منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 05-01-2007   #44
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

الساعة تشيرُ إلى الخامسة فجرا ، والرجل المجنون يمارس رياضة الجري بكل نشاطٍ وحيوية ، والعجيب في الأمر أنه يحمل مخزونا هائلا من اللياقة فهو لا يشعر بالتعب إلا بعد طول جري ، فلقد قطع الخمسين كيلو مترا وهو لم يتوقف عن جريه أبدا ، انحرف في مساره إلى الحديقة ليلتقي بذلك الطفل الأبكم ، فيحتضنه طويلا ويبكي بكاءً مرا ، والرائد محمد يراقبه منذ فترةٍ طويلة ، حتى قبل واقعة حسام المسكين ، عقارب الساعة تتحرك والوقت الآن يدنو من الظهيرة ، والمجنون والطفل يتجولان في حديقة الحيوان بكل متعةٍ وسعادة .
موسى ويونس يخططان لسرقة محل الذهب ، فلقد تمكن موسى بحركةٍ خفيفة من سرقة المفتاح من البائع ، ليقوم بنسخه ، ويعيده إليه من جديد ، بدون أن يشعر البائع بشيء ، يونس يشعر بخوفٍ ورعب ، فهي المرة الأولى التي سيقوم فيها بسرقة محل تجاري ، ويبدون أنه بدأ يتضجر من الطريق المنحرف الذي يسلكه ، ولكنه محتاجٌ للمال لكي يبني بيتا مستقلا له ولأمه ، كي لا تقع عيناه على وجه أبيه ، فهو لا يود رؤيته إلا يوم دفنه بسكين الغدر التي سيغتاله بها على حين غرة .
أما أبوه ، فحاله لا يسر صديقا ولا عدوا ، لا يغادر غرفته أبدا ، حتى الصلاة المفروضة لا يهتم بها ، لا يحدث إلا الجدران والجمادات ، ولا يأكل إلا الدجاج المقلي ، وكأنه يود أن ينتحر بطريقةٍ بطيئة ، يتسلل اليأس إلى قلبه ، ويبرق الأمل في عيناه حيناً ، وهو بين بين ، تماما كقول الشاعر :
فلا أنت من أهل الحجون ولا الصفا *** ولا لك حظُّ الشربِ من ماء زمزمِ
أم حسام حائرة ولا تدري ما تفعله ، هل ستقف مع نفسها لتتذكر أيام الأنس بصحبة سوسن وحسام والجدة رقية ؟ أم أنها ستحاول القيام بدور الزوجة المكلومة حيال زوجها الغامض والملطخ بدم العار والفضيحة والمتهم بقتل فلذة الكبد وحشاشة الجوف ، ترددت في أمرها كثيرا ، وفي الأخير طلبت من نجم الدين أن يلتقي بها في حضانة المروج الباسمة مساء الغد ، فهي تود البوح له بكل مكنوناتها .
الجارة أمل أعدت العشاء لأهل بيت أم حسام ، غلفته في أكياس ألمونيوم ، خرجت في الطريق إلى بيت أم حسام ، فاستوقفها موسى صديق يونس ، يحاول العبث بكرامتها ، فنهرته ، إلا أنه لم يتوقف ، قام بلمسها من جسدها ، فألقت بالطعام واعتركت معه ، فاستمر في الاشتباك معها ، ومن سوء حظها أن يمر أصدقائه من نفس الطريق ويرون الموقف ، فيهبوا مسرعين إلى صديقهم لنجدته ، أوسعوها ضربا ، واركلوها بالأقدام ، وأردوها طريحة على الأرض لا حراك لها .


،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس