منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 16-12-2006   #5
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

يخيم المساء على الأرض ويلبسها السواد ، وتبدأ الأنوار الخافتة ، أم حسام تعد لأطفالها وزوجها العشاء ، فهي لا تسمح للخادمة بطهي الطعام ، حسام أنهى برنامجه اليومي الذي يشاهده على قناة الأطفال ، يونس يلعب بالألعاب الورقية ، وفجأة يسقط حسام مغشيا عليه ، فينادي يونس أمه خائفا فزعا، فتهب الأم مسرعةً نحو وليدها : حسام حبيبي ما بك ، أفق يا حسام ، وترّش وجهه بماءٍ بارد ، فيفتح عينيه الوجِلتين ، فتحضنه أمه بقوة قائلةً من أنا ؟ تود أن تتأكد من وعيه التام ، فيجبها برعشة وخوف آه أنتِ أممم أيوه أنتِ .... نعم تذكرت أنتِ أمي ، ويبكي الجميع .
في تلك اللحظات يدخل الأب حاملا معه كيسا أبيض ، يبدو أنه عائدٌ من مركز التسوق " سيتي سنتر " ، فيسألهم باستغراب ما الأمر ؟؟ نطق الجميع وبصوتٍ واحد وبكل برود لا شي ، تقوم الأم لإحضار العشاء فيستوقفها زوجها ، تعالي يا غالية خذي هديتك ، أنا اشتريت لكم هدايا قبل عيد ميلاد حسام ، يوزع الهدايا وهي مغلفة بغلاف صغير ، لا يسمح لأحدٍ بفتحها إلا بعد العشاء وعلى سرير النوم ، فرح الجميع بهذه الحركة الجميلة من أبيهم الطيب الحنون .
التفوا جميعا حول طاولة العشاء ، ولا يزال حسام في شروده وحيرته ، وبدأ صراخ الصحون ، إنه يونس الشقي يمارس هوايته المعهودة في ضرب الصحون بالملعقة ، يضحك الجميع ، يتحرك يونس بشغبٍ وفوضى ، ها قد سرق شربة حسام بكل سهولة وبساطة ، لكن الغريب أن حسام لم يبذل أي جهد في منعه مثلما كان يفعل في السابق ، هنا تأكد لدى أبويه بأن حسام يعاني من أمرٍ جلل ، ولكن ليس من السهل عليهم فك طلاسم تغيّره ، فحسام يحتفظ بشخصيته وأسراره الذاتية ، ولا يبوح بها لأحد وخصوصا والديه .
ذهب الجميع إلى أسرِّتهم مسرعين ، فالشوق يحدو بهم لمعرفة الهدية ، كانت هدايا رائعة ، عدى حسام وجد الرسالة المعتادة " مسكين يا صغيري ، ستكون هديتك الكبرى يوم عيد ميلادك ، ستغادر الحياة وهذه أجمل هديةٍ مني " ، صُعق حسام كثيرا ، هل يعني هذا بأن أباه يود قتله ؟؟ تساءل في نفسه كثيرا ، لمَ يريد أبي مني أن أموت ؟ ، قام مسرعا نحو خزانة ملابسه ، بحث كثيرا ، وأخيرا وجد الصورة ، صورة أخته سوسن التي توفت وهي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها ، خاطبها قائلا :
حبيبتي سوسن ، في أي دارٍ أنتِ الآن ، حتما في دار الخلد والنعيم أخيتي ، آهٍ ما أجملك ، عيناكِ تنفثان سحرا ، ومحيّاك يشع نورا ، صورتك أصبحت لي الأمان ، قريبا سألحق بك ، فيبدو أن من قتلك سيقتلني أنا أيضا ، آهٍ كم أنا مشتاقٌ لكِ يا هواي ، كنتُ صغيرا يوم أخبروني بوفاتك ، ولكني أكبر كل يوم وأنتِ تكبرين في قلبي أكثر ، أحبك أحبك ، ويطبع قبلةً على الصورة ، ويرجع إلى سريره ، ولا يدري ذلك المسكين ما الذي ينتظره في القادم من الأيام .

،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس