ضربته على رأسه بمزهرية ضخمة لم أكن أقوى على حملها قبل تلك اللحظة . .. فخر صريعا .. .. جزاء لما فعل .. وبت أنا بحرقتي على ما حل بي .. وفي نفس الوقت .. أحمد الله .. الذي أنقذ لي حبيبتي ... ... ... أنا إمرأة .. ولكنني قبل ذلك .. أم .. منـقـول |
قصة مؤثرة بالفعل قلب الام ومن يدري به رغم رقته الا انه قوي المشاعر ويتحول الى اعصار جامح عندما يتعلق الامر بفلذة الكبد يعطيك العافية اخي البراء |
اقتباس:
حب ، مشاعر ، رقة ، عذوبه قلب كبير جدا ً لا يسعنا وصفه " فالجنة تحت أقدام ُ الأمهات " لك ِ الشكر على المرور |
قوة الام تظهر وقت الذييحتاجه أبنائها
يسلمووو على القصه المؤثره |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يالها من أم..! فعلت ذلك في سبيل انقاذ فلذة كبدها... قصة مؤثره جداً شكرا لك أخي ع القصه جزاك الله خيراً |
الساعة الآن 08:01 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها