![]() |
دروازة الضيف
دروازة الضيف
ذات مساء، حيث كادت شمس الشتاء تفارق أعلى القمم، زار قريتنا رجل غريب، وهو يتجه بانحدار الوادي، متعمقا في سفره صوب الجبال ، ولأن الوقت يحتم عليه البيات فقد عرّج على القرية باحثا فيها عن مأوى، فكان أول ما لقي في طريقه رجلا ذاهبا إلى أطراف القرية ليسقي مزروعاته، فأوقفه وسأله عن بيت الشيخ، ولأن قريتنا صغيرة، لم يكن فيها من يلقب بالشيخ، وكان شيخ القبيلة يسكن في إحدى القرى الكبيرة، لكن صاحبنا وجدها فرصة سانحة لكي يسخر من صديق له، فدل الرجل على بيت من بيوت القرية، قائلا له هذا هو بيت الشيخ وقل له لقد دلني عليك فلان ، فاطلب منه ما تريد، فلقد عهدنا كرمه وحسن إكرامه للضيف. اتجه الضيف رأسا إلى الجهة التي حددت له، وطرق الباب، فخرج صاحب الدار إليه، فأخبره بأنه رجل غريب، ويريد أن يبيت الليلة في القرية ولقد سأل عن الشيخ فدلني عليك فلان، عندها أدرك اللعبة، وكيف أن صديقه أراد أن يسخر منه، لكنه رحب بالضيف وقدم له الواجب، ثم قال له: سوف تنام الليلة في ذلك المكان، ودله على دار صاحبه، وذهب معه، حتى إذا أدخله الدار وكانت عبارة عن غرفة وحيدة، قال له: ستنام هنا، حتى الصباح، ولك أن تستخدم هذا الغطاء عن البرد، وهو هدية مني إليك، فإذا جاء الصباح وقررت متابعة سفرك فخذه معك، واحذر فإن في قريتنا لصوصا يسحبون الأغطية والناس نيام ، أكد له ذلك وتمنى له ليلة سعيدة ثم تركه وذهب إلى داره. بعد منتصف الليل، عاد الرجل الذي ذهب ليسقي مزروعاته، وقد تبلل بالماء، عاد وهو يرتجف من شدة البرد، ممنيا نفسه برقدة عميقة تحت غطائه الدافئ، ولكنه عندما دخل غرفته وجد شخصا ما ينام فيها ملتحفا بغطائه، فلم يشك بالأمر واقترب من النائم فأيقظه، قائلا له أنه ينام في بيته وأنه يستخدم فراشه، وطلب منه أن يخرج فورا من هناك، لم يكن يعرف الشخص بعد ، ولكن الرجل قام مذعورا، قائلا له: إن الشيخ قد أعطاه ذلك اللحاف لينام هنا، وقد حذره من وجود لصوص يأتون ليسرقوا أغطية النائمين، فتمسك بلحافه بعد أن أسمع صاحب الدار بعضا من الكلام القاسي، مهددا له، ثم عاد ليتكوم تحت لحافه، غارقا في نومه العميق. قضى صاحبنا ليلة طويلة جدا وهو يرتجف من شدة البرد، أدرك حينها سرّ ذلك النائم بمرقده، وكيف أن صديقه قد رد إليه المقلب شديدا، وفي الصباح الباكر جدا، قام المسافر من رقدته حاملا أشياءه ، ملتفا بالغطاء ، فخرج من القرية، مكملا رحلته بانحدار الوادي، كان يقطع الطريق مسرعا، وهو ينظر خلفه بين الفينة والأخرى، خوفا من اللصوص الذين تحدث عنهم الشيخ ليلة البارحة، وعندما استيقظ صاحب الدار لم يجد أحدا في داره ولم يجد فراشه، فخرج مسرعا يحاول إدراك الرجل، الذي سافر بعيدا وقد اختفى بين الجبال قـاص عـمـاني |
مافلت للحاف
خوف من اللصوص مقلب زين<<ههه أسلوب شيق وممتع يسلمو أخي |
قصة رائعة فعلا
تشكرات جدي البراء |
قصة رائعة فعلا
تشكر صديقي جهد واضح وموضوع شيق |
الساعة الآن 12:05 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها