(ولايات ونيابات محافظة ظفار)
*ولاية طـــــــاقــــة* http://www.dm.gov.om/images/taqa.jpg
تقع ولاية طاقة على الشريط الساحلي لمحافظة ظفار وتتخذ ولاية طاقة موقعها متوسطة ولايتي صلالة ومرباط ، وهي تطل – وجنوباً على بحر العرب ، ومن الشمال تتصل بذهبون وبربزوم ، تبعد 30 كيلومتراً من مدينة صلالة ، يتبعها إدارياً نيابتان أحدهما مدينة الحق والأخرى جبجات ، كما يتبعها أيضاً مركزان إداريان في كل من شيحيت وخبرارت ، ويبلغ عدد سكانها 16 ألف نسمة تقريباً .
والآثار المتبقية والموجودة بالقرب من مقبرة الشيخ عيسى – شمال خور طاقة – تشير إلى وجود ما يعتقد بأنه مدينة طاقة القديمة ، ومن الآثار المعروفة في ولاية طاقة مدينة "سمهرم" بمينائها الشهير ، والتي تعد من أقدم المدن الأثرية حيث يعود تاريخها للألف الثالث قبل الميلاد ، حتى أن النقوش الحميرية لا تزال واضحة على جدران القلعة وأعمدتها الموجودة هناك .
ويعد ميناؤها من أقدم الموانئ في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وكان يجري إستخدامه في تصدير المنتجات والسلع المحلية إلى بلدان العالم ، وفي مقدمتها بالطبع اللبان والذي وصلت تجارته إلى مصر الفرعونية – خاصة في عصر الملكة حتشبسوت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد – وهوما يؤكده العثور على رسم لسفينة فرعونية كانت ترسو في ميناء سمهرم ، وهو الرسم الموجود حالياً في أحدالمعابد بوادي الملوك في مدينة الأقصر الأثرية المصرية .
كما يقال أيضاً بأن جرار اللبان العماني المتجهة إلى ملكة سبأ – بلقيس – كان يتم تحميلها من ميناء سمهرم ، والتي كانت ترسلها الملكة في صورة هدايا إلى النبي سليمان بن داود المتربع آنذاك على عرش ممالك الجان .
وعلى هذا الميناء – سمهرم – يطلق الجغرافيون اليونانيون من أمثال "بولينوس وأسترابو" وهو ما يشير حسب علماء الآثار والمؤرخين إلى أهمية هذا الميناء بإعتباره مركزاً إدارياً في منطقة إنتاج اللبان .
وقد توجهت عدة بعثان أثرية لإكتشاف مدينة طاقة وتوابعها – حديثاً – ومن أهم هذه البعثات ، الفريق الأمريكي لدراسة الإنسان ، حيث تم العثور – في عام 1952م على بقايا من المنحوتات الحجرية وبعض التماثيل كما إعتبرت بئر القلعة الموجودة هناك – بهندستها الرائعة وأحواضها الحجرية – من المعالم الأثرية الدالة على الفن المعماري المتميز قديماً ، كما يوجد علىالقمتين الواقعتين على مدخل الميناء بقايا أسوار وجدران محصنة ، ويعتبر حصن طاقة وآثار قلعة "غصبار" التابعة لمدينة الحق من المعالم الأثرية كذلك ، كما توجد مقابر قديمة ترجع لفترات ما قبل الإسلام في شرق وغرب خور "صولي" .
وإذا كانت الآثار الضاربة في القدم لمدينة طاقة ومينائها – سمهرم – تعتبر من المعالم المهمة التي تستحق وضعها في عداد موقع متميز على الخارطة السياحية للسلطنة ، فإن الشواطئ الفضية لمدينة طاقة وعيونها المائية الثلاث في "دربات وطبرق وأثوم" وكهوفها ومغاراتها وخيرانها تتكامل جميعها لتضعها في مركز الصادرة السياحية مع غيرها من المواقع الهامة في محافظة ظفار .
وحديثاً ، حظيت "طاقة" بمكانة خاصة في نفوس العمانيين حيث ضمت ، قبل عدة أعوام – قبر السيدة الجليلة والدة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم .
وحظيت ولاية طاقة بالإهتمام والرعاية – كغيرها من الولايات العمانية – خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية فهناك شبكة حديثة لإعداد المدينة المياه . كما توجد مستشفى في نيابة مدينة الحق ومركزان صحيان أحدهما في مدينة طاقة والآخر في نيابة جبجات ، ومركزان إداريان متكاملي الخدمات في نيابتي جبجات ومدينة الحق ، وفرع لخدمات البلدية في مدينة طاقة . كما يوجد بالولاية ونياباتها 10 مدارس بمختلف مراحلها التعليمية .
وتنتشر في ولاية طاقة عدد من الحرف والصناعات والفنون التقليدية ، ومن أهم الحرف الصيد ورعي وتربية الماشية ، وإستخراج العسل ومشتقات الألبان والنجارة . ومن أهم الصناعات : صناعةالجلود – السعفيات – شباك الصيد – المشغولات اليدوية – الخياطة والتطريز . ومن أهم الفنون الشعبية : الهبوت – الدان دون – الرعبوت – رقصة الزنوج – المدار الدبررات – الربوبة – البرعة – طبل النساء – الشرح . أما من أهم المنتجات الزراعية : الدجر – الذرة – الخيار – النارجيل – الموز – الفافاي .