فتحت كتابي وأخذت أقلب أوراقي
فأدهشني صوت المحكمة بل تلك المطرقة
وها هي أم تدخل ودمعاتها تزفها
قيل كانت نحيلة ولكن من زمن لم أراها
ها هي مساكة بطنها كم يوم لم تأكل
لا أعلم ... وجهها اكرهه منع الحياة عني
هل ستنطق أم أنها ستقف دونما حراك
أرى ترددها ... واسمع صمتها ...
بالأمس وقفت على قارعة محكمتك
أتيتك طالبا نصحا لم اطلب حكما "
أخيرا نطقت نظر القاضي لها وكأنه ينظر إلى لوحة
صاغها احد المتسولين طالبا للقمة العيش
ردت بقوة هذه المرة لم تترك مجالا لحديثي
"أجل سيدي فمطرقتك سرقت كل حواسي
لم ترى الأمور نِصاب عينها
طرقتَ وكنت طفلا يلهو بمطرقته
أهداه إياه والده حين احتفل بميلاده الأول"
مازال القاضي ماسكا نفسه ... مازال الخوف يعتلي وجهها
لربما قلبها أيضا ولكن غرورها أبى إلا إن تواصل
تعلم قد يهلكها ولكن لا تقوى على مفارقة حبها
فأكملت بصوت مجلجل يثير النفس بكاءا إن كنت مِن مْن يبكون
بتُ أنا المجرم وأنا الشاهد وأنا المقتول
سيدي القاضي لا تكن كطفل ٍ
أخذت بعدها نفسا لعل صوتها قد بُح
شاركتها وجداني لانها هزتني
ثم أكملت ودموعها على خديها
يغسل ما اعتلى وجهها من غبار
ام انك لم تفهم بعد كيف يخفق قلبي
سأدنو منك كدنو الطفلة من ابيها
بل سأسطر لك كسطر الام لابنها
أيعقل أن يجهض ما في الرحم من حياة
فاستمع فانا مجرم على كل حال
سأقف أينما أقف على محكمتك
حسبتها لعبة أو لعلها شراب
فدخل طفل حالم كان كباق البشر
في جعبته بعض الأحلام الوردية
وما هي إلا مطرقة فرقت بين أم وابنها
أغلقتُ الكتاب فلقد أغلق أنفاسي