منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 19-12-2006   #20
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

حينما انتهى مرتضى من قراءة رسالة حسام ، توقف الجميع دون حراك ، الكل تسمر في مكانه ، دهشة وحيرة وذهول ، تنهدات عميقة وزفرات ، يتمايلون وكأنهم سكارى ، الأم تفجع بفاجعةٍ جديدة ، تلطم خدودها ، وتنزف عبراتها ، أيعقل أن يقتل الأب أبنائه ؟؟ لا يصدق ذلك أحد ، ولكن ما سر اختفاء حسام وأبوه في هذا الوقت ؟ ما زال الجميع لا يعي ما يدور ، وفي هذه اللحظات يدخل عليهم مبارك الجار القريب من رقية جدة حسام ، يدخل حاملا في يديه كفناً لحسام ، صُعق الحاضرون ، ويُفتُ كبد أم حسام ، وتبكي بكاءً مريرا ، والبقية يضربون أخماسا بأسداس ، جدة حسام فقدت نُطقها ، فالخطب ألجمها عن الكلام ، الجمع يدوكون في عرصاة الاستغراب والانبهار ، ما هذه السياط التي تلهب الجميع وتدمي القلوب ؟؟ .
اتصل الشاعر نجم الدين بالشرطة ، لعلها تستطيع إنقاذ الموقف ، حضرت الشرطة على الفور ، ألقوا نظرة على الرسالة ، وبدؤوا في البحث عن حسام ، لم يستمر البحث طويلا ، فلقد وجدوه قتيلا ملقىً بجانب محطة معالجة النفايات ، تأكدوا منه جيدا ، فوجدوه فعلا قد فارق الحياة ، ولا تبدو عليه أي علامة طعن أو ضربٍ ، لقد مات خنقا ، والقاتل لم يترك أي علامة تستدل عليه ، حتى البصمات لم تظهر على عنقه ، مما يشير إلى أن القاتل استخدم واقيا أو قفازا يمنع البصمات من الظهور ، تم حمله إلى المستشفى للتأكد من موته تماما وإجراء الفحوصات اللازمة عليه ، وإتمام عملية دفنه ، تم الكشف عليه وتأكد موته ، حملوه ليوضع في براد المستشفى ، في تلك الأثناء يأتي طبيب جديد على المستشفى وهو لا يزال شابا يافعا ، حديث التخرج من الكلية الطبية ، يطلب منهم إعادة فحصه من جديد ، فمثل هذه الحالات كثيرا ما يكون فيها بوادر أملٍ في الحياة ، استخرجوه من جديد وتم وضعه داخل جهاز كهربائي ، ودخل الطبيب حاملا معه بعض الأسلاك ، قام بلسعه بها قرابة التسع مرات ، ثم أخرجه وقام بفحص دمه ، هنا تأكد للطبيب بأن حسام في غيبوبة دائمة ، وهي مرحلة بين الموت والحياة ، وتكون دقات القلب ضعيفةٌ جدا ، طلب من طاقم المستشفى أن يوفروا غرفة خاصة كهربائية ، يكون الضغط فيها عالي ، مصحوبة بضجيج صاخب من الموسيقى ، وطلب من الجميع الابتعاد عنه ، وأن يتركوه 24 ساعة .
لا يزال البحث جاري عن والد حسام ، لم يعثروا عليه ، ولكن لفت انتباه الشرطة ذلك المجنون المعتوه ، الذي يقف باستمرار مكان وقوع الجريمة ، راقبوه جيدا فرأوه يذهب ويأتي باستمرار إلى ذلك المكان وينثر دموعا غزيرة ثم يرحل ، قرروا اعتقاله والتحقيق معه ، أمسكوا به واقتادوه إلى المركز ، حاولوا أن يأخذوا منه إجابة مفيدة ولكن بدون جدوى ، فهو يبكي ويضحك في نفس اللحظة ، لا ريب فهو فاقد العقل مجنون ، أعانه الله على بليته .
الكل يترقب ال 24 ساعة بفارغ الصبر ، خصوصا أمه الوالهة الحزينة ، وجدته المقعدة المسكينة ، ويونس الصبي المحبوب ، طلب نجم الدين من جميع الحاضرين أن يعتصموا بالله ويصلوا ركعتين طلب الرحمة والشفاء لحسام ، فالأمل لا يزال ضعيفا جدا في شفائه ، اصطفوا صفا واحدا ، ذرفوا الدموع وتعالت الأصوات بالدعاء ، الكل يهمس بداخله ، ربِّ أنقذ حسام وأخرجه بصحةٍ وسلامة ، ربنا لا يملك الشفاء سواك ، أنت بكل شيءٍ قدير ، اللهم ألطف به وارحمه ، وهون على أمه بأن تكتب له عمرا جديدا ، ربنا لا ملجأ ولا منجى إلا منك إليك فأكرمه بالصحة والعافية يا أرحم الراحمين .

،، يتبع ،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس