03-02-2008
|
#35
|
بَذرةُ جُنون..!
|
|
من مواضيعي |
|
|
::
::
اقتَربَ السَجينُ 999 , ذَاكَ السَجينُ الذي تَمنيتُ " يَوماً " أنْ أسمَعَ صَوتَه , وأنصِتُ لـِ سِره , ذَاكَ
السَجينُ الذي حَدَثَني المَعتوه عَنه , وعَن أسَاطيرِ جَرائِمه ..
ح ـذَرني مِنهُ .. كَما حَذرَ البَقية ..
لَكِن " لَم أصدِقهُ يَوماً " ..!
:
جَلسَ السَجينُ بـِ جَانِبي , نَظَر إليَّ بـِ انكِسَار ..
رأيتُ ذبولَ عَيني في عينه ..
وتِلكَ الهالاتُ السَوداء المُنحَفرةِ حَولها دَفعَتني لأهمُسَ لَه :
-999 .. مَا بِكَ ؟!
نَكَس رأسَهُ بـِ تَخاذل , أدخَل يَديه المُكتَنزتينِ باللحَم في جَيبِ سِرواله , أخرجَ صَورةً تَكَادُ أنْ تَحتَضِر
اختِناقاً ..
مَدَّ يَدهُ وأمسَكَ بـِ يَدي , وضَع الصورة فيِهَا ..
وقَعَ عَلى عَيني صُورةُ فَتاَةٍ في مُقتَبلِ العشرين ..
غَاية في الجَمالِ ..
أشَرتُ لَهُ بـِ إصبعي لأعرِفَ هَويتَها ..
أمسَكَ بـِ رأسِهِ , بَدأ يَشِدُ شعْرَهُ بـِ قوة , ويُحرِكُ شِفاهُ وكأنَهُ يَرغَب أن يَبوحَ بـِ شيءٍ !
حَاولتُ أن أهدأ مِن رَوعِه , لَكِنه بَدأ يَتقَلبُ أمَامي , امتلأت عَينه بَياضَاً كأنهُ يَحتَضِر .. انتَفضتُ
لـِ انتِفاضَتهِ المُربِكة ..
" لَمْ أشَاهِدُ هَذَا يَوماً " ..
احتَشَد الجَميعُ حَولَه , حَاولنَا أن نغيثَهُ ..
آخِر مَا لَفظَ بِهِ قَبْلَ أن يَرحَل إلى العَالمِ " الآخر " ..
-قَتلوا ابنَتي ..ورَموا بي في السَجن ِ ..!
:
فَاضت روحَهُ إلى السَماء حَيثُ سَكَنتْ ..
وبقتْ تِلكَ الصورةُ في جِيبي " تَبكي " ..
:
999 رَحلْ ..
فَهل 1000 سـَ يَزورَهُ " هُناك " ؟!
- قَريباً جِداً - ..!
|
|
|