أرهقتنا الحياة بتكاليفها، بتعقيداتها بقسوتها أحيانا..
كنا نحلم بحياة بسيطة هادئة هنية خالية من الضجيج..
نضع رؤوسنا على وسادة راحة البال وننام كعروس في خدرها..
دخلنا معترك الحياة صغارا، نخوض الصراعات والأهوال مرغمين..
كل يوم نتعلم في مدرسة الحياة ونستخلص العبر والدروس..
ليت الصبا يعود يوما، وتناديني جارتنا "خالتي فاطمة" الله يذكرها على خير:
يا "المْنوّر"، يا "الروجي"، هل حينما تكبر تبقى تلعب وتمرح وتأتي لتطل على خالتك وتشريلها "فولارة" (وشاح) ؟
راح هذاك الزمان بناسو..
نبكي أحيانا في صمت ولا أحد يحس بآهاتنا..
نلبس ثياب الشموخ ونحن أهش من الزجاج..
نزعم قوة التحمّل ونحن أضعف خلق الرحمان..
نلون مآسينا على جدران قلوبنا..
عزاؤنا في جراحنا، تعطينا القوة وتقذفنا مجددا في أمواج الحياة..
الحمد لله الذي رزقنا أرواحا طيبة وهدانا إلى طريق الحق..