ولكن السؤال الذي يطرح هو: من أين يستمد الأخ سلطته أو بالأحرى "ديكتاتوريته" ؟
أكيد أن التنشئة الاجتماعية تلعب دورا أساسيا في ذلك.
نعلم جميعا أن مجتماعتنا العربية هي بالدرجة الأولى مجتماعات رجالية. بعنى أن السلطة بيد الرجل والكل يخضع لهذه السلطة.
تنتقل السلطة من الأب إلى الإبن، ويعتبر هذا الأخير هو "النائب الأول" للأب.
من جهة أخرى يفضل الإبن "الذكر" على البنت "الأنثى" حتى من قبل الأم لاعتبارات اجتماعية معينة.
وكما تفضلتم به في مداخلاتكم السابقة، فمهما كان الولد صايع، ضايع لا منفعة له ولا يصلح لشيئ، إلاّ أن مكانته في الأسرة لا تزعزع.
هذه الديكتاتورية الموقعة والمعتمدة من قبل العرف الاجتماعي تمنحه صلاحية استعراض رجولته "المفقودة" على الأخت حتى ولو كانت أكبر منه سنا وأكثر ثقافة وتربية وقد تكون قيمته بالنسبة لها لا تعدل حتى ظفرا في أحد أصابعها.
فهو يتدخل في خصوصياتها ويضربها ويأمرها ولا يجد من يردعه.
إذن، يجب أن نبدأ بتغيير الذهنيات أولا.
|