منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 20-12-2006   #27
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

سُمية تبحث في أوراق بدر بغية أن تجد عنوان إقامته ، فوجدته بدون أدنى تعب ، وعزمت في المساء أن تذهب بنفسها للسؤال عنه ، فالشوق والوجد لا حدود له ، والنفس تموت في كل دقيقة ، لم تكن تعلم بأن الحب عذاب وأنه مُّر المذاق ، كأني بها أراها تتيه في المشاعر وتهيم بخيالها وتشطح بفكرها تماما كجارية المهدي العاشقة ، حين بلغ بها الحب مداه حتى سلب عقلها فلقبت بالجارية العاشقة المجنونة ، وربما أصدق ما قالته ، وأعقلُ ما نطقت به في جنونها :
الحبُ أولُ ما يكونُ لجاجة ٌ *** تأتي به وتسوقهُ الأقدارُ
حتى إذا اقتحمَ الفتى لججَ الهوى *** جاءت أمورٌ لا تطاق كبارُ
ها هي سمية تتبع العنوان ، وتصل إليه أخيرا ، سألت عن بيت عائلة بدر فأخبروها الخبر ، لم تتمالك نفسها إلا أن صرخت وقد شعرت أن جسدها كله قد صعق بالكهرباء التي التهمت بيت بدر وأهله ، بكت ولم تتمالك نفسها ، لتنوح بأعلى صوتها ، تتوجع وكل حواسها تنشد الألم وكل جوارحها تعزف المزمار الحزين ، لم تدري ما تفعله ، سوى أن عادت حزينةً مفجوعة ، يُقرأ الحزن من عينيها ، ويكتب الألم قصائده على جبينها ووجنتيها ، الهزال والدهشة والبكاء سمة اتسمت بها سمية ، ما أن وصلت البيت حتى رأتها أختها التوأم ، وهي قد علمت بتغير حالتها من الأيام السابقة ، وكانت تدرك بأن سُمية قد اصطاد قلبها صيّاد بارع ، ولكن ما بالها هكذا ؟!!
سألتها فأجابت : حبيبتي سامية ، أنتِ الوحيدة من يشعر بي ، قلبي يتفطر وصدري يحمل ثقلَ جبلِ أحد ورضوى ، لا أشعر بطعم الحياة ولا هناؤها ، تذرف دموعها وتسكب دمها ، فالعين أوشكت على جفاف مائها ، ولا تزال سامية في صمتها تستمع بإنصاتٍ تام لحديثها ، لعل ذلك يخفف عنها ، وتطلب منها أن لا تكف عن الحديث والبكاء ، هيا أخيتي ابكي ، هيا يا منى نفسي بوحي بكل أسرارك ، ولا تزال سمية رغم المصيبة والألم الدفين تُلمِّح ولا تصرح .
أما بدر ، فقد بدأ يسترجع عقله ، وبدأ تأثير الكارثة يخف ، فالحبيب قال " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ، قرأ من كتاب الله آياتا هدأت من روعه ، ونشرت الطمأنينة والسكينة في قلبه ، ها هو الآن يعتكف في المسجد يدعو الله بأن يلهمه الصبر والسلوان ، ويبدأ في تنفيذ حلمه الجميل بحفظ كتاب الله كاملا ، والآن وبحمد الله حفظ أكثر من عشر صفحات خلال أربعة أيامٍ فقط ، مما يشير إلى أن بدر أصبح الآن يعي تماما جمال القرب من الله تعالى .
الشيخ محمود يجهز مفاجأة رائعة لبدر ، فهو في عملٍ دؤوب ومتابعة مستمرة لوزارة الإسكان من أجل منح بدر بيتا جديدا يؤويه ، أو حتى تعويضه مبلغا ماديا يستطيع من خلاله بناء منزلا راقيا يقطنه هو ومن يختار من بنات جنسه لتصبح شريكة حياته ، ومن تمنحه النصيب الأوفر من المحبة والعناية ، وقد قطع الشيخ محمود شوطا كبيرا في إنهاء المعاملة ، وهو يأمل خيرا ، والله المعين والموفق .

،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس