14-01-2008
|
#14
|
الطير المغرد
|
|
من مواضيعي |
|
|
السلام عليكم جميعا، عدنا من جديد.. أود أن أعتذر لإخواني أعضاء المنتدى على بطئي أحيانا في الإجابة على أسئلتهم والسبب يرجع إلى بعض المشاكل التقنية التي أعانيها على النت إضافة إلى التزاماتي المهنية وأشكرهم على تفهمهم.
مرحبا مرة أخرى يا "بيسان"..
قبل أن أجيبك يا أختي عن سؤالك، سأعود قليلا إلى موضوع "الأسلوب".
حينما تهمين يا "بيسان" بتحرير أي إنتاج فكري، ينبغي عليك أن تضعي في حسبانك أنك تتوجهين بذلك الانتاج الفكري إلى ثلاث مستويات من الناس: من هم أعلى منك مستوى ورتبة، من هم في نفس مستواك ومن هم أدنى منك مستوى. كل هذه المستويات الثلاث مجتمعة يجب أن تفهم محتوى الرسالة التي ينبغي أن تصل إليهم بالشكل الصحيح. وهذه الغاية لن تستطيعي إدراكها بالأسلوب الأكاديمي بالغ التعقيد، بل بأسلوب سهل، مرن، ممتع، جذاب يجعل القارئ يشعر كأن الكلمات تنساب بين شفاه القلم مثل قطرات الماء العذب التي تروي الزروع وتبلل الزهور والطيور ولا تهلكها. وعلى العموم ينبغي دائما التحلي بالعفوية والبساطة لأن عظمة الشخص يا "بيسان" تكمن في "بساطته". من جهة أخرى عليك إختيار الكلمات (التي نختبئ وراء ستارها أحيانا – على رأي درة الإيمان -)، لأن لها وقع خاص في نفسية القارئ وسأضرب لك مثلا عن مقدمة الأحوال الجوية المتلفزة، فهناك فرق حينما تستعمل على سبيل المثال عبارة "ستموتون بردا هذا الشتاء"، وحينما تستعمل عبارة "سنموت بردا هذا الشتاء" ففي العبارة الأولى هناك إيحاء أن الأمر لا يعنيها فتخلق بذلك حاجزا معنويا بينها وبين الجمهور، أما في العبارة الثانية فهناك إيحاء أن الأمر يعنيها وهي واحدة منهم وتستطيع بذلك أن تخلق نوعا من الوشائج العاطفية بينها وبين جمهورها وتمرر رسالتها بكل لباقة ويسر.
كما أن هناك طرقا لجذب انتباه القارء كأن تناديه باسمه كل مرة فحينما أقول لك من حين إلى آخر "يا بيسان" أقصد أن أجعل تركيزك على ما أقول وتحسين بذلك أنك أنت المقصودة بالموضوع. أما إذا أردتي أن تنتقدي أفكار شخص ما دون أن تشعريه بالإحراج، ينبغي أن يكون ذلك في قالب من الدعابة التي يكون مقدارها في الموضوع كـ "مقدار الملح في الطعام".
أما بخصوص سؤالك المتعلق "بالتعليم لديكم فالجزائر كدوله عربيه اسلاميه" هل يقومون بتدريسكم الدينالإسلامي في المدارس ؟ أم هنالك مدارس خاصه للدين ؟ أفهم من سؤال يا "بيسان" أن لديك ربما صورة غير صحيحة عن واقع التعليم الإسلامي في الجزائر.
بالتأكيد نحن دولة عربية إسلامية، والبرامج التربوية عندنا تحتوي على تدريس "مادة التربية الاسلامية" في كل المستويات التعليمية، كما لدينا العديد من المعاهد المتخصصة في الشريعة وأصول الدين ولدينا جامعة (جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة) وهي قطب ومنارة إسلامية في غاية الروعة وقد أشرف على إدارتها علماء أجلاء كـ الإمام الدكتور محمد الغزالي –رحمه الله-، كما مر عليها الدكتور يوسف القرضاوي وسعيد رمضان البوطي ، وهي تكوّن طلبة من البلدان العربية الشقيقة وافريقيا وبلدان العالم الاسلامي الأخرى.
ولا تزال عندنا الزوايا (الكتاتيب) تشّع أنوار الاسلام لكل طالب علم.
كل هياكل التعليم الإسلامي المذكورة آنفا تحت وصاية ورعاية وتمويل الدولة.
نحن يا "بيسان" مجتمع ذو طابع إسلامي قبل كل شيء والمدرسة الجزائرية عموما استطاعت أن تنجب إطارات كفئة في كل الاختصاصات، يكفي أن أقول لك أن فرنسا مثلا تفضل العمالة الجزائرية خاصة في مجال الطب والإعلام الآلي كما أن المهندسين الجزائريين المتخصصين في مجال الأشغال العمومية مطلوبون بكثرة من قبل بعض الدول العربية الشقيقة المجاورة، إضافة إلى الطيارين والمهندسين المختصين في البيتروكيماء والذين يشتغلون في الشركات العالمية، في الخليج أو في أوروبا. وهم كما أسلفت خريجوا المدرسة الجزائرية.
|
|
|