منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 17-12-2006   #12
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

المؤذن يصدح بالأذان ليحرك الجنان ، وبدر يخطو خطواتٍ رشيقة نحو المسجد وشفتاه تستعذب التسبيح والتهليل والذكر ، دقائق إيمانية جليلة قضاها بدر وهو يؤدي فريضة صلاة العشاء ، حمد الله كثيرا ورفع أكف الضراعة للباري أن يوفقه في حياته العلمية ، وأن يهديه الرشد والسداد في القادم من الأيام ، خرج بصحبة الإمام إلى الحديقة العامة ، أضواء المساء توحي بجمال الرومانسية ، الليلة بقمرها المضيء المكتمل كأنها عذراء فاتنة ترغم الجميع على التغزل بها لروعتها وسحر جلالها ، يبدو أن بدر يشعر بأن هذه الليلة ليست مناسبة للحديث في أمور الدين وخصوصا مع إمام الجامع وخطيب الجمعة ، هذه الليلة الساحرة ، وتلك الأنجم المشرقة وكأنهن مصابيح ، والقمر كأنه زجاجة ماسية تشع لمعانا ، الهدوء والهواء المتقطع الخفيف يوحي لك بعذوبة البوح بالحب ومغازلة الحبيبة ، وها هي ملامح الأسى تظهر على بدر ، هذا الرجل الذي لم يعشق فتاةً أبدا ، ولكنه بطبيعة الإنسان يهوى كل جميل .
بعد طول تفكيرٍ من الشيخ ، وبعد تنهدات بدر وهي تنطق بمضاضة الموقف ورتابة الصحبة والحديث ، يبادر الشيخ محمود بسؤال بدر هل عزمت على الزواج يا بني ؟؟
ارتبك بدر وتلعثم في الجواب وكأنه يخفي أمرا عظيما ، ولكنه تملك الشجاعة وقال : لا ، فأنا لا أزال في سنٍ صغير على الزواج ، ولا أفكر به في وقتي الراهن ، عنّفه الشيخ على ذلك ، متحججا بأن الزواج قبل سفره سيعصمه من كثيرٍ من المشاكل ، وأنه أمانٌ واستقرارٌ وراحة بال ، فقاطعه بدر قائلا : على رسلك يا شيخ فأنا لا أريد أن يشغلني شاغل عن الدراسة ، وأشعر بأن الزواج سيأخذني من الاهتمام بدراستي وتحقيق بغيتي وحلمي الجميل ، لكن الشيخ هزّ رأسه بابتسامة مخالفة ، وأن الزواج سمينحه طاقةً وعزما وإرادة ، وستتوفر له سبل الراحة والغذاء الصحي الجيد ، والعناية به وبمكان إقامته وتجهيز ملابسه ، سيعيش ملكا في مملكته ، آمرا ناهيا .
بدأ بدر يشعر بأن كلام الشيخ به الكثير من الصحة والمنطق ، ولكن من ستكون فتاة أحلامه ، وكيف سيتعرف عليها ؟؟ هذا ما تكفل الشيخ بإيضاحه ، بأنه سيزوجه ابنته عائشة ، وهي ذات غنجٍ ودلال وثقافة وعلم ودين وحسب ونسب ، هنا عادت الذكريات ببدر إلى زمنٍ بعيد ، يوم أن كانت عائشة تدرس في الأول الإعدادي ، وكان الشباب من حولها كالفراش ، يطاردونها لجمالها ودلعها ، والدلال الذي كانت تحظى به من قبل أمها ، وربما الموقف الذي لن ينساه أبدا ، حينما رآها تخرج من بيت تامر ، ذلك الفتى الذي يغري الفتيات بوسامته ولسانه المعسول ، ولا تسلم أي فتاة منه بعد ذلك إلا أن تضحي بشرفها ، يكفي أنه نشر صور عائشة بين أصحابه وأقرانه .
رد بدر على الشيخ محمود متعذرا بأنه لا ينوي الزواج إلا بعد الانتهاء من دراسته ، ولكن الشيخ استمر في مناشدته وأخبره أنه سيبلغ أباه بشرف المصاهرة ، فهما تربطهما صداقة منذ نعومة أظفارهما ، تناولا شراب المانجو الطازج ثم افترقا ، ولا يزال بدر يحاول جاهدا في التخلص من موضوع زواجه بعائشة ، ويحدث نفسه بنصحهِ لعائشة ، أو أن يصارح أباها بأمر علاقاتها ، لعل وعسى أن يكون هنالك بصيص أملٍ في تغير منحى حياتها ، وليس ذلك بعزيز على الله جلّ في علاه .
،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس