ولاية الرستاق....
هي واحدة من ولايات الحجر الغربي بمنطقة جنوب الباطنة ، تتصل شرقاً بولاية العوابي ، ومن الغرب تجاورها ولاية عبري التابعة لمنطقة الظاهرة – وتجاورها كل من نيابة الجبل الأخضر وولايتا نزوى والحمراء التابعتان للمنطقة الداخلية – ومن الشمال ولاية المصنعة - وولاية السويق من الشمال الغربي .
عدد سكانها 63 ألف نسمه تقريباً ، يعيشون في 170 قرية وبلدة ، بها خمسة أودية رئيسية هي : وادي بني غافر ، بني عوف ، بني هني ، الحيملي ، ووادي السحتن .
وعلى الولاية تطل خمسة جبال هي : جبل الطلع – المارات – ضوى – جبل شمس (الجبل الأخضر) .
وكانت الرستاق عاصمة للدولة في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ، وفي عهد مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد . ففي هذه المدينة – الرستاق – كانت بداية حكم دولة اليعاربة في عمان ، حين تولى الإمام ناصر بن مرشد في عام 1624م متخذاً منها عاصمة لحكمه .
ومنها أيضاً إنطلق لتوحيد الأجزاء العمانية الأخرى والتي كانت متناثرة بين البرتغاليين من جانب والفرس من جانب آخر وبدأ حربه ضد المستعمرين محققاً إنتصارات واسعة .
إلا إن السنوات الأخيرة من عهد اليعاربة حملت شروراً عانت منها عمان ففي عام 1737م شهدت الرستاق صراعاً مريراً بين أفراد أسرة اليعاربة فيما بينهم من ناحية ومن خارج هذه الأسرة من ناحية أخرى ، حينها إستقوى احد المتنافسين بالقوى الإقليمية من خارج عمان لينتصر بهم على خصومه ، بمن فيهم أفراد إسرته فلجأ سيف بن سلطان بن سيف اليعربي إلى ملك الفرس – نادر شاه – طالباً عونه ، وهو الذي راى في هذا الطلب فرصة سانحه جاءته على طبق من ذهب ليحقق أطماعه الشخصية في السيطره على عمان .
ففي الوقت الذي كان سيف بن سلطان معتقداًَ بأن ملك الفرس يعمل لحسابه إدا بالأخير في حقيقة الأمر يعمل لحساب المناطق العمانية بما في ذلك مسقط ، لكن الرستاق بايعت حاكماً جديداً لعمان في عام 1744م كانت شهرته بأنه رجل السياسة والحرب في آن واحد ، هذا الحاكم هو الإمام أحمد بن سعيد الذي يمثل رأس الأسرة البوسعيدية التي لا تزال تحكم عمان حتى اليوم .
وقد تمكن الإمام أحمد بن سعيد من الإنتصار في الحرب التي شنها ضد المستعمرين الفرس ، وأعتقت عمان مره أخرى من الغزاة – كما يذكر للإمام أحمد إنه عمل على تنشيط التجارة وإزدهار المال وأقام توازناً بن عمان الساحل وبين عمان الداخل ونجح بذلك في تحقيق الأمن والإستقرار لبلاده .
وظلت مدينة الرستاق عاصمة لعمان حتى بعد وفاة احمد بن سعيد الذي تولى من بعده سعيد بن أحمد وقد حافظ عليها كعاصمة لعمان لفترة قبل إنتقاله إلى صحار .
وفي مقدمة المعالم الأثرية تأتي (قلعة الرستاق) والتي بنيت قبل الإسلام بأربعة قرون وهي تتكون من طابقين إضافة إلى الطابق الأرضي بها مساكن – مخازن للأسلحة – غرف إستقبال – بوابات – مسجد – سجون – آبار – مرافق آخرى .
وإذا كانت ولاية الرستاق عامرة بشواهد التاريخ ومعالمه الآثرية ، فهي تتميز أيضاً بعدد من المواقع السياحية الهامة ، أبرزها : عين الكسفه وهي عبارة عن عيون لمياه طبيعية تصل درجة حرارتها 45 درجة مئوية ثابتة ، تخرج منها المياه الساخنة في عدة جداول لسقاية البساتين ، وتشتهر مياه عين الكسفه بكونها علاجاً طبيعياً لأمراض الروماتيزم نظراً لطبيعتها "الكبريتية" . وكذلك علاجاً للأمراض الجلدية ، وتقع على مسافة كيلومتر من وسط الولاية . أما عين "الحويت" فهي تقع بوادي بني عوف وهي عبارة عن "نقع مائي" عرضه حوالي 60 سنتمتراً . والعين الثالثة في ولاية الرستاق هي عين "الخضراء" الواقعة بوادي السحتن وهي عبارة عن نقع مائي أيضاً تحيط بها الأشجار والنخيل . ورابع العيون هي عين "الزرقاء" بنيابة الحوقين إضافة إلى عدد من شلالات المياه بعضها في نيابة الحوقين والآخرى في وادي السحتن .
ويصل عدد الأفلاج بالولاية إلى حوالي 200 فلج أبرزها : الصايغي – الحمام – الطاعني – الكامل – التيار – قلج أبو ثعلب ، إلى جانب مجموعة من الكهوف التي تجري بها المياه وأهمها : كهف "السنقحة" ومن أهم السدود في الولاية سد "وادي الفرع" .
وفي ولاية الرستاق عدد من الحرف والصناعات والفنون التقليدية ، فمن الحرف : تربية النحل ، التبسيل ، الرعي ، تجديد البنادق . ومن الصناعات : صناعة الخناجر ، السعفيات ، وصناعة الحلويات . ومن الفنون : المثنية ، الرزحة ، العازي ، الهمبل ، الونه ، التيمينة ، التهلولة ، زفة الكيذا ، الدان دان ، وفن الحناء .
ومن فيض العطاء الذي تدفق على عمان عبر مسيرة الخير والتي يقودها جلالة السلطان قابوس المعظم ، حظيت ولاية الرستاق بنصيب وافر من الخدمات الأساسية التي تلبي إحتياجات مواطنيها ، وتساهم في رفع مستويات المعيشة هناك – كما في غيرها في أنحاء البلاد – فعلى صعيد الرعاية الصحية ، هناك ثلاثة مستشفيات وثلاثة مراكز صحية ، وكان مستشفى الرستاق الجديد أحدث الإنجازات في هذا المجال حيث تم إفتتاحه في عام 1994م وهو مستشفى ضخم تم تزويده باحدث التجهيزات الطبية ويتسع لحوالي 240 سرير ويضم أقساماً للحوادث والطوارئ وأمراض القلب والعلاج الطبيعي وغيرها من الأقسام ، وبلغت تكلفته 13 مليون ريال عماني ( حوالي 34 مليون دولار إمريكي ) . وفي مجال التعليم توجد 40 مدرسة للمراحل التعليمية المختلفة وللجنسين ، وكذلك كلية للمعلمات .
التعديل الأخير تم بواسطة COMANDER ; 25-06-2008 الساعة 02:09 AM.
|