الحياة داخل منطقة الجزاء
أتحدث هنا عن موضوع له علاقة وطيدة بكرة القدم و هو يشكل عنصر من العناصر الأساسية التي ترتكز عليها كرة القدم فهو الحكم و قد يتصور البعض ان الحديث عن عمل الحكم داخل منطقة الجزاء عمل سهل جدا و يمكن أن يمارسه إي انسان *** ربما لا أضيف شيئا جديد اذا قلت أن منطقة الجزاء هي أهم بقعة في الملعب كله و كل حركة أو تصرف من أي لاعب في هذه المساحة يمثل حياة لفريق من الفريقين و ربما نهاية للفريق الآخر .
لعبة واحدة لا يحسن الحكم تقديرها في هذه المنطقة ربما تضع أفضليه لفريق على منافسه أو تحرم أحدهما من فرصة التفوق بهدف أو بضربة جزاء او غير ذلك
إن منطقة 18 تعتبر ذات طبيعة خاصة للحكم و هو لا يستطيع ان يراقبها و يرى كل ما يحدث فيها بمفرده و هناك لابد أن يكون هناك تواصل بينه و بين مساعده و مساحة الرؤية فيما بينهما تغطي كل المنطقة .
فإن كان في جهة في الملعب يقف في طرف المنطقة المواجهة لمساعدة و يكون قريبا من كل لعبة حتى لا يسمح لأحد من اللاعبين بأن يحجب عنه رؤية دقيقة لكل لعبة تتم و لا تحجب عنه في نفس الوقت رؤية مساعده في الجهة الأخرى لأن المساعد في هذه المنطقة يرى مالا يراه الحكم و مشاهدة راية المساعد و اشاراته المتفق عليها عنصرا مهما جدا في اتخاذ القرارات بالسرعة و الدقة المطلوبة و لا شك أن التعاون بين الحكم و مساعده و اتفاقهما أمام اللاعبين و الجماهير في الاشاره و الصافره تعطي ثقة في القرارات و تأكيدا على أن ما أتخذه الحكم صحيح لأنه ليس هناك تعارض بينه و بين رأي مساعده و بالتالي لا يثير الشك في قراره .
ويتحمل الاثنين الحكم ومساعده مسؤلية القرارات في هذه المنطقه بدرجه كبيره لانه في العديد من اللعبات حينما يكون اللاعب مرسل الكره العرضيه ناحية خط التماس الذي يقف عنده المساعد يصبح ظهور اللاعبين من الفريقين المهجمين والمدافعين للحكم وعليه أن يرى كل احتكاك بينهم سواء على الارض او الذين يقفزون في الهواء....
واذا كانت الكره منتقله بسرعه من الخلف الى الامام وهناك هجمه مرتده بكره طويله فإن الحكم وهو يتحرك في إتجاه منطقة الجزاء التي تتوجه اليها الكره لابد ان ينظر الى مساعده ويضع في دائرة رؤيته راية المساعد حتى يتاكد وهي في طريقها انه لم يكن هناك لعبة تسلل ...
مسالة اعداد الحكم ليست بالمساله السهله فالحكام هم كوادر مدربه ومعده اعدادا جيدا عن طريق التعليم الاكاديمي وبالتطبيق والاحتكاك مع حكام ذوي خبرات سابقه في هذا المجال والحديث هنا يطول .....
|