السلام عليكم ورحمة الله
لاشك أن الاعتذار هو أمر لابد منه، لأن الحياة ليست خاليه من المشاكل والمنغصات
التي قد يكون سببها أي شخص، فأي زوجين عرضة للزلل وهذا أمر طبيعي تماماً،
ما من مخلوق منزه عن الأخطاء. فمابالك بالزوجين اللذان يقضيان أغلب وقتهما معاً.
فلولا الخطأ لما احتجنا إلى الاعتذار، ولولا الاعتذار لامتلاْت الانفس بالجفاء والبغض
والزعل. فالزعل موجود لا محاله، والاعتذار موجود لإزالة شوائب الزعل.
من وجهة نظري، أعتقد أن الاعتذار لايعتبر إهانه ولا يقلل من شأن الزوج،
بل على العكس الاعتذار هو وسيله لإعادة المياه إلى مجاريها. والرجل الذي يعتذر
نتيجة خطأ صدر منه يعتبر رجل مسؤول يحاسب على تصرفاته، وفي نفس الوقت
يحترم مشاعر الناس وعلى رأسهم زوجته التي هي ام أبناءه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)
هنا يجزم حبيبنا محمد أن الناس كلهم عرضه للخطأ من غير استثناء وقد يحدث وأن
يقصروا في واجباتهم مع خالقهم ويرتكبوا الخطأ. ولكن الرسول أيضاً مدح وأثنى
على هؤلاء الذين يتعلمون من أخطائهم فيتوبوا منها ويتجنبوها.
فما بالك بالعباد، لاشك أن تعاملتاهم مع بعض لاتخلو من التقصير والتجاوز،
كذلك الحال بالنسبه لأي زوجين. ومن هنا كان الاعتذار سبباً في صفاء القلوب.
أرى أن الزوجان المتحابان لايمكن وان يتعالى أحدهما على الآخر سواء المرأة أم الرجل
فيمنعه غروره من الاعتذار، لأن الاعتذار هو نابع من الحب ودافع للتقرب.
فالزوج الواعي والمدرك لايربط بين عزة النفس والاعتذار، ولا يجعل من الاعتذار حجر
عثره بينه وبين شريكة حياته، لأنه يدرك في قرارة نفسه أن ترفّعه عن الاعتذار
يخلق بينه وبين زوجته حواجز بالتالي لن يستطيعا التفاهم و التواصل بشفافيه،
وكل ذلك على أمر لايستحق وهو إعراضه عن الاعتذار.
أما بالنسبه لكيفية الاعتذار، فأعتقد أن كل رجل وأسلوبه، فالبعض يقولها،
والبعض يهدي زوجته هديه تعبر عن أسفه، وكل هذه الأشياء تؤدي نفس الغرض،
ولا أعتقد أن الزوجه ستجبر زوجها أن يردد كلمة "أنا آسف".
لأن الهدف الأساسي من الاعتذار بشتى أنواعه
هو إرضاء الطرف الآخر وعدم تكرار الخطأ.
وتشكر يا أخي العزيز الفارس البلوشي على هالطرح المميز .
 |
|