أطول ليلة صيف
بدأت ليتي كالمعتاد بمطالعة المقالات
ومراجعة بعض الأوراق المتراكمة التي كان من واجبي إتمامها في ذلك الحين ...
شعرت ببعض التعب الذي تلاه شعور بالنعاس .. لكنني حاولت مقاومته لكي أتم ما بدأت ..
كانت الساعة تشير آنذاك إلى منتصف الليل
" الحمد لله أوشكت على الإنتهاء لم يتبق سوى القليل "
قلت ذلك لأنني أمقت السهر لوقت متأخر من الليل
لطالما كرهته وسأظل كذلك
لكن الغريب في الأمر أنني مستعجلة بشدة لإكمال المراجعة
لكي أتمكن من الإستلقاء على فراشي بكل راحة وإطمئنان
ظانة أنه سيداهمني من أول غمضة لكنه أبى "هل قاطعني هو الآخر أم ماذا؟؟"
استغربت كثيرا .. أمر ليس بالمنطقي ..
المعلوم أنه بعد التعب والإجهاد تأتي الراحة
وتسلم النفس لفاطرها جل وعلا ...
وجدتني أتقلب يمنة ويسرة محاولة أن أريح فكري وجسدي
لكن دون جدوى أبى أن يكحل عيني ..
قمت من فراشي .. توجهت إلى البهو وبعدها إلى الصالة
فتحت إحدى نوافذها بحذر لكي لا أزعج أحدهم ..
نظرت بعيدا وأخذت أتأمل سماء تلك الليلة
لربما طريقة حساب النجوم
تعيد لي ما أضعته من وقت نومي ..
كانت أول ليلة ألامس فيها معنى السهر
وكانت أول ليلة أناقش فيها سكون الليل وأسمع فيها ردود صدى صمته
كنت أجهله بشدة
نسيت شيئا إسمه النوم وأنا أبادله أطراف الحديث
قلت: " لا ... يجب أن أرتاح لأتمكن من النهوض مبكرا سيقهرني تعبي
إذا استسلمت لسحره "
وفعلت .. أغلقت النافذة ورجعت إلى غرفتي وكلي شوق لأكتشف طعم نوم هذه الليلة التي طالت علي بشكل غريب
وأنا أحاول الإستلقاء مجددا رجعت لأتقلب يمنة ويسرة دون أي جديد يذكر
... فجأة ودون أن أنتبه لمرور الوقت
سمعت مناديا ينادي أن " الله أكبر .. الله أكبر.. "
ظننت أنني أهذي من شدة إرهاقي لكنني اكتشفت في آخر المطاف
أنه هو..
صوته الذي يتردد على مسامعي
أجل آذان صلاة الفجر
لأدرك أنه لم يغمض لي جفن طوال تلك الليلة
التي تعتبر أطول ليلة صيف قضيتها بحياتي
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحم جدي وأسكنه فسيح جنانك |
التعديل الأخير تم بواسطة هدى ; 09-07-2007 الساعة 10:04 PM.
|