منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الجروح قصاص ،،، فكيف يقتص جريح القلب ؟؟
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 15-12-2006   #18
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

هذه الفتاة الرائعة ، قهرت الظروف وهي الآن تقهر المرض وتتحداه ، لقد أذهب الله ما بها من بأس ، والآن قد منحها قوةً وصحة ، ولو رأيتها وهي تخطو مسرعةً نحو الشجرة لعلمتَ أنها ملاكٌ طاهر لا يقوَ البعد عن عمل الخير ونشر الصلاح ، آهٍ ما أجملها وهي الأن تقرأ القرآن لطلابها من جديد ، تعلمهم كلام الله وتيسر لهم فهمه وقراءته وتجويده .
وفي العصيرة أتى التاجر المشهور طارقا باب بيتهم ، وهذه المرة لم يأتي طالبا الدين المتبقي على أبيهم الراحل ، بل أتى ليحظى بشرف المصاهرة ، فيطلب يد الأخت التي تصغرها ، فتعم الفرحة أرجاء البيت ، وبعدها بيومين يأتي طارقٌ آخر من بلدٍ آخر يطلب يد الأخت الأصغر ، فيُقبل طلبه ، ولا يُرد خائبا ، ويكون العرس في يومٍ واحد .
نعم لقد تيسر الحال وصارت الفتاتان إلى حياتهما الزوجية ، ولم يبقى في البيت سوى الفتاة وأمها ، فقامت على خدمتها زمنا طويلا ، واشتاقت لأختيها شوقا عظيما ، وللأسف لقد تزوجت الفتاتان ورحلتا بعيدا عن ديارهن مع أزواجهن ، وأصبحن الآن يشعرن بالنقص لفقر أختهن بل وصل الحال إلى أنهن يستحين أن يأتين بأهل أزواجهن لزياة أختهن وأمهن ، فهن يرين بأن الفقر عارٌ وشنار ونقيصة .
" خيرا تعمل شرا تلقى " وما زالت الفتاة المسكينة ترسل لأخواتها رسائل مع كل من قصد ديارهن ليأتين لزيارتها وأمها .
بلغ الشوق بفتاتنا مبلغا عظيما ، حتى أصبحت تراهن في النوم واليقظة ، إلا أن الظهيرة قد أباحت بحزنٍ آخر ، يالله لقد رحلت والدة الفتاة إلى لقاء ربها ، ولن أصف لكم حزن الفتاة بل أحتفظ به في نفسي ، فلربما القادم أكثر حزنا وألما ولا أريد أن أجمع عليكم الأحزان والأنات .
لم ترى فتاتنا أختيها إلا يوم وفاة أمها ، وقد أقفلن عائدات إلى ديارهن وقد تركن أختهن وحيدة ، تقاسي آلام الفراق والفقد ، وتعاني من وجع الوحدة .
لم تقهر الظروف فتاتنا ، ولم يقهرها فقد أحبتها ، ولم يقرها المرض ، ولكن أمران قد قتلاها :
1- الوحدة
2- ونكران الجميل
تأخرت على طلابها في حلقة التعليم تحت الشجرة المباركة ، فقلق عليها الأطفال ، فهبوا مسرعين نحو بيتها ليجدوها طريحةً على الأرض ميتة ، وهي مفترشةً رداء أمها .
وفي يوم دفنها ، بكى الكل عليها حتى السماء شاركت البكاء ، وشوهد خلقُ عظيم يحظر لجنازة فتاةٍ وفية ، لم تخن الله يوما ، ووهبت كل ما تملك لأخواتها وأهلها .
الأطفال كل يومٍ يذهبون إلى تلك الشجرة يبكون ، يتقلبون يصيحون ، يندبون حظهم ، بل إلى بيتها يتحلقون وعلى قبرها في كل مناسبةٍ يذهبون .
لم يبقى أحدٌ لم يبكها ، حتى وأنا أسمعها بعد مضي عشرات الأعوام في قصص الناس أرى الدموع وأبكي ، وقد يبكي كل من يقرأ هذه القصة ، لأنها كانت محزنةً حقا .
رحمها الله وغفر لها .
تمت القصة وبقت العبرة ، ولكم أن تستخلصوا الخلاصة ، وتفتحوا الحوار ، فأنا اليوم مكفهر .

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس