منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - مذكراتي الغبية
الموضوع: مذكراتي الغبية
عرض مشاركة واحدة

مذكراتي الغبية

 
قديم 07-12-2006   #1
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي مذكراتي الغبية

 

سأتحدث عن بعض الهمسات عما يجري في سلطنة عمان ، وربما هي تمثل واقعنا العربي ككل ،، وأتمنى أن أسمع همساتكم .
الهمسة الأولى :
لقد ابتلى الله البلاد العربية بأنظمة حكمٍ فاسدة ، فالظلم فاشٍ في المجتمع ، والجبروت والقهر قد سيطرَ على الحكومات حتى صارت البلاد العربية أشبه بحفرةٍ عميقة وسط المقابر العالمية ، فلا تسمع سوى الأنّات والحسرة والدعوات التي تُرسل إلى القدير العلي بأن يبدل الحال ويرسل إليهم الأخيار ، ولكنهم نسوا أو تناسوا قول الرسول الكريم ( كما تكونوا يُؤَمر عليكم )) بئساً لها من أنظمة وحكومات قد حولت الحياة إلى ممات .
وفي المقابل هنالك رجل مسكين قد دارت به الحياة دورانها المعهود ، يقف على الشارع العام بعدما أنهى عمله والتعب قد أخذ منه مبلغه ينتظر باص الأجرة ولكن هيهات فالساعة الآن تنيف على الثالثة والنصف فجرا والكل يغطُّ في سباتٍ عميق ولم يبقى سوى هذا المسكين يندب حضه وحاله ،، وفي الهزيع الأخير من الليل تمر سيارةٌ فارهة فترى هذا البائس وتقف بجانبه ، فيصاب هذا الرجل بحيرةٍ ويقول في خاطرة نفسه مالي ولهذا المرسيدس الفخم ؟؟ يبدو أنه قد أخطا بالوقوف !! وما هي إلا برهة واذا بنافذة السيارة تبدأ بالنزول ، ويتجها نحوها هذا المسكين فيطل عليه صاحبها بإبتسامة كأنها السحر ، ويعرك الرجل عينيه ويقول من هذا الرجل الأسمر : يالله يالله إنه قابوس بن سعيد سلطان البلاد !! يا نفس أجيبي هل أنا اليوم بسمعٍ وبصر ؟!!! ويبقى الرجل في دهشته فاللسان قد وجم والجَنان قد اعتراه الذهول .
فينظر صاحب الجلالة لهذا الرجل بعين الرضا والأبوة والعطف فيقول:اركب لأوصلك إلى حيث تريد.. بأبي أنت وأمي يا صاحب الجلالة علَّمت العالم أجمع كيف يكون الحكم وكيف تدار البلاد ، ليت حكام العالم يأخذون منك وليتهم يأتون إليك خاضعين ليتلقون منك فنون الإدارة والسياسة وطيب الأخلاق وجميل الصنع.
في الوقت الذي تشعر فيه شعوب العالم بالظلم والإستبداد تجد الشعب العماني ينعم بالعدل والأمن والرخاء بفضل حنكة صاحب الجلالة وعدله وقوة شكيمته ، إلا أن من يعتلون بعض المناصب الحساسة يحاولون التلكع وجر البلاد إلى الهواية بسبب محسوبيتهم وتكاسلهم في العمل ... الخ ، فهل لهم أن يكونوا بعضا من شذا قائدنا الهمام !!

الهمسة الثانية :

كان لي صديقٌ يهتم بالرياضة كثيرا لا يعلم ما يدور في هذا العالم من صدامات سياسية و اعتراكات حضارية وتقلبات مدنية كل ما يعلمه أن الرياضة هي حياته وموته.
تم اختياره من ضمن القائمة التي تُرسل إلى نادي السيب لتخضع للتدريب لعل وعسى أن ينتفع منه النادي ويكون أحد لاعبيه وقد كان صاحبي في البداية يلعب حارس مرمى قبل أن ينتقل للهجوم، حملتهم الحافلة إلى ملعب السيب وتم دمجهم مع اللاعبين القدامى وكان مما لفت انتباه صديقي ذلك الرجل الطويل الذي إختلطت لحيته بين البياض والسواد يرتدي حذاءً طويلا وجوارب اتصفت باللونيين الأصفر والأخضر يبدو عليه الوقار والهيبة ، وبدأ اللعب والجميع يتحاشى ذالك الرجل ويتركونه يذهب بالكرة لوحده ، فامتلأ قلب صديقي غيضاً ، ويصرخ بهم في أعماقه ويحكم لما تجاملونه ؟!والله لن أتركه يحرز عليّ هدفا ولو كلفني ذلك حياتي.
ويقترب ذلك الرجل من المرمى فينطلق صاحبي نحوه إنطلاقة الأسد الهصور فيرديه على الأرض طريحا ويشتت الكرة ، فيقوم الرجل مبتسما ويقول بكل عفويةٍ وجمال :سأرجع لك ثانيةً ولا بد أن أحرز هدفا في مرماك ،ويرد صاحبي قائلا أنتظرك فأنا لك ، والجميع مذهولٌ مما جرى .
كان صديقي الأحمق يرتدي حذاءً ممنوعا دوليا فهو يحتوي على براغي حادة مما يسهل إصابة أي لاعب يحتك فيه ...انتهى التمرين لهذا اليوم وها هي الحافلة تعيد الجميع الى منازلهم ، وقد تحلق الجميع في الداخل حول صاحبي يسألونه مدهوشين من فعلته فيجيبهم وبكل بساطة لم أفعل شيئا غريبا فيصعقون من جوابه فيخبروه أن ذلك الرجل هو شهاب بن طارق رئيس النادي فتبدو علامة الأسى على وجهه ولكن القاضية كانت حينما أعلموه مجددا أن شهاب بن طارق هذا هو ابن عم صاحب الجلالة السلطان المعظم فيتعجب صديقي من تواضع هذا الرجل وحسن خلقه وعظيم أدبه ويقول في قرارة نفسه كم كنتُ أحمقا وكم كنتَ أيها السيد شهاب متواضعا ورائعا ورجلا كريما.
ولكن ما بال رؤساء الأندية الأخرى لا يعلمون عن أنديتهم شيئا !!
كل ما يعنيهم المنصب وجمع النقوود .


الهمسة الثالثة :

شاب في مقتبل العمر ينشأ في أسرة فقيرة ، ويتحمل أعباء المسؤلية وهو في سن السادسة عشر ، فلقد رحل والده إلى جوار ربه ، وهو أكبر أبنائه ، فكان لزاما عليه أن يرعى إخوانه ويعلمهم ويربيهم ، فقرر ترك الدراسة والعمل ، وحينما علم الله صدق نيته وفقه لعملٍ جيد يصل الراتب فيه إلى 270 ريال ، ولكن مقر العمل في صلالة وهو وأهله يقطنون الشرقية ، فلم يتردد لحظة في الإلتحاق بالعمل ، هاهو العيد قد إقترب والعائلة المسكينة تنتظر راتب أخوهم لكي يستعدوا للعيد مثل بقية المسلمين ، إنتظر صاحبنا راتبه إنتظار العاشق لرؤية محبوبته ، وحينما نزل قام بإرساله لهم مع صديقه ،،، إنتظرت العائلة كثيرا والمبلغ لم يصل ، وأخبروه بذلك ، فقام الشاب بالإتصال بصديقه ولكن كل أرقامه مغلقة ، ها هو العيد يقترب والعائلة في حالةٍ إستنفار ، والأطفال المساكين يبكون حالهم ويراودون النفس بشىءٍ من الملابس الجديدة لكي لا يعايرهم أحدٌ بحالهم .
تبقى على العيد ثلاثة أيام وما كان من هذا الشاب إلا أنه تعذر عن الدوام في اليوم الأخير كسبا للوقت لعله يستطيع أن يجد حلا لهذه المعضلة ، واتجه رأسا لصاحبه وحينما سأله عن المبلغ أجاب وبكل برود " المبلغ سقط مني ، اعذرني " .
أظلمت الدنيا في وجه هذا الشاب المسكين ، وذهب لأحد مقاولين البناء طالبا منه أن يقرضه 250 ريالا ، فتعذر بحجة أنه لا يملك هذا المبلغ ، ولكن هذا المسكين أصرَّ عليه وكان يبكي !!
فأرخى دمعه فبكى وأبكى *** ودمع الحر في الشكوى مباحُ
وقد عرض عليه عرضا مغريا قائلا له " أيها الشيخ سأعمل معك طيلة إجازتي السنوية ، وسأعمل في اليوم أكثر من 13 ساعة ، المهم أقرضني هذا المبلغ ، ولك الأجر من الله " ، وافق هذا المقاول وهو يعلم أن هذا الشاب إذا وعد لن يخلف.
وتأتي الإجازة السنوية ، ويعمل هذا الشاب في اليوم أكثر من 14 ساعة ، ولم يرق قلب ذلك المقاول له .
عجبي من إيفاء العهد وعجبي أكثر من قساوة البشر .


الهمسة الرابعة:

أحد شباب مسقط العامرة لم يفلح في الدراسة أبدا ، وكانت عنده إبنة عم جميلة ، أحبها حبا عميقا ، وكان يدللها ويلبي كل رغباتها ، إشتغل وهو في سن صغير ، إستمرا على هذا الحال فأنهت ابنة عمه مرحلتها الدراسية الثانوية ، ولكنها لم تأتي بمجموع جيد يؤهلها للدخول للجامعة أو أيا من الكليات المنتشرة في السلطنة ، وأخبرت إبن عمها برغبتها في إكمال درستها فهي تطمح بأن تكون مدرسة ، فقال لها لا تهتمي ستواصلين دراستك في أحد الكليات في الإمارات وعلى حسابي .إقتطع لها جزءً كبيرا من راتبه ولم يبقى لنفسه إلا الهزر القليل ، ودفع للكلية كل ما حصده طيلة عمله ، فهو فتىً لا يهتم بالمظاهر الخداعة وهو قنوع جدا ويعرف قيمة الريال .
أنهت الفتاة دراستها بفضل الله ومن ثم بقضل المساعدة المادية الكبيرة من إبن عمها ، وإنخرطت في سلك التدريس وصارت معلمة .
أكملت هذه الفتاة أشهرا معدودة في عملها ، وجاء لخطبتها أحد المدرسين ، فلم تتواني ولم تترد وقالت له لبيك لبيك فأنا ملك يديك ، فحزن هذا الشاب حزنا كبيرا ، وحينما قام الأهل بتأنيبها لنكرانها الجميل ذهبت لإبن عمها وقالت له " أنا بصراحه ما حبيتك ، كنت أعتبرك مثل أخوي !!! " ، ومضت الأيام وحينما إقترب موعد الزفاف صحى ضميرها ، فقالت في نفسها " أنا ناكره وجاحده وسيعاقبني ربي " ، واتصلت للفور بإبن عمها تعلمه أنها رجعت إليه وستلغي زواجها ، فقال لها " من خان مرة يخون كل مرة " ، فأعرض عنها وأتمت زواجها .


الهمسة الخامسة :
البلد تعج بالأجانب والهنود ، والعماني المسكين يبحث عن عمل ، فمن المسؤول ؟؟؟
أصبحت للهندي مكانة مرموقة في كل الشركات ، فهو ينعم بأعلى المناصب وأضخم الرواتب ، وثلة من العمانيين يقومون بتنظيف البلاط بل حمامات الشركات ، وللأسف في إحدى الشركات في مسقط وجدتُ شابا عمانيا يقدم القهوة ويقوم بتنظيف المكاتب " فراش " وهو يحمل الشهادة الثانوية العامة ، وكل الأجانب قد سأموا من الكراسي الدوارة ، بل بعضهم لا يحمل حتى الثانوية العامة !!!

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس