منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الجروح قصاص ،،، فكيف يقتص جريح القلب ؟؟
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 13-12-2006   #8
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

ها أنا أعود إليكم من جديد ، أروي لكم الحكاية وكأني شهرزاد ، وتستمعون لي وأنتم ترقبون الزهرة في سمائها تماما كشهريار ، على أني أريد أن أسافر بكم شتاءً وصيفا في رحلة الراحلين ، لبحثٍ عن حقيقة أو لتفريج كربة وضيق .
كانت فتاةً تعيش لأهلها ، تمنحهم الدفأ والحنان ، وتكسبهم البسمة والرضا ، في كل يوم تمنحهم عزمها وطاقتها ، لا يحس أحدٌ ما بداخلها ، ولا يخيّل إلى ذهنٍ معاناتها ، فحينما تخطو في مشيها فكل أقدام الحزانى تخطو معها ، دموع الثكالى زادها ومطيتها ، وفوق هذا كله ، لا تجعل أحدا يشعر بذلك ، فهي وهبت نفسها لإسعاد الأخرين وإن كان على جثمانها .
هي البكر من إخوانها ويصغرها ثلاثة ، شابٌ وفتاتان ، الأب يتهيأ للرحيل علّه يجد في أرضٍ أخرى رزقه وقوت عياله ، الأم تسكب عبراتها لفراق بعلها ، والإخوة يمسكون بأسفل رداء أبيهم يتوسلون إليه أن يبقى بينهم ، والمشهد فاق كل حزنٍ وتأوّه ، وتخبىء هذه الفتاة كل ندبات تفجعها وإن كانت كل ندبةِ تفجّع تُذهب بنفسها حسرات ، لترسم البسمة على شفتيها مقويةً من عزيمة أبيها :
أي أبتي إمض للأمر الذي أرادك الله له
يا أبتي لا تقلق فإن لنا رباً يحمينا
لا تحزن أبتاه فإنك إستودعتنا الله ولن يضيعنا
حسبنا الله ربنا هو نعم المولى ونعم النصير
فتأخذ هذه الكلمات من نفس أبيها كل مآخذ وتزيده قوةً وجلدا ، ويعلمُ في يقين نفسه أن لا مناص ولا مفر ، فإن بقى بلا ضربٍ في الأرض وسعي ؛ سيهلك هو وأهله وسيموتون من الجوع والفقر والعوز .
ومضى الأب إلى مصيرٍ يجهله ، فاحتوت الفتاة أمها وإخوتها تسهر على راحتهم ، وتمد لهم لحافا من الحب والوداد .
عذرا أحبتي

**** يتبع ****

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس