فعلا أخي COMANDER سؤال يطرح نفسه بإلحاح:
إعلامنا العربي، أين ؟ وإلى أين ؟
في البداية أشير أنه في زمن العولمة أو الكونية أو الأمركة، أيا كانت التسمية فكلها مصطلحات تتقاطع فيما بينها، أصبح في هذا الفضاء الواحد تدفق المعلومات يتم بشكل رأسي (شاقولي) وفي هذه الوضعية نطلق عليها مصطلح "إعلام"، أي أن العملية تتم وفق اتجاه واحد من المصدر إلى الجمهور وبس. عكس مصطلح "إتصال" الذي ينبغي يتحقق وفق ما يزعم به أنصار العولمة الثقافية، في عملية "الإتصال" هذه، تكون العملية ثنائية الطرف أي متبادلة. هذا النموذج نسقطه على علاقة إعلامنا العربي بإعلام الأقوياء المتمثل في الإمبراطوريات الإعلامية والتي أضحت مؤسسة من مؤسسات النظام العالمي.
وفي الواقع لا تنقصنا الأموال ولا الموارد البشرية ولا حتى التقنيات التكنولوجية التي بأموالنا نستطيع اقتناءها والتدرب عليها ومن ثم استعمالها وخير دليل على ذلك هو نجاح بعض القنوات العربية ذات السيت العالمي - لا نذكرها حتى لا نقع في فخ الإشهار المجاني -،
الذي ينقصنا هو "Le savoir faire" أي "معرفة وإدراك كيف نفعل ؟ ماذا نريد ؟ وبأية استراتيجية ؟".
نحن دائما نعلق فشلنا ومآسينا وسوء تسييرنا على مشجب الآخرين، ونتقمص شخصية الرجل الضعيف المغلوب على أمره والذي لا حول له ولاقوة، يكتفي فقط باستهلاك إنتاجات الآخرين.
إعلامنا العربي عندما يتحلى بالإرادة الحقيقية (خاصة الإرادة السياسية) ويلم وحدة الصف لمواجهة التحديات المشتركة ويخطو خطوة شجاعة ويدرك الأهداف التي يصبو إليها والوسائل المنتجهة لتحقيق ذلك، حينها يستطيع أن يفعل شيئا للوقوف في وجه محاولات طمس هويتة العربية الإسلامية حتى ولو من باب –أضعف الإيمان-.