06-04-2007
|
#1
|
|
|
من مواضيعي |
|
|
درس1
قبل الخوض في القصص واشهر كتابها و ما يخص القصة أحببت أن أعرفكم بعناصر القصة
وكيفية صياغتها ولذلك لابد على كل قاص أن يعرف القصة وعناصر...
القصــــــة:
إن القصة تأخذ أكثر من تعريف ولكن سوف أختصرها في أنها :عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيهاوعرضما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غايةمعينة.
عناصر القصة:
- الحدث:
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها ، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسقلتغدو قريبة من الواقع والحدث كلما كان جميلا مصاغ صياغة قوية وتحرك الحدث مقنع كانت القصة قوية.
-الحبكة:
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها وقد يصح لنا القول بأن الحبكة وطريقة السرد كلما ارتقت كلما ارتقى العمل القصصي يعتمد ذلك على إبداع القاص.
- البيئتان الزمانية والمكانية
- الشخصيات
- العقدة والحل:
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل وقد يصح لنا القول بأنها ذروة الأحداث وقمتها ولا يشترط بأن تكون الحبكة في مكان معين.
سوف نأخذ مثال تطبيقي:
وأرجو أن تسلم لي الحلول يوم الثلاثاء كآخر موعد ، اقرأ هذه القصة وحلل عناصرها والفكرة العامة منها وفي أي موضوع تندرج.
قصة قصيرة:
يصمت عن ثرثرته , ويغلق قلمه عندها شعرت بحرية , وأيقنت أن المحاضرة انتهت ... أنصرف من القاعة على أمل أن لا أراها مرة أخرى ... أهرب من كليتي كالجبان ... أتسلق أوهامي الحمقاء ..تمنيت أني لم أستعمل الغش في مرحلة الثانوية لأدخل في متاهات الكلية ...
أدخل غرفتي ... الغرفة تلعنني .. نبدأ بالتقاذف كل بطريقته ... أنا بالسب وهي بالغبار ... أملأ حقيبتي بالملابس ... أغلق الباب بعنف ... أرواح شيطانية تنذرني بنسيان شيء ... أرجع إليها بإرتعاشة تهزني ... أغرس عيني في كل جزء من الغرفة ... كتب وأوراق تتراقص داخلها ... عنوان يشدني .. أصرخ بقوة لا لا سأتركه هنا لا أريد كتبا ... صمتُ ثم صرخت بقوة نعم تذكرت... أقترب من المرآة ... أرى شخصا بها يشبهني إلى درجة أني سألته من يكون ؟ ولكنه ظل يكرر ما أقوله عندها عرفت أنها صورتي ... ألعنها بعدما لعنت الغرفة ونفسي ... أنظر إلى الغرفة بغضب ... شعرت أنها تسخر مني لأنها متأكدة أنني عما قريب سأرجع إليها.. أحمل حقيبتي ,وأ رحل مع المسافات ..
الانتظار عـلى الشـارع صفــقة رابحة للـبؤساء ... العرق يخرج من جســدي دون حياء ... أمسـح بإزاري الـعرق , وألعن ... فجأة تكـسي يـقـف على الرصيف ... أركب بسرعة وكأنني ولدت من جديد ... ثرثرة نساء خلفي وضحكات تدفعني إلى الالتفات ... يصمتن بخجل ... لم أستـطـع سحب عيـني عـنهن إلا بعدما ضحـكن مـني ... أرجع لأراقب الطريق محاولا أن ألتهمه ... إنه طـويل ، ومـمل ... كم تمنيت حينها أن تخرج حورية من الشارع , وتوقفنا , وتأخذني إلى عالمها ...
أقـذف بنـفــسي داخـل القرية بـعدما ,ودعـت صاحب الـتكـسي بابتـسـامة حزينة ... أمر وسط حارتي السابحة بمستنقعاتها البلهاء ... رجال يثرثرون بشكل غريب ... أسترق السمع ... وكان مما سمعته أنها جميلة ... رآها الشايب سليّم قرب المقبرة ... كانت الكلمات غامضة ... أدخل البيت ... تخبرني أمي أن جنية ظهرت في القرية , وأن أهل القرية يبحثون عنها ليل نهار , ولكن لم يجدوها , وهي تظهر بين الحين والآخر ... أصغيت إلى ما قالته أمي باهتمام عنـدهــا راودنـي شـــعـور غـريـب.. يـحـاول تـمـزيـق أفـكـاري عـــن كـــل شـيء ... يجردها من ذاتها ... استردٌ أنفاسي الضائعة ... همست لنفسي ربما تكون فــرصـة جميلة لأثبـت لأهـل قريـتي بأننـي غير مجنون ... رميت حقيبتي , وأخذت جسدي المنهك معي ...
- يصيح جسدي في وجهي : أيها المجنون ألا تحس بما أحس به ؟
- أرد عليه والغضب يتطاير مني: لا تنعتني بالمجنون...هذه الكلمة سوف ترحل قريبا ثم إنك عليك أن تصمت وإلا جعلتك تتعذب في حياتك .
- يتمتم جسدي في خوف وتردد : ولكن ماذا سوف تستفيد إذا وجدتها ؟
- أجيبه بابتسامة عريضة : سأصنع تاريخا جديدا لي .
نقلب أفكارنا معا ... أبحث عنها في طرقات القرية ... أصرخ بكل قوة اخرجي ... أرجوك اخرجي ولكن دون جدوى ... يقبل الليل يسبح في كل مكان بطيش أعمى ... أكره الظلام .. ألعنه ...
في الصباح سمعت أن الجنية وجدت بالقرب من الفلج ولكن لم يستطع أحد اللحاق بها ... كان حافزا لي كي أستمر في البحث ... رغـم أن أهل الـقــريــة تركـوا البحـث عنـهـا ، وقـالوا إنـها أضـغـاث أحـــلام ... أبحــث عنها ... أفكاري أصبحت مشردة .. تائهة من التعب ... يسودهاالتمزق اللامحدود ... عما قريب سوف تعلن الهزيمة هي الأخرى ... عيناي تحاول أن تصطاد كتلة لحم متحركة ولكن دون جدوى ... فجأة لمحت طفلا صغيرا ابن ثلاث سنوات ...
- قلت لضميري في حيرة: ربما ابن الجنية ضاع منها فخرجت للبحث عنه.
- يرد عليّ ضميري باستهزاء: أيها الغبي ألا تستطيع أن تميز بين الإنس و الجن.
- ألفظ كلماتي بيأس: ولكنني سوف أتأكد.
أقترب منه ... أسأله هل أنت من الإنس أم من الجن ... لا يجيب ... قلت لنفسي ربما هو من الجن فالجن لا يتكلمون ... كان الطفل متسخا ويحمل في يده برتقالة ... يرتدي ملابس ملطــخة بالطـين ، وقد خرج من منخريه ( مخاط ) حاولت أركز عليه أكثر ... تحط ذبابة على المخاط ... يمد لسانه فوق فمه بحركة نصف دائرية .. يلتهم مخاطه ،وربما حتى الذبابة كوجبة سريــعة قبـــل الوجــبة الرئيســـية التي كان يحــملها ... عندها أيــقــنت أنــه ليس ابنها ... أرتمي في أحزاني ... الليل يقترب من المكان ... أتذكر كليتي .. أحتقرها .. أجلس ألفظ كلمات مبعثرة كالمجنون ... الليل يقترب من المكان ... يقترب بشدة ... يحاول بسط ذراعيه لنهرب عنه ... بقى لي يوم واحد ... يجب أن أجدها هذا ما قلته لضميري .
سراب يتراقص أمام تخيلات حمقاء ... نساء يثرثرن في الطريق ... أحاول أن أهرب منهن .. يوقفنني ... يطرحن عليّ أسألتهن المعتادة ... كيف صور ؟ كيف الكلية ؟ بعدك ما خلصت ؟ وعلامات استفهام أخرى ...
أجيــب على بـعضــها وأترك الباقــي ليجــبن علــيها بأنفـسهن ... أترقب جنية تمر من هنا أو من هناك ... تحطمات أنفاسي تجرعني الحزن المميت ... تكفي لأن تقتلني ، ولكن لن أيأس سأبحث عنها حتى الموت هذا ما كنت أثرثر به ... أمتطي آهات الجبان الخجول ... جدائل الموت تشنقني ... لماذا خلقت تعيسا ؟ولماذا الضباب يلتف حول عيني ؟
أسير وأسير ، أصادف ولدا ابن الأحد عشر ربيعا يقود دراجة هوائية وشعر رأسه يدل على أن عش غراب سكن فيه ذات يوم ...يلفظ كلماته بشكل موسيقي ( يخرب بيتك يا وطفى )
- سألته هل تبحث عن جنية ؟
- فأجابني في عجالة من أمره : نعم .. نعم .
و أخذ يقول ( يخرب بيتك يا وطفى ) و يكررها ... عندها عرفت أن اسم الجنية وطفى ...
أنادي بين طرقات الحارة يا وطفى , يا وطفى ... وأهل القرية ينعتونني بالمجنون كـعادتهم لأنهم لا يفهمونني ... يحل الظلام ... أرجع الى البيت ... أستعد إلى الرحيل ... أفتح الحقيبة ... أكوام الملابس تندفع بقوة منها ... رأتها أمي ...
- فقالت : لماذا لم تخبرني أن عندك ملابس تحتاج إلى غسيل ؟
- أجيبها : لا بأس أنا متعود أن أغسلهن في الكلية ، فالكلية تتكفل بغسل ملابس الطلاب.
أدخل ما كينة الحلاقة وفي قرارة نفسي أقول : لا بأس يا أمي تعودت أن ألبس ملابس وسخة يشمئز منها زملائي والدكتور ...
أحمل حقيبتي ، وأرتحل وفي نفسي سؤال تتكرر.. كلماته الممزقة ... ولكن طول الطريق كانت تكرره ... أدخل غرفتي ... الغرفة تبتسم باحتقار ... أدخل كالجبان .. أرتمي في الفراش .. أجمع كلمات سؤالي بألم و أصرخ بقوة أين ذهبت ؟
الشقاء ناموس ينذرني بكارثة تحل عليّ ... أصوات تتزاحم بين طرقات قريتي ... تزمجر بين جدرانها المتهشمة ... تبحث عن منفذ للعبور إلى سمائها الجوفاء ... صار هذا السؤال علامة تدل عليّ ... أفواه أهلي ، وثرثرة الناس في القرية تزيد أحزاني ... سمعت من بعضهم يقول مرة وهو يشير إليّ بأصبعه : هذا هو الجني المعروف بـ( وطفى ) و آخر يخرج كلماته بصعوبة من بين أسنانه المملوءة تبغا ( هذا ما ثاحي ... أحثن يثلوه مثتثفى ابن ثينا )
ونساء القرية كبرن وقلن : حاشا لله ما هذا بعاقل .
وأنا ما زلت أترنح بخطواتي .. أرصد ظلها ... و أضرخ بكل قوة أين ذهبت ؟ أين ذهبت ؟...
 |
|
|
|