منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - ** ابن خالتها نقل إليها الإيدز ***قصة للعبرة فهل من معتبر ؟؟؟**
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 16-04-2006   #2
 
الصورة الرمزية روعة








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : روعة بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :روعة غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 



ولكن يبدو أن " ف " الفتاة الشابة, والتي كانت تمتليء مرحاً وحيوية في الماضي " بشهادة إخوتها " والتي كانت تقبل على الحياة باندفاع فرحاً , والتي كانت موعودة بمستقبل عملي مشرق , والتي كنت على موعد للقاء معها في اليوم التالي قد كانت على موعد مسبق مع غيري ..




حضرت إلى المستشفى .. وطرقت باب غرفتها .. ولكن أحداً لم يجب .. تذكرت أنها لا تقوى على الكلام .. فتحت الباب ..


ودخلت .. ولكن سريرها الأبيض كان فارغاً ومتوشحاً بالسواد ..


وقفت مشدوهة للحظة .. لم أدر ِ هل توشح سريرها بالسواد حزناً على فراقها .. أم أنه الحزن الذي سمرني مكاني دون حراك ..


أنتابني شعور خانق بأن القدر قد سبقني إلي جسدها النحيل ..

وروحها المسكونة بالأمل ..


صمت رهيب ملأ المكان .. حتى شعرت بنبض قلبها الذي ربما هو يدق في جوارحي من البارحة ..



فجأة .. توقف النبض .. فانتبهت ..


استرجعت نفسي .. تنهدت بعنف ..وقلت بصوت عال ٍ : لا ... ربما لم تمت .. كيف ؟ .. لقد تواعدنا على اللقاء ..



همست لنفسي : استغفر الله العظيم ..


استدرت بسرعة ..وتوجهت إلى " كاونتر " الممرضات على الفور..


سألت الممرضة أين " ف " ؟


وقبل أن تجيب على سؤالي: كانت عشرات الإجابات الصامتة تهمس في روحي : لقد نقلناها إلى غرفة أخرى .. أخذتها الممرضة لتستحم . في دورة المياه .. في غرفة الأشعة .. وفجأة قاطعني صوت الممرضة تسألني :




هل أنت قريبتها؟


كأنما كانت الممرضة في بلد بعيد .. وكأنما هبطت لتوي أمامها من اللا مكان .. ومن فراغ سحيق ... وكأنما سؤالها يهز كتفي ليوقظني من سبات عميق ..



قلت لها " هاه .. أنا .. ؟؟ لا لا .. أنا صديقتها نور "..



فقالت : منذ أن حضرت " ف " إلينا .. لم تتكلم أبداً .. اليوم فقط .. سألت عنك في الصباح كثيراً .. وطلبت منا أن نتصل بك أن كنا نعرف رقم هاتفك .. كانت تريد أن تراك بشدة .. اعتذرنا لها لأننا لا نعرف طريقة للاتصال بك وأنك لم تتركي رقم هاتفك عندنا بالأمس .. وقد طلبت منا أن نبلغك رسالة منها..


فقلت لها : ما هي ؟.

قالت : " تقول لك : أرجوك لا تخبري أمي !! " .. وأنك إذا جئت ولم تجديها .. فإنها تعتذر لأنها أخلفت موعدها معك !!


وأنها قد حاولت الاتصال بك لتقديم الموعد لأنها تشعر بأن بعد الظهر متأخر جداً !! " .


واليوم قبل الظهر ماتت !!


لم أسمع من كل حواري مع الممرضة سوى هذه الكلمة " ماتت " .. توقف كل شيء .. لم أبك كما بكيت لحظتها ..لم أحزن كما حزنت على رحيلها .. لم أحرص على موعد .. كما حرصت على موعدي معها .. لكنها اعتذرت .. لم ترحل في صمت .. تكلمت قبل رحيلها الأخير .. لم تنشأ أن تشوه حزن أمها عليها .. لم ترد لهذا الفيروس اللعين أن يغتال طهارة بكائها على فلذة كبدها .. وسندها .. وعائلها في هذه الحياة ..


لم ترد جرح كبريائها الذي عاش مفتخراً بتربية ابنتها التي كانت تراها بمائة رجل .. وبألف أمل .. وبمليون رجاء في أن تعود ..


" ماتت " .. ولم ترد أن تدنس كبرياء حزن أمها التي لم يحن هامتها الزمن المر بـ " خطيئة " .. بفاجعة دنست جسد ابنتها الطاهر بماء خطأ .. بماء غير شرعي ..


ماء خلقه الله ليهب الحياة .. فوهب ابنتها الموت ...


" ماتت " .. وأرادت لقلب أمها المكلوم أن يأخذ فيها عزاءً طاهراً .. في عالم لا عزاء فيه للخاطئات .. ولا كفن يستر الخطيئة ..


"ماتت " .. قبل أن تخبرني بكل ما في نفسها .. ماذا كانت تريد أن تقول لي ... اعتذار للحياة ؟!! أعتذار لروحها؟!! أعتذار لكل شيء ؟!!

أم ماذا ..؟! سؤال لن أجد له أجابة أبداً..



أعدك يا " ف " ..بأنني سأحزن لك دائماً .. وسأدعو لك دائماً بأن يغفر الله لك .. وأن يكون ما أصابك في الدنيا قد طهر جسدك الغض .. لتكون روحك طاهرة في الآخرة .. وحرة من الذنب ..


أعدك يا " ف " بأن يكون لقائي القصير معك .. رسالة لكل فتاة تسلم روحها لشيطان .. وجسدها للذئاب ..


أعدك يا " ف " .. أنني لن أخبر أمك ..



نساء الزمن المر



بألم : نور محمود


مجلة رؤى العدد الأول









منقوووووووول

 




صوتُ عقربٌ السَاعة وهو ينتقل بِطء

يَكاد يخنقُ آخر زخات الأملِ ...

فيحُيلها رماداً وسَط دوامَة من الانتظار ....!

ولكن ربما !!

كان هَذا من رِفقِ الأقََدار....

روعة غير متصل   رد مع اقتباس