منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 18-12-2006   #1
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

ها قد اقتربت اللحظة الحاسمة ، توافد الأصدقاء على بيت حسام ، وفي حديقة البيت العامة ، تجمعت الحشود المهنئة بعيد الميلاد ، وحضر كل المدعوين ، الزينة انتشرت في كل أرجاء الحديقة ، الشموع مضاءة ، والموسيقى الهادئة تطرب الآذان ، الكل يبحث عن حسام ليقدم له التهنئة ، الجدة كانت نجمة الحفلة بابتسامتها الجميلة ، كل مدرسي المدرسة قد لبوا الدعوة ، عدد الحضور يفوق الثلاثمائة فرد ، ومن بينهم الشاعر المشهور نجم الدين ، تعالت الأصوات تطالب الشاعر بأن يشنف الآذان بكلماته العطرة وأبياته الرائعة وقصائده الملهبة للمشاعر والأحاسيس .
لم يتردد نجم الدين في أن يلقي عليهم قصائده ، فهذه فرصة مناسبة كون العدد كبير ، فهو يعشق التجمع والتجمهر ، ابتدأ قصائده برثاء صديقه ، ثم انتقل للوصف ، وبعدها للغزل ، أطال كثيرا في قصائده الغزلية ، وبعدها انخرط للشعر الذي يهواه الجميع ، إنه الشعر السياسي الذي يبدع فيه أيما إبداع ، وفي الأخير كان لا بد من أن يترك مجالا لهموم الشارع والشعب ومعاناة المساكين ، صفق الكل له بكل حرارة وإعجاب ، الميكرفون تحول لجدة حسام تلقي عليهم قصصها أيام الطفولة ومغامرات الشباب ، ثم تحدثت عن زوجها المرحوم ، وذكرياتها الرائعة معه وحبه لها وتفانيه من أجلها .
ولكن أين حسام ؟ الأم مشغولة باستقبال المدعوين ، وحسام وأبوه غائبين ، بحثت أم حسام عن ابنها فلم تجده ، ذهبت إلى غرفته فلم تجده ، بحثت عنه جيدا ولم تجد له أثرا ، سألت عنه صديقه مرتضى ، ولم تجد لديه أي جواب ، يونس الشقي يلعب مع بنات جيرانه ، يتحرك بشغب كعادته ، فهو يعشق الفوضى والضجيج ، يا لجنونه وهو يمسك سكينا يخوف بها جارتهم أمل ، فتشكوه لأمه ، فتضطر لتأنيبه وضربه بقوة على ظهره ، يرتفع بكاؤه ، وتحاول أمل تهدئته ، وتطبع على جبينه قُبلة ، وتصطحبه في جولةٍ داخل الحديقة تحاول ترضأته ، وفي الأخير أخرجت نقودا من جيبها وأهدتها له لكي يرضى عنها ، في هذا الوقت طلب مرتضى من الجميع الإنصات له ، فهو سيقرأ عليهم رسالة صديقه حسام صاحب الحادية عشر ربيعا :
" شكرا لكم جميعا على الحضور ، تهنئتكم وصلت إلى القلب ، وأعتذر لكم بأن أفراحكم ستتحول إلى أحزان ، فأنا بصحبة أبي لكي يقتلني ويتخلص مني ، لست الضحية الوحيدة ، فقد سبق أن قتل أختي سوسن ، لكني أغفر لأبي فعلته هذه ، وأنا أحبه من كل قلبي وإن قتلني ، فروحي فداه ، وأختي سوسن فدته أيضا بروحها ، لا تسألوا أبي لماذا يقتلنا ، لكني أتوسل إليكم أن تطلبوا منه ألا يقتل أخي يونس ، ولا يؤذي أمي الحنونة ، يكفيه تضحيةً أنا وسوسن ، وليترك يونس يحيا مثل غيره من الأطفال ، أحبكم جميعا وأحب أبي ، وسأشتاق لأمي كثيرا ، وسلامي لجدتي حبيبتي ، تحيتي لكل أصدقائي وأحبابي ، أنا أموت فلا تجعلوا حياتكم حزينة لأجلي ، فأنا أتمنى أن أرى الفرحة في قلوبكم حتى وأنتم تقبروني ".
عذرا أحبتي
،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس