في صباحي البائس ..
وقت ناحت الطيور بآنات المتألم ..
بنواح المفجوعة ..
فقدت وليدها ..
بعد ليل طويل في أتون الشامتة ..
المنتشية بألمي ..
تشبثت بنور الفجر ..
لأنزع نفسي من لهيبها ..
من سياطها التي تصلخني بصمت ..
أبقى أترقب ..
أنتظرك يا أملي ..
في لهيب الحمى أنسى آلامي ..
على ذكراك ..
على صباحك المتفتح كأجفان الزنابق وأكمام الورود ..
على مساءك الهاديء الحالم برقصات الوله ..
على ذكراك ..
أقاوم ألم الفراق ..
لعل الأمل يحملني إليك ..
لأحظى بلحظة لمس أناملك ..
أو السكون في عينيك الصافيتين ..
لا زلت أنتظرك على نهاية طرق المسافات ..
أترقب خيالك ..
بصمت ..
وقت نبتت الأعشاب برجلي ..
وكست أكتافي بزجاجات البرد ..
وغطى وجهي نثار الأوراق ..
بانتظارك ولهي أقف بصمت ..
كتمثال كؤود ..
وقد غلفتني الورود وغرست في أعماقي أشواكها ..
وعانقت الكآبة ملامحي ..
وألجمت الرياح أناتي ..
وتلاشى من عيني النور ..
وماتت من اذني مناغات الطيور ..
وذهبت أباديد الرياح بعوائها ..
تستل من داخلي نشاط الحياة ..
من جسد مكدود ..
يقف في ركود ..
أتعبه الإنتظار ..
وعيناه على نهاية الطريق تنتظرك !
بصمت الميت ..
...
..
.
|