هل أمنت مستقبل أولادك؟؟؟
 

قرأت هذا المقال في موقع الأستاذ عمرو خالد ، وأثار في ذهني عدة تساؤلات ..
إليكم المقال .. ومن ثم نتناقش ..

أمّن مستقبل أولادك
أولادنا هم أملنا جميعًا الذي نعيش من أجله، وهم شغلنا الشاغل الذي نسعى في النهار نضرب الأرض طولاً وعرضًا من أجل توفير الحياة التي نرجوها لهم، ونبيت في الليل لنفكر في مستقبلهم، وهل ما تفعله من أجلهم يكفي أم لا؟ إنها قضية القضايا التي تشغل كل الآباء والأمهات وتحير الكثير، فمنهم من يفني حياته من أجل هذا الهدف، ومنهم يقبل حرامًا أو يتنازل عن مبدأ ليضمن المستقبل السعيد للأولاد.
وقد كنت أتناقش مع أحد الزملاء الذي يعمل في إحدى شركات الأدوية الكبرى عن مكاسب شركات الأدوية، فقال لي كلمة استوقفتني كثيرًا وجعلتني أفكر في كيفية تأمين مستقبل أولادي، فقال لي: إن مدخرات رئيس هذه الشركة في البنوك تكفي للجيل الثامن من أبنائه، ورغم ذلك يسعى بشتى الطرق لمزيد من الربح لأنه يريد تأمين مستقبل الجيل الثامن عشر من ذريته! وتعجبت كثيرًا لهذا التفكير، فقد يشغلني مستقبل أبنائي وربما أحفادي عندما يكبر الأبناء، أما أن أنشغل بمستقبل أولاد أولاد ............أولا-------دي، هذا فوق ما كنت أتخيل.
وعدت لمنزلي ونظرت لصغاري وهم يلعبون، ماذا أفعل وليس في يدي سوى القليل، فكيف أؤمن مستقبل هؤلاء الضعاف؟ ولكني تذكرت واستشعرت بكل الأمان في تلك الآية الكريمة التي أطلت من رأسي لتزيح عن عقلي هم التفكير
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً
نعم أنا أخاف على تلك الذرية الضعيفة ولابد من تأمين مستقبلها، ولكن هل الأموال الطائلة التي وضعها رجال الأعمال في البنوك هي الضمان والأمان للأولاد؟، ربما تقوم حرب تنسف أموال البنوك، وربما يتغير اقتصاد العالم بين يوم وليلة فتصبح تلك المدخرات لا قيمة لها ، فمن يدري بسوق المال والاقتصاد العالمي وتغيرات الزمن؟ إذاً لابد أن التأمين بالمال لا يكفي مطلقاً لهؤلاء الصغار، وأخذت عهدًا على نفسي أن أحاسب نفسي كل فترة كم مرة قلت قولاً سديدًا.
كم مرة أخلصت بنصيحة لمريضة تعينها على تغيير حالها.
كم مرة تدخلت لأصلح بين اثنين مستخدمة القول الطيب لإصلاح ذات البين.
كم مرة أنصفت غيري من نفسي بقول الحق متحملة بعض الألم.
وأخذت أذكر زوجي كلما خرج من المنزل وكلما جلسنا نفكر في مستقبل الأولاد، بألا يتهاون أن يقول ذلك القول السديد، وكان كلما عاد وذكر لي موقفًا تدخل فيه لإنصاف عامل صغير كان سيضيع حقه أو وقف بجانب موظف كانت ستدهسه قدم أصحاب المنافع والمصالح؛ كنت أنصت وأتخيل ما نضع في البنوك لأطفالنا، وأستشعر تمامًا معنى أن تجعل ضمانًا لمستقبل من تحب. وكانت كلما تحدثني نفسي بأني قد أخسر شيئًا أو كان يمل زوجي ويضيق من المعاملة والمشاكل التي يجرها عليه ذلك القول السديد؛ كنت أتذكر ما يتحمله أيضًا رجال الأعمال من هم وكرب وتنافس وارتفاع في ضغط الدم وغيره من الأمراض، ولكن هؤلاء الصغار يستحقون منا بذل الكثير وتحمل الكثير فلماذا نبخل عليهم بذلك الأمن المضمون والذي لاشك فيه ولا سبيل لضياعه لأن من يضمنه هو رب الكون كله؟
وتذكرت قصة اليتيمين اللذين أرسل لهما الله رسولاً من أولي العزم والعبد الصالح الذي يملك أسرار العلم الإلهي، يقطعان الأرض ويسيران تلك المسافة ويدخلان قرية أهلها من اللئام ويتحملان وقاحتهما من أجل هؤلاء الأيتام اللذين كان أبوهما من الصالحين، جاءا ليؤمنا لهما مستقبلهما الذي حاول أبوهما تأمينه في حياتهما رسول من أولي العزم وعبد اختصه الله بالعلم دون غيره يعملان عمال بناء ليتيمين.
أي عقل يتصور هذا؟ وهل كان أبوهما يتخيل أن موسى عليه السلام بنفسه سيكون خادمًا لولديه؟، ولكنها قوة من لا تضيع عنده ودائع ولا يغيب عن إحاطته شيء .. فهل بعد ذلك يشك أحد في تلك البوليصة التي تؤمن بها مستقبل الأبناء؟ وتمنيت أن أقابل ذلك الرجل الذي كدس الأموال في البنوك، هل قلبك مطمئن لما فعلته من أجل أبنائك أم مازال القلق يشغلك؟ إنه نداء لكل أب وأم لا تحزن عندما لا تجد ما تدخره من مال قليل، ولا تندفع لتوفير المال وتنسى أهم ضمان، فلا تبخل بكلمة تنصف بها ضعيفًا أو موقف تتخذه من أجل صاحب حق أو امرأة تهان أمام عينيك، لا تبخل أن تدلي بقول الحق متى طلب منك حتى ولو كان على حساب مصلحتك الشخصية، فما تنشده من ورائه غال ويستحق أن تدفع الثمن. فيا كل الآباء ويا كل الأمهات هيا نؤمن مستقبل أولادنا.


بقلم د/ هالة مصطفى استشاري نساء وتوليد

---

إلى كل أب وأم ..
هل فكرتم بجدية في مستقبل أبنائكم .. ماديا .. نفسيا .. عاطفيا .. صحيا ..؟؟
أم جل همكم هو "تعليفهم" 3 مرات في اليوم ؟؟
هل سجلتم أبناءكم في المدارس لأن هذه من ضمن الأمور المسلم بها أم من أجل ضمان مستقبلهم؟؟
هل ونحن -كمربيين- نقوم بعملية "التربية" .. نضع في الحسبان ما يسمى ب "تأمين المستقبل"؟؟
هل بالفعل أمنت أو تؤمن مستقبل أولادك؟؟وكيف؟؟

******** بانتظار مشاركاتكم ***********

مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه

مرحباً أختي العزيزة محاربة الظلام ..
أتقدم لك بجزيل الشكر على أنتقاءك لهذا المقال الرائع ووضعك من خلاله محاور هذا الموضوع النقاشي وهذا يدل على قراءتك المتؤنية والتي استخلصت منها مضامين ومحاور موضوعك النقاشي هذا .
وفي بداية كلامي أستهل بقوله تعالى : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) إنطلاقاً من هذه الآية الكريمة يؤكد الله عز وجل بأنه تكفل برزق كل كائن على وجه الأرض ، فمهما سعى الإنسان في تكديس الأموال في البنوك والمشاريع التجارية الضخمة يبقى بأن هذا كله بيد لله سبحانه .
فمن وجهة نظري إن التأمين الحقيقي في مستقبل الأولاد يكمن في تربيتهم التربية الصحيحة وإعدادهم بمفاتيح التحمل والإحساس بالمسؤولية ومعرفة قيم الأشياء من حولهم في إطار شرع الله مع التكامل العام في المنظومة الأخلاقية للمجتمع ليكونوا خير أمة أخرجت للناس .
تأمين المستقبل لهم لا يكمن في "تعليفهم" - ولي مأخذ في هذه الكلمة لأن التعليف لا يصلح إلا للحيوانات والإنسان مكرم - ولكن التأمين الحقيقي بتربيتهم التربية الصحيحة وإعدادهم للمستقبل ليحصلوا على رزقهم بالسعي والكسب الحلال .
شاكرٌ لك جهودك في الرقي بأبراج حصن عمان ومثمن مشاركتك في فعاليات ( صيفنا أحلى ) ..
دمت في حفظ لله أختي الفاضلة ..

قد يكون تأميني لـ مُستقبل أبنائي بـ تنشئتهم التّنشئة الصّالحة .. و تثقيفهم ..
من وجهة نظري هكذا أرى بـ أنّي قد أمّنتُ لهم مستقبلهم .. فـ ما دام الأساسُ صحيحا سـ أكون مطمئنّة إلى أنّ مستقبلهم الّذي سـ يكون طبعا بـ اختيارهم هم .. صحيح ..
أمّا عاطفيّا ، وصحيّا .. وماديّا .. فـ هذا التّأمين اعتبرهُ عن نفسي في المراحل الأولى .. متى ما كانت مراحل الطُّفولة والمُراهقة صحّيّة .. كانت التّنشة صحيحة ..
قدر الإمكان نُبعد أطفالنا عن الخلافات .. و الضُّغوطات النّفسيّة .. فـ هذا سـ يكون مردّهُ وبال عليهم ، وعلينا في مرحلة من مراحل العُمر .. فقد ينتج عنهُ أمراض نفسيّة .. و..قلق .. و تزعزع الثّقة بالنّفس .. أو النّقيض .. تمرُّد .. وانحلال خُلقي ..
هذِه رؤيتي .. و كوني لم اخض التّجربة بعد فـ لا اعلم دقّة فاعليتها .. رُغم إيماني بـ جدواها...
دمتِ بيننا رائِعة ..

لا علم لي بهذا بكوني لم أجرب بعد
تسلمي على الموضوع الرائع

موضوع يستحقُّ النِّقاش
اشكرك اختي محاربة الظلام على حسن انتقاء محور الحديث هنا ((هل امنت مستقبل اولادك ؟؟؟)))
فأنا ارى انه من أراد أن يؤمن مستقبل أولاده فعليه أن يتقي الله في حياته وليقل قولاً صواباً سديداً، ويربيهم تربية صالحة، وينشئهم على طاعة الله ورسوله، وليحفظهم كتاب الله تعالى، ويعودهم على حبهم لبعض، هذا أفضل ضمان تؤمن به مستقبل ولدك