منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الجروح قصاص ،،، فكيف يقتص جريح القلب ؟؟
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 14-12-2006   #12
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

ها قد مضى يومٌ كاملٌ على غياب الأب الحاني ، وكأنه شهرا كاملا بل سنوات ، وفي الصباح مضتِ الفتاةُ تتدفق في قراءة القرآن الكريم وترتيل آياته المحكمات البيّنات ، وما زالت مسترسلةً في قراءتها إلى أن سمعت صراخا قويا في البيت ، فقطعت قراءتها لتهرول مسرعةً نحو الصوت ، وإذا بأخيها الوحيد ملقىً على الأرض طريحا لا حراك له ، وهو الآن يعاني من سكرات الموت ، تمتم بكلماتٍ بسيطة.. الأفعى هي الأفعى !! قاتلها الله لم تترك لي قوةً بعدما إستشرى سمها في جسمي .
فتنكبُ عليه باكية ، فداك نفسي أخي ، وستحيا بإذن الله ، تحاول البحث عن طريقةٍ لعلاجه ، تخرج مسرعةً صارخةً تطلب الغوث والعون ، ولكن يبدو أن القرية خاليةً من أصحاب السيّارات ، لكنها لم تستلم فبرزت للشارع وقد وقفت في منتصفه تلوح للرائحين والغادين ، وأخيرا جاء الفرج حينما رآها رجلٌ فاضل ، فتوقف يسألها ؛ ما بكِ يا فتاة ؟ خيرا !! فأخبرته الخبر ، فآتى مسرعا معها نحو أخيها الصغير .
تم إسعافه إلى المستشفى ، وما أن أدخل غرفة العلاج حتى فاضت روحه إلى باريها ، وتحل الفاجعة وتنزل النازلة بأهل البيت أجمع .
يالله رحل الوالد جريا وراء رزقه ، ورحل الإبن إلى أخرته ولقاء ربه ، وبقت الشقائق وحدهنَّ بلا رجلٍ يحميهنَّ ويستر عليهن ، عائلةٌ مسكينة تتكون من أمٍ وثلاث فتيات ، كيف لهنّ أن يستطعن من تحدي الظروف ومجابهة الواقع ومتطلباته ؟
تم دفن الإبن وقد بكى عليه القريب والبعيد ، إلا أن أباه لم يلقي عليه نظرة الوداع ، فهو لم يترك عنوانا لموقع عمله الجديد ، بارك الله في جارهم المخلص إذ أنه أقام العزاء وتحمل كل ما أملاه عليه الواجب ، وهاهي فتاتنا تناجى الله في خلواتها .
ربِ لك الحمد في السراء والضراء
ولك الشكر على كل ما كتبته في كتابك
رب إني والهةٌ حزينة ، فقدت الأب الرؤوف وودعت الأخ الحبيب
وأنا اليوم أتضرع إليك باكية بأن ترزقني الصبر والسلوان
رب إجعلها آخر الأحزان وقونا واستر علينا
إلهي لا ناصر لنا غيرك ، ولا مجير لنا سواك
أسألك أن تمن علينا بخير الأيام وتمنع عنا شرّ طوارقها
إنا لله وإنا إليه راجعون ، أنت حسبنا ومن تكن أنت حسبه فقد كفيته
رب إكفني كيد الكائدين ومكر الماكرين
إلهي كن عوني ومغيثي

وتستمر هذه المسكينة في مناجاتها لخالقها ، وها هو يوم الجمعة شاهدٌ على مضي شهرا كاملا بعد وفاة أخيها وسفر أبيها ، ولكن هذه الجمعة المباركة أفاضت بخبرٍ أشد مضاضة وألما من سابقه ، أتدرون أيها الأحبة ما ذاك الخبر ؟ !!!
حتما ستعرفون ولكن في الرد القادم بإذن الله
وعذرا على التأخير فنحن ما زلنا في حرف الباء من البداية ، ونسأل الله أن نصل إلى الهاء من النهاية وبنا رمقٌ من عيش .


" يتبع "

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس