![]() |
أم تلتقي ابنها بعد 12 عاما من الشتات والبحث .. وترقب عودة ابنتها-صحم-
رحلة بحث درامية مليئة بالمآسي والمفاجآت أم تلتقي ابنها بعد 12 عاما من الشتات والبحث .. وترقب عودة ابنتها يسرد حكايتها ـ عاصم الشيدي تحقق أخيرا نصف حلم « أم مشعل»بعودة ابنها إلى دفء حضنها بعد 12 عاما من رحلة البحث عنه في جبال باكستان وأقاليمها الوعرة ، ورغم أن أملها ما زال قويا وكبيرا في عودة ابنتها مشاعل إلا أن الواضح بجلاء أن الصبر والفقد أوهنا الأم الحنون ، وتقلبات الزمان وغدره أضاعت أي فرص بالتمتع بالعيش الهنيء لولا أن شيئا من ذلك عاد بعودة مشعل . وقصة مشعل وأمه وأخته طويلة وتحتاج إلى مجلدات لرواية جزء من تفاصيلها إلا أن أم مشعل رغم كل شيء روتها لنا وكنا نتألم لتألمها وفي لحظات كثيرة كنت أفكر في الطلب منها التوقف لولا أن رغبة صحفية كانت تنتشي في داخلي وتمنعني ذلك . الحكاية تبدأ كما تقصها أم مشعل من ولاية صحم حينما تزوجت برجل يكبرها بعشرات السنين ولأسباب عائلية بامتياز ، ولم تكن شخصيتها من القوة بحيث ترفض بل رضيت بالأمر الواقع وسلمت رغم أن الزوج الموعود متزوج من امرأة باكستانية الجنسية ومرت الأيام بمرها وحلو القليل وأنجبت أربعة من البنين والبنات ، وفيما كانت حاملا بالطفل الخامس أخذها الزوج مع أطفالها لمطار دبي بحجة مرافقته لتوديع الزوجة الأخرى قبل سفرها لباكستان لزيارة أهلها ، إلا أنها اكتشفت في المطار أن الزوج قد حجز لها ولأبنائها تذاكر على نفس الرحلة وكان ذلك في شهر ديسمبر من عام 1996. وذهبت رغم أن ثمة برودة كانت تسيطر عليها حسبتها بداية برودة الشتاء إلا أنها لم تكن إلا احساس الأم الذي لا يخيب ... وحلقت في السماء مع أطفالها ومعه ربما للمرة الأخيرة كما تقول بينما تجتاحها نوبة بكاء لم تستطع إخفاءها . وفي مطار من مطارات باكستان لا تعرفه حتى الآن نزلت الطائرة ، لم تكن الرحلة مليئة بالحوارات فهي قليلة الكلام كثيرة الطاعة لزوجها والخوف منه حتى في غيابه فقد شكل لها حالة غريبة من الرعب كما تروي . تواصل أم مشعل رواية الحكاية والتي تتذكر فصولها خطوة خطوة رغم كل ما حصل لها إلا أنه التاريخ والواقع الذي سطر مأساتها بكل جبروته وانحرافه السالب . لأن العائلة كبيرة فقد استأجر الزوج سيارتي أجرة ركبت أم مشعل هي واثنين من أبنائها الذكور كان أحدهم أصغر أبنائها فيما ركب مشعل وأخته مع أبيهم وزوجته الأخرى وأخبر السائق أن يوصلهم والحديث لها « إلى مكان ما لم نكن نعرفه وبدأ لنا بعد ذلك أننا في إقليم جواذر أو بالقرب منها» فيما ذهب الزوج ومن معه لإيصال الزوجة إلى بيت أهلها . وتقول أم مشعل « بقيت في بيت أناس لا أعرفهم ولا يعرفوني لمدة أسبوعين ، حتى أنهم لا يتكلمون اللغة البلوشية التي أجيدها بنفس الطريقة » وبعد أسبوعين عاد الزوج وعاد معه أبناءه مشعل ومشاعل . ولبث معها مدة ليست طويلة تقول أم مشعل « أخذ الخوف يتلاشي بعض الشيء ، وبدأت أستعيد ثقتي به ولكن ...» تسكت أم مشعل وتغالب حزن ذاكرتها لتواصل سرد الحكاية . ذهب الزوج لإعادة زوجته الأخرى من بيت أهلها وأخذ مرة أخرى مشعل ومشاعل معه كان مشعل حينها ابن تسع سنوات فيما كانت مشاعل بنت خمس سنوات فقط ، كان ذلك الخروج آخر عهدها بهما . مضى اليوم الأول ولم يعد .. ولم يعد الأولاد .. مضى الأسبوع الأول ولم يعد أحد ثم مضى الشهر الأول .. والعام الأول وأم مشعل تعد الأيام والليالي ترقب النجوم في الليل وترقب باب بيت الأغراب الذي وضعت فيه عل خبرا سعيدا يأتي .. ثم مضى العام الثاني والثالث ولم يبق إلا الأمل الذي لم يفارقها ومضى العام الرابع ولم يأت الخبر ، أيا كانت فجائعيته أو صدمته عليها . تقول أم مشعل « مضت أربع سنوات وأنا أنتظر زوجي يعود لي بالأولاد ، رزقت خلالها بطفلة فقد كنت حاملا في شهري الأخير ، وضعتها في البيت فقد كانت القرية التي وضعت فيها فقيرة ولم يكن لدي مال أنفق منه ، ولن يتصور أي مخلوق كيف عشت ، أصوم رمضان ولا أفطر إلا على الماء .. وإذا ما تعدل الحظ يوما فإني أجد بسكويت يابس أبله في الماء .. جربت كل أمراض الدنيا أنا وطفلتي .. تغير شكلي ولفح لوني .. عشت في خرابة لا ماء ولا كهرباء فيما كانت الوحشة تقتلني .. كنت أرى الكلاب تتحول أمامي إلى بشر .. لأحتمي بعد ذلك بالصراخ .. بينما كنت أنتظر الزوج يعود مع الأبناء .. ما كنت أعرف حينها شيئا اسمه سفارة وخفت أخرج من البيت الذي وضعني فيه فيعود ولا يجدني وفي نهاية السنة الرابعة وبالضبط في شهر ديسمبر من عام 1999 كانت امرأة تزور أهلها في تلك المنطقة تبين لي أنها متزوجة من عماني أعطيتها رقم هاتف أهلي لتخبرهم عني .. وفي نفس الأثناء وبعد أن صرت أفقد الوعي وقاربت على الموت أخذني رجل باكستاني هناك هو وزوجته إلى مكان فيه هاتف عمومي وهي قليلة هناك واتصلت بأهلي وكلمت أخي وطلبت منه أن يرسل لي مبلغا من المال استطيع به أن أطعم طفلتي الصغيرة وابني واحجز تذاكر للعودة إلى وطني ..« تتوقف أم مشعل عن الحديث فيما يصل خيط من الدموع إلى الأرض المنهمرة منها إلى الأرض . لم يصلها ما تمنت من أخيها فلا بنوك هناك ، ولا محلات صرافة . لم تجد إلا أن تتدين من الرجل وزوجته بضمانة البنت الصغيرة أعطوها مبلغا من المال وتركت طفلتها معهم . تقول أم مشعل «الطفلة ليس لديها جواز فقد ولدت في البيت ولادة تقليدية جدا ، بعيدا عن عناية الأطباء .. وكانت تعاني من الكثير من الأمراض .. كانت تقاوم من أجل الحياة» تقف أم مشعل عن الحديث ربما كانت ستقول لو تكلمت كانت تقاوم من أجل أمها ، من أجل أن تأخر انهيارها النهائي . وعادت أم مشعل إلى وطنها ومعا اثنين من أولادها فيما تركت ابنتها رهينة وكان عمرها خمس سنوات فقط . وخلال شهر بقيت فيه في السلطنة جمعت مبلغا من المال وعادت مرة أخرى إلى باكستان ولكنها وحيدة هذه المرة إلا من حلم بقي معها في أن تجد ابنيها مشعل ومشاعل اللذين تلاشي مع أبيهما كما تلاشت أي أخبار عنهما . وبعد شهر من عودتها حيث أخذت ابنتها معها والتي أصابتها هي الأخرى حالة هستيرية فور استقرارها في حصن أمها تقول أم مشعل “ باتت لليالي غير مصدقة أنني عدت إليها .. كانت تصحو مرعوبة طوال الليل .. وبعد شهر فارقت الحياة .. في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل .. فارقت الحياة .. كنت وحدي فقط لم أعرف ماذا أفعل .. كنت أصرخ .. أستغيث ولكن ما من مجيب “ تصمت ويتوارى صوتها بعيدا ولم يكن علي إلا أن أصمت وأذهب بتفكيري إلى عبثية الحياة والموت لا أعرف حينها لماذا تذكرت مجموعة من أموات قريتنا أطفالا وشبابا وشيوخ ، قبل أن يوقظني صوتها بالقول :« حاولوا الاتصال بالزوج على أرقام كان قد وضعها عنهم ـ تقصد العائلة التي وضعها معهم الزوج . ولكن كالعادة ما من مجيب ـ دفنوا البنت في الصباح .. ولم أدفن أملي في عودة بقية أبنائي ». بعد شهر كامل عادت أم مشعل إلى السلطنة كان ذلك في شهر فبراير تقريبا من عام 2001 وتركت خلفها قبر ابنتها واثنين من أبنائها لا تعرف لهم طريقا ولا تعرف إن كانوا في الأحياء أم في الأموات وبقي قلب الأم وحدسها يقول أنهم سيعودون . بعد عام ذهب أخوها إلى نفس المكان للبحث عنهم ولكن عاد كما عادت رغم ان مرارة حزنها أكبر من خيبة أمله . وفي العام الماضي جاء فجأة إلى السلطنة أخو أبنائها من الزوجة الأخرى لتجديد جوازه الذي انتهى ، وفي مسقط قابل بعض أهل أبيه حيث أن الزوج أو الذي كان زوجا فقد طلب أم مشعل الطلاق الغيابي حتى تستطيع الحصول على راتب من الضمان الاجتماعي لتعيش منه ، وهناك أخبروه عن الحكاية واتصل بأم مشعل هاتفيا وقال أنه لا يعرف عن أبيه شيئا ولا عن إخوته ، إلا أنه وعدها بالبحث عنه . بعد شهرين جاء الخبر المفرح الذي طال انتظار أم مشعل له اتصل أخو ابنها ليقول لها أنه وجد مشعل فقط ! حادثته تقول :” رغم أملي لم أكن أصدق أنني سأسمع صوت ابني .. كيف لهذه الأذن أن تستوعب كل ذلك الصوت مرة واحدة .. وانساب الصوت .. كان هو نفس الدفء الذي فقدته منذ 12 عاما .. كان هو فقد رعش قلبي لسماعه “ لم أستوعب حينها المفاجأة كل هذا يحدث في الواقع .. سخرت من نفسي حينما كنت اكتب القصة القصيرة وأعمل ذهني لأنسج قصة من الخيال وقد لا تنتمي في أي يوم للحقيقة بينما الحقيقة والواقع مليئان بالقصص التي توصل إلى عمق الإبداع بل إلى قلبه وعقله أو كيانه . وكانت أن استعادت أم مشعل تحكمها بنفسها لتقول :” سألته عبر الهاتف عن بعض العلامات التي أستدل بها عليه .. اخبرني أن في أصبع يده علامة تدل على أن جرحا عميقا بها .. شهقت من الفرحة .. واخبرني عن الشامة وعن .. وعن .. طرت من الفرح سألته عن مشاعل ..لكنه لا يعرف عنها شيئا من 12 عشر عاما “. أبو مشعل وفي اليوم الذي ذهب فيه ليرجع زوجته من بيت أهلها خرج بعد أن وضع مشعل في بيت أحد أصدقائه بعد أن تشبثت به مشاعل فأخذها معه لم يعرف أحد عنه شيئا . ومن العام الماضي حتى قبل أيام كانت قضية مشعل العودة إلى السلطنة لمقابلة أمه وقد بذلت السفارة العمانية في باكستان جهودا كبيرة لرجوعه فهو لا يحمل جواز سفر ، حيث كان مضافا حينها على جواز سفر والده ، وأعطته السفارة جواز سفر مؤقت رجع به إلى الوطن . “ لم أصدق حينما عرفت أنه قادم يوم الثلاثاء 31 ـ 3 ـ 2009 كنت في المطار قبل موعد وصول الطائرة بعدة ساعات .. كانت الساعة تمر أطول من 12 عاما خفت أن تتأخر الطائرة فلا تصل في موعدها خفت أن يحدث أي مكروه لها حتى جاءني اتصال منه وهو في الباص المقل له من الطائرة إلى قاعة الوصول .. كان الرهان فيما إذا كنت سأعرفه .. ولكن عندما عبر الممر إلى الخارج صرخت .. بكيت إنه مشعل .. لم تتغير صورته .. هو كما ودعته .. لكنه صار رجلا .... وصار في حضني “ . ولا تنتهي قصة أم مشعل فهي وإن حققت نصف حلمها الذي تعيش من أجله ، إلا أنها مازالت تنتظر أن يتحقق نصف حلمها الثاني في الحصول على ابنتها مشاعل . وفي أن تستطيع بناء الأرض الذي حصلت عليها مكرمة من جلالة السلطان المعظم قبل سنتين لتلتئم فيه مع أسرته ، بعد سنوات من الشتات والألم والعذاب . وبين هذا وذاك تقول أم مشعل أنها احترفت النظر إلى السماء في الليالي الظلماء فثمة غيث يأتي منها باستمرار وثمة حكاية تولد كل صباح حاملة معها حزن جديد وبعض فرح مؤجل . عمان |
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
لقاء بعد طولـ غياب
يارب يتحقق حلمها الثاني... قصة مؤثرة جدا شكرا لك |
حياة كلها الم وعذاب وحزن لا يتوقف ..
من أصعب أمور الدنيا أن تفقد فلذة كبدك .. فما بالنا بأم تفقد اثنين من ابناء غيبا واحداهم موتا أمام عينها ؟؟! وفوق هذا وذاك تعيش عيشة صعبة لا ماء لا كهرباء ولا حتى ما يؤنس وحدتها ويخفف عنها ما تعانيه من مأساة انسانية حقيقة في بلد لا تعرفه فيه من البشر أحد .. الحمد لله رب العالمين أن سخر لها أبن زوجها ليبحث عن ابنها مشعل ويعيده لها سالما معافاة ليعيد هو أيضا لأمه ابتسامة فرح .. نسأل الله يجمعها أيضا بمشاعل ويعوضها خيرا .. |
الله يعينها ..
حياتها كلها الم وحزن وعذاب عسى ان يتحقق حلمها الثاني .. يسلمووو ع القصه الؤثره تحياتي .. |
شكرنا على القصة الحلوة
تحياتي ....... أبـــــــــــــــــــــــــــــــــــخالدـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــو |
قصة مؤثرة جدا
|
الساعة الآن 07:56 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها