عدنا من بعيد...
أشكر إخواني الأعضاء على إثرائهم لهذا الموضوع الهام،
صحيح أن مشاركة أفراد الأسرة الواحدة في عملية تنويع مصادر الدخل قد تعيد بعض التوازن إلى الميزانية العائلية خاصة في العائلات الكبيرة والتي يجيد بعض أفرادها الحرف اليدوية، كما أن بعض المهن الحرة تؤتي أكلها في كثير من الأحيان، ولكن كما أسلفنا أن هذا ليس متاحا للجميع وليس في إمكان الجميع، ويجب أن نشير أن أغلب هذه المهن (الحرة) لا تتوفر على "التأمين الاجتماعي" وهي خارجة عن رقابة الدولة ولا تستفيد منها لأن مزاوليها -بكل بساطة - لا يدفعون الضرائب.
ولازلت أرى أن كل ذلك يدخل في إطار "الحلول الترقيعية" وممارسة سياسة الهروب من الواقع، لأن عدم كفاية الراتب يعني أن هناك خللا ما ؟
لقد تجاهلنا الشق الثاني من معادلة الموضوع المطروح للنقاش والمتمثل في أحقية المواطن بالمطالبة بزيادة الأجور واتهمناه بطريقة غير مباشرة بالكسل والخمول وأنه كالمرأة الأنانة التي لا تعرف إلاّ الشكوى ؟
وأن أتخيل الأخ Comander، وهو يطل علينا في أحد البرامج التلفزيونية كي يشرح للمواطن الذي لايفهم "التحولات الاقتصادية التي يعرفها العالم في الوقت الراهن"، أقول يشرح له أسباب عدم إمكانية رفع الرواتب ومبررات زيادة السلع في الأسواق المحلية، قائلا : " طبعا هذا نتيجة ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية بسبب ارتفاع أدوات الانتاج خاصة أسعار المحروقات، هشاشة إقتصادياتنا ، ارتفاع النفقات العمو مية، هذه إملاءات المؤسسات البنكية العالمية، الشراكة متعددة الأطراف، متطلبات إقتصاد "البازار" عفوا اقتصاد السوق، شروط الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، وحتى نتجنب زيادة التضخم وغيرها ..." من القائمة الطويلة العريضة.
على العموم من حق المواطن المطالبة براتب معقول يكفل له "حياة كريمة"، وإن أراد غير ذلك حينها نقول له نوّع مصادر دخلك.
أخي Comander، لقد كشفتك الكاميرا الخفية التي نصبتها لك في كل مكان، أنك لست كما تحاول أن توهمنا، بذلك الانسان البسيط الذي لا يملك سوى راحلته التي يظل هائما بها في الصحارى بحثا عن متعة "إتقان والتلذذ بفن العزلة" بل أنت في حقيقة الأمر تخبئ كنوز قارون في تلك الصحارى، لك في "نجد" مئات الهكتارات من حقول النخيل تنتج لك تمورا عالية الجودة موجهة خصيصا للتصدير، تملك مركبا سياحيا بـ"صلالة الشامخة"، ولديك زوارق صيد تؤجرها للغلابى على الساحل، كما أنك تخبئ سيارتك الفاخرة ذات الصنع الألماني في مستودع قصرك بالعاصمة، و تظهر للجميع على أنك غلبان لا يستطيع التسوق حتى "يستلف سيكل ولد الجيران".
هيا اعترف يا Comander أليست "هذه هي السالفة يا طويل العمر" ؟
المواطن الغلبان ينتظر منك "رد الاعتبار" ونترك هذا الأمر لـ "سلطتك التقديرية".
|