منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 05-01-2007   #3
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 


حياة السجن لم تكن مريرة مثلما تخيلها سعيد ، فصحبة الشيخ أنور تزيح الكدر وتمحو كل أدران الضيق والضياع ، هو رجلٌ فاضل ، محافظٌ على أداء الصلوات والسنن ، لا يترك الفضائل والمحاسن ، ويسمو بالنفس لتصل لدرجة النزاهة والطهر ، يصلي بهم إماما ، وهو محدثهم وفقيههم داخل السجن ، فبعد صلاة الفجر يحضهم على قراءة القرآن ، وبعد صلاة العصر يقرأ لهم في كتب التفسير وقد بدأ بتفسير المنار ، وبعد صلاة العشاء يتدارس معهم الفقه والأحكام الشرعية ، لا يترك فرصة إلا واستغلها في نشر الخير والصلاح ، ولله الحمد فسعيد الآن يجيد ترتيل القرآن وتجويده ، ويعلم الكثير من أمور الدين ، بل أنه بدأ يرتقي بفكره وطموحه ، إلا أن مريم بدأت تشعل الحنين في جوفه من الرغم أنه كان ولا يزال عاشقا لخلود .

اليوم يقوم سمير بدورٍ عظيم ، فلقد رافق الصبي البائس إلى مدرسته الابتدائية ، وأصرَّ على مقابلة الأخصائية الاجتماعية ، فأتته ترفلُ في ثوب الغنج والدلال ، قوامٌ فتّان وعودٌ نحيلٌ قصير ، خدودٌ مُكتَنِزة ، شفاهٌ ناعمةٌ رقيقة ، لا تبدو عليها الحشمة والحياء ، ملابسها مخلة بالأخلاق ، وجهها قد صرخ من كثرة الأصباغ والألوان ، العطر الفرنسي يضج من مسيرة يومين ، وسمير لا يقوَ على رفع رأسه من على الأرض ، بادرته بالتحية والسلام ، وقد أحضرت له كوبا من الشاي ، سألته عن سبب مجيئه وإلحاحه على مقابلتها ، فأخبرها أنه لم يأتِ إلا ليطمئن على حال ذلك الصبي المطرق في جلباب الشرود والهم ، البائع للبسمة بكل نزف مشاعره وحنين وجده ، فأخبرته بأنه طفلٌ يتيم الأم ، ماتت يوم ولادته مباشرةً ، ولم يكن له أخٌ من أمه ، وقد تزوج أبوه بفتاةٍ صبية ورحل لبلدٍ بعيد ، وترك طفله هنا يعيش مع جدته المقعدة .
بدأت علاقة الصفاء تعود من جديد بين خلود ومريم ، فلقد أحست مريم بصدق مشاعر خلود وأنها حقا نادمه على فعلتها ، وبدأت تكشف لها الكثير من خبايا الزواج الأخير بينها وبين خلود ، وكيف أن المصلحة اقتضت أن يقترنا ببعض ، وكيف يبيع الإنسان ضميره من أجل مادةٍ رخيصة لا تسمن ولا تغني من جوع ، هنا بدأ طيف الخيال يراود مريم ، وأخذت تسترجع ذكريات سمير وهو يحمل الزهور كل صباحٍ في يديه ، وهي تحمل الورود له ، وكيف كان يسهر الليالي في صنع هديةٍ فريدة ، فهو لا يجيد الخياطة ، إلا أنه صنع قماشا صغيرا ، وزخرفه بخيوط صفراء كلون الأصيل ، وكأنه يقول لها أنتِ شمسي التي لا تغيب ، زفرت زفرات الوله والشوق ، ونادت بخلود أن تصاحبها إلى بيت المعلمة سلمى من أجل متابعة موضوع المدرسة الخيرية ومعرفة أبعادها وتفاصيلها .

،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس