منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الجروح قصاص ،،، فكيف يقتص جريح القلب ؟؟
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 15-12-2006   #15
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

لأني لا أقوَ على التجلد أمام بوح الحزن فإني سأختصر هذه القصة إختصارا قد يضر بها ، لكوني لا أستطيع أن أواصل مسيرة الكتابة .
فإليكم العناوين المتبقية من هذه القصة .
الفتاة تقاسي عذاب المرض ، والأم والأخوات متحلقاتٌ حولها ، ربما هي لحظة الفراق والوداع ، فالمرض بلغ أقسى درجاته ، وفي عتمة الليل أمرت أهلها أن يتركوها وحدها ، وأن يهجعن هنّ ، فكل شيء بقدر ، ومشيئة الله لا بد غالبةٌ وواقعة .
إلا أنه لم يغمض جفن لأحدٍ منهم ، ورجعوا من جديد لحبيبتهم الغالية ، علّهم يستطيعون تخفيف الألم عنها بالقرب منها ، فلما رأتهم إبتسمت وطلبت من أختها أن تأتيها بماءٍ لتتوضأ ، وأمرتهم بالوضوء فاليوم سيكون لهم موعدا خاصا مع قيام الليل .
يا لروعة هذه الفتاة وقوة إيمانها وإمضاء عزمها ، تماما كقول القائل :
إن العقيدة في قلوب رجالها *** من ذرةٍ أقوى وألفُ مهنّدِ
فقامت وقد تقدمتهنّ لتأمهنّ للصلاة ، رغم أنها لا تدري بجواز صلاة المرأة بالمرأة إلا أن فيها مذاهب وأقوال ، سبحان الله لم يقوَ المرض على جسم هذه الفتاة الطاهرة ، فهي الآن تقف في خشوعٍ وخشية وهي تتصل بالله الواحد القهّار ، تلت من آيات الله الكريم ما تيسر لها ، ثم ركعت وسجدت وقامت ركعتها الثانية فقامت طويلا وقرأت كثيرا وبكت بكاءً مهيبا ، فركعت وسجدت لله ، وهي الآن في تشهدها ولا تسمع سوى تنهداتها وترقرق عبراتها وارتجاف أعضائها .
قامت تصلي من جديد ، وتوقف أهلها ، وعجبي ؛ يتعب السليم ولا يشعر بالنصب السقيم ، أحست هذه الفتاة بأن هناك من يسندها ، وأن الله منحها قوةً وجلدا ، وبعدما إنتهت من صلاتها ، توجهت إلى مرقدها ونامت نومةً هنية ، وفي الصباح إرتجفت من جديد وشعرت بأن الأجل قد دنى ، وأن الدنيا مدبرة ، فصرخت في أهلها النجدة والغوث ، إئتوني بالمصحف الكريم ، فلا أريد أن أموت إلا وهو بين يدي ، فأقبلت أمها مسرعةً تحمله ، أمسكت الفتاة بالمصحف تحضنه ، ولا تريد شيئا سواه ، تخاطب أمها تقول :
أماه ساعتي الأخيرة قد دنت
ولا أجد سوى ريحة الموت
أماه وصيتي الله لكم ، فاحفظوه في سركم وجهركم
أماه هذا المصحف لا تجعلونه يغادركم

فأمسكت الأم بالمصحف وافتتحت بسورة الأعراف تقرأ منه
والفتاة تصغي وتتمتع بسماع القرآن
قرأت الأم كثيرا ، وبكى الأخوات طويلا
ثم صدقت قول الله وختمت القراءة
فمسحت على صدر إبنتها وقالت
ربي رقيتها بكلماتك
فاجعل شفاءها بها ؛ فأنت خيرا حافظا وأرحم الراحمين

الله أكبر ، لقد ذهبت الأسقام والآلام بكلمات الله ، والفتاة الآن بأتم الصحة والسعادة ، شكرت الله كثيرا وحمدته ، وفرح الناس بذلك فرحا عظيما .


يتبع

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس