![]() |
حملتني الأحلام يا أماه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته حملتني الأحلام يا أماه أتيت إليها حاملة دميتي .. جلست بقربها .. نظرت إلي وابتسمت .. كنت انظر إليها وأنا أتساءل عن سبب ضعفها... في فراشها طول الوقت .. لم تكن هكذا ما الذي غيرها؟؟ .. تغير وجهها .. ملامحها .. شعرها!! ..لم افهم شيئا مما شُرِح لي سوى أن مرضا ألم بها .. لكني كنت اذهب إليها صباحا وأجدها نائمة .. لكن أمي كانت تصحى باكرا لم هذا النوم الثقيل؟؟ أبسبب المرض؟؟!! .. كنت انظر إليها بتعجب دائما.. ما نهاية هذه التغيرات ؟؟!! كنت سعيدة أنها بقربي وليست بالمستشفى؟؟ سمعت والدي يقول لها انه يجب أن تذهب للمشفى فهناك أفضل لها .. ولكنها كانت ترفض وتتعذر أنها تريد أن تكون بقربي .. كنت افرح لكلامها .. فأنا أريدها قربي .. ولكن لم أكن اعلم ما تأثير ذلك عليها.. أجلس بقربها طويلا .. تستيقظ للحظات وتنظر إلي وتبتسم .. أقول لها احمليني يا أمي مثلما كنت تفعلين ..تبتسم وتتحرك شفتاها وتنطق بكلمات بصوت منخفض.. أتقرب منها لأسمع ما تقول .. كانت تقول "ستحملك الأحلام".. أطيل نظرات التعجب .. كيف ذلك؟؟ .. "لم أفهم يا أمي".. يأتي إلي والدي ويطلب مني أن ادعها ترتاح .. ولكن هي نائمة طول الوقت أليس ذلك براحة لها !!.. كنت احتفظ بهذا الكلام لنفسي.. فمنذ آن أصبحت أمي طريحة الفراش .. أصبح والدي حزينا جدا .. لم يكن يُظهر ذلك لي.. لكنك بسهولة تستطيع أن تفرق إن كان الإنسان سعيدا أو حزينا من عينيه .. نستطيع أن نخفي فرحنا ولكن حزننا من الصعب إخفائه .. تسللت إلى غرفة والدتي ليلا .. فلم يكن يسمح لي بالخروج في ذلك الوقت .. فهو وقت النوم .. وعلي أن امكث في غرفتي وأنام.. ولكني لم استطع النوم فكل ما يشغل تفكيري "ستحملك الأحلام" ذهبت إلى أمي .. نائمة كالعادة .. همست في أذنها .. "ماذا تقصدين بأن الأحلام ستحملني؟" استيقظت ونظرت إلي وتمتمت بكلمات غامضة أكثر من سابقتها .. "احلمي يا طفلتي وستحملك أحلامك عاليا إلى عالم آخر".. ابتسمت .. لكن ابتسامتي لم تكن لتفسيرها ولكن لأنها استيقظت وكلمتني .. طبعت على خدها قبله وركضت إلى غرفتي.. على سريري .. أخذت اكرر العبارة على نفسي .. ستحملني الأحلام .. ولكن كيف؟؟!! .. تخيلت أن أمي ستمثل الأحلام وهي من ستحملني .. ولكن أمي ضعيفة .. فهي لا تقوى على حمل أي شي فكيف ستحملني.. أتساءل أين ذهبت قوتها ؟؟!! .. أهكذا المرض يأخذ كل شي.. كم أنت قاسي أيها المرض!!.. لكنه ليس قوي بما فيه الكفاية ليأخذ ابتسامتها .. سعدت عندما كررت هذه العبارة على نفسي وحضنت دميتي وأغمضت عيني .. وقلت .. سأنام وسأحلم .. فالأحلام ستحملني ..إلى عالم آخر.. عالم جميل مليء بالزهور .. وهناك أمي .. هذا ما تخيلته.. دارت في خاطري بعض العبارات.. آه .. الآن عرفت مغزاكِ يا أمي .. الأحلام نكررها على أنفسنا ثم بعد ذلك ستتحقق.. نهضت من فراشي وركضت نحو الباب .. تذكرت أن أمي تعبه وعليها أن ترتاح .. رجعت إلى فراشي وقلت سأخبرها ما تمنيت غدا..أغمضت عيني ونمت .. أو هذا ما كنت اعتقده .. فانا لم أكن نائمة .. بل كنت أتخيل العالم الآخر .. العالم الوردي.. حالنا إن تحقق ما تمنيته.. بعدها سمعت صوت عمتي وخالي وبعد أفراد عائلتنا .. وهم يتكلمون بصوت منخفض.. ذهبت نحو الباب وفتحته قليلا .. رأيت جدتي .. فرحت كثيرا.. فأنا لم أرها منذ زمن.. ركضت إليها .. رأيتها خافضة الرأس .. لم تفتح يديها لتستقبلني بالأحضان كعادتها.. كان أبي منكس الرأس.. كأنه يبكي .. نعم يبكي! .. ولأول مره أراه يبكي..توجهت للغرفة التي تنام بها أمي .. كان الجميع قرب الباب .. منعت من الدخول .. فجاءت جدتي وطلبت منهم أن يدخلوني.. لم أفهم ما يدور حولي! .. هي أمي لما لا يمكنني رؤيتها .. أدخلت الغرفة مع جدتي .. سألتها إن كان يمكنني محادثتها .. فهزت رأسها وهي توحي بالإيجاب .. وقالت "هي ستسمعك ولكنها لن ترد عليكِ".. تعجبت و قلت "لم؟!" .. لم تجبني وابتسمت .. ذهبت إلى أمي وجلست بجوارها .. كان رأسها مغطى .. لكن لماذا؟! .. كيف سأرى ابتسامه أمي .. جلست بقربها انظر إليها ولم أتكلم .. بعدها نطقت وقلت:" أمي لقد عرفت ما هي الأحلام .. قد تكون مثل الأمنيات .. أليس كذلك ؟!".. لم تجب.. حزنت لذلك .. جدتي أخبرتني بذلك .. ولكني لم أتصور أنني سأكلم أمي يوما وهي لا تعيرني أي اهتمام .. أخفيت علامات التعجب وقلت " أمي أحلامي ستحملني إلى العالم الوردي أتعرفينه؟!" لم تجب ..امتلأت عيني بالدموع.. لما لا تجيب.. قلت في نفسي سأخبرها ما تمنيت ربما نطقت .. "أمي كل ما أتمناه أن يذهب هذا المرض عنك وان تخرجي من هذه الغرفة" .. أجهشت جدتي بالبكاء.. نظرت إليها في ذهول.. ما الذي يبكي في الموضوع !! ... نزلت من عيني دمعة.. ولكني كنت واجمة مكاني .. لم افهم شيئا.. لم افهم شيئا مما يدور حولي منذ أن مرضت أمي.. لم كل شيء يبدوا غامضا هكذا.. افهموني ماذا يحدث هنا.. سحبت غطاء أمي وأنا اصرخ .. "افهميني يا أماه .. افهميني .. ردي علي؟؟!"سقط الغطاء وكانت لا تزال مبتسمة .. مغمضة العينين .. لا تتحرك أبدا.. سكت ونظرت إلى ابتسامتها.. قلت بصوت منخفض.."أمي افهميني؟!".. دخل أبي الغرفة على صراخي وحاول إبعادي عن أمي .. ولكني تمسكت بها وأنا اصرخ "أمي ردي علي.. أمي اشرحي لي أنا لا افهم إلا ما تنطقين.. أماه تكلمي ولو بكلمه!" سحبني والدي وأخرجني من الغرفة وأخذتني عمتي وأنا ابكي.. حاولت تهدئتي ولكن كل ما اذكره حينها أني نمت .. ولا اذكر ما حصل بعدها .. كان ذلك في طفولتي .. الآن كبرت ولكني لازلت احتفظ بتلك اللحظات .. عرفت الآن أن ما تمنيته قد تحقق.. نعم لقد تحقق.. فقد ذهب المرض عن أمي ولكن أخذها معه !! .. وخرجت أمي من الغرفة ولكنها خرجت من البيت كاملا .. فأحلامي حملتني إلى عالم آخر.. ولكنه ليس هو العالم الوردي الذي تخيلته.. بل عالم آخر.. خالي من الأمومة! .. حملتني الأحلام مثلما أخبرتني يا أمي ولكن بعيدا عنكِ .. ولكنكِ لست بعيدة عن قلبي .. ولست بعيدة عن ذاكرتي.. فابتسامتك لا تزال ناظري كلما أغمضت عيني.. أماه تذكري بأني سأكون دوما من تفخرين بها .. فالأحلام ستحملني عاليا يا أماه .. بقلم .. نــ الأمل ـــور- 5/8/2006م |
حملتني الأحلام يا اماه إلى عالم آخر عالم زهري مليء بالضحك والابتسام عالم يتلألأ في سماءه نجوم الأمل وبريق المحبة يتوج دروبه دعيني أحلم يا اماه |
يسلمو نور الامل ..
كلماتكِ رائِعـة.. |
كلمات سطعت هنا وهناك... وخططت براويز أمل...آه يا أمي... يا حنان عظيم
أشكرك نور الأمل على هذه القصة... |
جزيل الشكر على مروركم
|
براءة الطفولة وسرد الاحلام
ترابط في الاحداث وسعي للمشكلات اعجوبة في تواجدكِ كنتِ ولكن تبقى تلك الاحلام ستأخذكِ فكوني كمثل ما اردته أمكِ أحلام برئية وردية جزيتِ كل الخير وسلمت أناملكِ عزيزتي |
أسلوب رائع ,, ومشوق
لقد حركات مشاعري كلماتك وفقك الله أختي ,., نتظر جديدك |
**********drawGradient()******> |
الساعة الآن 07:55 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها