منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الرسائل عبر القنوات الفضائية والكلمات المنبوذة والغزل العلني؟؟؟؟؟؟
الموضوع
:
الرسائل عبر القنوات الفضائية والكلمات المنبوذة والغزل العلني؟؟؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
07-03-2008
#
29
الطير المغرد
مؤهلاتك بالحصن
عدد نقاط تميزك بالحصن
:
29897
المستوى :
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
الحالة :
!..
رسائلي ..!
ما أروع أن تعرف هدف وجودك في الحياة!
من مواضيعي
******>
0
قرآننا الكريم .. في قفص الإتهام ؟؟
0
لنرحب جميعا بـ "عروبتي "..
0
شهادة عائد من سلطنة عمان..
0
أرجوك غزة.. لا تعذرينا !!
0
دردشة للشباب فقط..
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 1
أهيب بالمستوى الرفيع الـ"
Top
"،
الذي وصل إليه النقاش..
تساؤلات مهمة تم طرحها، نلخصها في إشاكلية: "الإعلام العربي، واقع وآفاق.."
كنت أشرت في موضوع مشابه أن ثقافتنا الحالية هي تقريبا "ثقافة وسائل الإعلام"، وقلت أن هناك مبدأ في الإعلام يقول "إن حاجة الناس إلى المعلومات حول العالم الذي يحيط بهم، يجعلهم في حالة تبعية دائمة لأولئك الذين يرسلون الإعلام"، بمعنى أننا محتاجون إلى استهلاك الأخبار والمعلومات كاحتياجنا لاستهلاك الطعام، ولنتصور أننا ننقطع عن متابعة الأخبار مدة أسبوع واحد فقط، لنجد أنفسنا خارج الزمن ونحتاج لعملية "تحديث"، خاصة وأن الأخبار تتميز بكونها "سريعة الكساد" ففي هذه اللحظة لدينا خبر مهم وبعد لحظات يأتي خبر آخر أهم منه فيصبح الخبر الأول في طي النسيان، فالأخبار يجب أن تكون طازجة ويبدأ زمنها من اللحظة الآنية إلى التي تليها وهكذا دواليك، بالإضافة أن الأخبار والمعلومات تتميز أيضا بالتسارع المتلاحق.
احتياجنا المستمر إلى المعلومات يؤدي بنا إلى ما يسمى في سوسيولوجية الإعلام بـ "الأنماط المقولبة" أي نصبح مجرد "قوالب" تصب فينا هذه المعلومات ونصبح صورة طبق الأصل نحمل فكر وذهنية المرسلين، نتشبع بقيمهم ونقتنع بأفكارهم ونحلل وفق منظورهم وبذلك نصبح وسطاء وقنوات ناقلة لمنتجاتهم التي يقدمونها لنا أحيانا بالمجان ليس لسواد عيوننا، وإنما خدمة لاستراتجياتهم ومصالحهم، وبالتالي نصبح نسخة طبق الأصل ولكن غير أصلية لهم. فالإعلام هو "تجلٍ من تجليات الوعي الاجتماعي".
هذا الأمر يخص مختلف وسائل الإعلام والاتصال، وبما أن موضوعنا المطروح للنقاش يتركز حول الإعلام المرئي (القنوات الفضائية)، والتي تعتمد على الصورة، فسأعطي مثالا بسيطا عن مدى تأثير هذه الأخيرة (الصورة)،
لنفرض مثلا أن "ملاك" تشغل منصب
رئيس تحرير لنشرة إخبارية متلفزة، وبمناسبة حلول عيد الأضحى، تصدر أمرا بمهمة وتكلف الصحفي المحقق "
COMANDER
" (رجل ميدان/مكافح)، تكلفه بإنجاز ريبورتاج يبث بهذه المناسبة. طبعا الصحفي"القائد" يدرك جيدا عمله ويأخذ فرقته التقنية منذ الصباح الباكر وهو يضع في ذهنه أن هذا الموضوع الإعلامي هدفه "إبراز وإيصال رسالة للجمهور مفادها أن عيد الأضحى هو مظهر من مظاهر الفرحة وينبغي أن يتجلى في زمن لا يتعدى دقيقتين "، فيأمر المصورين بأخذ لقطات متعددة (وفق اللغة السنيمائية)، خاصة بالعيد، فيأخذ أكبر ممكن من القطات التي توحي بالفرحة (أناس يؤدون صلاة العيد في المساجد، أطفال بلباسهم الجديد يلعبون ويتباهون بأضحياتهم، أناس يقدمون التهاني لبعضهم البعض ..الخ) ويأخذ لقطة أو انثنين تخص تطبيق السنة النبوية الشريفة (عملية النحر)، عند الانتهاء من عملية التصوير تتم في طاولة (خلايا) التركيب عملية إعادة مشاهدة اللقطات ومن ثم القيام بعملية التركيب بجمع أكبر كم ممكن من صور الفرحة مع صورة واحدة عن عملية النحر، بهذه الطريقة المعنى العام لمشاهدة الريبورتاج، يترك انطباعا لدى المشاهد أن العيد يمثل فعلا مظهرا من مظاهر الفرحة. ولنتصور لو قمنا في عملية التركيب بالعكس، أي جمعنا صور عديدة عن النحر وسيلان الدم ولقطات قليلة عن الفرحة، هنا سنغيّر في أذهان المشاهد معنى العيد تماما، من مظهر من مظاهر الفرحة إلى مظهر من مظاهر العنف والدموية والخوف، لمجرد أننا
لعبنا بالصورة
.
الصورة عبارة عن رسالة ولها تأثير قوي على المتلقي، يكفي أن نقول أنه في فيلم ما يركز المخرج على لقطة البطل (مر خفيف بالكاميرا) وهو يفتح الثلاجة ليتناول مشروب كوكا كولا، في تلك اللحظة بالذات تخلق لدى المشاهد الرغبة في شرب مثلها، أبعاد وتأثيرات الصورة يدركها المتخصصون في "سيميولوجيا الصورة (علم الدلالة للصورة).
حينما نقارن، يجب أن نقارن بما هو جنيس ومتقارب، فلا يمكننا أن نقارن بين إعلام بلداننا العربية وبين أمريكا مثلا (الفرق شاسع)، من هذا المنطلق نشير أنه لحد الآن فيما يخص مفاوضات الـ "
GATT
" والتي تحولت إلى (
OMC
)، لم يتم بين أوروبا والـ
USA
الاتفاق على أمرين، الأول يخص المنتجات الزراعية أو ما يسمى بـ "حرب الهرمونات" (وهذا لا يهم موضوعنا)، والأمر الثاني فيخص "الإنتاج السعي-بصري"، لماذا هذا الإختلاف ؟
لأن الأمر يتعلق بمشكل "
الهوية
" والأمر يتعلق بـ"
تصدير نمط حياة
"، فالرئيس الفرنسي "ساركوزي" مثلا، لا يريد أن يرى شابا فرنسيا يرتدي الجينز على طريقة "كلينت استود" ولا يريد أن يرى نفس الشاب يدخن "المالبورو" على طريقة "جون واين"، ويطير فرحا حينما يشاهد أبناء وبنات بلده يقلدون "ألان دولان" و "بريجيت باردو".
حتى أوروبا تعاني مشكل الغزو الثقافي الأتي من أمريكا، علما أن 80 بالمائة من برامج القنوات الأوروبية ذات إنتاج أمريكي.
كيف واجهت أوروبا هذا الغزو الثقافي ؟
لجأت إلى "الإنتاج المشترك" (أوروبي/أوروبي)، فقامت أمريكا بتجاوز ذلك عن طريق توظيف ممثلين أوروبيين بأجور خيالية في إنتاج برامجها أو بانتقال شركات الإنتاج الأمريكية إلى إنجاز أعمالها في أوروبا بحد ذاتها.
دول جنوب شرق آسيا كانوا أكثر ذكاءا، حيث تيقنوا أنهم لن يستطيعوا مواجهة الـ
USA
في كل المجالات، فلجئوا إلى التخصص في مجال معين فمثلا اليابانيون تخصصوا في إنتاج الرسوم المتحركة واستطاعوا التفوق على "شركة ديزني" (ونتذكر جميعا من وقف وراء الضجة الكبيرة التي دارت حول رسوم "البوكي مون" وتورط فيها حتى علماء دين عرب بحسن نية ودون إدراك أبعاد واستراتجيات الآخرين الحقيقية)، والهند تخصصت في إنتاج الأفلام الاستعراضية.
أما فيما يخص المسلسلات المنتجة في أمريكا اللاتينية والتي يتم دبلجتها في استوديوهاتنا العربية، فيجب أن نعلم أنها من إنتاج شركات متعددة الجنسيات وهي شركات أمريكية أصلا.
في عالمنا العربي، عدا مصر صاحبة المدارس الفنية والسينمائية المتخصصة وشركتها الفنية المتمثلة في "مدينة الإنتاج الإعلامي"، والقفزة الجبارة التي خطتها سوريا خاصة في مجال الدراما التي أصبحت تنافس نظيرتها المصرية، لا نرى في بقية الأوطان العربية الأخرى زخما فنيا يرقى إلى التأثير رغم تلك الإنتاجات المحتشمة في دول الخليج أو دول المغرب والتي تنتج أحيانا خصيصا للدخول في المسابقات الجهوية والإقليمية.
إعلامنا العربي للأسف الشديد غير قادر على المواجهة وكما تطرقت "ملاك"، يكتفي فقط بتقليد الآخرين على منوال "
copier / coller
" أي "نسخ / لصق"، وإن استمر إعلامنا العربي على نفس المنوال فستكون حياتنا وحياة أجيالنا أشبه بسيرة الغراب الذي أراد أن يقلد الحمامة في مشيتها فنسي مشيته الأصلية أي ستطمس هويتنا ونستبدلها بأخرى نلبسها مرغمين لا نرتاح فيها لأنها بكل بساطة لا تصلح لنا وليست على مقاسنا.
إعلامنا العربي الموصوف بـ"الإعلام البروتوكولي" ومن خلال إنتاجه للرداءة وعدم مطابقته لمعايير الإنتاج الإعلامي الاحترافي (سلّم القيم الإخبارية)، وفي ظل غياب مذهب إعلامي واضح وقوانين خاصة بأخلاقيات المهنة، استطاع أن يقنع المواطن بعدم مصداقيته ويدفعه إلى البحث عن البديل ووجده في القنوات الخاصة المحلية والأجنبية فكما يقال "هرب من الحبس، طاح في بابو"، مما خلق فجوة عميقة في التناسق الاجتماعي وظهور صراع الأجيال بين جيل نشأ على مبادئ وقيم أصيلة وجيل جديد هو نتاج العولمة الثقافية، ينظر إلى الحياة من منظور مختلف.
هذا الإعلام العربي، لم يستطع حتى مواجهة والرد على التشويه المقصود الذي يلقاه من قبل الإعلام الغربي الذي لا يزال يصور العرب على أنهم رعاة إبل، رغم امتلاكهم لقصور فخمة فهم لا يرتاحون إلاّ في "خيامهم"، أناس شهوانيون، همهم بطونهم وقبلتهم النساء، لا تكفي الواحد منهم امرأة فيتزوجون بأربع بالإضافة إلى الجواري والخليلات، ويشيدون داخل قصورهم "مسابح من لبن" حتى تلين بشرتهم الخشنة وتصير ناعمة وبعدها يتوجهون للتجول عبر "الباصات الحمراء" في لندن ويرتادون أكبر الملاهي العالمية وحينما تعجبهم سكرتيرة في شركة عالمية، فهم لا يترددون إطلاقا في شراء تلك المؤسسة بما فيها ويقدمونها عربونا للعينين الخضراوين لتلك الشقراء (الأموال موجودة والخير كثير)، ويحققون ليلة أخرى من قصص ألف ليلة وليلة لتكون "الليلة الثانية بعد الألف". يصوروننا أيضا على أننا براميل بترول والتي بعائداتها نشيد جزر اصطناعية بكل الأشكال لا لشيء سوى أن تلقى "صدى إعلاميا ضخما" تتحدث عنه وسائل الإعلام العالمية ويدرج في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية وتصبح أعجوبة من عجائب الدنيا ؟؟؟
من جهة أخرى يقدموننا للعالم "الحر" على أننا إرهابيون دمويون، همهم الوحيد التخريب وسفك الدماء وكره الآخرين والإنتقام والثأر المتأصل في طبعنا.
ماذا فعل إعلامنا العربي في هذا الشأن ؟ حتى يستطيع مواجهة الغزو الثقافي العالمي ؟
إعلامنا يكتفي فقط بـ"اجترار" برقيات وكالات الأنباء ووكالات الصور العالمية، وأحيانا لا يعيد حتى صياغتها وفق الخط الافتتاحي لوسيلته الإعلامية، بل يحولها مباشرة إلى المطبعة أو إلى "خارطة الطريق" في النشرات الإخبارية المتلفزة، لأنه ببساطة لا يملك شبكة من المراسلين عبر بقاع العام لجلب المعلومات من مصادرها ولا يملك الأجهزة التقنية المتطورة الخاصة بالتركيب الآني والبث الحي، وحتى ولو امتلك تلك التقنيات فهو أحيانا لا يحسن استعمالها بسبب ضعف تكوين الإعلاميين وقلة احترافيتهم (وهناك فرق شاسع بين شراء التكنولوجيا وبين التحكم في استعمالها). ومن جهة أخرى فهو يقلد الغرب في كل شيء (حصة "من يربح المليون"، "ستار أكاديمي"...الخ.
إذن الإعلام العربي لا يستطيع أن يتصدى للغزو الثقافي ؟ ولا يستطيع أن يسبح ضد التيار وليس بإمكانه أن يرفض القرارات، لأنه في موقع ضعف وهو مجرد تابع لا غير وهم لا يأبهون إن كانت للإعلام العربي صورة سلبية توحي بالرجعية والتخلف والانغلاق، لأن هذه المصطلحات تجاوزها الزمن وزمام الأمور بين أيديهم، بالعكس فهم يقولون له صراحة عبارة "دز مْعاهم" أو "موت يا حْمار".
نتطرق الآن إلى محور آخر من النقاش وننطلق من نتيجة هامة تتجسد في عبارة: "قد لا تنجح وسائل الإعلام في أن تقول للناس
كيف يجب أن يفكروا
، لكنها تنجح نجاحا مبهرا في أن تقول لهم في
ما يجب أن يفكروا
".
سنأخذ بعض القنوات الفضائية التي نرتادها كثيرا، فعندما نشاهد في إحدى حصصها الخاصة بالأعشاب الطبية مثلا، تتناول "الزنجبيل"، ففي الأيام التي تلي الحصة كل الناس تبحث عن الزنجبيل وتتحدث في حواراتها اليومية عن الزنجبيل وفوائد الزنجبيل، الزنجبيل، الزنجبيل... إلى أن يأتي دور "التلبنة"، فيتحول الكل إلى التحدث عن التلبنة، ثم يأتي دور "النعناع" و"الزعتر" ووووو... وعندما تستضيف قناة معينة شخصيات متخصصة مثلا في "التنمية البشرية"، نجد كل القنوات تتهافت لاستضافة تلك الشخصيات ويصبح الرأي العام يتحدث عن هذا العلم الجديد وعن شخصياته.
إذن من خلال هذه الأمثلة البسيطة نكتشف أن القنوات الفضائية استطاعت بطريقة إيحائية غير مباشرة أن تفرض المواضيع التي ينبغي أن يتداولها الرأي العام وهو ما يعرف بـ "قولبة الرأي العام".
البريء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى البريء
البحث عن المشاركات التي كتبها البريء